⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«من الواضح أنّك سيّدة الدار المحبوبة.»
كلمات رايشهارت خرجت وكأنّها تذمّر.
قالت أليشيا للخدم المصطفّين عند الباب بابتسامة:
«جميعكم، يمكنكم الانصراف.»
ومع أنّهم لم يُظهروا ذلك علنًا، إلا أنّ تردّدهم كان واضحًا وهم يغادرون ببطء.
عاد رايشهارت إلى الغرفة تاركًا الباب مفتوحًا، وجلس إلى الطاولة.
كان هو المكان نفسه الذي سيجلسان فيه خلال مراسم تنصيبها ككونتيسة.
كما تدرّبت، قرّبت أليشيا كرسيّها لتجلس بجانب الدوق الأكبر.
جلس الاثنان جنبًا إلى جنب، قريبان لدرجة يكادان يلمسان بعضهما.
قال رايشهارت:
«في اليوم التالي لتنصيب الكونتيسة، سأعود إلى تيسن. جئت لأودّعك مسبقًا، فلو أقيم حفل بعد المراسم فلن يكون هناك وقت للكلام.»
رايشهارت تيسن هو الدوق الأكبر لتيسن.
وعلى عكس غيره من الأمراء والنبلاء، لم يكن يغادر إقليمه لفترات طويلة.
وحتى الآن، كانت هذه الغيبة تُعد طويلة بالنسبة له.
سألت أليشيا:
«ومتى ستعود إلى العاصمة بعد ذهابك إلى تيسن؟»
فالدوق لا يبتعد عن أرضه طويلاً إلا عند ترتيب الروابط الزوجية، وحتى حينها، غالبًا ما يبقى قرب حدود إقليمه.
قال:
«حالما أعود إلى تيسن، لن أرجع إلى العاصمة قبل نهاية الربيع القادم. ولن أمكث إلا قليلاً. الصيف في تيسن أطيب بكثير.»
قالت أليشيا بقلق:
«وماذا لو اضطررنا لترتيب أمور ولم نستطع اللقاء وجهًا لوجه؟»
«سأرسل رسولًا من تيسن. يمكنك الردّ من خلاله. وإن كان لديك وسيلة أفضل، أعلِميني.»
وكان لأليشيا أسبابها الخاصة لرغبتها في الذهاب إلى تيسن.
بدأت تقول:
«أنا»
لكن رايشهارت هزّ رأسه مقاطعًا:
«لودرن ليست سيئة لقضاء الشتاء، لكن الضيعة الجنوبية إشفيريا أفضل بكثير في ذلك الفصل. ستكون مكانًا مريحًا للإقامة وحين تعتادين على لودرن، فكّري بزيارتها.»
متجاهلًا قصدها، غيّر الموضوع.
كانت نصيحة نافعة، لكنها لم تستطع الاكتفاء بالإنصات.
كان من الواضح أنه يثنيها عن المجيء شمالًا لكن بأسلوب غير مباشر.
قالت أليشيا:
«يا صاحب السمو.»
فأجاب بنبرة رسمية:
«هذه نصيحة من شخص ارتبط بتيسن بواجبٍ ملكي. معظم النبلاء يختارون مساكن موسمية ويتنقلون بينها. اختيار مقرّ شتوي وصيفي مريح أمر مهم أيضًا لمن يخدمك.»
وحين لاحظ ردّ فعلها الغاضب قليلًا، أضاف بشيءٍ من المبالغة، على غير عادته:
«سآخذ ذلك بعين الاعتبار.»
لم تُصرّ أليشيا أكثر مع شخص يتفادى المواجهة.
فالطرق المؤدية إلى تيسن كثيرة، ولا داعي للعجلة.
قال:
«إن كنتِ ترغبين بمعرفة فيلّا ليليزيت، زوريها صيفًا لفترة وجيزة. ليست مكانًا للإقامة الطويلة. أتمنى لك التوفيق في التحضيرات، سأغادر الآن.»
قال عباراته الأخيرة سريعًا وهو يهمّ بالوقوف.
ورغم أنّها لم تُظهر ذلك، إلا أنّ أليشيا شعرت بخيبة طفيفة. لم تتمكّن حتى من طرح ما أرادت اقتراحه.
لكن حين لمحَت دعوةً مبطّنة في كلماته، لم تستطع كبح ابتسامة على وجهها.
قالت بمرح وهي تتبعه:
«الصيف مثالي للشمال.»
وأثناء نزولهما الدرج، أسرع رايشهارت بخطاه.
قال:
«لا حاجة لتوديعي.»
لكن أليشيا سرّعت خطواتها لتلحق به.
كان يهبط ثلاث درجات في كل مرة بانسيابية.
أما هي، فاضطرّت للركض بخطوات صغيرة وهي ترفع ثوبها.
