⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«سأستعير هذا للحظة فقط.»
اندفعت أليشيا على ظهر جوادها نحو فرسان الحراسة.
وكان كاكان، الذي تمايل بعدما طُعن بعدة رماح، قد لمح أليشيا وهي تتجه نحوه مباشرة، فقفز مجدداً.
ارتفع جسده الضخم، الذي كان قد حفر الأرض وهو يترنح في الهواء، إلى السماء.
قفز حصان أليشيا فوق خيول فرسان الحراسة بأقصى سرعته.
وفي قمة القفزة، ارتفعت أليشيا من على السرج ومدّت ذراعها لتقبض على عنق كاكان وهو يهجم عليها.
قفزت من السرج إلى ظهر كاكان وغرست رمحها بين تاج رأسه وقفاه.
«تشقق!»
كان جسد كاكان ضخماً، وغطاؤه الخارجي قاسياً.
ولحمه الغريب جعل السيوف والرماح والفؤوس عديمة الفائدة تقريباً.
أما نمطه البسيط في الهجوم، حين اجتمع بسرعته الهائلة وثقله، فقد جعله كابوساً في ساحة القتال.
ومع ذلك، فإن هذا الوحش الحجري الأسود، الذي حصد العديد من الأرواح في كل ظهور له، سقط بضربة واحدة من خطيبة الدوق الأكبر الهشة.
م.م: 🔥🔥🔥🔥🔥
ما إن اخترق الرمح مؤخرة عنقه حتى تهاوى، وتناثرت حجارة سوداء من رأسه.
«السيدة لم ترَ شيئاً…»
«عليكم بالفرار… إن السيدة ضعيفة وتتهيأ لها الأوهام…»
توقف الفرسان، الذين كانوا يثرثرون بتلك الجدية، عن الكلام.
«……»
«……»
خطت أليشيا بخفة بعيداً عن كاكان المتفتت.
هبطت برشاقة ونفضت الغبار الحجري عن تنورتها.
وبينما كانت تربّت بلطف على عنق حصانها العائد، هوى الرمح الذي قبضت عليه بقوة نحو الأرض.
«طَخ! تشقق! انكسر!»
ومع كل ضربة، كانت تتفتت كتل من جسد كاكان بصوت مدوٍّ.
قالوا إن السيدة صغيرة وضعيفة.
ابنة نبيلة وُلدت لعائلة راين بعد مئتي عام.
فتاة رقيقة في السابعة عشرة، يُشاع أنها تعيش حباً من طرف واحد مع الدوق الأكبر البعيد.
بوجه لطيف وعينين بنفسجيتين قيل إنهما تضاعفان براءتها.
لم تكن تتحدث كثيراً، لكن صوتها حين تفعل كان يقال إنه سماوي.
ومن ذلك الوجه البريء خرج أمرٌ نبيل:
«اجمعوا هذه الأحجار السوداء جميعها.»
كان رودريك، الصامد كعادته، قد ترجل بالفعل ووقف بجانب أليشيا.
«الأحجار… يا سيدتي؟»
«إنها مفيدة للغاية.»
قالت ذلك فيما كانت تحطم الأحجار السوداء الثمينة إلى قطع يسهل حملها.
كانت ضرباتها قوية.
وتظاهر الجميع بعدم معرفة أن تلك الأحجار كانت قبل لحظات جسد وحش.
وما إن انتهت من تكسير كل القطع، حتى بدأت تنبش بين الركام بيديها.
تحركت يداها بخبرة وثقة.
وبين الأحجار السوداء المطحونة، راحت تنتقي الحجارة الباهتة مختلفة الملمس.
وحين انتهت أليشيا من جمع كل أحجار السحر الخام، دوّى صوت حوافر من بعيد.
كان رايشارت يقترب ممتطياً حصانه، بلا درع.
وفي يده فأس ضخم بدا قادراً على تحطيم جمجمة دب بضربة واحدة.
«أليشيا.»
وتحت ضوء الغروب وهو يمتطي صهوة جواده، بدا رايشارت بكل معاني لقبه: «شيطان الفأس».
لأعداء ساحة القتال، كان دوق تيسن وهو يلوّح بفأسه أشبه بالشيطان.
لم يتوقف حصانه تماماً قبل أن يترجل بوجه متجهم.
«جلالتكم.»
تبددت دهشة أليشيا من سلاحه على الفور.
وبريق عينيها البنفسجيتين ازداد توهجاً وهي تنظر إليه.
لم يكن توهجها كنجوم في الليل
بل كالمشاعل المضيئة في الظلام.
«هل أنتم بخير…؟»
تردد رايكهارت قليلاً أمام ذلك اللمعان الطاغي.
