بالطّبع، لن يستطيعَ الإجابة. حتّى أنا مشوّشة. اللّعنة.
خلالَ إغماءاتي المتكرّرة، استمرّت أحلامي عن حياتي السّابقة. ثمّ أدركتُ.
في حياتي السّابقة، كنتُ إنسانةً ضعيفةً تعاني من “رهاب الدّم”، فأفقدُ الوعي عندَ رؤيته، وقد تجسّدتُ الآن في عالم رواية الرّومانسيّة الخياليّة <حسب رغبة القدّيسة>.
من سوء حظّي أنّ صدمة حياتي السّابقة لا تزال تؤثّر عليّ حتّى الآن.
“اللّعنة…”
“… ماريان كروغمان. هل قلتِ شيئًا فظًّا للتّو؟”
رغمَ توبيخ كايدن، لم أسمعه.
كايدن سيقتلني في المستقبل.
حسنًا، قتل سيّد سيفٍ مثله لن يكون سهلًا إلّا على يد سيّد سيف آخر، أليس كذلك؟
“اللّعنة. آه. هذا مقرف حقًّا.”
“ماريان!”
“سيّدي الدّوق. إذا فتحتُ عينيّ، قد يُغمى عليّ مجدّدًا. هل يمكن نقلي إلى غرفة منفردة؟ لديّ ما أقوله.”
عندما ذكرتُ احتمالَ.إغمائي مجدّدًا، خفّت نبرة كايدن قليلًا.
“هل هناك ما يُزعجكِ؟ هل هو شيءٌ يصعب قوله أمام الجنود؟”
“نعم.”
لا أستطيع فتحَ عينيّ الآن حتّى لو أردتُ. من المؤكّد أنّ الضّمادات الملطّخة بالدّم متناثرة حولي.
“حسنًا.”
فجأةً، شعرتُ بجسدي يُرفع. فتحتُ عينيّ من الصّدمة، فكانَ وجه كايدن أمامي مباشرةً.
“سيّدي، سيّدي الدّوق؟!”
صرختُ من الارتباك، فعبسَ كايدن.
“اخفضي صوتكِ.”
“كنتُ أعني أن يتمَّ نقلي على نقّالة المصابين!”
“هذا أسرع.”
“لا، لكن هذا…”
إنّه مهين! مهما كنتُ متهوّرة، هذا التّعامل لا يليق!
أنا سيّدة سيف إمبراطوريّة غراتييه، فكيف لكرامتي و مكانتي الاجتماعيّة أن تُهانَ هكذا!
من الصّدمة، بدأتُ أرفس بيديّ و قدميّ. بينما كان كايدن يحاول قول “اهدئي قليلًا…”، رأيتُ جنديًّا ملطّخًا بالدّم، فصرختُ:
“آه!”
و أُغميَ عليّ مجدّدًا.
* * *
عندما فتحتُ عينيّ، رأيتُ ثريّة متلألئة. تمسّكتُ برأسي النّابض و نهضتُ ببطء.
“…هل أنا داخلَ قلعة الدّوق؟”
“أجل.”
“آه!”
كان الدّوق جالسًا بجانبِ السّرير، يطوي ذراعيه و ينظر إليّ.
“أفزعتني! كيف لشخصٍ أن يكون بلا صوتٍ كالأشباح.”
قُلتُ الجملة الأخيرة بهمس. فتحرّكَ حاجبا كايدن وقال:
“يبدو أنّكِ الآن في حالٍ أفضل.”
“نعم، حسنًا…”
نظرتُ حولي، فبدت الغرفة واحدةً من غرف الضّيوف في قلعة الدّوق.
‘لحسنِ الحظّ، لستُ في المشفى. لن أرى الدّم بعد الآن.’
فجأةً، تذكّرتُ كيفَ حملني كايدن كأميرة.
‘اللّعنة، يا للعار.’
بسببِ شعوري بالغضب، حدّقتُ في رئيسي.
لم يرفّ له جفن، و فتحَ فمه قائلًا:
“ألم أخبركِ بالعودةِ إلى الصّف؟”
“…..”
