⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«سأصدر مرسومًا. إلى أن تضع البارونة مود مانرز ـ زوجة بارون غوغينز ـ مولودها، يُمنع تمامًا على أيّ فرد من عائلة مانرز من دخول جناح المحظيات. كما يُحظر حظرًا صارمًا على الليدي فيفيانا مانرز زيارة قصر كورينث، مقر إقامة البارونة مود. وأيّ لقاء يجمع أحد أفراد عائلة مانرز بسيدة بيت كورينث يجب أن يتم بحضور إحدى وصيفات البلاط اللواتي يعيّنهن كبير الخدم.»
تجمّد المركيز مانرز في مكانه من شدّة الصدمة.
«جلالتكم…»
«جلالتكم! أنا الخالة الوحيدة للابن الأول في القصر الإمبراطوري! إن اختفيت فجأة، ستقلق مود!»
وقفت فيفيانا وهي تصرخ.
م.م: ايييه واش هذي الحجة 🤣🤣🤣
«وأنا والد الطفل الأول في القصر الإمبراطوري. والآن تجرئين على تهديدي؟ هل تقولين إن شيئًا سيحدث للبارونة مود إن اختفيتِ؟ ليدي فيفيانا، أنتِ ممنوعة من دخول القصر من الآن فصاعدًا، ولا يُسمح لك إلا بإذنٍ إمبراطوري. مركيز مانرز، امنع فيفيانا من حضور أي تجمع اجتماعي. هذا أمر إمبراطوري ونصيحة عائلية في آن واحد. لا أريد رؤية أيٍّ منكما. انصرفا!»
وبأمر الإمبراطور، اصطحب الحجّاب المركيز وفيفيانا إلى الخارج.
حتى بعد مغادرتهما، ظلّت قاعة الاستقبال مضطربة لفترة.
راقبت الإمبراطورة زوجها الصامت، ثم أدّت انحناءة رسمية وغادرت بهدوء.
أمسك الإمبراطور بيدها برفق ثم تركها حين استدارت.
«ليغادر الجميع. تبقى الكونت إتشيفاريا والدوق الأكبر فقط.»
عند صدور الأمر من المقعد العالي، تعالت الهمهمات ثم خمدت.
«……»
«……»
ظلّ الإمبراطور صامتًا طويلاً.
أليشيا ورايكهارت، الجالسان بعيدين عن بعضهما، تبادلا النظرات فقط.
«لننتقل إلى مكان آخر.»
بعد صمت طويل، نهض الإمبراطور ودخل الحجرة الداخلية.
تقدّم رايكهارت إلى جانب أليشيا، منتظرًا إياها.
تبعا الإمبراطور إلى الداخل.
كان خلف الستار طاولة شاي.
أشار إليهما بالجلوس.
قدّم لهما ليس فقط كوبه، بل جهّز لهما كوبين آخرين.
ألقى رايكهارت نظرة على أليشيا، يطلب منها بصمت ألا تتحدث.
ناولهم الإمبراطور أكواب الشاي.
تلقّت أليشيا كوبها بهدوء.
«يا كونت.»
«نعم يا جلالة الإمبراطور.»
وضع الإمبراطور كوبه، وفعل الاثنان مثله.
«أتمنى أن يُعتبر ما حدث اليوم مع فيفيانا مجرد حادث عابر.»
كان وجه الإمبراطور المبتسم مثاليًا… مثاليًا إلى درجة تبعث القشعريرة.
فجأة أحسّت أليشيا بشفقة عميقة تجاه الإمبراطورة.
ثم تفاجأت… مَن يشفق على مَن؟! بدا الأمر سخيفًا.
رفعت كوبها مجددًا ورشفت منه.
ولم تستطع التوقف إلا بعد أن شربت نصفه تقريبًا.
«أطلب من جلالتكم الصفح، وأرجو أن تنسوا ما بدر مني اليوم من فعلٍ غير لائق.»
قالت أليشيا بأدب وهي تضع كوبها.
ورغم أنّ كلماتها لم تكن منخفضة تمامًا، لم يوبّخها الإمبراطور.
خفض كوبه بهدوء، وحدّق فيهما.
«أتمنى أن تتم خطبتكما بأسرع وقت. هذا رجائي الصادق. يمكنكما الذهاب.»
أجابت أليشيا بما يليق بالمقام:
«إنه لشرفٌ عظيم.»
«أنسحب الآن يا جلالة الإمبراطور.»
وقف رايكهارت بسرعة كافية لتُصدر ثيابه صوت حركة حاد.
نظر إلى أليشيا يدعوها لتتبعه.
تابعته بسرعة.
«رايكهارت، تأكّد من إيصال الليدي إلى منزلها بأمان.»