م.م: اسم البطل بترجمة حرفية رايشارت أو رايتشارت لكن عندما بحثت في المصادر وسألت عن طريقة النطق وجدت النطق مختلف و هو ينطق “رايكهارت” لذلك سنغير اسمه حاليا، اعتذر.
«نعم، أنا بخير. هل يوجد المزيد منها هنا؟»
أجابت أليشيا بحزم وأومأت.
وكانت عيناها المضيئتان تتلألآن أكثر وهي تسأل بفضول.
لم يكن ضوء مشعل واحد، بل كخمسة.
أمام ذلك الوجه الرقيق الفضولي كانت جثة الوحش السحري الممزقة.
وأشارت إلى الشظايا المتناثرة، ويديها تفيض توقاً.
وعيناها البنفسجيتان المتلألئتان تمتلئان بالحماسة.
كان قصر ليليزيه في تيسن محاطاً بالشائعات.
أشهرها أنه يحوي غرفة من ذهب.
وثانيها أن جداره الخارجي مرصّع بأحجار كريمة بحجم القبضة.
بل هناك من ادعى أن مسارات حديقته مرصوفة بالذهب والجواهر.
ومع ذلك، ظل القصر بلا مقيم لفترة طويلة.
فالدوق الأكبر عادة ما يقيم في الضيعة الرئيسية.
وإن لم يكن هناك، فهو في ساحة الحرب.
لكن الآن، صار للقصر المشاع عنه الكثير من الأساطير سيّدة جديدة.
وهذه السيّدة حملت معها من الشائعات أكثر مما حُكي عن القصر ذاته.
وربما لذلك لم يجرؤ أحد على سؤالها عن حقيقة الأساطير.
كان قد مضى شهر على إقامة أليشيا في القصر.
ورغم دوامة الأقاويل، فإن صباحها كان عادياً تماماً.
السيّدة الجديدة للقصر، محور القصص الكثيرة، كانت صباحاتها بسيطة للغاية.
كانت تخدمها ثلاث وصيفات وأربع خادمات.
وبعد استقلالها عن أسرتها، أولت أليشيا اهتماماً أكبر بخدمها.
فمنذ صغرها، لم تعتنِ بها إلا ديزي تقريباً.
وبعد انتقالها إلى لوديرن، أخبرت ديزي أن تأخذ يوماً للراحة.
وفي اليوم التالي، طلبت من آني أن ترتاح. ثم جاء دور ليز في اليوم الثالث.
لم تمنح وصيفاتها فقط بل أيضاً خادماتها عطلة منتظمة.
في البداية، ظنّت الموظفات أنهن يُطرَدن.
لكن سرعان ما قبلوا العطلة بامتنان.
وبالإضافة إلى منح كل واحدة يوم راحة كل ثلاثة أيام، سمحت أليشيا لكل منهن بمهمة خارجية مرة كل أسبوعين.
أبدت ديزي، التي خدمت أليشيا أطول فترة، قلقاً من هذه الراحة والمهمات.
كانت خاصة متوجسة من أخذ عطلة لنفسها.
وقد وافقتها أليشيا جزئياً.
فديزي تلقت تعليماً نبيلاً من معلمين منذ صغرها.
وكان أحد والديها من طبقة الفرسان.
وبالمقارنة، كانت آني وليز تفتقران إلى التهذيب.
كانتا خشنَتين قليلاً في آداب السلوك ومتعثرَتين في المهام الدقيقة.
ورغم اجتهادهما، لم تصلا إلى مستوى تدريب ديزي الرسمي.
«ديزي. عليكِ أن تتزوجي يوماً ما أيضاً. لا يمكنكِ أن تقضي حياتكِ كلها تلاحقينني. الخادمات يتزوجن عادة في وقت متأخر، لكن إن انتظرتِ طويلاً، فلن يبقى رجال صالحون.»
قالت أليشيا ذلك بصوت أشبه بصوت أم قلقة.
«……»
للحظة، عجزت ديزي عن الرد.
«حتى لو أردتِ العيش وحيدة، ألا ترين أن بعض التنازل ضروري؟ هكذا لا يزال العالم يعمل. وأنتِ تستحقين فرصة للراحة أيضاً. لستِ مثالية، صحيح، لكن البشر ينمون عبر التجارب حتى الفوضوية منها. وأهم شيء، طالما أنه ليس كسولاً، ولا رجلاً متزوجاً، ولا كاهناً فسأدعم أي علاقة تخوضينها.»
كانت كلماتها الأخيرة أقسى من أي همسات نساء المجتمع.
«أعتذر.»
انسحبت ديزي بأدب من دعم سيدتها الكاسح.
واستمر نظام الإجازات بالتناوب.
وكان اليوم أحد أيام عطلة ديزي التي أقلقتها.