سرعانَ ما خفّفتُ نظرتي لتبدو كالحَمل الوديع.
ترول أضخم من حجمي ليسَ من السّهل مواجهته بمفردي، حتّى لو كنتُ سيّدة سيف.
بالطّبع، يمكنني مواجهته، لكنّه يتطلّب وقتًا أطول و تركيزًا أعمق.
تنهّـدَ كايدن.
“هاا. هل جننتِ لدرجة أنّكِ تتمنّين الموت؟”
“…آسفة، سموّ الدّوق.”
“…ماذا؟”
نظرَ إليّ كايدن بوجهٍ متفاجئ. لماذا هو هكذا؟ على أيّ حال، هذه ليست المشكلة.
لقد تذكرتُ للتوّ حياتي السّابقة، و حتّى في هذه اللحظة، كانت الأفكار تتزاحم في ذهني.
أصبحتُ الآن أفقدُ الوعي عندَ رؤية الدّم. و حسبَ تدفّق أحداث الرّواية، سأكون مجرّد أداة للشّرير، ثمّ أموتُ على يد الدّوق كايدن الواقف أمامي.
“هل لهذا علاقة بإغماء السّيّدة ماريان ثلاثَ مرّات اليوم؟”
جلسَ كايدن خلفَ مكتبه الضّخم في غرفة العمل، يدعمه بيديه المتشابكتين، و قال:
“قالت أنّه يُغمى عليها عندَ رؤية الدّم.”
“ماذا؟”
نظرَ فيتو إلى كايدن بدهشة.
عبسَ كايدن قليلًا.
“وأيضًا، اعتذرت لي.”
“…هل تقصد اعتذارا حقيقيًّا بمعنى الكلمة؟”
“نعم، ماريان قالت إنّها آسفة.”
“آه!”
فتحَ فيتو فمه من الصّدمة، كأنّ الاعتذار عبارة عن سمٍّ قاتل.
لكن مَنٔ يعرف ماريان لن يتمكّن من عدم التّفاجؤ.
ماريان تعتذر!
في المعتاد، كانت ستزمّ شفتيها، تنفي أيّ خطأ، و تُصرّ أنّ الحادث وقعَ بسببِ غباء و تخلّف الجنود أو الفرسان الآخرين مقارنةً بها.
“من المؤكّد أنّها أصيبتْ في رأسها. ربّما أصابتها صدمة نفسيّة…”
عند همهمة فيتو، فتحَ كايدن عينيه قليلًا متفاجئًا وسأل:
“صدمة نفسيّة؟”
“نعم. لا يمكن أن تعتذرَ السّيّدة ماريان إلّا إذا تعرّضت لصدمةٍ نفسيّة بهذا الحجم.”
“…معكَ حقّ.”
أومأَ كايدن بوجهٍ جادّ.
* * *
“اللّعنة! أُغمي عليّ مجدّدًا؟”
كنتُ أسير في ممرّات قلعة الدّوق عندما صادفتُ جنديًّا يرتدي زيًّا ملطّخًا بالدّم، فكان ذلكَ سبب المشكلة. عندما فتحتُ عينيّ، وجدتُ نفسي في غرفة الضّيوف مجدّدًا.
“أسقطُ كأنّني شخصٌ لم يأكل منذُ أيّام…”
وضعتُ يدي على جبهتي.
هذا العالم ليسَ كحياتي السّابقة حيث يمكنني العيش دونَ قتل نملة واحدة. هنا تظهر الوحوش، وتندلع الحروب مع الدّول المجاورة بين الحين والآخر.
في عالمٍ كهذا، أن أكون جسدًا يسقط عند رؤية الدّم، بينما لا أعرف متى أو أين قد يهاجمني الخطر!
وعلاوةً على ذلك، وفقًا للرّواية الأصليّة، فإنّ مصيري هو الموت.
لنلخّص: أنا و كايدن شخصيّتان داعمتان بارزتان في الرّواية.
