رفع برونو سبابته. 

 

“إذن، كيف تختلف أجساد الناس العاديين والسحرة؟” 

 

طرح الأسئلة، ثم شرحها خطوة بخطوة. 

 

“الشخص العادي يمكنه استخدام قوته الجسدية كما يشاء. لكن الساحر مختلف.” 

 

“كيف؟” 

 

“على السحرة أن يتقاسموا قوة المانا الخاصة بهم مع أجسادهم.” 

 

“آه…” 

 

“غذاء المانا هو السعرات الحرارية. تمامًا كالبشر. لكن الأمر مختلف لأن المانا تأكل السعرات الحرارية المتكونة عبر جسم الإنسان.” 

 

‘حسنًا. إذن عندما آكل الطعام، يتقاسم جسدي وماناي تلك الطاقة؟’ 

 

“لذا، كلما زادت المانا لدى الساحر، قلت قوته الجسدية. هذا ما نسميه “جسدًا مائيًا”.” 

 

‘جسدٌ مائي*!’ 

 

(“جسد مائي”، يُعرف أيضًا باسم “المدفع الزجاجي” في مجتمع الألعاب. ويشير إلى فئة شخصية تتمتع بقوة هجومية ملحوظة ولكن دفاعها ضعيف.) 

 

عندما سمعت الكلمة، شعرت أنها فهمتها على الفور. 

 

‘إذن، كان من الطبيعي أن أكون ضعيفة في الماضي.’ 

 

كان من المفترض أن يكون الأمر هكذا. لقد ألقت اللوم على نفسها كل يوم دون أن تعلم ذلك. شعرت آرييل بأنها حمقاء. 

 

‘لا، لم أكن أعرف ذلك من قبل، لكنني أعرفه الآن.’ 

 

‘بما أنني أعرفه الآن، يمكنني فقط تغييره مرة أخرى.’ 

 

واستجمعت قواها لتهدئة نفسها. 

 

أضاف برونو، مشيرًا إلى نبض آرييل في منتصف معصمها. 

 

“المشكلة هي أنه عندما يضعف الجسد، تتولى المانا الموجودة فيه السيطرة كالسيد بدلًا من المستخدم.” 

 

استطاعت آرييل فهم ذلك أيضًا. 

 

عندما عادت من جسدها البالغ من العمر سبعة عشر عامًا إلى جسدها ذي التسع سنوات، حاولت استخدام السحر على سبيل الاختبار. 

 

في ذلك الوقت، كانت المانا في جسدها على وشك ابتلاعها. 

 

‘كان ذلك لأنني أصبحت أضعف عندما عدت إلى جسدي الصغير.’ 

 

نسج برونو القصة الآن إلى خاتمة الدرس. 

 

“يُدرب سادة السيف على استخدام مانا السيف كإخضاع. ويدرب الأشخاص العاديون أنفسهم لإظهار قدراتهم الجسدية بالكامل،” 

 

سألت آرييل بطبيعية. 

 

“إذن هل يجب على الساحر أن يتدرب على شيء ما؟” 

 

ابتسم برونو بلطف. 

 

“نعم، يجب عليهم. يدرب الساحر قدرته على التحكم بالمانا.” 

 

‘القدرة على التحكم بالمانا؟’ 

 

تحدث برونو بلطف. 

 

“نسميها القوة السحرية*” 

 

استمر في الشرح. 

 

“تُستخدم القوة السحرية لترويض المانا بتحريكها كما لو كانت جسد المستخدم نفسه. إنها لا تسمح لها بالجموح دون إرادة سيدها.” 

 

لمحت عيناه لوسيان لفترة وجيزة ثم عادتا. 

 

“حسنًا، هناك طريقة لقمعها بالقوة دون بناء قوة سحرية. عادةً، على السحرة بناء قوتهم السحرية من أجل سلامتهم.” 

