الفصل 19
تمّت السيطرة على القصر الإمبراطوري بسرعة. كلّ ذلكَ بفضل تطوّري إلى مستوى أعلى.
بووم!
“هاه.”
تنفّستُ الصعداء بعد أن أسقطتُ آخر وايفرن.
لكي لا أرى الدم، نظرتُ إلى السماء و صرختُ لقائد الحرس:
“لقد انتهيتُ منه! هل جميع أفراد العائلة الإمبراطورية بخير؟”
“نعم! شكرًا جزيلًا، سيدة ماريان!”
“لا بأس. أرجو أن تتولّوا التنظيف!”
“حاضر!”
كان صوت قائد الحرس مشرقًا. سمعتُ همهمات النبلاء المحيطين.
“لقد أسقطت وايفرن بقبضتها.”
“يا إلهي… كيف يمكن هذا؟”
تجاهلتُ كلامهم و نظرتُ عبر النافذة.
كان عدد الوايفرن التي تحلّقُ فوقَ العاصمة قد تقلّص إلى أربعة. يبدو أنّ كايدن و الجنود يعملون بجدّ للتخلّص منهم.
‘هل يجب أن أذهبَ لمساعدته؟’
تردّدتُ بين مساعدته أو أن أكون عائقًا له.
بالتأكيد، على عكسِ تغطية السيف بالهالة كالمعتاد، كان تغطية جسدي كلّه بالهالة مرهقًا جدًّا.
وعلاوةً على ذلك، بما أنّني سأفقد وعيي إذا رأيتُ الدم، تحرّكتُ بعيونٍ مغلقة، مما ضاعف الإرهاق.
لكنّني أدركتُ شيئًا.
تضاعفت حواسي عدّة مرّات عن المعتاد. كان شعورًا مذهلًا.
مشابه لما شعرتُ به عندما استخدمتُ الهالة على سيفي لأوّل مرّة وأصبحتُ سيّدة سيف. كان شعور التألّق يجتاحني.
[…أنتِ رائعة.]
تمتمَ بليد فوق كتفي.
‘اعتنِ بنفسك.’
[تباهي كما شئتِ. حسنًا، كنتِ رائعةً قليلًا.]
أشارَ بليد بحركةٍ تافهة. بينما كنتُ أحدّق به:
“كارولين! لا أرى كارولين!”
سمعتُ صوت الإمبراطورة يتمزّق من الخلف.
‘كارولين… تقصد الأميرة الثالثة، أخت الوليّ العهد؟’
بالمناسبة، لم أرَ الأميرة الثالثة طوالَ الحفل اليوم.
آملة ألّا أرى أيّ شخصٍ ينزف، خفضتُ نظري من السماء و بحثتُ حولي.
رأيتُ نبلاء عادوا بعد هروبهم. من بعيد، رأيتُ وليّ العهد ماريوس، والأمير لوكاس، و في مكانٍ أبعد، الأميرة سيرينا.
لحسنِ الحظ، بدا جميع أفراد العائلة المالكة سالمون دونَ خدش. نظرتُ إلى المنصّة، حيث كان الإمبراطور يساند الإمبراطورة التي كادت تسقط و يصرخ:
“مَنٔ يعرف مكان كارولين؟!”
تقدّمت نبيلة و هي ترتجف بشدّة إلى الإمبراطور.
“أنا… أنا خادمة الأميرة كارولين.”
“حسنًا! أين الأميرة؟ لماذا هي غير موجودة؟!”
“هذا… الأميرة…”
“تكلّمي!”
“ذهبت لمشاهدة المهرجان في العاصمة…”
“ماذا؟!”
استدرتُ فورًا لأنظر عبر النافذة. كان هناك اثنان من الوايفرن يحلّقان في السماء.
* * *
“عليكم بإجلاء الشعب الإمبراطوري!”
“أنقذوني! آه!”
كانت العاصمة في حالة فوضى.
كانت الوايفرن تهدم المباني، و ترمي البشر. لم تتوقّف الصرخات والبكاء.
كانت كارولين في حالةِ ذعر.
لم ترَ هذا المشهد من قبل، وهي التي نشأت في القصر دون نقص.
“الأميرة! هنا…”
قادها ساحرٌ كان مرافقها.
“هل هذا الطريق آمن حقًّا؟!”
عندما وبّخته، استدارَ الساحر مرتجفًا.
“هذا…”
“رغمَ أنكَ لا تعرف ، تجرؤ على أخذي إلى…”
“غررر.”
سمعت صوتًا مخيفًا من الخلف. رأت وجه الساحر يغرق في اليأس. استدارت كارولين ببطء.
“غرر.”
كان وايفرن.
كان الوحش العملاق ينظر إليها وهو يسيل لعابه. لم تستطع أيّ ردّ فعل.
الإرهاق.
كانت مرهقة لدرجة أنّها لم تستطع حتّى التنفّس.
“كيااا!”
نشر الوايفرن جناحيه واندفع نحوها. أغمضت كارولين عينيها بإحكام.
انتهى الأمر.
كلّ ما أرادته كان رؤية المهرجان الذي يستمتع به العامّة. كم كان محزنًا أن تكون أميرةً مأساويّة تنتهي حياتها في شارعٍ قذر.
في تلكَ اللّحظة:
شواك!
“كويك!”
“الأميرة كارولين! ماذا تفعلين هنا؟!”
فتحت عينيها على صوتِ رجلٍ يوبّخها.
كان الوايفرن قد شُقّ إلى نصفين وسقط. بينهما، ظهرَ رجلٌ بشعرٍ أسود.
“الدوق… فالتشتاين؟”
“هل أنتِ بخير؟ اختبئي هناك الآن.”
