في إمبراطوريّة غراتييه، يوجدُ إثنان مِن سادة السّيف.
امرأة من أصولٍ وضيعة، لم تتعلّم الآداب فكانت تصرّفاتها خفيفة، و في ساحةٌ المعركة كانت ترقص بسيفها كما لو كانت تؤدّي رقصة، فأُطلق عليها لقب “المحاربة المتهوّرة”، و هي ماريان كروغمان.
أمّا الآخر فهو الدّوق الأكبر كايدن فالتشتاين، الذي ما إن يُشهر سيفه حتّى يمزّق أعداءه كالمجنون، فأُطلق عليه لقب “المحارب المجنون ذو العينين الزرقاوين”.
عندما أُعلنَ أنّ هذين الشخصين سيتزوّجان، لم يتمكّن الناس من إخفاء دهشتهم.
الوحش الذي كاد يقتلني قبلَ لحظات، شطره سيفي إلى نصفين.
“…يا إلهي، الهالة! هذه الفتاة استخدمت الهالة!”
لا أزال أتذكّر لحظة استخدامي للهالة لأوّل مرّة. صرخَ الفرسان من حولي.
كانوا يفرحون و ينظرون إليّ بإجلالٍ لا يُنسى. سمعتُ صوت حوافر الخيل من بعيد.
اقترب نبيلٌ على حصانٍ أسود، شعره الأسود يرفرف في الهواء. نزلَ من الحصان، لكنّه كان أطول منّي بمقدار ذراعين.
نظرَ إليّ بغطرسة و قال
“اسمك.”
“…ماريان، سيّدي…”
“ماريان، أنا كايدن، حفيد دوق فالتشتاين الأكبر، أعترفُ بكِ كسيّدة سيف، و آمركِ بالعمل لصالح إمبراطوريّة غراتييه. بعد انتهاء مهمّة القضاء على الوحوش، ستتوجّهين معي إلى القصر.”
“ووه!”
هتفَ الجنود بحماس، و ارتفعت معنويات الشمال إلى السماء.
لم أكن أعلم حينها، لكنّ سادة السّيف في الإمبراطوريّة يجبُ أن يقسموا يمين الولاء للعائلة الإمبراطوريّة و يعيشوا كفرسانٍ لها.
ذلك لمنعِ أيّ تمرّدٍ مستقبليّ.
لم أكن أعرفُ شيئًا، كنتُ مفتونةً بذلك النبيل الوسيم.
كان طويلاً، لكنّ وجهه بدا شابًا، أكبر منّي بأربع أو خمس سنواتٍ فقط. ومع ذلك، كان له هيبة.
لفت انتباهي بروش المجوهرات على ملابسه، كان يتناسب مع عينيه الزرقاوين.
“أجيبيني.”
“نعم، نعم! سأطيع!”
أجبتُ على عجل.
كيف لم أجب رجلاً عظيمًا نزلَ من حصانه من أجلي؟
كان ذلكَ إهانةً عظمى.
بعد إجابتي، استدارَ كايدن بسرعة، ركبَ حصانه وغادر.
رفرفت عباءته في الريح، وكذلك قلبي.
كان ذلكَ أوّل لقاءٍ مع كايدن.
بعد عشر سنوات
“هاها! موتوا!”
“كويك!”
سقطََ الأورك و هو يصرخ كالخنزير المذبوح.
ضحكتُ بفرحٍ شديد. رأيتُ الجنود بجانبي يتراجعون بنظراتٍ مرتعبة، لكنّني لم أكترث.
“أيّها الحثالة! كيف تجرؤون على الوقوف أمام السّيدة ماريان؟ اليوم هو يوم نهايتكم! هاها!”
جاءَ صوتٌ حادّ من الخلف
“أيتها المتهوّرة، لا تتكبّري.”
كانَ كايدن يصدر الأوامر للفرسان.
تمتمتُ في سرّي ’تسك‘ و أغلقت فمي.
اختفت تلكَ الهيئة الشابّة التي رأيتها أوّل مرّة، و أصبحَ الآن دوقًا أكبر بكلّ معنى الكلمة.
’يوميًا يناديني بالمتهوّرة، بينما هو نفسه مجنون.‘
لم أعد أنخدع بذلكَ الوجه بعد الآن.
في الماضي، عندما أُعلنَ أنّني سيّدة سيف، منحني إمبراطور غراتييه لقب “فارسة النار”،
فقط لأنّ شعري أحمر.
