حتى لو كانت وحيدةً ومتألمة بسبب خلافها مع الدوق، فلا يمكن تبرير أفعالها التعسفية.
لماذا قالت ليلي ذلك؟
كيف يمكنها أن تشفق على امرأة عذبت طفلاً صغيراً؟
كنت أفكر في تلك الأمور وأنا أمشي ببطء. لكن الجو كان رطباً وحاراً، وشعرت أنني لن أستطيع البقاء طويلاً.
وبينما كنت أتمشى دورةً كاملة ثم خرجت باتجاه الطريق المؤدي إلى الحديقة، حدث ذلك.
“أوه؟ ريتا!”
عندما التفتُّ إلى الصوت المألوف وكأنه غريب، كان رجلٌ ذو شعر ذهبي يلوح لي بحماس.
كان تيرون.
“واو، يبدو أن العثور عليكِ صعبٌ إن كنتِ في الحديقة.”
“؟”
“فمن الصعب التمييز بين الناس والزهور هنا. هاهاها!”
“…….”
ألقى نكتةً لا معنى لها ثم أرجع ظهره إلى الخلف حتى منتصفه وهو يضحك بمفرده.
هاه، بطل رواية “تيرون” أصبح بهذه الشخصية؟ لو علم الكاتب بذلك، فكم سيحزن.
ثم ما قصة “ريتا” هذه أيضاً؟ متى رآني حتى يناديني ريتا؟
“مرحباً.”
“تقولين مرحباً فقط؟ نحن نعرف بعضنا، ألا ترين أن تحيتكِ رسميةٌ أكثر من اللازم؟”
رمش تيرون بعينيه الكبيرتين ثم تحدث.
“ناديني ببساطة، كما تنادين ريكايل. فنحن أصدقاء على أي حال.”
لو عاملتكَ كما أعامل ريكايل فستندم.
“هذا سيكون مزعجاً بعض الشيء.”
حين قلت ذلك بوجه ودود مناسب، أطلق تيرون صوتاً مليئاً بخيبة الأمل.
“لماذا؟”
كنت أنوي التنزه ببطء في الحديقة فقط.
صحيح أن تيرون وريكايل كانا صديقين، لكنني كنت أشعر بوضوح بجو دقيق بينهما. لذلك كان علي أن أتصرف بحذر هنا.
“أنت صديق السيد أغريست، وأنا خطيبته، لذا من الأفضل أن نحافظ على حدود مناسبة.”
“حدود؟”
“أنا شخصٌ أعتبر الالتزام بالآداب أمراً في غاية الأهمية. أليس لكل إنسان قناعاته؟”
فما من كلمات أكثر تهذيباً وفي الوقت نفسه أكثر وضوحاً في رسم الحدود من قول الالتزام بالآداب.
لكن تيرون لم يكن خصماً سهلاً.
“إذاً فليكن التزامكِ بالآداب مع ريكايل فقط، أما أنا فلن أقبلها.”
هاها، أنا لا أريد ذلك، فلماذا تصر؟
“لكن بالمناسبة……السيد أغريست؟”
عند كلمات تيرون، توقفت مترددة لوهلة.
“هل تسمين خطيبكِ بالسيد أغريست؟”
“نعم، لقد قلت أن الأدب…..مهم بالنسبة لي، أليس كذلك؟”
“صحيح. لكن ريتا، ماذا كنتِ تفعلين هنا؟”
“مجرد نزهة.”
“هل يمكنني السير معكِ؟”
‘لا.’
لكني اكتفيت بهز رأسي.
“الغريب أنني رغبت في القدوم إلى هنا.”
“…….”
“لم أتوقع أن ألتقيكِ هنا يا ريتا.”
ابتسم تيرون بإنشراح وهو يلمح الاتجاه الذي كنت أسير فيه. و شعرت بنظراته لكني تظاهرت بعدم الاكتراث.
