“في النهاية سيؤول هذا القصر إليّ، أليس من الطبيعي أن أعرف أسراره؟”
رمقتُه بنبرة واثقة لكنه هز رأسه نافيًا.
ما الأمر بحق؟ لماذا يصر الجميع على كتمان السر؟
“ما هو السر الذي يختبئ في قصر أغريست؟ هل تسكنه الأشباح؟ أم……شيطان؟”
“لو كان كذلك لكان أهون.”
ماذا؟ إذًا هناك ما هو أسوأ من ذلك؟
هاها……مهما يكن، يبدو أن تسليم هذا القصر لريكايل والتهرّب منه أفضل حل.
أو ربما أجد شخصًا آخر ليتولى أمره بدلًا مني.
“ومع ذلك، أترغبين حقًا أن تعرفي؟”
أريد. أجل، أردت بشدة.
الآن فقط أفهم لماذا فتحت باندورا الصندوق الذي كان عليها تركه مغلقًا، لتُغرق العالم بالفوضى!*
*(اسمها اسطورة صندوق باندورا القصه الحادية بس هذا بالمختصر
كان صندوق باندورا يحتوي على كل شرور وأمراض العالم: الموت، الحروب، الأوبئة، الجشع، الكراهية، وكل ما يمكن أن يسمّم حياة الإنسان. خافت باندورا بعد أن فتحته وأعادت إغلاق الجرة، ولكن الأوان كان قد فات، وانتشرت الشرور بين البشر، وانتهى ما يسميه هسيودوس بالعصر الذهبي للبشرية، حين كان الناس يعيشون بسعادة واتزان.)
“أنا أريد أن أعرف بقدر ما أنتَ تريد أن تعرف. فلنكشف أسرارنا واحدًا تلو الآخر. ما رأيكَ؟”
“بما أننا لا نفكر في مغادرة هذا المكان، فلنَعِش معًا وحسب.”
“…….”
“فالناس يروننا خطيبين على أي حال، فلماذا لا نعيش معًا ونتزوج فعلًا؟”
“ماذا؟”
“ما رأيكِ؟ إن كنتِ مصرّةً على أن يصبح القصر لكِ، فتزوجيني ولْنَعِش فيه معًا.”
كان كلامًا صاعقًا، غير متوقع، حتى أنني لم أستطع أن أضحك بسخرية.
ثم فجأة دوى طَنينٌ حادّ قطع الصمت! فالتفتنا نحو الباب مع صوت تحطّم معدن على الأرض.
“يا إلهي……أعتذر كثيرًا!”
لقد أسقطت ليلي الصينية التي كانت تحملها، وأخذت ترتبك وهي تلتقط ما تناثر منها.
ثم ما لبثت أن جلست على ركبتيها وأطلقت صوتًا حادًا متأثرًا.
“يا للخجل! في يوم مباركٍ كهذا أرتكب مثل هذا الخطأ……أعتذر جدًا. لكن، مباركٌ لكما! ألف مبارك لكما!”
“مبارك؟ على ماذا تهنئيننا؟”
ما إن فُتح الباب قليلًا حتى ظهرت خلفه السيدة مايل بملامح مرتبكة، وإلى جانبها الطبيب المهذّب السيد ميتيوس براينر، وأخيرًا المحامي بيتمن.
ما هذا؟ ماذا يفعل الجميع هنا؟ ولماذا اجتمعوا أصلًا؟
“مباركة؟ على أي أساس تقولون هذا؟”
“لم نقصد التنصَت، نعتذر.”
“…….”
“لكن……متى أصبحتما على هذه الدرجة من القرب؟”
فقفزت من مقعدي ولوّحت بيدي نافية.
“لا، الأمر ليس هكذا! لا بد أن هناك سوء فهم—.”
“الآنسة سوبيل، مباركٌ لكِ حقًا.”
قالت ليلي ذلك وهي تمسح دموعها بطرف كفها، ثم اندفعت بالكلام،
“منذ اللحظة الأولى التي التقيت بكِ فيها شعرت أن بكِ شيئًا مميزًا. دائمًا ما كنت أرى أنكِ شخصٌ استثنائي. كما أنني كنت أعتقد أنكِ تناسبين السيد الشاب تمامًا.”
