“لديّ ظروفي الخاصّة. أريد التغلّب على هذا الوضع، لكنّني لا أستطيع، و هذا يجعلني محبطة و مضطربة. لكن ، تنهّد الدوق هكذا دونَ أن يعرف شيئًا، لا يشعرني بالراحة.”
“……”
ظهرت الحيرة على وجه كايدن. لم أرَ مثل هذا التعبير منه منذُ وقتٍ طويل. نزلَ صمتٌ محرج بيننا.
لكن سرعان ما أدركتُ خطأي. نسيتُ للحظة، بسبب ذكريات حياتي السابقة، أنّ هذا مجتمعٌ طبقيّ.
فتحتُ فمي بسرعة:
“بـ، بالطبع، أعلم أنّ الدوق شخصٌ طيّب. أن أتحدّث بحرّيّة هكذا، رغمَ كوني من عامّة الشعب، هو بفضل تسامحكَ…”
“لا بأس بذلك.”
قاطعني كايدن.
“ماذا؟”
“أنتِ الوحيدة بالنّسبةِ لي.”
ارتبكتُ من كلامه المفاجئ. عندما فتحتُ عينيّ على وسعهما، نظرَ إليّ بجديّة و قال:
“يجب أن يكون الأمر نفسه بالنّسبةِ لكِ، أليس كذلك؟”
أدركتُ عندئذٍ ما يقصده.
سيّد السيف.
إنسانٌ تجاوز الحدود التي لا يستطيع الناس العاديّون اختراقها.
لقد تجاوزنا تلكَ الحدود، لذا أصبحنا شيئًا مختلفًا عن الأشخاص العاديّين.
نحن الشّخصان الوحيدان الذين نتفهّم بعضنا البعض. و ربّما، ما لم يظهر سيّد سيفٍ آخر، سيظلّ الأمر كذلك طوالَ حياتنا.
“أعتذر إذا بدوتُ و كأنّني أنظر إليكِ بشفقة. أنتِ فقط…”
اختارَ كايدن كلماته ثم ضحكَ.
“تبدين طفوليّةً جدًّا.”
“ماذا؟!”
أليس هذا نفس النظر إليّ بشفقة؟!
“و كنتُ أعتقد أنّنا أصدقاء.”
“ماذا…؟”
عندما نظرتُ إليه مذهولة، قال:
“و ماذا لو كنتِ قليلة اللباقة أو تشاجرتِ معي؟ أنتِ الوحيدة التي أثق بها لحمايةِ ظهري.”
كان يقول إنّه يثق بي.
“وسأكون أكثر حذرًا في المستقبل. يبدو أنّني كنتُ أعاملكِ كطفلةٍ صغيرة. أعتذر. لم يكن ذلك لأنّني لا أحبّكِ.”
كايدن كان شخصًا طيّبًا جدًّا.
ابتسمتُ دونَ وعي. وفي الوقت نفسه، شعرتُ و كأنّ قلبي يحترق.
في القصّة الأصليّة، أقوم بخيانة كايدن و أنضمّ إلى وليّ العهد. و بعد سلسلةٍ من الصراعات، نصل إلى نقطةٍ لا رجعة فيها.
ابتسمتُ بجهد و قلتُ:
“أنا أيضًا أحبّ الدوق.”
“…أنتِ تحبّينني؟”
نظرَ إليّ كايدن متفاجئًا.
“ظننتُ أنّ الدّوق يكرهني، لذا أنا سعيدة أنّ هذا ليسَ صحيحًا.”
“…آه، حسنًا.”
بدا كايدن محرجًا نوعًا ما. فكّرَ للحظة ثم قال:
“ماريان، ماذا عن إجازةٍ طويلة؟”
“إجازة طويلة؟”
“نعم. التقاعد قد يكون صعبًا، لكن يمكن أن تحصلي على إجازةٍ لمدّة سنة أو سنتين تقديرًا لإنجازاتكِ.”
“…..”
“قد يبدو هذا تدخّلًا، لكن رفضكِ لعرضِ وليّ العهد كان صائبًا. لا داعي للتورّط في نزاعاتٍ سياسيّة لا لزوم لها. و إذا حصلتِ على لقبٍ نبيل، فمن الأفضل أن تحصلي عليه من جلالة الإمبراطور نفسه. سأتحدّث إلى جلالته جيّدًا، فماذا عن أن تأخذي إجازةً لإدارة أراضيكِ الممنوحة لكِ و لتهدئة قلبكِ؟”
كان اقتراحًا منطقيًّا، لكن في الوضع الحاليّ، إجازة لسنة أو سنتين لن تعني شيئًا.
علاوةً على ذلك، الحصول على لقبٍ سيربطني بالإمبراطوريّة أكثر.
“لا، لم أعد مهتمّةً بالألقاب أو الأراضي. أريد التقاعد فقط.”
“…هل هناك شيءٌ محدّد تريدين فعله بعد التقاعد؟”
“هناك الكثير من الأشياء التي أريد فعلها.”
“مثل ماذا؟”
فكّرتُ للحظة ثم قلتُ:
“أريدُ السّفر حول العالم… و أيضًا، أريدُ إيجاد الحبّ الحقيقيّ.”
“الحبّ… الحقيقيّ؟”
“نعم.”
