رددتُ كلام بليد دونَ تفكير. نظر إليّ ليوبولد بعيونٍ مفتوحةٍ على مصراعيها.
لماذا ينظر إليّ هكذا؟ شيءٌ ما غريب…
“آه! أنا آسفة! كيف تجرؤتُ و ناديتُ الدوق السابق بـ‘الجد’…!”
انحنيتُ على الفور معتذرةً. أردتُ أن أضرب رأسي الغبيّ بشدة. مهما كان يعاملني كحفيدةٍ تقريبًا، كان ذلكَ وقاحة كبيرة.
عندما دخلتُ قصر الدوق لأول مرة، كانت إحدى دروس الآداب التي تلقيتها هي استخدام الألقاب بشكلٍ صحيح.
كانت صارمةً جدًا في هذا الدرس.
“يجب أن تُظهري الاحترام الكامل لسادة فالتشتاين. حتى لو عاملوكِ بلطف، لا تنسي أبدًا مكانتكِ. هذا ينطبق عليّ أيضًا، و على كلّ مَنْ يعيش في أرض فالتشتاين. إنهم أسيادنا. تذكّري ذلك.”
مع كايدن، كنتُ أتجاوز حدودي أحيانًا لأننا قضينا سنواتٍ معًا و كان يعامني كصديقة، لكنه كان متساهلاً.
لكنني، في النهاية، انا من عامّة الشعب. لا أعرف والديّ و لا تاريخ ميلادي.
عندما وصلتُ إلى هذه النقطة، بدأتُ أتساءل: هل من الصواب أن أتزوج دوقًا عظيمًا؟
شعرتُ أن كل شيء يسيرُ بشكلٍ خاطئ.
صرخَ ليوبولد:
“لماذا تنحنين هكذا؟! قفي فورًا!”
“نعم؟!”
أجبتُ بصوتٍ مرتبك، و عدّلتُ ظهري على الفور لأنظر إليه.
كان ليوبولد يحدّقُ بي بنظراتٍ مخيفة. ابتلعتُ ريقي.
توقعتُ أن يوبّخني هذا النبيل النموذجي بشدة.
لكنه قال شيئًا غير متوقع:
“مَنٔ أنتِ؟”
“…نعم؟”
عندما أصدرتُ صوتًا مرتبكًا، هدر:
“مَنٔ أنتِ؟!”
“أنا ماريان كروغمان!”
أجبتُ بسرعة. بعد عشر سنواتٍ كفارسة، كنتُ أرد تلقائيًا على صراخ الأعلى رتبة.
“مَنٔ أعطاكِ لقبكِ؟”
“أنتَ، سموّ الدوق السابق!”
أومأ ليوبولد.
“إذن، أنا جدكِ، أليس كذلك؟”
“نعم…؟”
نظرتُ إليه مذهولةً. تنحنح ليوبولد وقال:
“و أنتَ، أيها المتهوّرة! كيف تنحنين هكذا بسهولة؟! سيّدة سيف و تفعلين هذا؟! لا يجب أن تأخذي رأسكِ باستخفاف! هل فهمتِ؟!”
“نعم، نعم!”
أجبتُ بحيرة. لم أفهم ما يحدث. شعرتُ بنظرات كايدن، لكن خطاب ليوبولد قد بدأ، فلم أجد وقتًا للنظر إليه.
قال ليوبولد إن النبيل يجبُ أن يرفع رأسه بكبرياء دائمًا.
“لكنني لستُ نبيلة؟”
“أيتها الغبية! هل تعتقدين أن النبالة شيءٌ كبير؟! قدراتكِ و تصرفاتكِ هي ما يجعلكِ تبدين نبيلة!”
أومأتُ بحيرة و استمعتُ إلى محاضرته عن ‘ما هي النبالة’.
بعد أن انتهى، بدا ليوبولد مرتاحًا وقال:
“حسنًا. سواء كنتما عاشقين حقًا أم لا، بما أنكما تقدمتما بعرض زواج، يجب أن تتحملا المسؤولية حتى النهاية.”
أومأنا أنا و كايدن. بدا أنه لا ينوي تصديق أننا حبيبان.
“سأدعمكما.”
“حقًا؟”
سألنا أنا وكايدن بدهشة. لوّح ليوبولد بيده بنفاد صبر:
“هل رأيتني أقول شيئًا و أتراجع عنه من قبل؟”
“شكرًا، جدي.”
“لكن الإمبراطور والنبلاء الآخرون سيعارضون. لن يكون الأمر سهلاً.”
أومأَ كايدن.
زواج النبلاء يتطلّب موافقة الإمبراطور، خاصةً لدوقٍ عظيم مثل كايدن، حيث يكون تدخّل الإمبراطور أكبر.
طرقَ فيتو، نائب كايدن، على الباب:
“سموّ الدوق، حان وقت المؤتمر الكبير. يجب أن نتوجه إلى القصر.”
“جدي، سأذهب الآن.”
