كان الخوف المُسبق هو المشكلة. يبدو أنني فقدتُ صوابي للحظة بسببِ ضغط الماركيز فرناندي و الدّوق السّابق بشأنِ الأطفال.
يعتقد الكبار أننا، بعد علاقةٍ طويلة، قد عشنا كل شيءٍ معًا بالفعل.
علاوةً على ذلك، في هذا العالم، كان التفكير بأن “بما أننا تزوجنا، فسيأتي طفل قريبًا!” أمرًا طبيعيًا.
لكن أنا و كايدن لم نقبّل بعضنا حتّى بشكلٍ صحيح.
ربّما قبلة القسم من الأمس؟ حتى تلكَ كانت مجرّد قبلةٍ خفيفة.
لذا، صحيح أنني شعرتُ بالخوف قليلاً من اللّيلة الأولى، لكنني لم أكن أرفض التّقارب الجسدي مع كايدن.
قبل أن يبدأ ضغط الأطفال، كنتُ أتطلع إلى ذلك نوعًا ما!
‘لا، يجبُ أن أكونَ صادقة.’
كنتُ بحاجةٍ إلى التّحدث مع كايدن.
* * *
“هل رأيتَ الدوق؟”
“يبدو أنني رأيته في ساحةِ التّدريب قبل قليل.”
لكنه لم يكن هناك عندما ذهبتُ للتو.
بعد محاولةٍ فاشلة أخرى، وقفتُ و يديّ على خصري بينما أنظر إلى السماء الزرقاء.
كان صبري ينفد.
الخادم الذي أجابني انحنى برأسه و مضى في طريقه بخطواتٍ سريعة.
كايدن فالتشتاين ، هذا الرجل لم يًُرَ طوال اليوم.
كلّما ظننتُ أنني رأيتُ ظلّه، يختفي كالأشباح.
بدأت أشعر بالغضب حقًّا.
“إنه يتجنبني، أليس كذلك؟”
[ما الذي حدثَ ليلة أمس بالضبط؟]
سألَ بليد بفضول. ضيّقتُ عينيّ ونظرتُ إليه.
“لقد حانَ وقت إثبات فائدتكَ، أيّها التنين.”
[ما هذا الهراء؟ أنا دائمًا مفيد!]
“بليد، هل تريد أن تصبح تنينًا مقدسًا؟”
تجاهلتُ غضبه و سألتُ. لم يتلقَ بليد بعد طاقة من ملك الشياطين، لذا بقي في شكل صغير.
بدا متأثرًا بسؤالي، فضيّقَ عينيه و سأل:
[ماذا تريدين مني؟]
“ارتفع في السّماء و ابحث عن الدوق.”
[…إذًا، ستتحدّثين عنّي بشكلٍ جيّد مع ملك الشياطين؟]
“إذا وجدتَه.”
عبسَ بليد.
[هممف! حسنًا… لا يوجد إنسان آخر غيركِ يستخدم تنينًا للبحث عن أشخاص.]
“ألن تذهب، أيها التنين؟”
[سأذهب!]
طار بعيدًا. كايدن فالتشتاين ، انتظرني فقط.
* * *
بعد قليل…
“…. .”.
“……”.
تدفّقَ صمتٌ محرج بيني أنا و كايدن.
وجده بليد بسرعة وأخبرني، فاقتربتُ منه دونَ أن يشعر حتى سيّد سيف مثله، و هاجمته فجأةً.
استلّ سيفه متفاجئًا، لكنه عندما أدركََ أنني أنا، ألقى السيف بعيدًا. رنّ صوت السّيف بصوتٍ عالٍ على الأرض.
نظرتُ إلى السّيف المُلقى و تمتمتُ:
“ألم تقل من قبل أنَّ على الفارس ألا يلقي سيفه أبدًا، لأن ذلكَ مثل التّخلي عن ذراعه؟ لكن الدّوق ألقاه الآن دونَ تردد.”
