لم أعرف لماذا يشعر بالذنب، لكنني شعرتُ بالتمرد تجاه كايدن الذي يعاملني كطفلة.
“لنكن واضحين، لم تكن أنتَ وحدك من قام بالإعتناء بي، بل كلّ الناس في قلعة الدوق! قرية بأكملها كانت تهتمّ بي! والآن أنا بالغة ناضجة!”
اعتذرَ كايدن بسرعة.
“حسنًا، آسف. دعينا لا نتحدّث عن هذا.”
“ما هذا، بجدّية.”
حدّقتُ به بعيون حادّة، ففرك رقبته و ضحكَ بخفّة.
“ما هذا؟ أنتِ فقط شخص رائع جدًا.”
“آه…!”
شعرتُ بالإحراج و السّعادة في الوقت ذاته. لكن تصرفه الجريء جعلني أشعر ببعض الغضب، فخرجت كلماتي بنبرةٍ حادة.
“…لقد تجنّبتني طوالَ اليوم.”
“ذلك…”
تردّدَ كايدن للحظة ثم تحدّثَ ببطء.
“خفتُ أن تقولي إنكِ تريدين حبًّـا أفلاطونيًا… لذلك فعلتُ ذلك.”
“آه…”
شعرتُ بالإحراج. لكن عينيه الزرقاوين تلألأتا ببريق.
“لم أكن واثقًا من أنني أستطيعُ الاكتفاء بمجرّد حبٍّ أفلاطوني.”
“……”
“بعد أن قلتُ ذلكَ ليلة أمس، ندمتُ على الفور.”
احترق وجهي كالبطاطس المشوية. كلما فكرتُ في كلماته، شعرتُ بدوار.
بمعنى آخر، كان يريدني أيضًا.
‘آه! هذا محرج جدًا!’
بينما كنتُ عاجزةً عن فعل شيء، مـدَّ كايدن يده إلى وجهي. ارتجفتُ، لكنني لم أرتكب الخطأ ذاته مثل ليلة أمس. شعرتُ بدفء يده على خدي.
“سأعاملكِ بلطف. حتى تصبحي جاهزة.”
ابتسمَ بلطف. نظرتُ إليه و أومأتُ ببطء.
ثم… جمعتُ كل شجاعتي، حتّى من روحي، وتمتمتُ بصوتٍ ضعيف كالنمل:
“أنا… الـ، الليلة جيّدة أيضًا…”
* * *
أتى عمق الليل مجدّدًا.
كنتُ أنا و كايدن نجلس على ركبتينا على السرير، ننظر إلى بعضنا بوجوهٍ محرجة.
بدأ كايدن الحديث أولاً.
“ماريان، لا داعي لإجبار نفسكِ.”
“إ، إنّه مجرّد توتر.”
كان قلبي يكاد يقفز من صدري. كايدن أمامي، لكنني لم أستطع النّظر في عينيه. كانت يداي تتعرقان، و ظهري يتصبب عرقًا باردًا.
لكنني بالتّأكيد لا أكـره أمرَ كوني مع كايدن. لو تجاوزتُ التّوتر الأولي فقط ، أشعرُ أن الأمور ستسير بطريقةٍ ما، لكن ذلك كان صعبًا للغاية.
“همم…”
لاحظَ كايدن حالتي، ففكّر للحظة ثم اقترحَ حلاً.
“هل نتمرن قليلاً؟”
“تمرن؟”
* * *
كانت السّيدة مارتشي قلقة.
لم تُظهر ذلك أمام ماريان هذا الصباح، لكنها كانت قلقة من أن الزوجين الجديدين، اللذين أقاما زفافهما للتو، قد تشاجرا في ليلتهما الأولى.
عندما دخلت غرفة العروسين في منتصف النهار، كان كايدن قد غادرَ بالفعل، وكان السّرير مرتبًا، مما يعني بوضوحٍ أن شيئًا لم يحدث.
لكنها ظنت أنه بما أنهما كانا معًا منذُ فترةٍ طويلة، فلن يكون عدم قضاء الليلة الأولى مشكلةً كبيرة.
ومع ذلك، بعد رؤية ماريان تبحث عن كايدن طوالَ اليوم، لم تستطع، كخادمة مخلصة لفالتشتاين، إلا أن تشعرَ بالقلق المتزايد.
“…لكنهما كانا معًا لفترةٍ طويلة، لذا سيتفاهمان قريبًا.”
بينما كانت تهدّئ نفسها و تمشي في الممر بالقرب من غرفة الزوجين، سمعت صوتًا.
صرير.
اتّسعت عيناها.
سُمع صوت سرير يصدر صريرًا خافتًا من مكانٍ ما.
عندما أدارت رأسها بسرعةِ البرق نحو مصدر الصوت، رأت باب غرفة الزوجين مفتوحًا قليلاً.
على الرّغمِ من أنها كانت تعلم أنها لا يجبُ أن تفعل ذلك، اقتربت بهدوءٍ من الباب.
سُمعت أصوات حديث خافتة.
“ماريان، هل أنتِ بخير؟”
“نـ، نعم. يمكنني فعل المزيد.”
“إذا كان صعبًا…”
“لا، لا بأس!”
احمـرَّ وجه السّيدة مارتشي.
صوت السّرير المشبوه، والمحادثة الحميميّة بين الزوجين، كل ذلكَ كان يشيرُ إلى شيءٍ واحد.
‘آه… كنتُ قلقة بلا داعٍ!’
غطّت فمها و ضحكت بخبث. ثم أغلقت باب الغرفة بحذر من أجل خصوصية الزوجين.
اختفت بخفّة في الظّلام بخطواتٍ خفيفة.
