“هل أجبركِ على ذلك؟” 

 

‘آه… نصف خطأ ونصف صواب.’ 

 

لقد أمر لوسيان بذلك، لكن آرييل هي من لم ترغب في جعله يتناول الطعام وحده خلال الأيام القليلة التي قضاها في المنزل. 

 

ومع ذلك، لم يمنح ماثيوس آرييل وقتًا لتقول أي شيء وعانقها بقوة. 

 

ثم أجلسها بثبات على كرسي. 

 

كان صوت ماثيوس الفظ ملطخًا بغطرسة تشبه غطرسة لوسيان. 

 

“إذا أراد أن يأخذكِ، فليأتِ ويأخذكِ. هذا إن استطاع.” 

 

وكأنها بالفعل، اختُطفت آرييل داخل منزلها. 

 

والآن، بدأت معركة لاكارتيل. 

 

‘هذا الضغط الهائل.’ 

 

الهواء الذي كان مريحًا قبل قليل أصبح ثقيلًا في لحظة. 

 

في هذه اللحظة أدركت آرييل أنها المرة الأولى التي ترى فيها رجلي لاكارتيل في مكان واحد. 

 

‘لطالما اعتقدت أنهما متشابهان كلما رأيتهما منفصلين، لكنني لم أعد أرى أي تشابه بينهما. أنا خائفة منهما كليهما.’ 

 

لم يتصرف ماثيوس ولوسيان بهذه الطريقة أمامها من قبل، ولهذا السبب نسيت. 

 

هؤلاء الرجال هم حماة القارة. 

 

سيئا السمعة بوحشيتهما وجنونهما الذي يسري بشكل طبيعي في سلالة عائلتهما. 

 

نظرت آرييل إليهما بصمت. 

 

‘بصفتي سيدة هذا المنزل، كان عليّ حل هذا الموقف بطريقة ما.’ 

 

‘السيد ماثيوس أكثر تهذيبًا واتزانًا، لذا من الأفضل أن أهدئ لوسيان، أليس كذلك؟’ 

 

بعد أن أنهت تفكيرها، سحبت آرييل ياقة لوسيان بحذر بينما كانت لا تزال معلقة في الهواء. 

 

“لوسيان، لوسيان.” 

 

عينا لوسيان، اللتان بدتا وكأنهما مستعدتان لقتل أي شخص بمجرد النظر إليهما، تحولتا لفترة وجيزة نحو آرييل. 

 

أرادت أن تناشده بشأن وضعها “المعلق في الهواء”، لكنها لم تستطع لأنها اعتقدت أن الاثنين سيسحبان سيفيهما إذا أنزلها. 

 

لذا، تحدثت آرييل بصوت خافت بدلًا من ذلك. 

 

“ألا يمكننا أن نأكل أولًا ثم نتحدث؟ أنا جائعة.” 

 

تحول تعبير لوسيان إلى تعبير متجهم وكأنه سمع شيئًا سخيفًا للحظة. 

 

“أنتِ حقًا…” 

 

‘نعم، لا أعتقد أن هذه الفتاة طبيعية أيضًا. لا أصدق أنها تتحدث عن الأكل في هذا الموقف.’ 

 

‘لكن إذا تشاجرنا، فلن نتمكن من الأكل.’ 

 

لوسيان، الذي كان يحدق في ماثيوس لوقت طويل، أنزل آرييل على الكرسي. 

 

ظنت أنه سيخرج مباشرة، لكن لدهشتها، جلس على الكرسي المقابل لها بخشونة. 

 

ثم تحدث لوسيان بلهجة تأنيب. 

 

“هل ستخلفين وعدكِ معي مرة أخرى؟” 

 

“لا، سآكل.” 

 

امتثلت آرييل بسرعة. 

 

‘حتى لو أكلت وأصبت باضطراب في المعدة، يجب أن آكل.’ 