كان هذا ما كان يقوله دائمًا عندما كانَ يعلّمني المبارزة بالسّيف وأنا صغيرة. بدا كايدن محرجًا بعضَ الشيء، فسعلَ دون داعٍ و رفعَ سيفه.
“أحم. لقد تفاجأتُ لأنني لم أشعر بأي حضور، لكنني رأيتُ أنّها أنـتِ. خفتُ أن أؤذيكِ، فتحرّكَ جسدي تلقائيًّا.”
“…تسك.”
ذابَ قلبي عند كلامه. برزت شفتاي و نظرتُ إليه.
“…لديَّ شيء أريد أن أقوله لكَ.”
نظرَ إليّ للحظة ثم أومأ.
“حسنًا، هل نمشي قليلاً؟”
مشينا بالقرب من الكنيسة التي أُقيم فيها زفافنا أمس. بينما كنتُ أنظر إلى البحيرة الضخمة، مرّت أفكارٌ لا حصرَ لها بذهني.
لماذا لم يعد ليلة أمس؟ هل خوفي الزّائد جعله ينفرُّ منّي؟ أم أنه لم يعد يرى فيّ أيّ جاذبية؟ لماذا تجنّبني طوالَ اليوم؟
…هل يشعرُ بالنّدم على زواجنا؟
مع مرور الوقت، ازداد قلقي.
كنتُ قد قررتُ أن أكون صادقة، لكن شجاعتي تبخرت بمجردّدِ رؤيته.
أردتُ أن أبدو جيدة في عينيه. بعد كل المصاعب التي مررنا بها لإقامة الزفاف، لم أرد أن أظهر بمظهرٍ ضعيف.
‘لذا… يجبُ أن أتحدث، أليس كذلك؟’
هكذا فقط يمكنني الخروج من هذا الموقف الغامض.
“أيّها الدوق.”
“ماريان.”
تداخلت كلماتنا.
“تحدّث أوّلاً.”
“تحدثي أنتِ أوّلاً.”
تداخلت كلماتنا مرّةً أخرى.
عـادَ شعوري بالخوف. لم أستطع النّظر إليه مباشرةً، فخفضتُ رأسي. بدا أن انتظار حديثه هو أوّلاً هو الخيار الأفضل.
شعرتُ بنظراتِ كايدن عليّ. عندما سعل بخفة، ارتجفَ جسدي.
“ماريان، يمكنني الانتظار حتّى تصبحي جاهزة.”
“…ماذا؟”
رفعتُ عينيّ ببطء لأنظرَ إليه. بدا محرجًا بعض الشيء و هو يمسح فمه بيده و يتمتم:
“…الحبّ الأفلاطوني كان زلّة لسان…”
“آه ، بشأنِ لذلك!”
رددتُ دون وعي على ذكر الحب الأفلاطوني.
بـدا أنه قال شيئًا آخر، لكنني لم أهتم. يجب أن أقول ما أعددتُه!
أغلقتُ عينيّ بقوة وصحتُ بصوتٍ عالٍ:
“أنا لا أريد حبًّـا أفلاطونيًا!”
“أفلاطونيّ، أفلاطونيّ، أفلاطونيّ…”
بسببِ صوتي العالي، تردّدَ صدى كلماتي عبر البحيرة الواسعة.
اللعنة، هذا محرج.
شعرتُ بوجهي يحترق و كنتُ أتصبّبُ عرقًا باردًا. لحسنِ الحظ، لم أشعر بحضور أحد، لذا لم يسمع أحد صوتي… أو ربّما سمعوا فقط كلمة “أفلاطونيّ” من بعيد…
لكن كايدن سمعه.
كان بجانبي مباشرة.
‘ هذا محرج جدًّا!’
لم أستطع فعل شيء سوى إبقاء عينيّ مغلقتين. بعد وقت، لم يردّ كايدن، فبدأت أشعر بالقلق. فتحتُ عينيّ برفق و أنا أرتجف…
“…أيها الدوق؟”
كان يغطّي فمه و أنفه بيده و هو ينظر إليّ. كانت عيناه تلمعان بحيوية غريبة.