بدأ صباح اعتيادي في قصر ليليزيه.
ومع حلول الشتاء، ازدادت زيارات الذين جاؤوا للتحية للسيّدة الشهيرة.
وبات حراس جيش تيسن يحرسون البوابة.
«زوار من بيت البارون غريتز. لوثر وأربعة آخرون. اسمحوا لهم بالدخول.»
عند نداء قائد البوابة، انحنى الزوار سريعاً ودخلوا.
وكان الداخل أهدأ بكثير من الحراسة المشددة عند البوابة.
«من هنا، إلى غرفة الاستقبال.»
أرشدتهم آني بابتسامتها المشرقة المعتادة.
وأثناء سيرها، تبادل الرجل المتقدم والرجل الذي في الوسط نظرة صامتة.
وفي اللحظة التي دخلوا فيها المبنى
اختفى الرجل الذي كان في الوسط فجأة، كأنه ابتلعه الظل.
«من هنا، تفضلوا.»
فتحت آني باب غرفة الاستقبال ونظرت إليهم.
«شكراً. هل ستقابلنا الليدي أليشيا قريباً؟ وهل يليق أن ندعوها ‘ليدي’ أم ‘كونتيسة’؟»
«الليدي أليشيا ستأتي حالاً. طالما المخاطبة رسمية فهي مقبولة. أرجو أن تنتظروا قليلاً.»
تركتهم آني مع خادمة وصبي خدمة، واتجهت إلى المبنى الرئيسي.
(هل أخطأت النظر؟ ظننت أن عددهم خمسة عند البوابة… أم كانوا أربعة؟)
وهي تنظر إلى الضيوف الجالسين على الأرائك، توقفت لحظة بشك لكن سرعان ما واصلت طريقها.
خارج البوابة، كان هناك المزيد من الزوار ينتظرون.
ولم يكن لديها وقت للتردد.
كان «عشيرة غريغن»، المتمركزة في الصحراء، تُعرف علناً كتجار أعشاب.
وقد كانوا بالفعل يتاجرون بالأعشاب النادرة.
وكان لهم جامعو أعشاب في أنحاء الصحراء والمرتفعات الصخرية.
لكن مصدر دخلهم الحقيقي كان الاغتيالات.
زحف ظلّ خافت على طول الجدار.
وكان بيك، أحد نخبة قتلة عشيرة غريغن، في مهمة بسيطة نسبياً.
إغراق «الصديق» في نوم عميق.
وإن لم ينجح، يترك هدية في غرفة الصديق.
تم تكليفه لأنه، رغم سهولة المهمة، كان المكان المستهدف صعب الاقتحام.
ومع ذلك، كان دخوله سهلاً لدرجة مريبة بلا حواجز ولا مقاومة.
تحرك بيك بخفة، متماهياً مع العتمة كالظل.
وبحث عن أماكن مثالية تُزار من الغرباء لكنها بعيدة عن الأنظار المباشرة.
اختار عدة مواقع وزرع العلامات التي جلبها:
شرفة غرفة الاستقبال.
زاوية قاعة الحفلات.
غرفة تجهيز قاعة الطعام الكبرى.
فوق خزانة العرض في غرفة يُظن أنها خزينة الجواهر.
وكان من المثالي أن يضع الهدية الأخيرة في وسط غرفة الذهب الأسطورية لكن لم يتمكن من العثور عليها.
كان القصر شاسعاً، والخريطة التي حصلت عليها العشيرة ناقصة.
اختبأ بيك نصف يوم قبل أن يتوجه إلى غرفة النوم المحددة.
فغرفة النوم عادة تكون بجوار غرفة الملابس.
وكان ينوي أن يضع الهدية في إحدى زوايا غرفة الملابس بعد أن يجعل «الصديق» يغطّ في نوم عميق.
وبينما يصعد الدرج نحو غرفة النوم، ضحك في نفسه.
(باستثناء الحجم، فحراسة القصر الداخلية مثيرة للسخرية. لو مُنحت بضعة أيام إضافية، لكنت قضيت على كل من فيه).
«صرير»
فتح باب الغرفة التي كان الخدم يتنقلون منها طوال اليوم.
كانت تحركاتهم فاضحة، كالنمل حول السكر.
لكن الغرفة لم تكن كما توقع.
فبدلاً من غرفة نوم دافئة، وجد مكتبة فارغة.
وبها مكتب واحد فقط، على غير المنتظر.
لم يكن أمامه وقت للتردد.
ربما لم تكن الحراسة ساذجة كما بدا.
قرر أن يضع الهدية الأخيرة بسرعة على المكتب ويغادر.
وبقفاز يده، وضع الأداة الشعائرية في موضعها.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 19"