حيّينا ليوبولد وصعدنا إلى العربة متجهين إلى القصر.
المؤتمر الكبير هو اجتماعٌ سنوي بعد عيد التأسيس، يجمع النبلاء من جميع أنحاء الإمبراطورية.
كان حضوره إلزاميًا للجميع.
من المضحك أنني، رغمَ أنني لستُ نبيلة، يجب أن أحضر لأنني واحدة من سادة السيف الإثنين الوحيدين في الإمبراطورية.
منذ أن بلغتُ الثامنة عشرة، كنتُ أحضر هذا المؤتمر سنويًا، لذا كنتُ معتادةً عليه.
لم يكن عليّ فعلُ شيء. فقط الوقوف، الاستماع إلى الإمبراطور و النّبلاء، و النّوم بعيونٍ مفتوحة.
لكن هذا المؤتمر كان مقلقًا. من المؤكد أن الحديث سيدور حولي أنا و كايدن.
في العربة إلى القصر، كان فيتو معنا، فلم نتمكن من مناقشة خطتنا.
عندما نزلنا من العربة، تسلطت أنظار النبلاء علينا. سمعتُ همهمات:
“هل هما حقًا يتواعدان؟”
“يقولون إنه فعلَ ذلكَ لتجنّب الزّواج من الأميرة كارولين.”
“يا إلهي. لكن كيف يختار تلك المتهورة؟”
بدأتُ أقلق. كان الناس يشكّكون في علاقتنا.
ثم ظهرت كارولين من بين النبلاء.
“سموّ الدوق.”
“أحيي صاحبة السّمو الأميرة.”
حيّيناها أنا و كايدن.
حدّقت كارولين بي بنظراتٍ قاتلة. تجاهلتُها، مركزةً على منطقة فوق شفتيها. استدعت كارولين كايدن بمفرده:
“لا يزال لدينا وقت. دعنا نتحدث قليلاً.”
“حسنًا. ماريلن، انتظريني هنا.”
“حسنًا.”
ذهبا إلى عمودٍ قريب.
ربما اعتقدت كارولين أن صوتها لن يُسمع، لكن كوني سيّدة سيف جعلني أسمع من هذه المسافة.
“سيديّ الدوق، لنتزوج.”
يا إلهي، بدأت كارولين بقوة.
“سموّ الأميرة، أنا آسف، لكن لديّ مَنٔ أحب.”
سخرت كارولين من كلام كايدن الوقح:
“مَنْ تحبّ؟ تلكَ العامية؟”
“نعم.”
بدت كارولين غاضبة.
كان ذلكَ مهينًا لكبريائها كأميرة. تنفست بعمق، كأنها تكبح غضبها، و قالت بأسنانٍ مشدودة:
“حسنًا، سأتنازل خطوة. سأسمح لكَ بأن تجعلها عشيقة.”
شعرتُ بالغضب.
مَنٔ سمح لها بجعلي عشيقة؟ هل كونها أميرة يعطيها هذا الحق؟
بينما كنتُ أغضب، ردَّ كايدن، ابن الرومانسي الأسطوري:
“قلبي ينبض لماريان فقط. لا يمكنني جعلها عشيقة.”
أشارتْ كارولين بغضب:
“أنتَ الآن تسيء إلى اسم فالتشتاين!”
إذن أنا الإساءة هنا.
شعرتُ بالإهانة. منذُ وصولي إلى القصر، لم أجد لحظةً لأشعر بالتحسن.
“ما الذي لا يعجبكِ فيّ؟ أنا جميلة، طويلة، رشيقة، وبشرتي ناعمة! وأنا أميرة ملكيّة!”
كما فكرتُ من قبل، أبناء الإمبراطورة يعانون من مرض جنون عظمة الأمير و الأميرة الحاد.
كيف قامت بتربيتهم ؟
“ماريان أطول قليلاً.”
“سموّ الدوق!”
“هاه.”
بدا كايدن متعبًا. مرّرَ يده على جبهته وقال:
“منذُ صغري، كنتُ أتمنى أن تكون زوجتي شخصًا أحترمه.”
رفعت كارولين ذقنها وقالت:
“إذن، أنا الأنسب.”
“أنا أحترم ماريان.”
نظرتُ إلى كايدن بدهشةٍ وهو يتعثر فجأةً.
كيف يحترم دوقٌ عظيم فارسةً من عامة الشعب؟
مَنٔ سيصدق هذا؟
عندما اعتقدتُ أن كل شيء انهار بسببِ كلامه غير المنطقي، قال:
“رأيتُ ماريان لأوّل مرة عندما كانت في الثالثة عشرة. طفلةٌ نحيفة بالكاد تستطيع حمل سيف، لكنها قاتلت الوحوش بشراسة. كانت تقطع و تقطع. راقبتُها لعشرِ سنوات.”
بدأ فمي يتسع. استدار كايدن، و التقت أعيننا.
“فكيف لي ألاّ أحترمها؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 29"