“وبعد مدة قصيرة، سقط من الجبل وانكسرت ساقه. وليس هذا فحسب، فهي تُلقي اللعنات على كل من تراه، وكلها تتحقق بلا استثناء.”
“…….”
“وكل من يُصاب أو يتأذى يأتي إليّ طالبًا العلاج، ويقولون جميعًا نفس الشيء.”
ازداد اضطراب فريل كلما تابع كلامه.
“تلك العجوز هي من لعنتهم. هل تتخيل كم كنتُ مرعوبًا؟”
نهض بغتةً من مكانه وكأنه لم يعد يحتمل.
“الناس هنا طيبون ومسالمون، لذا لم يطردوهما، بل يتجنبونهما فحسب. لكن لو كان الأمر في أي مكان آخر، لكانا قد طُردا منذ زمنٍ بعيد، فهما بالفعل ساحران.”
رغم أنني كنت ممتنةً لعلاجه لي، إلا أنني لم أرغب في الحديث معه أكثر من ذلك.
كنت أود لو يعود من حيث أتى، لكن ريكايل لم يكن ينوي السماح له بذلك. فقد كان يحدق في فريل بعينين هادئتين وغائرتين.
“سمعتُ أن صحة تلك العجوز ليست على ما يرام، هل قمتَ بفحصها من قبل؟”
“ماذا؟ بالطبع لا، من يدري ما الذي سيحدث لي إن دخلتُ إلى هناك!”
كان وجه فريل قد شحب كأنه أصيب بالرعب لمجرد الحديث عنها.
للوهلة الأولى، بدا الأمر وكأن ألفي وجدته قد ارتكبا ذنبًا عظيمًا، لكن في الحقيقة، لم يكن هناك أي خطأ من جانبهما.
‘الجدّة رأت المستقبل وحذّرتهم، لم تكن لعنةً بل حقيقة عن حادث قادم. كان عليهم أن يأخذوا حذرهم بدلًا من تجاهل كلامها، والآن بعد أن وقع الحادث يلقون اللوم عليها؟!’
عند هذه النقطة، لم أعد أستطيع البقاء صامتة.
“السيد أوسبورن، هل يليق بطبيبٍ أن يتصرف هكذا؟”
ما إن قلت ذلك حتى ارتسمت على وجه فريل ملامح اضطراب واضحة.
“سيدة…..سيدتي.”
“ألم تفكر ولو مرة أن ما قالته لم يكن لعنة بل حقيقة؟ لو استمعتم إليها لما حدث أي شيء.”
كيف يمكنه أن يتهمهما بهذه السهولة؟
لم أستطع تهدئة غضبي، حينها تكلّم ريكايل.
“إذاً، هل تنوي ألّا تعالج تلك العجوز أبدًا؟”
و لم يتمكن فريل من الإجابة فورًا.
“ذلك لأن..…”
راح يتململ عند الباب، متوترًا وهو يحمل حقيبته، وكأنه لا يستطيع التقدم ولا التراجع لأن ريكايل كان يقف في طريقه.
“ظننت أنكَ الطبيب الوحيد في القرية، أكنتُ مخطئًا؟”
“حتى لو وصفتني بالجبان أو الأناني، لن أذهب إلى هناك.”
نظر إليه ريكايل طويلاً بعينيه الهادئتين، ثم تنحّى جانبًا.
“إذاً سأغادر الآن.”
طَقّ-
و بعد أن خرج فريل، جلست أحدّق في قدمي الملفوفة بالضماد.
الآن فهمت تمامًا كيف ينظر أهل القرية إلى ألفي وجدّته. ورؤية الطبيب يغادر هكذا مسرعًا جعلتني أشكر حظي أنني لم أُكثر من الأسئلة مع إيما.
كنتُ على وشك الاختناق من ثقل الجو داخل الغرفة، حين التفت ريكايل، الذي ظل واقفًا عند الباب طوال الوقت.
“يجب أن أرسل رسالةً إلى هاميهن.”
“ولأي أمر؟”
“لأنه لم يعد لدينا طبيبٌ في هذا المكان.”
لكني ترددت للحظة؛ أليس الرجل الذي كان هنا قبل قليل طبيبًا؟
كنت على وشك قول ذلك، لكني سرعان ما فهمت مقصده.