قال النّاس حولي إنّني لو لم أكنْ من عامّة الشعب لكنتُ حصلتُ على لقب بارونة، لكنّني لم أكن أعرف معنى “بارون” حينها.
كنتُ أظنّ أنّ النبلاء جميعهم متشابهون، و أنّ كوني فارسةً أمرٌ رائع!
كنتُ ساذجة.
الآن، في سنّ الثالثة و العشرين، أدركت كم هو وضيع مركزي.
’عشر سنواتٍ أتقاتل في هذه الأرض الباردة، قتلتُ وحوشًا لا تُعدّ، وما زالوا يعاملونني هكذا؟ كم كرّستُ نفسي من أجل الإمبراطوريّة؟‘
رغمَ ذلك ما زلتُ مجرّد “فارسة”.
“أيتها المتهوّرة، لا تفقدي تركيزكِ وانتبهي!”
صرخَ كايدن بوقارٍ من الخلف.
“حسنًا، سيّدي.”
الرّتبة هي كلّ شيء.
أجبتُ بفتور، ويبدو أنّ ذلكَ لم يعجبه.
“أجيبي باختصارٍ و قوّة.”
جاء صوته البارد، شعرتُ بشعيرات رقبتي تنتصب.
“نعم!”
هرعتُ إلى الأمام. في تلكَ اللحظة، اندلعت جلبةٌ من جهةٍ ما.
“كررر!”
“إنّه ترول!”
“يبدو أكبر من المعتاد بمرتين!”
سمعته يصرخ “عودي، ماريان!” لكنّني تجاهلته.
كنتُ غاضبة.
غاضبة من عدم تقدير قدراتي، من عشر سنواتٍ في هذا الثلج، من وضاعة مكانتي.
كلّ شيءٍ كان مزعجًا.
هل كنتُ مشتّتة بسببِ أفكاري؟
“كررر!”
ضربة!
“آه!”
ضربني الترول بيده الضخمة على رأسي الأيمن.
دارت المشاهد من حولي.
’اللعنة، كيف أرتكبُ مثل هذا الخطأ؟ لقد خسرتُ كبريائي.‘
“ماريان!”
في غياب وعيي، رأيتُ كايدن يركضّ نحوي على حصانه.
شهرَ سيفه بسرعة.
كان عادةً يراقبُ من الخلف، فما الذي حدث؟
بينما كانت ملامحه القلقة تتلاشى، فقدتُ الوعي.
حلم!!
كنتُ لاعبة تيكواندو، وكان العدوّ أمامي لاعبًا وطنيًا لا يجب أن أخسره.
أصبتُه بركلةٍ قويّة.
لحظة رؤيتي لدماء أنفه، سقطتُ.
’رهاب الدم.‘
عندما استيقظت، كانت الأخبار مليئةً بالسخرية منّي لأنّه أغميَ عليّ في الأولمبياد بسببِ رؤية الدم و خسرتُ الميداليّة الذهبيّة.
حقّقتُ الميداليّة الفضيّة للبلاد، لكنّ أحدًا لم يمدحني. الكلّ سخرَ منّي و انتقدني.
اختبأتُ تحتَ الأغطية، منعزلةً عن العالم.
كنتُ أقرأ روايات الإنترنت لنسيانِ الواقع. كانت ممتعة.
كنتُ أحدّق بحروف الهاتف.
بعد أشهر، خرجتُ من المنزل لأوّل مرّة، فصدمتني سيارة و مـتّ.
* * *
“آه!”
“الفارسة ماريان استيقظت!”
صرخَ الطبيب العسكريّ.
كنتُ مشوّشةً من سيل الذكريات.
’ما هذا؟ حياةٌ سابقة؟‘
كان رأسي يدور. رأيتُ عالمًا مختلفًا تمامًا.
’حلمٌ؟‘
لكنّه كان واقعيًّا كما لو عشته للتوّ.
أمسكتُ رأسي المشوّش و نهضتُ بصعوبة، فالتقى نظري بعيني كايدن.
“ماريان.”
“آه… سموّ الدوق، أين أنا…؟”
بدأ كايدن غاضبًا قليلاً. اقتربَ من سريري بخطواتٍ واسعة.
“أنتِ في المستشفى. ألم أقل لكِ عودي إلى الصّف…”
المستشفى، نعم، المستشفى.
كان المكان مليئًا بالجرحى والدماء.
“آه!”
أغميَ عليّ مجدّدًا.
“ماريان؟!”
كان صوت كايدن المذعور هو آخرَ ما سمعته.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"