<ماذا؟ من قال أنني ثملة؟ أنا لا أعرف أصلًا ما معنى أن يكون المرء ثمِلًا……أنا لست هكذا.>
<……..>
<لكن أين ذهبت تلك المخلوقة الشقراء القبيحة؟>
أغمضت عيني بإحكام.
‘هاها، ليتني لم أتذكر شيئًا على الإطلاق.’
وضعت يدي على رأسي وبدأت أهزه بعنف، فإذا بصوت ريكايل يغلق كتابه يصل إلى مسامعي.
‘ماذا أفعل الآن؟’
بعد كل ذلك الموقف المخزي وتلك الكلمات التي تفوّهت بها! هل أبقى ممددةً هكذا وكأن شيئًا لم يكن؟
“آه……آه، رأسي.”
أطلقت أنينًا متوجعًا وأرحت جسدي ببطء على السرير. وعندها، ومن حيث لا أدري، كان ريكايل قد اقترب وفتح فمه،
“إذاً، هل يمكنني الانصراف الآن؟”
“ماذا؟”
آه……كلما نظرت الى وجه ريكايل. وكلما تبادلت معه حديثًا. تعود إليّ ذكريات ليلة الأمس واحدةً تلو الأخرى.
<إذاً الآن استريحي.>
<لحظة، لا تذهب. اجلس هنا قليلًا، ريكايل.>
<……..>
<لدي ما أريد قوله.>
<ألا ترين أن قولها غدًا أفضل؟>
<لا أريد.>
<……..>
<هيا اجلس، الأمر مهمٌ حقًا.>
<تفضلي، قولي ما لديكِ.>
<بما أن الأمر مهم، ركّز جيدًا.>
<حسنًا.>
<لا حاجة لي في الميراث. لست طماعةً في المال. لم أفعل هذا من أجل المال. لكن! هذا القصر لي. هذا القصر ملكي، مفهوم؟>
<هذا الحديث، لنتركه لوقتٍ آخر……>
<لا، هناك سبب. هناك سببٌ وجيه لذلك.>
<لكن لا رغبة لي بسماع مبررات شخص ثمل الآن.>
<أنا لست ثمِلة، فاستمع إليّ. أرجوكَ.>
<……..>
<والسبب هو أنتَ.>
<ماذا؟>
<لا ينبغي أن تبقى هنا. لأنكَ إن بقيت، ستغدو تعيسًا. أعلم أنكَ مررت بالكثير من المآسي من قبل، أعلم ذلك……لكن ألا يحق لكَ الآن أن تنال قليلًا من السعادة؟>
<……..>
<هل فهمت ما أعنيه؟>
<نعم.>
<أي فهمٍ هذا؟ ملامحكَ تقول أنكَ لم تفهم شيئًا.>
<على كل حال، فلنترك هذا الأمر للغد.>
<أأنت راحلٌ الآن؟>
<أجل.>
<لا، لا تذهب. ابقَ معي حتى أغفو.>
<لكن غدًا صباحًا، عندما تريني، ستشعرين بخزي بالغ.>
<لن أخجل. لطالما كنتَ الشخص الأقرب إلى قلبي.>
<……..>
<أنا جادة. كنتَ دائمًا المفضل عندي. ولهذا يؤلمني قلبي. ولهذا السبب بالذات يجب أن أحصل على هذا القصر. فهمت؟>
<الأفضل أن تتوقفي عند هذا الحد.>
<أتوقف عن ماذا؟>
<حسنًا، سأبقى. لأنني أريد أن أكون أول من يرى وجهكِ الخجول في الغد.>
لا بد أن هذه الحياة قد انتهت حقًا بالنسبة لي. و ربما الموت والانتظار حتى أعود من جديد أهون من هذا……
“ريكايل……لا، أقصد السيد أغريست. سأستسلم. سأغادر هذا القصر الآن، فوداعًا.”
غطّيت وجهي بخصلات شعري وزحفت إلى خارج السرير.
‘نعم، فلأستسلم هنا.’
ليحدث في هذا المكان ما يحدث، موتًا كان أو جنونًا، فليس شأني! أنا نفسي أكاد أموت خجلًا!
مددت يدي بحذر لألتقط الحذاء الخفيف وأرتديه، فإذا بصوت ريكايل يصل الى أذني،
“الآنسة سوبيل.”
“لا، سأرحل وحسب. أشعر بخزي شديد وذنب فظيع حتى أنني لا أستطيع أن أرفع رأسي أمامكَ.”
“يكفي أنني رأيت ذلك.”
فرفعت نظري قليلًا من بين خصلات الشعر التي غطّت وجهي أتفقد ملامح ريكايل.
