تلعثمتُ عندَ سؤال كايدن.
“أمم… حسنًا، أعتقد أنّهم بذلوا جهودًا كثيرة…”
حاولتُ كسبَ الوقت بالإجابة، لكنّني لم أفهم ما الذي يريده بالضّبط.
[إذا كان الأمير لوكاس قد إغواءكِ بجماله. فماذا بشأنِ الرّجل الاخر؟ سوف يعدُكِ بكلّ ما هو جيّد. كايدن، بصفته نبيلًا، يتحدّث بطريقةٍ ملتوية.]
فوجئتُ بكلام بليد و رفعتُ صوتي:
“هل تقصد حقًّا أنّ الأمير لوكاس قد يحاول إغوائي؟ بمنطق؟”
نظر إليّ كايدن متفاجئًا.
“يا لها من مفاجأة أنّكِ فهمتِ على الفور. نعم، هذا ما أعنيه.”
“لا، سموّ الدّوق، هل تعتقد منطقيًّا أنّ هذا ممكن؟”
لم يجب كايدن، بل حدّقَ بي. بدا و كأنّ لديه الكثير ليقوله.
“هاا، ماريان. تذكّري كيف طاردتِ وليّ العهد ماريوس.”
فجأةً، مرّت ذكرياتي القديمة و أنا أهتف بحبّي لوليّ العهد كشريط بانورامي.
تمتمتُ بصوتٍ خافت، و شعرتُ بالحرج:
“…لكن، إعجابي به و أن يحاول أمير الإمبراطوريّة إغوائي هما أمران مختلفان تمامًا…”
“أنتِ تميلين إلى الأشخاص الوسيمين الذين يعاملونكِ بلطف، أليس كذلك؟”
“…..”
أردتُ أن أنفي بثقة، لكنّني لم أستطع.
صحيح أنّني أحببتُ وليّ العهد، لكن في الماضي، كنتُ أتجمّد أمامَ الأشخاص ذوي المكانة العالية.
لكن أمير نبيل و وسيم يعاملني بلطف؟
‘…كنتُ سأقدّمُ له كلّ شيء.’
في الماضي، كان هذا محتملًا جدًّا.
لأنّ أوّلَ شخصٍ وقعتُ في حبّه كان وليّ العهد، لكن لو اقتربَ لوكاس منّي بلطف، لكنتُ بالتّأكيد أحببتُ كليهما.
أردتُ أن أتأمّل في ماضيّ عندما كنتُ مهووسةً بالوجوه الجميلة.
سمعتُ صوت كايدن الهادئ:
“الشّيء الوحيد الذي يقلقني هو أمرٌ واحد.”
ما الذي يقلقه؟
“سموّ الدّوق…!”
تحدّثَ كايدن بصدق:
“ماريان، لا أريدكِ أن تتورّطي في صراعات السّلطة و تتأذّي.”
لقد كان يهتمّ بي بسببِ الرّابطة التي بيننا…!
تأثّرتُ و نظرتُ إليه، لكنّه قال شيئًا غامضًا:
“حانَ وقت التّدريب.”
“ماذا؟ تدريب؟”
“نعم.”
نظر إليّ بجدّيّة و مالَ نحوي.
بدت حركته كمَنْ يهمس بسرّ، فاقتربتُ منه دونَ وعي.
فتحَ فمه:
“إذا عرضَ عليكِ لوكاس لقبًا نبيلًا، ماذا ستقولين؟”
“ماذا؟”
“كرّري بعدي: ‘لا، شكرًا’.”
“…..”
ما هذا؟
نظرتُ إليه بوجهٍ مصدوم.
لكنّه، كمَنْ قرّر تعليمي كيف أجيبُ ببساطة، كرّرَ بوجه جادّ:
“مرّةً أخرى. إذا عرضَ لوكاس عليكِ الثّروة و الشّهرة، ماذا يجبُ أن تقولي؟”
قلتُ بصوتٍ مصدوم من الغرابة:
“لمَ تتحدّثُ كما لو كنتَ تخبرني ألّا أتبعَ شخصًا يعرضُ عليّ حلوى؟”
“بالضّبط. إنّها حلوى مسمومة. كرّري: ‘لا، شكرًا’.”
أخيرًا، انفجرتُ:
“هل أنا طفلة؟!”
“لن تخرجي من هذا المكتب حتّى تكرّري.”
“آه، حقًّا!”
صرختُ غاضبةً. لكن كايدن استمرَّ في إلحاحه لكي أقولَ ‘لا، شكرًا’.
* * *
“السّيّدة ماريان، هل تمارسين التّدريب بهذه اليد؟”
كنتُ ألوّح بسيفي بغضبٍ في ساحة التّدريب عندما سمعتُ صوتًا من الخلف.
التفتّ، فرأيتُ لوكاس يحملُ سيفًا و ينظرُ إليّ.
“نعم. إذا لم أمسكْ السيف، سأموتُ من شدّةِ الغضب.”
عندما تحدّثتُ و أنا أطحن أسناني، فتحَ.لوكاس عينيه بدهشة و سأل:
“ما الذي حدث؟”
“حسنًا، الدّوق…”
أغلقتُ فمي فجأةً.