‘بالأمس على أنني خطيبة ريكايل، لكن، أليس يبالغ كثيراً في الاقتراب؟’
طبعاً لسنا خطيبين حقيقة.
حينها، خفف تيرون خطاه وسألني،
“بالمناسبة يا ريتا، هناك شيءٌ يثير فضولي عنكِ.”
لم أنظر إليه، واكتفيت بهز رأسي قليلاً.
“هل أنتِ حقاً مخطوبةٌ لريكايل؟”
لم يكن سؤالاً غير متوقع، ومع ذلك ارتجفت قليلاً. فالقصد من السؤال كان واضحاً جداً.
بل خطر ببالي أنه ربما جاء إليّ فقط ليخلق فرصةً للبقاء معي وحدي.
‘لم يدخل الدفيئة عبثاً.’
فما إن فكرت بهذا حتى سكنت نفسي وهدأت.
“نعم.”
“آسف، ظننتِ أن سؤالي وقح، أليس كذلك؟”
“نعم.”
“فهمت. يبدو أن ذاك الشاب وقع في حب صراحتكِ.”
“…….”
أطلق تيرون بضع كلمات فارغة ثم تنهد قصيراً.
“في الحقيقة، أنا وريكايل كنا قريبين منذ الطفولة. فالدوق أغريست وعائلتنا تجمعهما صلةٌ قديمة.”
“أفهِم.”
لم يكن الحديث مع تيرون مبهجاً كثيراً، لكن سماع قصص ماضي ريكايل كان يثير اهتمامي.
فلا الكتب ذكرت ذلك، ولا حتى بعد أن عشت أربع مرات هنا في هذه الحياة، كنت أعلم عنه.
كانت تلك الحكايات لا يرويها إلا تيرون الذي عاش طفولته مع ريكايل.
“في صغري لم ألحظ، لكن بعد أن كبرت تغير الأمر.”
تابع تيرون بصوت بدا مختلف النبرة.
“ريكايل كان بارعاً في كل شيء. في الدراسة، والموسيقى، والفروسية. بل حتى…..آه، لا أدري إن كان يليق أن أقول هذا أمامكِ يا ريتا.”
“؟”
“كان محبوباً جداً بين الفتيات.”
حين رفعت كتفيّ بفخر صامت، أطلق تيرون نفخةً استهزاء من أنفه.
“غريب، أليس كذلك؟ أليست ملامحي أجمل منه؟”
“هاها..…”
“على أي حال، كان دائماً شغوفاً. آه، والدوق أغريست كان يعاملني كابنه الحقيقي. ولهذا فأنا أعرف هذا القصر جيداً.”
ثم أدار تيرون رأسه قليلاً وحدّق نحو القصر الضخم.
وفي تلك اللحظة، اجتاحتني قشعريرةٌ غامضة.
‘هو يبتسم بوجه طيب ونبيل، لكنه شخص خطر.’
هكذا شعرت بغريزتي.
“لذلك فأنا أعرف كل شيء عنه.”
بدا صوته يحمل مكرًا خفيًّا.
ماذا يريد أن يقول؟ ما الذي يحاول إيصاله لي؟
“أتعرفين أنتِ أيضًا يا ريتا؟ عيبَه.”
هل يقصد أنه يريد التلميح إلى أنه متبنّى؟ وأنه لا يمكن الاعتراف به كوريث لدماء أسرة أغريست؟
شعرت كأن نواياه واضحة أمامي، لكن لا يجوز أن أنجرف خلفها.
“ماذا تقصد بكلامكَ؟”
سألته ببرود، فضحك تيرون ضحكةً قصيرة.
“من رؤية شفتيكِ اللطيفتين تعودان بالسؤال، يبدو أنكِ تعلمين بالفعل.”
في تلك اللحظة توقف فجأة عن السير،
“واو، وأنتِ تلتقينه رغم علمكِ أنه لا يملك الأهلية؟”
هاه، لا يمكن أن أترك هذه الجملة تمر مرور الكرام.