 

عندما سحب لوسيان الخيط، أرسل ألين، الذي استعاد وعيه، رسالة لإعداد حصة لوسيان من الطعام على عجل. 

 

كان ألين على وشك أن يفقد أعصابه الآن. 

 

هذا لأنه كانت المرة الأولى منذ 14 عامًا التي يشارك فيها سيده والسيد الشاب المائدة. 

 

ما لم يضطر لرؤيته لعقود ظهر فجأة بعد مائة يوم من قدوم السيدة الشابة. 

 

‘هذه معجزة،’ 

 

نظر إلى السيدة الشابة التي حققت هذا وكأنها بطلة. 

 

في جو متصلب، بدأت وجبة عائلة لاكارتيل. 

 

كان عشاء الليلة عبارة عن شريحة لحم بقري مع هليون مشوي قليلًا وزينة فطر عطرة جدًا. كان اللحم رطبًا حتى النخاع بوضع صلصة مصنوعة من النبيذ الأحمر المغلي. 

 

لكن لوسيان، الذي استلم شريحة اللحم، نظر إليها نظرة عابرة، ثم ألقى الطبق جانبًا. 

 

“أعيدوا إعداد شريحة لحمي. اجعلوها نصف ناضجة. اطهوها بأقل قدر ممكن.” 

 

“نعم، سيدي الشاب،” ألين الذي شحب وجهه أخذ شريحة اللحم على عجل. 

 

كان هذا مختلفًا تمامًا عن ذوق لوسيان في تناول كميات قليلة من اللحم. 

 

“…..” 

 

“…..” 

 

لم تُنطق كلمة واحدة على مائدة العائلة لتلطيف الأجواء. 

 

وضعت آرييل لحم البقر في فمها وتذوقت النكهة باستمتاع. 

 

‘أعتقد أنهما ليسا على وفاق حقًا. هذه هي المرة الأولى التي يُطلقان فيها هذا الجو البارد معًا. لماذا طلبت من لوسيان أن يأكل معي؟’ 

 

لم تكن آرييل واثقة من النظر في وجهيهما، لذا نظرت إلى طبقيهما بدلًا من ذلك. 

 

‘آه، بالمناسبة….’ 

 

فتحت آرييل عينيها على وسعهما ونظرت إلى طبقيهما مرة أخرى. 

 

اللحم يتناقص باطراد في كلا الطبقين، لكن شيئًا واحدًا فقط لم يتناقص على الإطلاق. 

 

‘الجزر.’ 

 

قطع الجزر، التي كان طعمها حلوًا عند قضْمها، كانت تُدفع باستمرار بالشوكة وتتجمع على حافة الطبق. 

 

‘كلاهما يُبعد الجزر.’ 

 

لم تلاحظ ذلك عندما كانت تأكل وحدها مع ماثيوس، لكنها لاحظت ذلك عندما رأتهما يأكلان معًا. 

 

“معذرة.” 

 

رفعت آرييل رأسها وفتحت فمها. 

 

تحولت عينا الرجلين إليها. سألت آرييل بعينيها الكبيرتين المليئتين بالفضول. 

 

“لن تأكلا الجزر؟” 

 

كان ذلك الحين. فتح ماثيوس ولوسيان فميهما في الوقت نفسه. 

 

“لا أستطيع أكل الجزر.” 

 

“أنا لا آكل الجزر.” 

 

وملأ صمت طويل قاعة الطعام. 

 

“…..” 

 

كادت آرييل أن تنفجر ضاحكة، لكنها تمالكت نفسها بصعوبة. 

 

‘أعتقد أنهما كلاهما لا يحبانه. لا أصدق أننا نتشارك أوجه التشابه في هذا الجانب. كم هذا لطيف.’ 

 

حتى الآن، كانت تظن أنها ستصاب بعسر الهضم بسبب الأجواء، لكن طعم الأرز عاد إليها. 

 

لحم البقر، الذي لم يكن له طعم قبل قليل، ذاب في فمها. 