 

بدأ برونو التحضير لإنهاء الدرس. 

 

“هذا ما ستفعله السيدة آرييل معي من الآن فصاعدًا.” 

 

بعد الدرس، حيّت آرييل برونو بأدب. 

 

“لقد تعلمت الكثير. برونو، شكرًا لك.” 

 

ابتسم برونو. 

 

“بما أنكِ أنهيتِ درسكِ الأول جيدًا، هل تودين هدية؟” 

 

استُدعيت قرط صغير في يده بينما أمر باختصار. 

 

شعرت آرييل أيضًا بقوة السحر المنبعثة من القرط الفضي اللامع. 

 

“إنه قرط يحمل تعويذة حماية. لا يمكنه إيقاف هجوم كبير، لكنه يستطيع حماية السيدة آرييل من الأذى الطفيف.” 

 

عبثت آرييل بخصيصي أذنيها الصغيرين. 

 

“هل يجب أن أثقب أذني؟” 

 

هز برونو رأسه ووضع القرط برفق في أذن آرييل اليمنى. 

 

*بات.* 

 

بعد وميض قصير من اللهب، اختفى القرط. 

 

أمسكت آرييل أذنها في دهشة. 

 

“لقد اختفى،” 

 

ضحك برونو. 

 

“ذلك لأنه إذا رآكِ الآخرون وأنتِ ترتدينه، فقد يعرفون أن هناك سحر حماية في داخلكِ. كما طُبِّق سحر الإخفاء، لذا لا يمكنكِ رؤيته.” 

 

“واو!” 

 

أصدرت آرييل صوت إعجاب. 

 

‘لم أكن أعلم أبدًا أنه يمكن استخدام السحر بهذه الطريقة. فالسحر لا يُستخدم فقط لإيذاء شخص ما.’ 

 

تحدث لوسيان وكأنه يتردد في جعلها تتعلم السحر، لكن الأمر سيكون مختلفًا إذا تعلمته من برونو. 

 

كان برونو مختلفًا تمامًا عن السحرة الذين عرفتهم في الماضي. 

 

بدأت آرييل تتطلع إلى التعلم منه في المستقبل. 

 

“شكرًا لك على الهدية يا برونو. و…” 

 

ابتسمت آرييل ببراعة. 

 

“أتطلع إلى دروسك!” 

 

نفض برونو عنه لفترة وجيزة التعقيد الذي شعر به لرؤية الفتاة الصغيرة الجميلة. 

 

‘أنا قلق من أنها تحبس كمية هائلة من المانا في هذا الجسد الصغير، لكن…’ 

 

بدلاً من القلق، اعتقد برونو أنه من الأفضل له أن يربيها جيدًا. 

 

انحنى برونو رأسه بلطف مع التحية. 

 

“أتطلع إلى تعاونكِ اللطيف، أيتها السيدة آرييل.” 

 

في فترة ما بعد الظهر، جاءت ديانا لتلعب مع آرييل. 

 

في الطقس الدافئ بالخارج، بدأت الأشجار تتبرعم تدريجياً ببراعم خضراء، مما جعلها مورقة. 

 

أشرقت الشمس بلطف عبر الأوراق، ناشرة شبكة من الضوء. 

 

قضت آرييل وقتًا سريًا مع ديانا، جالستين على سرير مغطى بالمظلة، تتحدثان بهدوء. 

 

أخبرت ديانا آرييل عن دائرتها الاجتماعية، بصفتها “أختها الكبرى” الأولى التي ظهرت بالفعل في المجتمع. 

 

“آرييل، هذه علامة مرجعية مزينة بالزهور تحظى بشعبية بين الشابات النبيلات في العاصمة هذه الأيام.” 

 

أخرجت ديانا علامة مرجعية زجاجية من بين الكتب التي أحضرتها وأرتها إياها. 