“لا أفهم ماذا تعني.”
“لماذا تفعلين هذا؟ مع أنكِ تعلمين كل شيء.”
“يبدو أنكَ نسيت حين طلبتُ منكَ ألّا تتصرف بوقاحة معي.”
“ريتا، اهدئي واسمعي كلامي أكثر.”
“لا، أظن أنه لن ينفع أن أتحدث معكَ.”
استدرت لأرحل، و حينها،
“قلت لكِ انتظري.”
أمسك تيرون بمعصمي.
“إن لم تتركني الآن، سأصرخ.”
قلت ذلك بأقصى ما أستطيع من هدوء، لكن يدي كانت ترتجف بشدة.
“يا إلهي، ريتا. هل أخفتكِ؟”
“…….”
“أنا فقط أردت الحديث قليلاً.”
ثم أرخى تيرون قبضته ببطء. لكن المعصم الذي أمسكه ما زال يحتفظ بحرارة مزعجة.
“هل هذه طريقة من يريد التحدث معي؟”
قلت ذلك وأنا أحدق في تيرون مباشرة. فابتسم بخفة، لكن برودة عينيه لم تتغير.
“يا للعجب…..تبدين أشرس مما ظننت.”
“ماذا قلت؟”
“أنتِ، لستِ خطيبته، صحيح؟”
كنت على وشك أن أريه ما معنى الشراسة الحقيقية، لكنه سبقني بالهجوم.
“لا أحد يعرف ريكايل مثلي. وأنتِ…..لستِ امرأته.”
ثم ابتسم ابتسامةً ساخرة وهو يعيد السؤال،
“أليس كذلك؟”
شعرت بدمائي تبرد دفعةً واحدة.
ماذا علي أن أفعل؟
“كل ما تقولينه عن الأدب ليس إلا هراء. أنتِ لا تحبينه.”
كان ينظر إليّ مباشرة، بعينين حادتين ملتصقتين بي كأنهما تريدان اقتلاع سري من أعماقي، بلا مهرب ولا مفر.
فكتمت تنهيدة كادت تفلت من شفتي، وأجبت ببرود،
“الهراء هو ما تقوله أنتَ.”
“أترين حقاً أن الأمر هكذا؟”
“نعم، وإنه لأمرٌ مهين أن أستمع لكلامكَ هذا.”
“لا أحد يعرف من تحبين ومن لا تحبين أكثر مني.”
رفع يديه جانباً بنبرة مسرحية متعمدة.
“لكن ما يثير فضولي…..لماذا كذب هو إذاً؟”
ولم يمنحني حتى فرصةً للرد، بل واصل ثرثرته،
“آه، ربما لأنني أبديت اهتماماً بكِ؟ إنه يفعلها دائماً منذ زمن. يغار من كل ما أملك. فأنا الرجل الكامل بكل شيء. مهما اجتهد ريكايل أو بالغ في حماسه…..يظل هناك حدٌّ وُلد معه لا يمكنه تجاوزه.”
أزاح شعره للخلف ومدّ شفتيه بابتسامة جانبية.
صحيح أنه يملك جمالاً مدهشاً، لكنه بدا مقززاً لدرجة أنني كدت أختنق غيظاً!
فوجدت نفسي أشد قبضتي لا إرادياً.
“حين منحتكِ بعض الاهتمام، هل أراد هو أن يُظهر أنكِ ملكٌ له؟”
“أوهامكَ تجاوزت حدها.”
آه، لماذا أقف هنا أستمع لهذه التفاهات؟
لم أرغب في التحدث معه أكثر. وأقسمت أنه إن مد يده ثانيةً لمعصمي فسألوِيها حتى أُحطِّمها.
لكن هذه المرة لم يمسك يدي، بل وقف أمامي يقطع طريقي.
“من أنتِ حقاً، حتى تجاري أكاذيب ريكايل؟ ما الذي يربطكما؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"