هل هو غاضب إلى هذا الحد؟ أم هناك سببٌ آخر؟ فقد كان يضغط بشدة على شفتيه.
“أنا آسفة.”
وقبل أن يتمكن ريكايل من قول شيء، سارعت بالاعتذار مرةً أخرى،
“لم أعتد شرب النبيذ من قبل. ولأنني مهما شربت لم أشعر بشيء، ظننت أن الأمر بخير.”
وقد كان ذلك حقيقيًا بالفعل.
لم يحدث أن شربت الكثير من النبيذ كما فعلت البارحة، كنت أرتشفه رشفةً بعد أخرى، فوجدت طعمه أطيب مما توقعت، بل وأحسست أنه يجعل عقلي أوضح.
فظننت في نفسي: يبدو أن لدي قدرةً لا بأس بها على الشرب، ثم مضيت في احتسائه بلا تردد.
“أنا حقًا آسفة. أظن أنني ارتكبت الكثير من الحماقات البارحة……انسَ كل شيء من فضلك.”
لم ينبس ريكايل بكلمة.
و كنت أعلم أنه أمامي، لكنني خشيت النظر إلى ملامحه.
“آسفة……وكذلك للسيد ويكوم أيضًا.”
“تقصدين ذلك الأشقر القبيح؟”
“آه.”
لم أتمالك نفسي فوضعت يدي على رأسي.
‘ما العمل، لا بد أنني جننت فعلًا.”
ريكايل بحد ذاته كان مشكلة، لكن الكلمات الجارحة التي ألقيتها على تيرون كانت أشد خطورة.
صحيح، هذه الحياة لم يعد منها رجاء. و لم يبقَ سوى أن أنتظر العودة من جديد.
“آسفة يا ريكايل. لا بد أنكَ غاضبٌ جدًا، لكن……”
“غاضب؟”
حينها أعاد ريكايل سؤالي بصوتٍ بدا مقيّدًا بشيء.
“نعم.”
“كيف أغضب، وأنا مسرورٌ بما قلتِ.”
ماذا؟ إذًا لم يكن يكتم غضبه، بل يكتم ضحكه؟
“لا، كل ما قلته مجرد هراء. لقد ثملت من بضع رشفات وبدأت أتفوه بلا معنى.”
“لا بأس. سأحتفظ بسر أنكِ تحبينني.”
“قلت لكَ لا! لا تصدّق كلام شخص ثمل.”
فابتسم ريكايل ببرودة طبيعية ثم جلس بجانبي. و يبدو أنه قرر أن يجلس حقًا ليتسلى بإحراجي.
“الآنسة سوبيل.”
“…….”
غمرتني مشاعر الندم والحرج، والرغبة في الفرار من هذا الموقف الثقيل، فلم أعد قادرةً على التحكم بتعابير وجهي.
عندها بادر ريكايل بالكلام،
“آخر مرة سألتِني لماذا أكذب.”
التفتُّ نحوه بخفة، فإذا به ينظر إليّ بعين يكسوها الحزن.
“قولي أنه لا سبب خاصٌ للكذبة……كان كذبًا.”
“…….”
“لكن.”
انحنى قليلًا للأمام وهمس لي،
“لستُ أنا وحدي من يكذب هنا.”
“آسفة، لكنكَ أخطأت الظن.”
أشرت بيدي نافية وأدرت رأسي إلى الجهة الأخرى.
“كل ما قيل كان هذيانًا من أثر الشراب. أنا آسفةٌ حقًا.”
كنت أعتصر رأسي ندمًا حينها، دوّى صوتٌ جاد وحازم في أذني.
“صحيح، لقد ارتكبتِ ما يستحق أن تعتذري لي عنه مرةً أخرى.”
فتداخل الارتباك في ذهني مع شعور عميق بالحرج.
“آسفة. لن أقترب من النبيذ بعد الآن.”
“يمكنكِ شرب ما تشائين من النبيذ في المستقبل. لكن ما حدث أمام الخدم جعلني أفقد قدري ومكانتي.”
“؟”
“لقد شاهدوا بأعينهم كيف صرختِ في وجهي وتلفظتِ بما يسيء إليّ……لقد أُهدرت كرامتي تمامًا.”
‘…….’
“آسفة. حقًا……أنا آسفة.”
انحنيت حتى كدت أدفن رأسي، وشبكت يدي متوسلة، لكن بدا أن ريكايل لا ينوي التنازل هذه المرة.
“المرة الماضية طلبت منكِ أن تكذبي من أجلي، فماذا أطلب منكِ الآن يا ترى؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 16"