البطل الرّئيسي هو الأمير الثّاني لوكاس غراتييه، الذي يتنافس مع أخيه غير الشّقيق، وليّ العهد.
كايدن هو الحليف الذي يساعد لوكاس، بينما أنا، ماريان، الحليفة التي تدعمُ وليّ العهد.
لذا، عندما تصلُ القصّة إلى ذروتها، سأخوض معركة حياةٍ أو موت مع كايدن، و سأُهزم و أموت.
‘لا يمكنني أن أموتَ هكذا.’
تجوّلتُ في الغرفة بقلقٍ و أنا أفكّر.
حتّى لو كنتُ أتبع وليّ العهد، هل يستحقّ ذلك حياتي؟
سأعترف بصراحة. كنتُ أحبّ وليّ العهد. بل كنتُ أحبّه للغاية.
في ساحات الحرب، كنتُ أتذكّر كلامه اللّطيف، شعره الأشقر الجميل، و عينيه الخضراوين.
لكن، بشكلٍ مفاجئ، لم تعد مشاعري تجاه وليّ العهد كما كانت.
هل هذا بسببِ إدراكي لحياتي السّابقة؟
كيف وقعتُ في حبّه أصلًا؟ هل لأنّه كان لطيفًا معي، أنا المنحدرة من عامّة الشّعب؟ أم لأنّ مظهره كملاك؟
ماذا لو كانَ إعجابي به مجرّدَ جزء من “القصّة”؟
طق طق.
“مَنٔ هناك؟!”
رددتُ بحدّةٍ على الطّرق، فجاءَ صوت كايدن:
“أنا.”
من الصّدمة، فتحتُ الباب بسرعة.
“سموّ الدّوق، ما المناسبة؟…”
بخضوع تلقائيّ، رحّبتُ برئيسي و أدخلته إلى الغرفة.
“…أنتِ مختلفةٌ عن المعتاد.”
“ماذا؟”
تمتمَ الدّوق بوجهٍ جادّ.
“من المؤكّد أنّكِ أصبتِ في رأسكِ. لقد أُغمي عليكِ مجدّدًا، أليس كذلك؟”
ما هذا؟ لماذا هذا الرّدّ؟
كأنّه ينظر إلى مريضة يُرثى لها…
‘آه!’
أدركتُ فجأة.
‘لقد كنتُ لطيفةً و مهذّبةً أكثرَ من اللّازم!’
أنا ماريان كروغمان؟! متهوّرة الإمبراطوريّة التي تُعامل رؤساءها كالأوساخ!
في المعتاد، كنتُ سأقول بشكلٍ وقح أمام الدّوق، ذي الرّتبة العالية: “لمَ جئتَ؟” أو “أنتَ لا تتمنّى موتي، أليس كذلك؟” أو غيرها من التّصرّفات المتغطرسة.
رفعتُ رأسي بسرعةٍ لأنظرَ إلى كايدن… لكنّه كان أطولَ منّي بمقدار ذراعين.
…حسنًا. بما أنّ الأمر وصلَ إلى هنا، ربّما فكرة أن أكونَ مهذّبة بسببِ إصابة في الرّأس ليست سيّئة.
“نعم. لذا، هل يمكنني التّقاعد… أرجوكَ؟”
“…يبدو أنّكِ عانيتِ كثيرًا.”
‘…؟!’
بشكلٍ مفاجئ، بدا وكأنّه قلقٌ عليّ.
أمرٌ لا يصدّق، أنْ أرى تعبيرًا إنسانيًّا من هذا الرّجل.
بالطّبع، لمَنْ لا يعرف كايدن، قد يبدو خاليًا من التّعبير.
لكن بالنّسبةِ لي، التي قضت عشر سنوات تتقلب معه في حقول الثّلج، كنتُ أرى بوضوحٍ لمحة من الشّفقة في عينيه.
“ماريان، تقاعد سادة السّيف في الإمبراطوريّة أمرٌ صعب. العائلة الإمبراطوريّة لن تسمحَ بذلك.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 2"