لقد أقبل الربيع، فهل بدأت البراعم تظهر في إقليم فرناندي؟ هنا في الشّمال، لا تزال البراعم غائبة، كما هو متوقّع. ومع ذلك، ذابَ الثلج كثيرًا، و أنا الآن أنتظر الطّقس الدافئ بحماس.
الأطفال يكبرون بسرعة. إيفان بالأخص أصبح أكثر نضجًا. هل تصدّق أنّه بدأ يناديني “أمّي”؟ يبدو وكأنّه بالأمس كان يتمايل في خطواته الأولى، والآن أصبح في السابعة! الوقت يمـرّ بسرعة.
ثيودور، ابني الثّاني، يحاول تقليد أخيه الأكبر، فيناديني “أمّي” بطريقة نطقٍ غريبة. إنّه لطيف جدًا.
أمّا الصغرى بينيلوبي، فلا تزال تناديني “ماما”. إنّها تتحدّث جيّدًا و تكبر يومًا بعد يوم.
الأطفال يشتاقون إليكَ بعد الإجازة الممتعة التي قضوها الصّيف الماضي في فرناندي. سنحرص على زيارتكَ هذا الصّيف أيضًا.
أنا و الدوق الأكبر بخير. مؤخرًا، بدأ الدوق يعلّم الأطفال ركوب الخيل. بالطبع، ثيودور و بينيلوبي مجرّد متفرّجين… لكن إيفان يبدو أنّه سيتعلّم ركوب الجواد الصغير قريبًا.
أجد نفسي أتحدّث عن الأطفال دائمًا. لم أعش أيامًا مريحة مثل هذه من قبل. أنا سعيـدة و أعيـش أيامًا ممتلئةً بالرضا.
أتمنّى أن تكون سعيدًا و بصحّة جيّدة دائمًا. سأنهي رسالتي هنا.
مع حبّي واشتياقي،
ماريان
ملاحظة: هل يمكنكَ إخبار ملك الشياطين أن يعود إلى فرناندي؟ لا أفهم لماذا لا يزال هنا منذُ سنوات!]
انتظرتُ حتّى جفّ الحبر، ثمّ وضعتُ الرسالة في الظرف و ختمته. أمرتُ الخادمة بإرسالها إلى الماركيز فرناندي، ثمّ نهضتُ من مكاني و فتحتُ الباب.
حالما فتحته، رأيتُ الأطفال الثلاثة، مرتّبين حسبَ أطوالهم كالنغمات دو-مي-صول، و هم ينظرون إليّ بعيون بريئة.
“أمّي.”
إيفان، ذو الشعر الأسود و العينين الزرقاوين، نسخة طبق الأصل من كايدن.
“أمّي!”
ثيودور، ذو الشعر الأسود و العينين الرماديتين، نسخة أخرى من كايدن.
“ماما!”
بينيلوبي ، ذات الشعر الأحمر و العينين الزرقاوين، نسخة منّي، تناديني بحماس.
كان الأطفال ينادونني بطريقتهم الخاصّة، مثل صغار الطيور التي تطالب بالطعام. كما قلتُ لكايدن ذاتَ مرّة، أنجبتُ ثلاثة أطفال بفارق عامين بين كلّ واحد.
إيفان، الأكبر، وُلد بعد عام من زواجنا. ثمّ ثيودور بعد عامين، و هو الآن في الخامسة. أمّا بينيلوبي، الصغرى، فهي في الثالثة.
إيفان، البالغ من العمر سبع سنوات فقط، قال لي بوجهٍ جادّ:
“أمّي، أعتقد أنّ الوقت قد حـانَ لأتعلّم السيف.”
“أمّي! أنا أيضًا! ثيو يريد تعلّم السيف!”
“ماما! بيني! بيني أيضًا!”
أمسكتُ رأسي.
كلّما قال الأخ الأكبر شيئًا، حاولَ الأصغر تقليده. كان ذلك مزعجًا أحيانًا، لكنّه لطيف، فكنتُ أضحكُ رغمًا عني.
“إيفان، ألم أقل إنّه لا يزال مبكرًا؟ السيف خطير. انتظر حتّى تبلغ التاسعة على الأقل.”
في الحقيقة، يبدأ البعض بتعليم السيف في سنّ أصغر، لكنّني لم أرد ذلك بعد.
تدريب السّيف هنا قاسٍ بعض الشيء، ولم أرد أن يمًرّ طفل في السابعة بذلك. التاسعة كافية في رأيي.
“لكنّ أبي قال إنّه بدأ بتعلّم السيف في السادسة. أنا متأخّر عامًا كاملًا!”
“متأخّر عامًا!”
“…عام!”
إيفان، إن صـحّ القول فهو ناضج، أو بطريقةٍ أخرى، يمكن القول أنّـه طفل بمزاج كهـل. كان سريع التعلّم ومتميّزًا في دراسته، لكنّني متأكّدة أنّ هذا ليس بسببِ جينـاتي.
ومع ذلك، كـأمّ، كنتُ أتمنّى أن يكبر ببطء أكثر.
ابتسمتُ وقلت:
“أمّـكَ بدأت تعلّم السّيف في التاسعة!”
“لكن، لكن… أمّي عبقريّة…”
“أمّي عبقريّة!”
“…عبقريّة!”
تردّد إيفان أمـام ردّي. ثيودور و بينيلوبي، اللذان لا يفهمان مزاج أخيهما، كـرّرا كلامه فقط. ضحكتُ وأنا أمسح على رأس إيفان.
“شكرًا لقولكَ ذلك. لكن، أتمنّى ألّا تتعجّل… حسنًا، إذا كنتَ متحمّسًا جدًا للسيف، ماذا عن البدء في الثامنة؟”
في النهاية، تنازلتُ خطوة.
في الثامنة، سيكون أكبر قليلاً، مما سيريحني بعض الشيء.
أشرقَ وجه إيفان فجأة. ضحكَ كطفل واندفع ليعانقني.
“رائع جدًا! متى سأبلغ الثامنة؟”
“أنا أيضًا أريد أن أعانق أمّي!”
“بيني أيضًا!”
صـاحَ الأطفال بأنّهم يريدون العناق. ضحكتُ بسعادة، ثمّ جثوتُ على ركبة واحدة وعانقتهم.
“ماذا تفعلون جميعًا؟”
في تلكَ اللحظة، ظهر كايدن. رغم أنّه في منتصف الثلاثينيات، لا يزال يبدو كما لو كان في أواخر العشرينيات، ربّما بسببِ امتصاصه جزءًا من قوّة ملك الشياطين.
“أبي.”
“أبي!”
“بابا!”
ناداه الأطفال واحدًا تلو الآخر. رفعَ كايدن بينيلوبي، الصغرى، بيد واحدة، و مـدّ يده الأخرى ليمسح على رأسي إيفان و ثيودور.
“قالت أمّي إنّه يمكنني تعلّم السيف عندما أبلغ الثامنة!”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 102"