ثم… انتقلت نظرتي إلى أذنيه.
“…أذناكَ في غاية الحمرة.”
أدارَ رأسه بسرعة. عندما نظرتُ عن كثب، كانت رقبته حمراءَ أيضًا.
‘ما هذا؟ لماذا يتصرّف هكذا؟’
شعرتُ بالحيرة، لكن لم يكن شعورًا سيئًا، فامتلأ رأسي بعلاماتِ استفهام.
عاد إليّ ببطء ونظرَ إليّ.
“إذًا… هل هذا جيّد؟”
“آه…”
احترق وجهي مرّةً أخرى.
سؤاله عما إذا كان هذا أمرًا جيّدًا لي… يعني أنه لا بأس به بالنّسبة له أيضًا، أليس كذلك؟
تمتمتُ مترددة:
“أمس، كنتُ متوترة جدًّا…”
“متوترة…”
“آه…”
لم أستطع تحمل هذا الإحراج.
عاجزةً عن فعل أي شيء، أمسكتُ رأسي و جلستُ على الأرض و انفجرتُ:
“آسفة! بالأمس، ضربتُ يدكَ و كسرتُ زجاجة النبيذ لأنني كنتُ خائفة جدًّا. لأنها المرّة الأولى…! عادةً، لا يزعجني الإمساك باليد، لكن لا أعرف لماذا شعرتُ بذلكَ أمس! لم يكن لأنني لا أحبّـكَ، أبـدًا. أثناءَ الرّقص، تحدّثَ الماركيز و الدّوق السّابق عن الأطفال…”
“الأطفال؟”
جلسَ بجانبي و سأل:
“هل تحدّثَ الأجداد معكِ عن الأطفال؟”
“نعم، نعم. لكنهم على حقّ، أليس كذلك؟ أنتَ الدوق، لذا تحتاج إلى وريث ليواصل خطّ الخلافة، و هذه المرّة يجبُ أن أحمل طفلاً حقًّـا…”
“ماريان.”
“آسفة، لقد أفسدتُ كل شيء! إذا كنتَ قد سئمتَ منّي بسببِ اللّيلة الأولى…”
“ماريان!”
أمسكَ معصميّ. ارتجفتُ بشدة من المفاجأة.
“ارفعي رأسكِ.”
“…..”
ترددتُ، ثم رفعتُ وجهي ببطء.
رأيتُ وجه كايدن.
كان ينظر إليّ و كأنه… مفتون للغاية بحيثُ لا يعرف ماذا يفعل. أم ربّما أنا أتخيّـل ذلك؟
“هاه… إذًا هذا هو السّبب. بسببِ ضغط الأجداد.”
“ضغط…؟”
رددتُ كلامه ببلاهة، فـأومأ.
“نعم. كنتِ متوترة بالفعلِ بسببِ اللّيلة الأولى، ثم سمعتِ حديث الأطفال، كـمْ كان ذلك ثقيلاً عليكِ.”
“حـ، حسنًا، هذا صحيح.”
“هؤلاء الكبار، حقًّـا.”
كان وجه كايدن يعكس الرّاحة بطريقةٍ ما.
“مسألة الأطفال شيء نحدده نحن الاثنان، لا داعي للقلق بشأنِ ما قاله الكبار.”
“لكن…”
“ماريان، سأتبع رأيكِ دائمًا في مسألة الأطفال. إذا لم ترغبي بطفل، فلن أريده أنا أيضًا.”
“ماذا؟!”
نظرتُ إليه بدهشة.
أن يقول نبيل يعيش في هذا العالم، و ليس أي نبيل، بل دوق فالتشتاين، شيئًا كهذا عن مسألة الوريث، كان جوابًا متطوّرًا بشكلٍ مذهل.
فتحَ كايدن فمه ببطء:
“أنا بحاجةٍ إليكِ أنـتِ فقط.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 100"