حتى في النهاية، حملت كلمات الإمبراطور نبرة غريبة مقلقة.
«بالطبع يا أخي. رجاءً هدّئ البارونة مود حتى لا تشعر بالذعر.»
«أأنت تأمرني الآن؟ لقد أصبحت جريئًا جدًا مؤخرًا.»
أبعد رايكهارت الستار عن أليشيا لتخرج أولاً ثم قال:
«أبدًا. أستأذن.»
خارج الستار، أسرع رايكهارت في الخطى وهو يراقب أليشيا.
لم يتحدث، لكن خطواته أرغمتها على مواكبته.
أسرعت هي الأخرى، تودّ مغادرة الجو الخانق.
ولم يتباطآ إلا بعد أن خرجا من قاعة الاستقبال.
«جلالته غاضب جدًّا، أليس كذلك؟»
«غاضب… وفضولي… وشديد الشك.»
حتى بعد مغادرتهما القاعة، واصلا السير السريع.
«فـي مَن يشك؟»
«أليشيا راين.»
«لماذا؟!»
«الإمبراطور يشك غريزيًا بكل من يملك قوة. توقّفي عن زيارة الإمبراطورة الآن.»
قالها رايكهارت بجرأة تامة وبهدوء.
«…لكن موعد الولادة قريب.»
تمتمت أليشيا بصوت منخفض.
«لقد وُضع عليكِ علامة. اختبئي بضعة أيام.»
«لكن ماذا فعلتُ أساسًا؟!»
كانت على وشك التذمّر حين
«قادِم من الأمام.»
خفض رايكهارت صوته وأبطأ خطواته.
كان القادم نحوهم ببطء هو…فالدمار راين، المركيز نفسه.
يا لها من لعنة يوم.
كادت أليشيا تستدير للخلف.
كل خطوة تبدو فخًّا.
وإن كان الإمبراطور أخطر الفخاخ، فالرجل المقبل هو الأكثر إزعاجًا.
«كونت إتشيفاريا.»
ابتسم المركيز ابتسامة واسعة لأليشيا.
ملامحه لم تكن لينة على الإطلاق، لكنه بدا مبتسمًا بكل وجهه.
كان صوته باردًا وقاسيًا، لكن أليشيا وحدها شعرت بالعطف الخفي فيه العطف الذي لا يدركه إلا أفراد العائلة.
ربما لأنها عادت من الجحيم… وأعادت الزمن.
كانت ترى أشياء لم ترها سابقًا.
حتى والدها لم يعد يبدو كما كان.
في الماضي، كان مخيفًا، يظهر فقط في اللحظات المصيرية.
أما الآن… فقد جاء بنفسه، وبنبرة ألفة واضحة.
ربما كان هذا اليوم العادي يحمل الثقل نفسه لتلك اللحظات الصعبة في حياتها السابقة.
«نادِني براحة… أبي.»
قالت أليشيا وهي تراعي وجود رايكهارت.
لقب كونت إتشيفاريا كان بفضل الدوق الأكبر تيسن.
ومع ذلك، كان المركيز يتحدث وكأنه حصل عليه بنفسه، متجاهلًا الدوق تمامًا ما جعل أليشيا تشعر بالحرج والغربة.
«يا صغيرتي.»
بالنسبة للآخرين، سيظل المركيز صارمًا وباردًا.
لكن طريقته في مناداتها كانت كافية ليصدق أي أحد أنه يحب ابنته.
كان يذكر أبناءه عادة بـ «البِكر، الثاني، الأصغر» حين يتحدث مع زوجته.
لكن لم يسبق له أن قالها مباشرة لأليشيا من قبل.
ارتبكت للحظة، لكنها تماسكت.
«بما أن جلالته أيضًا الأصغر في عائلته، أرجو أن تناديني باسمي.»
«آه، هكذا إذًا؟»
لم يلتفت المركيز مطلقًا نحو الدوق الأكبر، ينظر إلى أليشيا فقط.
والذي كسر هذا التجاهل كان رايكهارت:
«يا مركيز.»
«يا صاحب السمو الدوق الأكبر. أعتذر إن تسببت أليشيا لكم بالمشقة. أليشيا، هل اعتذرتِ لسموّه؟»
تحدّث المركيز بنبرة الأب اللطيف الهادئ.
كان يتدخل لكن دون تجاوز الحد.
«سموك، أنا آسفة لإزعاجك.»
«لا بأس.»
عند سماع ردّ رايكهارت، التفتت أليشيا إلى والدها فورًا.
«هل هناك ما ترغب في قوله يا أبي؟»
نبرتها دلّت على أنه إن لم يكن لديه ما يقوله، فليذهب.
«أليشيا.»
لم يعبأ المركيز بنفاد صبر ابنته.