 

“يجب أن تملكي هذه لتنخرطي في حديث الشابات في العاصمة. هذا كل ما يتحدثن عنه. في هذه الأيام، جميع الشابات يملكن شيئًا كهذا.” 

 

“وااااه…” 

 

لمست آرييل علامة ديانا المرجعية بحذر. كانت هناك زهور مجففة مرتبة بشكل جميل داخل العلامة المرجعية الزجاجية الشفافة. تألقت عينا آرييل. 

 

‘الفتيات في مثل عمري يفعلن هذا.’ 

 

لم يكن لآرييل أبدًا صديقة في مثل عمرها. 

 

مفهوم وجود صديقات فتيات بعيد عنها كبعد بلد آخر. 

 

ربما لهذا السبب كانت قصص الفتيات التي روتها ديانا دائمًا ما تجعل قلب آرييل يخفق. 

 

“هل صنعت ديانا الزهرة المجففة بنفسها؟” 

 

“نعم، لقد اخترت الزهور بنفسي،” 

 

قالت ديانا، خافضة صوتها وكأنها تخبرها سرًا. 

 

“لقد قطفت الزهور، وجففتها بشكل جميل، واستخدمت سحر الحفظ لمنع تغير لونها، ووضعتها في زجاج كهذا.” 

 

الزهرة على علامة ديانا المرجعية كانت زهرة سوسن بنفسجية بدت مثل شعرها العائم في الماء. 

 

“هذا زجاج كريستالي. الزجاج الكريستالي له فرق كبير في السعر مقارنة بالزجاج العادي، لكنه يصدر صوتًا أوضح عند ضربه وهو أكثر شفافية. بعض الشابات يضعن غبار اللؤلؤ في الزجاج أيضًا.” 

 

وأخبرتها ديانا أيضًا أنه إذا كانت الزهور على فواصل الكتب المزينة بالزهور متشابهة، تتشاجر الشابات، يتّهمن بعضهن البعض بالتقليد. 

 

“هذه تفضيلاتنا الشخصية. بالطبع، لا أريد أن يفعل أي أحد نفس الشيء مع زهرة السوسن الخاصة بي أيضًا.” 

 

“نعم، فاصل ديانا للكتب يلائم ديانا حقًا. كلاكما جميلتان جدًا.” 

 

كانت وجنتا ديانا تحترقان بشدة بعد سماع مجاملة آرييل. تنحنحت. 

 

“في الواقع، لقد صنعتُ واحدًا لآرييل أيضًا.” 

 

أخرجت ديانا فاصل كتب زجاجي من حقيبة مخملية صغيرة وناولته لآرييل. 

 

اتسعت عينا آرييل. 

 

زهور الهدرانج الوردية وُضعت بجمال في فاصل الكتب على شكل باقة. 

 

“في لغة الزهور، زهرة الهدرانج الوردية تعني حلم الفتاة.” 

 

“….” 

 

‘هذا ما تفعله الصديقات. يتبادَلْنَ الهدايا مع بعضهن البعض….’ 

 

“أنا سعيدة جدًا.” 

 

عانقت آرييل ديانا بقوة حول خصرها بذراعيها القصيرتين. 

 

“شكرًا لكِ، ديانا. سأحتفظ به جيدًا،” 

 

احمرّت ديانا على الفور. 

 

“إ-إنه ليس باهظ الثمن لهذا الحد. الأمر فقط أن رؤية زهور الهدرانج الوردية تذكرني بكِ….. يا إلهي، هذه أول مرة أتعامل فيها مع موقف كهذا.” 

 

لم تستطع آرييل كبح ضحكتها وهي تشاهد ديانا المرتبكة. 

 

‘أعتقد أن ديانا لطيفة أيضًا.’ 

 

سقطت آرييل وديانا على السرير وواصلتا محادثتهما الودية. 