“لا، لا، ليلي؟!”
“في الواقع، سمعت هذا الصباح بعض الأحاديث. لقد شاع الخبر في كل مكان حول الطريقة التي قدّم بها السيد الشاب الآنسة سوبيل.”
“خبر؟ أي خبر هذا؟”
خبر؟!
التفتُّ فورًا إلى الطبيب ميتيوس أحدّق فيه.
<يا إلهي، أترون؟ إنكما تستمتعان بوقتكما معًا.>
<ألم تقل أنه سر؟ فكيف تسيران معًا على هذا النحو أمام الجميع؟>
أوه، هذا الرجل يثير أعصابي حقًا!
تصلّبت قبضتي غيظًا، لكن ليلي عاجلتني بكلمات غير متوقعة،
“يقولون أنكما ذهبتما سويًا إلى متجر الفساتين.”
“…….”
“وأن السيد الشاب وصف الآنسة سوبيل بأنها شخصٌ مهم……مهمٌ جدًا……مهمٌ للغاية. حتى أن الجميع ضجّوا بالخبر.”
“آه، ذاك….”
“بل ورد أنه كرّر كلمة (مهم) ثلاث مرات، وطلب أن تُعاملي كما يُعامل هو نفسه، أو حتى أفضل من ذلك.”
“لا، لا. كل ما في الأمر أنني لم أكن معتادةً على شراء الفساتين، و السيد أغريست فقط……تكرّم بمساعدتي—.”
“الآنسة سوبيل، لم أرَ قط السيد الشاب يقدّم (كرمًا) بهذا الشكل لأحد.”
“…….”
“وفوق ذلك، قيل أنه اختار لكِ فساتين بعدد هائل، وكان يتعامل معكِ وكأنكِ جوهرةٌ ثمينة. و الآن يتساءل الجميع: من تكونين بحق؟”
“لا، أنا….”
“إذاً فأنتِ هديةٌ من الدوق أرسلها لنا. والآن وقد عزم السيد الشاب على الزواج بكِ، فكم هي سعادة عظيمة.”
كلمات ليلي جعلت السيدة مايل، الواقفة قربها، تلمس وجنتيها المتورّدتين وقد زاد احمرارها.
“آنسة سوبيل، مباركٌ لكِ. من أعماق قلبي.”
“كلا أيها السادة! أنتم حقًا واقعون في سوء فهم كبير! سأشرح كل شيء بنفسي.”
في تلك اللحظة، تقدّم الطبيب ميتيوس خطوةً إلى الأمام بعدما نزع قبعته بخفة.
“لقد كنت أعلم مسبقًا. ويبدو أنكما قررتما الآن الإعلان عن الأمر. أحسنتما صنعًا، فالعطاس والحب لا يمكن إخفاؤهما أبدًا.”
عندها تمتم المحامي بيتمن بصوتٍ خافت وهو يرمقنا بنظرات متناوبة.
“همم، يا للعجب. متغيّرٌ لم يكن في الحسبان. لكن أليس هذا أفضل ما قد يحدث؟ لن يكون هناك جدالٌ عقيم بعد الآن، كما أننا سنتمكن من تنفيذ وصية الدوق. أجل، لا شيء أروع من هذا.”
يا سادة! أيمكنكم الاستماع إليّ قليلًا عندما أتكلم؟!
استدرت سريعًا نحو ريكايل وتمسكت به. فلم يكن هناك من يستطيع تصحيح هذا اللبس غيره.
‘قل لهم شيئًا! لقد كانت مزحةً وحسب!’
لكن يبدو أنه لم تكن لديه أدنى نية لتوضيح الأمر.
رفع ريكايل خصلات شعره الأسود الناعم إلى الخلف وقال للحاضرين،
“كنت أنوي إعلان الأمر برويّة، لكن لم يعد بالإمكان تأجيله.”
ماذا؟ إعلان ماذا بالضبط؟!
“لكن اعلموا أن خطيبتي لم تحسم قرارها بعد.”