سبب تضييق كايدن عليّ كان الرّجل أمامي.
‘في النّهاية، قلتُها. يا لها من إهانة.’
كبحتُ غضبي و ألقيتُ نظرةً على لوكاس.
كان بالفعل وسيمًا يمكن أن يُغري أيّ أحد.
لكن، ربّما بسببِ التّعليم القاسي من كايدن، شعرتُ بالحذر منه. هكذا تكون البرمجة مخيفة.
“لا شيء. ما الذي أتى بكَ، سموّ الأمير؟”
عندما سألتُ، ابتسمَ لوكاس ببريق وقال:
“هل تمنحينني فرصة للمبارزة معكِ؟”
“ماذا؟”
نظرتُ إليه متفاجئة. رفعَ لوكاس سيفه، مشيرًا إلى أنّه مبارز أيضًا.
“امنحيني فرصة التّبارز مع سيّدة سيف. بما أنّ يدكِ اليسرى مصابة، ستكونُ تلكَ ميزةً عادلة لي.”
“لكن المبارزة مع سموّ الأمير…”
نظرتُ حولي بحثًا عن معلمة الآداب أو الخادم للحصولِ على نصيحة. لم أكن متأكّدة إن كان يُسمح لي بالمبارزة مع أمير.
لاحظَ لوكاس ذلك، فاقتربَ خطوة و تحدّث بنبرة منخفضة:
“إذا أصبتُ، لن أحمّلكِ المسؤوليّة. من فضلكِ.”
“هممم…”
لم يكن من الأدبِ أن أرفض عندما يطلب هكذا. أدرتُ سيفي مرّة و قلتُ بتردّد:
“حسنًا، لنفعلها برفق.”
* * *
تشينغ!
مع كلّ اصطدام بسيف ماريان، أدركَ لوكاس:
‘إنّها تلعب بي.’
لم يتمكّن من إصابتها ولو مرّة واحدة. حتّى عندما حاولَ طعنها في لحظات تشتّتها، كان دائمًا يفشل.
كانت ماريان تتصدّى لسيفهِ كالماء المتدفّق، و تهاجمُ في الوقتِ ذاته.
لو كانت معركة حقيقيّة، لماتَ عشرات المرّات.
“هاه، هاه.”
“هل نرتاح قليلًا؟”
“هاها، حسنًا.”
عند اقتراحِ ماريان، أنزلَ لوكاس سيفه.
خلال المبارزة، سمعَ الخادم و السّيّدة مارتشي بالأمر، فأقاما خيمة في جانب السّاحة، مع مشروبات و وجباتٍ خفيفة لتجديدِ الطّاقة.
تذمّرت ماريان:
“بفضلكَ يا صاحب السّمو، سأتناول وليمة بعد التّدريب مباشرةً.”
“هاها، يبدو أنّهم لا يعدّون هذا عادةً.”
“صحيح. قال الدّوق إنّه لا يجبُ إزعاج الآخرين و أن أذهبَ إلى المطبخ بنفسي.”
“هاها، يبدو أنّ الدّوق يعتني بموظّفيه جيّدًا.”
شعرَ لوكاس أنّ ماريان أصبحت أكثرَ راحةً بعد المبارزة.
بعد اختبار مستوى سيّدة سيف مباشرة، غيّـرَ.لوكاس تقييمه لها.
كانت سيّدة السيف ذات قيمة هائلة.
“ما رأيكِ في مهاراتي؟”
“أنتَ؟ حسنًا، سموّكَ…”
هـزَّ لوكاس رأسه برفق ليقاطعها.
“سيدة ماريان، في القصر الإمبراطوريّ، هناك العديد من الأمراء غيري. هل يمكنكِ مناداتي باسمي؟”
“آه…”
تردّدت ماريان للحظة، ثمّ أومأت.
“حسنًا. من فضلكَ، عاملني أنتَ أيضًا براحة.”
“هل أفعل؟”
لم تتوقّع ماريان أن يتحدّثَ لوكاس بأسلوبٍ غير رسمي، فاتّسعت عيناها كالأرنب. استغلّ لوكاس الفرصة و تابع بلطف:
“ما رأيكِ في مهاراتي، ماريان؟”
“…كنتَ جيّدًا.”
احمرّت أذنا ماريان. بدت مرتبكةً من الأسلوب غير الرّسمي المفاجئ.
لاحظَ لوكاس ذلك، فابتسمَ بجاذبيّة و اقتربَ منها قليلًا.
كان يعرف كيف يستخدم وسامته.
وكانت شائعة إعجاب ماريان بالرّجال الوسيمين معروفة في إمبراطوريّة غراتييه.
أمالَ لوكاس رأسه قليلًا و ابتسمَ :
“لكنّني لم أكن منافسًا لكِ، أليس كذلك؟”
“هذا، لأنّني سيّدة سيف…”
تلعثمت ماريان و احمرّت وجنتاها. شعرَ.لوكاس أنّ هذه هي الفرصة.
“إذا كان ذلك لا يضايقكِ، غدًا…”
“ماريان.”
في تلكَ اللّحظة، قاطعَ صوت كايدن المنخفض كلامَ لوكاس.
التعليقات لهذا الفصل " 10"