توقّف كايدن لفترةٍ طويلة. ثم قالَ متردّدًا:
“…إذا كنتِ تريدين لقاءات زواج…”
“لا، ليست لقاءاتٍ مصطنعة. أسعى إلى لقاءٍ طبيعيّ.”
نظرَ إليّ كايدن كأنّه لا يفهم.
“كما تعلم، كنتُ مغرمةً بوليّ العهد لفترةٍ قصيرة، أليس كذلك؟”
“ليست قصيرة.”
تجاهلتُ تعليقه الطفيف.
“عندما أفكّر الآن، لا أعرف لماذا أحببته. بالطّبع، هو وسيم، لكن شخصيّته… على أيّ حال، كلّ الرجال الذين قابلتهم إمّا كانوا يرتجفون خوفًا منّي أو كانوا مهتمّين بمجدي. لم أعد أريد مثل هذا الحبّ.”
“إذن؟”
أومأَ كايدن لأستمرّ، فضربتُ الأوسمة على صدري.
“أريد نزع رتبي و العثور على شخصٍ يحبّني كما أنا.”
بمعنى آخر، أردتُ أن أجد شخصًا يحبّني كما أنا، سواء كنتُ سيّدة سيف أم لا.
لكن كايدن قاطعني:
“ألم تقولي إنّكِ تريدين شخصًا وسيمًا، طويل القامة، كفء، ذو شخصيّة لطيفة، يتطابق مع قيمكِ و روح الدعابة، ولا يزيد فارق العمر عن 4 سنوات؟”
قد يكون هناك شخصٌ كهذا!
زممتُ شفتيّ و تمتمتُ:
“هذا مجرّد نوعي المفضّل. سيكون رائعًا إذا تحقّقت كلّ الشروط، لكن لا بأس إن لم تتحقّق.”
فركَ كايدن ذقنه و تمتم:
“هممم… حقًّا؟”
“لذا، إذا ساعدتني في التقاعد…”
رأيتُ فرصة، لكنّه رفضَ بحزم:
“سأساعدكِ في الحصول على إجازة، لكن لا يمكنني مساعدتكِ في التقاعد. جلالة الإمبراطور لن يترككِ بسهولة.”
نظرَ كايدن إليّ مباشرةً و قال:
“وأنا أيضًا لا أريدكِ أن تذهبي.”
* * *
تنهّدتُ.
يبدو أنّ الحصول على مساعدة كايدن سيكون صعبًا. لكن تأثّرتُ بحقيقة أنّه يهتمّ بي أكثر ممّا توقّعتُ.
‘هل هذا بسببِ رابطة الرفاق التي بنيناها على مدى 10 سنوات و نحن نتدحرج في الثلج؟’
لكن في القصّة الأصليّة، قتلتُ هذا الرفيق في النهاية. لأنّني تجاوزتُ حدود ما يمكن أن يتسامح معه كايدن.
لم أقتل إنسانًا قطّ.
رغمَ أنّ الإمبراطور منحني لقب فارسة وأنا في الثالثة عشرة، ربّما شعرَ بالذنب، فلم يرسلني إلى أماكن تتطلّب قتل البشر. قتلتُ الوحوش فقط.
لكن في القصّة الأصليّة، بعد انضمامي إلى وليّ العهد، قتلتُ الكثير من الناس.
“ماريان، يا فتاة السّيف ذات الشعر الأحمر، تعالي بسرعة.”
رحّب بي الإمبراطور بذراعين مفتوحتين.
استدعاني الإمبراطور منذُ الصّباح. لا بد أن ماريوس قد نقل الأخبار إليه.
بالطبع، أردتُ أن يصل خبر التّقاعد إلى أذن الإمبراطور عندما تحدثتُ إلى وليّ العهد.
“أحيي شمس الإمبراطورية، جلالة الإمبراطور.”
“حسنًا، حسنًا. يبدو أن هذه أول مرة نلتقي وحدنا.”
“إنه شرفٌ عظيم.”
لقد أصبحتُ فارسةً لإمبراطورية غراتييه منذ 10 سنوات.
خلالَ تلكَ السّنوات، كانت هذه أول مرة ألتقي فيها بالإمبراطور وحدي، مما يثبت أن معاملتي كانت ضعيفة.
في سنوات مراهقتي، كنتُ أزور الإمبراطور مع كايدن لأنني كنتُ صغيرة، لكن هذا كان مبالغًا فيه.
“لا تشعري بالإهانة كثيرًا. عندما رأيتكِ أوّل مرة، كنتِ في العاشرة، أليس كذلك؟”
“الثالثة عشرة.”
“نعم، صغيرة جدًا. ههه، اجلسي.”
“شكرًا.”
أشارَ الإمبراطور إلى كرسي مقابل الطاولة. كان على الطاولة مجموعة شاي و حلويات أعدّها طاهي القصر بعناية.
تباهى الإمبراطور بأنه أمر الطاهي بإحضار حلويات تحبها الفتيات في مثل عمري. دعاني للاستمتاع بها.
[إذا أردتِ التلميح إلى أنكِ شعرتِ بالإهمال، لا تلمسي الحلويات!]
“أنا أحبُّ الحلويات. شكرًا، جلالتك.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 21"