 

لم تعد آرييل تشعر بالجو المتجمد بعد الآن وبدأت تستمتع بالوجبة بالكامل. 

 

قررت آرييل أخيرًا أن تبدأ تعلم السحر. 

 

اختار لوسيان برونو معلمًا للسحر لها. 

 

لم يفكر في الأمر بعمق حتى وقرر ذلك. 

 

‘يصادف أن لدينا ساحرًا في المنزل، فلماذا لا تتعلم منه؟’ 

 

لكن الساحر في المنزل هو شخص يتمتع بموهبة لا تظهر إلا مرة كل 100 عام… 

 

أخذت آرييل نفسًا عميقًا بتوتر ويدها الصغيرة على صدرها. 

 

‘لا أصدق أنني سأتعلم السحر من كبير سحرة القصر السابق. إنه شعور غريب.’ 

 

بغض النظر عن ذلك، اعتقدت أنها بحاجة للخروج في الهواء الطلق لتعلم السحر، لكن عندما سمعت أنه لا داعي لذلك وأن الدرس سيتم في غرفتها الخاصة، شعرت بغرابة أكبر. 

 

“ماذا؟ يمكنني البقاء في الداخل لتعلم السحر؟” 

 

‘علاوة على ذلك…’ 

 

نظرت إلى لوسيان، الذي كان يجلس متربعًا على أريكتها الوردية. 

 

‘هل من المقبول أن يبقى زوجي هنا؟’ 

 

طرق طرق. 

 

“سيدتي الشابة، إنه برونو،” 

 

برونو، الذي جاء لحضور الدرس، أومأ برأسه بارتياح عندما رأى وجه آرييل، الذي عادت إليه نضارته الأصلية. 

 

“لقد استعدتِ قوتكِ بالكامل تقريبًا الآن.” 

 

أجابت آرييل بانحناءة خفيفة. 

 

“هذا كله بفضل برونو. شكرًا لك.” 

 

في غضون ذلك، لو لم يعطها برونو جرعة سحرية للصحة وجرعة لاستعادة المانا، لكانت عملية التعافي أبطأ بكثير. 

 

لكن بعد أن سمع شكرها، هز برونو برأسه. 

 

“ليس بسببي، بل….” 

 

ألقى برونو نظرة على لوسيان، الذي كان يتكئ على الكرسي كالمفترس المسترخِي. 

 

ثم ابتسم لآرييل. 

 

“يمكنني القول إن السيدة كانت محظوظة.” 

 

“ليس عليك مناداتي بالسيدة لأنني تلميذتك الآن. أنت معلمي.” 

 

“لكنكِ لا تزالين أميرة، لذلك سأدعوكِ “السيدة آرييل”.” 

 

“أعتقد أن هذا مقبول! ” 

 

ثم بدأ المعلم والتلميذة، اللذان اتفقا أخيرًا على طريقة مخاطبة بعضهما البعض، درسهما بجدية. 

 

بدأ برونو يطرح على آرييل سؤالًا تلو الآخر ولاحظ أنها لا تملك سوى القليل من المعرفة بنظرية السحر. 

 

“يجب أن نتعلم نظرية السحر أولًا.” 

 

“نظري…ة؟ ” 

 

أمالت آرييل رأسها. 

 

في حياتها الماضية، لم يكن هناك شيء اسمه نظرية في الدرس عندما تعلمت السحر. 

 

‘لقد أُرسلت فورًا إلى معركة حقيقية وأُمرت بإيذاء خصمي بالسحر،’ 

 

برونو، الذي رأى وجهها الحائر، شرح بلطف. 

 

“عليك معرفة النظرية لفهم السحر حتى نتمكن من رؤية أي نوع من السحر يناسب المانا في جسدك أفضل.” 

 

صُدمت آرييل قليلًا. 

 

بالنسبة لها، كان الأهم أن تتمكن من استخدامه بدلًا من فهمه. 