 

“ديانا، أريد أن أجرب صنع فاصل كتب أيضًا. ماذا علي أن أفعل؟” 

 

“تجفيف الزهور هو أول شيء. عليكِ قطف الزهور وتجفيفها حتى لا يفسد لون وشكل البتلات.” 

 

قالت ديانا إن تجفيف الزهور له تقنية أيضًا. 

 

“يكون أجمل إذا علّقتِه مقلوبًا وجفّفتِه. 

 

أخبرتها ديانا أنه بعد أن تجفف الزهور، يجب أن تذهب إلى المتجر حيث يتم وضع تعويذة حفظ عليها. 

 

“المرأة التي تملك المتجر ساحرة. تتأكد من أن الزهور لا تفسد.” 

 

تساءلت آرييل إذا كان برونو سيساعدها في سحر الحفظ إذا صنعت الزهور المجففة. 

 

طلبت الاثنتان من وودز، البستاني، تعليق الزهور، ولعبتا بالزهور المتبقية، تزين كل منهما الأخرى. 

 

وضعت ديانا زهرة بيضاء شبيهة بالنجمة في أذن آرييل. 

 

“يا إلهي، كم هذا لطيف! أريد أن أصنع تاجًا من الزهور من هذه الزهور البيضاء.” 

 

‘كيف يمكن لزهرة بيضاء أن تبدو رائعة هكذا على شعر أحمر؟’ 

 

وضعت آرييل أيضًا خاتمًا من الزهور على ديانا بيديها اللطيفتين. 

 

ديانا، التي كانت محاطة بالعديد من الشابات الأخريات، لكنها لم تفعل هذا من قبل مع شخص اعتبرته صديقة، أحبت خاتم الزهور. 

 

لعبت الفتاتان على السرير. ابتسمت الخادمة بسعادة على صوت ضحكات الفتاتين التي كانت تتردد في القصر المهجور عادةً. 

 

لم يتبق سوى يومين قبل عودة ابن الدوق الأكبر، لوسيان، إلى أكاديمية يوهانس الإمبراطورية. 

 

جلست آرييل أمام نافذة زجاجية مستديرة ملونة في القاعة الرئيسية، وتذكرت التجربة القصيرة التي قضتها لمدة أسبوعين مع لوسيان. 

 

‘يا إلهي.’ 

 

أمسكت خدها الأبيض بكلتا يديها. 

 

‘لم أفعل شيئًا للوسيان كزوجته!’ 

 

لقد غُفر لها كسر وعدها للوسيان، وسمح لها هذا الحادث بتعلم السحر. 

 

بالإضافة إلى ذلك، كونت صداقة مع فتاة تدعى ديانا. 

 

من ناحية أخرى، الشيء الوحيد الذي تلقاه لوسيان منها كان منشفة من طفلة كانت مغطاة بالفتات. 

 

اعتقدت آرييل أنها فعلت القليل جدًا لأجله مقارنة بما تلقته. 

 

‘إذا عاد لوسيان إلى الأكاديمية، سأرى وجهه العام القادم، لكن….’ 

 

عضت آرييل شفتها الصغيرة. 

 

‘أحتاج أن أفعل شيئًا كزوجته. لكن ما الذي يفترض بي فعله؟’ 

 

كانت منزعجة بشدة. 

 

حينها، حيين خادمات الدوق الأكبر، اللواتي كن يدفعن صينية مليئة بالوجبات الخفيفة الحلوة، آرييل. 

 

“يا إلهي، أيتها السيدة الشابة. ها أنتِ ذا!” 

 

ذابت الخادمات عند رؤية سيدتهن الشابة بوجهها الصغير الذي يعلوه تعبير جاد. 

 

أنزلن الصينية وتسارعن لإعطاء آرييل وجبة خفيفة. 

 

“أيتها السيدة، تفضلي بسكويت السكر المثلج هذا.” 

 

“وهنا كب كيك.” 

 

“ماذا تفضلين، إكلير الشوكولاتة أم الكاسترد؟”