كان في مزاج ممتاز ولسبب واضح.
في العاصمة، كان النبلاء المركزيون يقلّلون من قدر بيوت الشمال والشرق، مهما علت مكانتهم.
عائلة مانرز والمستشار لم يكونا مختلفين.
والمركيز راين، الذي لم يُهزم يومًا في منافسة، كان يمقتهم.
واليوم… داسَت ابنته على مركز نفوذهم بكل قوة.
كيف لا تكون معنوياته مرتفعة؟
«نعم يا أبي.»
«أقلق لأنك بلا أصدقاء.»
بقي المركيز مرتاحًا جدًا.
«…سأتأكد ألا يحدث شيء كهذا مجددًا. لن تحصل أي مشاكل أخرى.»
اختارت أليشيا كلماتها بحذر ردًا على “هجمة الصداقة” المفاجئة.
«صغيرتي، كيف تسمينه أمرًا مزعجًا؟ أن أشارك في شؤونك ليس عبئًا عليّ. في الحقيقة، لقد أحسنتِ التصرف اليوم. رغم أن ردّك على الكذب كان عنيفًا بعض الشيء، إلا أنني أتفهم.»
«……»
«أنت بلا أصدقاء. بينما تمتلك تلك الفتاة العديد من الرفاق المخلصين. لو كان عليك إثبات براءتك بالكلام فقط، لكان الأمر أصعب بكثير. آه، والآن وقد عدتِ من تيسن، احضري عشاء العائلة.»
لم تفهم أليشيا سبب إصراره على موضوع “الأصدقاء”.
«حسنًا. ألن تعود إلى الشمال؟»
«سأتمهّل قليلًا. فيليكس يدير الأمور جيدًا هناك. لا تقلقي. سأتواصل معك قريبًا.»
«حسنًا، اعتنِ بنفسك.»
أسرعت في توديعه.
«حتى إن لم يكن من أجل العشاء، زوري المنزل الرئيسي. مارين تشتاق إليك. يبدو أنها تؤخّر ذهابها إلى لوديرن بسبب انشغالك في القصر.»
«سأفعل.»
«مارين اجتماعية ولديها دائرة واسعة من المعارف. حاولي لقاءها وتوسيع دائرتك أنتِ أيضًا.»
«نعم.»
«مرّي على إتشيفاريا عندما تستطعين. فرانسيس بخير، لكن يجب ألا تتخلّي عنه تمامًا. وبما أنك على اتصال مع هاري، فأنت تعرفين الوضع. إذن، إلى اللقاء.»
نظر المركيز إلى أليشيا بنظرة دافئة، وأومأ بخفة لرايكهارت، ثم غادر.
وعندما استقلّ عربة أسرته، بدا على وجهه أثر حزن خفيف.
ابنتي المسكينة التي بلا أصدقاء. طفلتي التي لا تعرف كيف تبني علاقات متينة.
كلماته تجاهلت فرديتها تمامًا.
كان يبدو كمن يشفق عليها… لكن بطريقة تنمّ عن تعالٍ أكثر من الرحمة.
عندما غادر المركيز، استأنفت أليشيا ورايكهارت السير.
وقبل أن تصعد للعربة، قطع رايكهارت الصمت:
«أليشيا.»
«نعم؟»
«أليس لديكِ… أصدقاء؟»
وخزها السؤال في صدرها.
بالنظر إلى شخصيته، رايكهارت على الأرجح ليس اجتماعيًا أيضًا.
النظرة المشفقة في عينيه أزعجتها.
«الحياة مسرحية من شخص واحد.»
رمت الكلمات ودخلت العربة.
دخل رايكهارت بعدها.
«ولا حتى واحد؟»
سأل بجدية وهو يغلق باب العربة.
لسببٍ ما… ضايقها كلامه أكثر من كلام والدها.
«ولا واحد؟ فعلاً؟»
نظرت إليه وكأنها تقول:ولماذا دخلت العربة أصلًا؟
طرق رايكهارت على الجدار لإعطاء إشارة الانطلاق، ثم استرخى بمقعده.
«هل نسيتِ أن جلالته أمرني بمرافقتك؟»
طرق الجدار مرة أخرى.
تعالت خطى الخيول، وجاء صوت رودريك من الخارج:
«سموك، هل من أوامر؟»
اعتدل رايكهارت.
«إلى مقر الدوق الأكبر.»
وفور نطقها، ارتجفت أليشيا.
كانت احتجاجًا صامتًا.
«حاضر، بأمرٍ ملكي.»
جاء الصوت من خلف النافذة، متجاهلًا اعتراض أليسيا تمامًا.
Sel للدعم : https://ko-fi.com/sel08 أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 42"