* * *
“هل أغلق أحدهم الباب للتّو؟”
سألتُ كايدن و أنا أتوقف عن تمارين البطن. فـأومأ.
“يبدو أنه لم يُغلق بالكامل. يحدثُ ذلكَ أحيانًا مؤخرًا. سأطلبُ إصلاحه غدًا”
“حسنًا. هل ستفعل ذلكَ أنتَ هذه المرة، أيها الدوق؟”
“حسنًا.”
تبادلنا الأماكن. كنتُ مستلقيةً على السرير لأجري تمارين البطن، و الآن استلقى كايدن ليفعلها، و جلستُ على قدميه.
“كم ستقوم بها؟”
“300 بشكلٍ خفيف.”
“جيّد.”
بعد أن أكملَ كايدن تمارين البطن، استلقينا جنبًا إلى جنب على السرير. نظرتُ إلى سقف السّرير و تمتمتُ:
“هاه… بالتأكيد، التّمرن يجعلني أشعر بالانتعاش.”
“تحركنا قليلاً، فشعرنا بتحسن.”
تدفّقَ صمتٌ بيننا للحظة، ثم انفجرنا بالضّحك دونَ أن يبدأ أحدنا.
أليس هذا مضحكًـا؟ تمارين البطن في منتصف الليل لتخفيف التوتر؟ تصرّفٌ سخيف.
بعد أن ضحكتُ حتّى دمعت عيناي، استدرنا لنواجه بعضنا. كان وجه كايدن قريبًا جدًا. كانت وجوهنا مليئة بالضحك.
فتحَ كايدن فمه ببطء.
“ماريان، أريد أن أقبّلكِ، و أعانقكِ ، و أهمس بحبّي لكَ.”
احمرَّ وجهي عندَ كلامه.
“…أنا أيضًا. أريد أن أحبّك، أيها الدّوق… لا، كايدن.”
عند ردّي، ابتسمَ كايدن بعينين متلألئتين و قبّـلَ جبهتي. انتقلت شفتاه من جبهتي إلى أنفي، ثم إلى شفتيّ.
عندما حاولَ الابتعاد، شعرتُ بالأسف و قبّلته بسرعة.
نظرتُ في عينيه الزّرقاوين.
كنتُ أنـا فقط المتواجدة فيهما.
تطايرت شرارات من مكانٍ ما.
استمررنا في تقبيلِ بعضنا دون أن يبتعد أحدنا عن الآخر
وهكذا… تعمّقت اللّيلة الأولى.
* * *
زقزقة.
“آه…”
عبستُ تحتَ ضوء الشمس الساطع و اندفعتُ إلى حضن كايدن. ضحكَ بخفّة وهو يعانقني بلطف.
ناديته بصوتٍ متذمّر:
“أيّها الدوق…”
“ناديني باسمي.”
تذكرتُ ليلة أمس و استيقظتُ فجأةً. صدره كان أمام عيني مباشرةً. بدأ وجهي يحمرّ تدريجيًا.
‘لقد فعلناها حقًا’
فرك كايدن رأسي و سأل:
“هل نمـتِ جيّدًا، ماريان؟”
“…نعم. و أنتَ، كايدن؟”
“نمـتُ بشكلٍ جيّدٍ جدًا.”
شعرتُ بقبلته على جبهتي.
شعرتُ بامتلاء عاطفي و حركتُ أصابع قدميّ. اندفعتُ إليه أكثر، فاحتضنني بقوّةٍ أكبر.
“هل جسدكِ بخير؟”
“…أنتَ تسأل هذا عن قصد، أليس كذلك؟”
من أجل إحراجي.
ضيّقتُ عينيّ و نظرتُ إليه، فضحكَ بخفّة.
“أنا قلق فقط.”
لم يكن جسدي سيئًا. مع خبرتي في محاربة الوحوش، كيفَ يمكن أن يؤثّر هذا بي؟
لكن الوضع الآن كان محرجًا بعضَ الشّيء.
ومع ذلك، كان عليّ قول ما يجب قوله.
بعد اللّيلة الماضية، و قبلَ أن أغفو، فكّرتُ في شيءٍ و أنا في حالةٍ شبه واعية.
“كايدن.”
“نعم؟”
“أريدُ أن أنجبَ ثلاثة أطفال.”
“ماذا…؟”
نهضَ قليلاً متفاجئًا.
“يقولون إن فالتشتاين بحاجةٍ إلى ورثة.”
“إذا كنتِ تقولين ذلكَ من أجل العائلة، فأتمنى أن تعيدي التّفكير. يجب أن تفكّري في جسدكِ أيضًا. يقال إن إنجاب طفلٍ واحدٍ فقط أمر صعب. أمّي عانت كثيرًا بعد ولادتي.”
يبدو أنه بسببِ نشأته مع أمّ مريضة، كان قلقًا جدًا. لكنني، بصحتي الممتازة، لم أكن معنيّةً بذلك.
“هممم… و مع ذلك، أعتقدُ أن ثلاثة أطفال أمرٌ جيّد. تخيّلتُ أطفالنا يركضون في قلعة الدّوق…”
“أشعرُ بالسّعادة لذلك”
ردّ على الفـور.
“هل هذا صحيح؟”
ضحكتُ و نظرتُ إليه. فابتسمَ لي بدوره.
“نعم. لنعـشِ بسعادةٍ كما تريدين.”
كان ضوء الشّمس الصباحي دافئًا، و لم يُسمع خارج النافذة سوى زقزقة الطّيور الهادئة.
نظرنا إلى بعضنا و همسنا.
“أنا أحبّـكَ، كايدن.”
“أنا أيضًا أحبّـكِ، ماريان.”
حبّنـا الآن قد بـدأَ للتّو.
______________
<نهاية فصول الخاتمة>
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 101"