“تريد استدعاء السيد ميتيوس، أليس كذلك؟”
فطالما أن طبيب القرية رفض المعاينة، لم يبقَ لنا سوى استدعاء طبيب من بلدةٍ قريبة أو أحد معارفنا.
“لكن، هل سيقبل ميتيوس بالمجيء إلى هذه القرية النائية؟”
“سيأتي، إن كانت الرسالة مني.”
من أين له بكل تلك الثقة؟
“ولكن…..هل سيقبل بمعالجتها فعلًا؟”
كان السيد ميتيوس رجلًا طيبًا لطيفًا، لكن لا أدري إن كانت طيبته تشمل من لا يملك شيئًا.
كنت أشعر ببعض الذنب لمجرد الشك فيه، لكن عندما تذكرت فريل، بدا لي شكي هذا غير مبالغ فيه.
“ليس من أهل هذه المنطقة، لذا لن يتأثر بالأقاويل، وإن لم يسمع شيئًا فلن يحمل أي تحامل أو كراهية.”
“وإن رفض هو الآخر؟”
“حينها سنجد غيره.”
“….…”
“سنجد أحدًا بالتأكيد، هناك الكثير من الأطباء فلا تقلقي.”
في الحقيقة، لم يكن علاج تلك العجوز مرتبطًا بالغاية من مجيئنا إلى هنا، فمهمتنا كانت البحث عن الدوق المختفي، لا أكثر.
لقد سمع منها ما أراد سماعه، وكان بوسعه تجاهل آلامها ببساطة، ومع ذلك، ورغم طبعه الجاف، كان ريكايل مستعدًا لبذل الجهد من أجلها.
هل يفعل ذلك بسبب وعدٍ قطعه لألفي؟ أم بدافعٍ من ذلك التعاطف الذي طلب مني ألا أُبديه؟
“السيد أغريست.”
“هم؟”
‘أنتَ حقًا شخص طيب.’
“لماذا تنادينني ثم لا تقولين شيئًا؟”
“لا، فقط..…”
تمتمت وأنا أرفع الغطاء فوقي.
“آسفة وشكرًا على كل شيءٍ اليوم.”
ارتسمت على وجه ريكايل ابتسامةٌ بالكاد تُرى، ثم أمسك بمقبض الباب.
“ارتاحي جيدًا.”
وما إن غادر، حتى خيّم السكون على الغرفة. ااستلقيت على ظهري ورفعت قدمي المصابة في الهواء.
“ستشفى خلال يوم أو يومين على الأكثر.”
قالوا أنهم سيحضرون الطعام إلى الغرفة اليوم.
ياللسخرية…..حتى حين أُصاب، لا بد أن تكون الإصابة في باطن القدم!
كنت أعلم أنه يجب أن أرتاح وألا أضع قدمي على الأرض، لكن مرّ نصف يوم فقط منذ أصبت، وبدأ الضيق يتسلل إلى صدري.
“…….”
كلما حاولت الاستلقاء بهدوء، تكاثرت الأفكار في رأسي.
تذكرت كيف ركضنا معًا في المروج قبل ساعات فقط، وكيف حملني بين ذراعيه وعاد بي إلى القصر بخطواتٍ ثابتة.
كل تلك اللحظات عادت لتتراقص في ذهني.
<“لا أعلم ماهي نوايا والدي، لكن أشعر أن هناك سببًا حقيقيًا لكونه اختاركِ أنتِ بالذات.”>
حين تذكرت كلمات ريكايل، أحسست أن المشاعر التي خالجتني حينها تعود ببطء.
ذلك البريق الشفاف في عينيه الذي يكاد يعكس صورتي،
وذلك الدفء الممزوج بصوته الحنون.
أتمنى فقط ألا يكون ذلك “السبب” هو ما يؤلمه في النهاية.
ثم استدرت على جانبي وأغمضت عينيّ بهدوء.
________________________
يعني بما انها روايه خيال في ما احس الي يقولونه عند الجده مب معقول بس بنفس الوقت وش سوء الظن الي عندهم ذاه
المهم ابي مومنتات زياده خيييييييير
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 55"