كان بطلها المنقذ.
* * *
تمّت السّيطرة على القصر بسرعة.
تعاملَ كايدن مع وايفرن العاصمة بمهارة، وكانت الخسائر البشريّة طفيفة مقارنةً بظهور 10 من الوايفرن.
أُعيد بناء القصر المدمّر بمساعدة السحرة والعمال في 3 أيام فقط، بفضلِ السحرة.
خلالَ ذلك، كان كايدن مشغولًا بالتجوّل لمعرفة سبب ظهور الوايفرن في القصر والعاصمة، والتأكّد من سلامة باقي الإمبراطوريّة.
‘لن يجد شيئًا على الأرجح.’
حتّى في القصّة الأصليّة، حاولوا معرفة السبب لكنّ الأمر مرّ دون نتيجة.
ثم أُرسل لوكاس، البطل، للتحقيق في أنحاء الإمبراطوريّة، حيث اكتشف ستيلا وهي تشفي الجرحى بقوّتها المقدّسة، فبدأت قصّتهما المصيريّة.
‘يجب أن يكونا قد التقيا الآن.’
على الرّغمِ من أنّني سيّدة سيف، لكنّني أقلّ مرتبة، فأمضيتُ وقت الفوضى عاطلةً.
لكن عندما عاد القصر إلى طبيعته، أقامَ الإمبراطور حفلًا آخر كأنّ هجوم الوايفرن لم يحدث.
في الواقع، كان الفرق بين عيد ميلاد الإمبراطور وعيد تأسيس الإمبراطوريّة أسبوعين فقط.
من أجل السّلطة الملكيّة، كان يجب إظهار أنّ الإمبراطوريّة لا تزال قويّة رغمَ هجوم الوحوش. لذا، استمتع النبلاء بالحفل كالمعتاد.
التغيير الوحيد كان أنّ الأميرة الثالثة، كارولين، أصبحت ملتصقة بكايدن ولا تريد مفارقته.
“دوق، ارقص معي رقصةً واحدة!”
“…سيدتي الأميرة، لقد رقصنا للتو.”
“هذه المرّة والتس. يجب أن أرقص هذه الأغنية معكَ.”
“…حسنًا.”
نظرتُ إلى المشهد بفضول. سُحب كايدن بسببِ إصرار الأميرة.
‘هذا مختلف عن القصّة الأصليّة.’
في القصّة الأصليّة، لم يُذكر الكثير عن الأميرة كارولين.
عندما كان لوكاس و ستيلا يتحالفان ضدّ وليّ العهد، تزوّجت فجأةً من ملكٍ أجنبيّ و غادرت الإمبراطوريّة.
لكن الآن، بدت مغرمةً بكايدن و ملتصقةً به.
“ماريان.”
استدرتُ لأرى وليّ العهد ماريوس يمدّ يده إليّ. حدّقتُ به بعيونٍ واسعة.
“هل ترقصين معي رقصةً واحدة؟”
في أوّل يوم من الحفل، كان طلبه للرقص أمرًا، لكنّه الآن كان يدعوني بدل إعطائي أمرًا.
‘ما الذي أصابه؟ لكن…’
“أنا أرتدي بنطالًا الآن.”
بعد ظهور الوايفرن، توقّفتُ عن ارتداء الفساتين. كان قتال الوايفرن بالفستان غير مريحٍ على الإطلاق.
لذا، كنتُ أتجوّل في الحفل بالزيّ الرسميّ.
“لا يهمّ.”
لكنّني أهتمّ.
“أعتذر، يبدو أنّ ذلكَ صعب.”
كان رفض دعوة وليّ العهد جريئًا، لكن لم يكن من المناسب أن يرقص مع امرأةٍ ترتدي بنطالًا.
لكن ماريوس ظلّ يمدّ يده و ينظر إليّ بنظراتٍ ثاقبة.
“سموّك، إذا كان لديكَ شيءٌ لتقوله، سأرافقكَ إلى الشرفة.”
عندما اقترحتُ بديلًا، رفعَ ماريوس حاجبه لكنّه خفض يده.
‘كما توقّعتُ، لديه شيءٌ ليقوله.’
أخذتُ ماريوس إلى الشرفة. شعرتُ بنظراته الثاقبة، لكن تجاهلتُ ذلك و أغلقتُ باب الشرفة.
“كنتُ أريد أن أرقص معكِ.”
…ماذا؟
عادةً، كان ماريوس يستمتع بالتقليل من شأني وتجاهلي.
ما هذا الموقف المتأسّف؟ ارتبكتُ كثيرًا لكن حاولتُ عدم إظهار ذلك.
“أعتذر، لأنّني أرتدي بنطالًا…”
“أعرف مشاعركِ الحقيقيّة الآن.”
“ماذا؟”
نظرتُ إليه بحيرة. ابتسمَ ماريوس كأنّه يفهم كلّ شيء وقال:
“كنتِ منزعجةً منّي طوال هذا الوقت، أليس كذلك؟”
ما هذا الهراء؟
لكنّه استمرّ بقول الهراء.
“لقد كنتِ تقولين أشياء لا تعنينها، ولم يكن قلبكِ مرتاحًا.”
“مهلًا، لحظة. عمّ تتحدّث؟”
أوقفتُ كلامه بسرعة. عندما طالبتُ بتفسير لعدم فهمي، ضحكَ ماريوس وقال:
“مَنٔ تقول إنّها غير مهتمّة بي كانت يائسةً لإنقاذي. هذا لا يُعقل، أليس كذلك؟ توقّفي عن الدلال.”
التعليقات لهذا الفصل " 19"