قال ذلك وهو يرمقني بنظرة واثقة أنيقة.
لم يكن الأمر أنني لم أحسم قراري بعد……بل لم يخطر ببالي أصلًا!
فقبضت كفيّ غيظًا من كلماته السخيفة السابقة وهي تتردد في رأسي.
<يكفي أن توافقي على كلامي أمامهم.>
<يكفي أن توافقي على كلامي أمامهم.>
<يكفي أن توافقي على كلامي أمامهم!>
هذا الرجل……كان يعرف مسبقًا أن الناس سيأتون بعد قليل!
نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالظلم، فمد يده يمسح بخفّة على غرتي بنظرة ودودة.
لكنني كنت أعرف تمامًا ما الذي تخفيه عيناه. إنه ينتظر جوابي.
“حسنًا، ولكنني لم أتهيأ نفسيًا بعد.”
تمتمت بالكلمات بصعوبة، فتابع ريكايل،
“حسنًا، إذاً سمعتم. لا بد أنكم تعرفون كيف تتصرفون من الآن فصاعدًا.”
و ما إن أنهى كلامه حتى وضعت ليلي يدها على صدرها وعيناها تتلألآن.
أوه……هذا الوجه لا يبشر بخير.
و لم تدرك ليلي توتري وراحت تتمتم،
“لم أكن أعلم أن السيد الشاب بهذا القدر من الرقة واللطف.”
فحلّ الظلام في ناظري. لا، حتى عبارة (حلّ الظلام) لا تكفي.
إن لم أتماسك الآن، فسأجد نفسي أحمل باقة ورد وأقف بجانب ريكايل بلا وعي!
لكن فجأة راودتني تساؤلات.
ليلي والسيدة مايل أمرهما مفهوم، لكن ما شأن الطبيب هنا؟ ولماذا جاء المحامي أيضًا؟
“لكن……ما الذي جاء بكم جميعًا أصلًا؟”
“آه، لقد وصلني خبر أن الآنسة سوبيل أفرطت في الشرب الليلة الماضية، فجئت مسرعًا.”
تذكّر الطبيب ميتيوس حينها سبب مجيئه واقترب من السرير.
“لقد كان السيد الشاب في غاية القلق عليكِ.”
“لا، أنا بخير.”
فأجبت باختصار ثم التفت نحو المحامي بيتمن، و بادر بالشرح،
“لقد استدعاني السيد الشاب لرؤيته على عجل.”
“هل انتهى التقييم؟”
“لا، ما زال يحتاج إلى بعض الوقت.”
فتسللت إلى صدري خيبةٌ ثقيلة مع تلك الكلمات. و تدلى كتفاي بلا حول، فربت ريكايل على كتفي مرة واحدة ثم التفتّ للآخرين،
“يبدو أن خطيبتي متعبةٌ قليلًا. فلنكمل حديثنا في الخارج. سألحق بكم بعد قليل.”
فتناثر من الواقفين عند الباب مزيجٌ من خيبة وحنين قبل أن يغادروا.
و ما إن خرج الجميع حتى أسرعت نحو الباب أتأكد من أنه أُغلق بإحكام، وأنه لم يبقَ أحد في الممر.
‘لا أحد. المكان فارغٌ تمامًا.’
رفعت عيني إلى أقصاها ونظرت إلى ريكايل بحدة.
“لماذا تفعل بي هذا؟ ما الذي ترمي إليه؟”
“أفعل بكِ هذا؟”
كان وجهه هادئًا، بريئًا، كما لو أن شيئًا لم يحدث.
يا للروعة! أن ينظر إليّ بتلك العيون الصافية البريئة وكأنه لا يعرف شيئًا؟!
إنه ممثلٌ بالفطرة. التمثيل مهنته الحقيقية.
“لماذا أنا بالذات……معكَ يا سيد أغريست؟”
__________________________
الفصل يجنن 😂😭 ريكايل اختصر الفصول الاخيره بس بدون مشاعر 😭
المهم شكله متعمد كلهم يسمعونه ولا ماقالها كذاته فجأه
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 17"