 

لم تعتقد أبدًا أنها بحاجة إلى فهم السحر أو أنه سيكون هناك سحر يناسبها أفضل. 

 

‘بصرف النظر عن السحر الهجومي… هل هناك سحر آخر يناسبني؟’ 

 

“أريد أن أتعلم. دعني أعرف،” 

 

ابتسم برونو وهو ينظر إلى آرييل التي كانت تنظر إليه بعينين متلألئتين. 

 

“إذن، لنتعلم عن المانا أولًا.” 

 

شرح برونو بالرسم صورًا سهلة الفهم. 

 

فرد رقًا كبيرًا على مكتبه ورسم خطًا أفقيًا طويلًا. كانت الخطوط على شكل سهام عند الطرفين. 

 

ثم، رُسمت نقطة حمراء في منتصف الخط، قاسمًا الخط الطويل إلى نصفين. 

 

“الآن، هذا هو الحاضر،” 

 

تابع قائلًا. 

 

“تتحرك المانا في اتجاهين رئيسيين. 

 

الأمام والخلف. 

 

الماضي والمستقبل. 

 

دعنا نضرب مثالًا. سحر الشفاء يعود إلى الماضي غير المتضرر، والسحر الهجومي يمزق ما سيبقى في المستقبل.” 

 

رفعت آرييل يدها وطرحت سؤالًا. 

 

“ماذا عن مانا السيف؟” 

 

“مانا السيف تشبه في طبيعتها السحر الهجومي إذا اضطررت إلى تصنيفها. إنها هجومية.” 

 

‘أعتقد أنني أفهمها بطريقة ما. خصائص مانا السيف تشبه قانون الغاب.’

 

“لذلك إذا كان السيف نفسه ضعيفًا، فإن مانا السيف تحطمه ولا يستطيع السيف الصمود. إنه يدمر.” 

 

“أفهم.” 

 

“بالطبع، هناك أيضًا ظاهرة مماثلة مع المانا العادية.” 

 

انتقل برونو ببراعة إلى موضوع آخر. 

 

ثم سأل آرييل. 

 

“هل فكرت السيدة آرييل يومًا أنها ضعيفة؟” 

 

“أوه، كيف عرفت يا برونو؟” 

 

‘ربما لأنه شخصية مهمة؟’ 

 

أعجبت آرييل ببرونو، الذي لاحظ على الفور ما كانت تفكر فيه دائمًا في الماضي. 

 

أجاب برونو بلطف. 

 

“كل ساحر يمر بذلك. دعنا نقارن.” 

 

رسم صورة على شكل شخص وصورة على شكل سيف على ورقة الرق ورسم علامة “=” بين الاثنين. 

 

“سيف مانا السيف وجسد المانا العادية متشابهان. لا يمكنك استخدام المانا إلا طالما أن السيف أو الجسد سليم.” 

 

رسم برونو مانا حمراء داخل الشكل البشري. 

 

“لكن إذا استخدمت السحر إلى الحد الذي لا يستطيع جسدك الصمود أمامه…” 

 

بووف. 

 

الرسم على شكل إنسان على الرق أصبح رمادًا. 

 

“جسد المستخدم سينكسر بدلًا من السيف.” 

 

وقف شعر آرييل على كتفها. 

 

اجتاحت قشعريرة خفيفة ظهرها. 

 

كانت صورة الشخص الذي تحول إلى رماد شبيهة جدًا بها في الماضي. 

 

لم تضطر آرييل حتى إلى بذل جهد كبير لجعلهم يأكلون جميعًا معًا. وكيف يمكن لهؤلاء الرجال المتعطشين للدماء والمخيفين الذين يهوون الحرب أن يكرهوا الجزر؟ أتوقع أن الأمر يسري في الدم أيضًا؟ هههه 

 

‘أتساءل إن كانت آرييل ستتعلم نوعًا آخر من السحر؟’