ومع أنّها أضافت في الآونة الأخيرة ساعتين من ركوب الخيل يوميًا، فإنّ الركض بالكعب العالي ما زال صعبًا لكن ليس مستحيلًا.
نادته:
«يا صاحب السمو.»
فأجاب:
«نعم.»
وحين وصل أسفل الدرج، توقّف عند سماع صوتها.
توقّفت أليشيا فجأة خلفه، كادت تصطدم به.
ولمّا خطا هو خطوة للوراء، كادا أن يتصادما، لكنهما تراجعا في اللحظة الأخيرة.
خيّم بينهما صمت خفيف.
رفعت أليشيا رأسها نحوه بدهشة فما رأت منه لتوّها لم يكن أمرًا بشريًا عاديًا.
ذلك التحرك وتلك السرعة لا تحدث إلا بعد ابتلاع كميات كبيرة من الأحجار السحرية.
أما رايشهارت، فبادلها نظرة متشككة.
سألها:
«لِمَ ناديتني؟»
قالت:
«كنتُ فضولية بشأن سبب زيارتك السابقة.»
مدّ يده وقال:
«يدك.»
ردّدت فعله وكلمته:
«يدي.»
ووضع على يدها كيسًا صغيرًا من المخمل الأخضر.
كان أصغر من راحة يدها، ومطرّزًا بخيوط ذهبية وفضية تحمل الشعار الإمبراطوري.
قال:
«جئت لأعطيك هذا. لا داعي لتوديعي. وداعًا.»
ملمس المخمل الناعم عاكس خشونة التطريز.
ولأنه كان في جيبه، بدا الكيس دافئًا.
تردّدت قليلًا ثم فتحته، بينما تنظر خلسةً إلى ظهره وهو يبتعد سريعًا.
«آه…»
ما خرج من الكيس كان أشبه بالحجر الذي يُمنح للدوق الأكبر لتيسن.
لكن الحجر الكريم بدا أكبر قليلًا من الذي على أزرار أكمامه.
حجمه يقارب سلامية الإبهام الأخيرة كبير جدًا ليكون زرًّا.
وهذا ما جعله أثمن بالنسبة لأليشيا.
حجر سحري!
أعادت الحجر إلى الكيس، وأسرعت إلى القاعة الكبرى.
رأت دايزي أليشيا تجري وسط صالة قصر لودرن، فاتسعت عيناها دهشة.
وما هي إلا لحظات حتى كانت أليشيا في الخارج.
كان رايشهارت يستعد لركوب العربة بينما فتح رودريك الباب.
وبإشارة من عينيه، التفت الدوق نحو أليشيا.
رفعت ذراعها ولوّحت وهي تشع فرحًا، والكيس الأخضر في يدها.
ابتسامة مشرقة، ويد تهتز بحيوية.
كان رايشهارت على وشك الصعود حين قال رودريك:
«يا صاحب السمو، السيدة تلوّح لك.»
قال ببرود:
«تنحَّ جانبًا.»
ابتسم رودريك بمكر:
«أليس من الوقاحة تجاهل من يحيّيك؟»
«ابتعد.»
«لو علم السير هنريك أنني انسحبت بهذه السهولة، لأنّبني على تقصيري.»
ومع كلماته، انحنى قليلًا نحو خطيبة الدوق التي ما تزال تلوّح بحماس.
حينها، رفع رايشهارت يده باقتضاب نحوها.
قال رودريك وهو يتنحّى:
«وهل ترى ذلك من هناك أصلًا؟»
وصعد الدوق إلى العربة وأغلق الباب.
أما رودريك، فانحنى بلياقة لأليشيا قبل أن يجلس بجانب سفين.
ظلّت أليشيا تلوّح، بينما سفين يحدّق فيها بجدية.
قال رودريك:
«فلننطلق.»
«أجل، سيدي. نغادر الآن.»
تحرّكت العربة بسرعة، وحاشية الدوق مصطفّة عند البوابة.
قال رودريك:
«تبدو الليدي أليشيا جريئة.»
فأجاب سفين:
«لم أعرفها طويلًا، لكن يبدو الأمر كذلك.»
«إذن لِمَ تبدو مصدومًا؟ كأنك رأيت شبحًا.»
قال سفين:
«الأمر فقط أنّها المرة الأولى التي أرى فيها الليدي أليشيا سعيدة إلى هذا الحد. صحيح أنها تبتسم أحيانًا، لكن لم أرها تبتسم هكذا من قبل. يبدو أنها معجبة بالدوق فعلًا.»
ارتسم الرضا على وجه رودريك:
«أتظن ذلك حقًا؟»
«يبدو الأمر كذلك.»
«وأنا أوافقك. إنهما يبدوان ثنائيًا متناسقًا. قد يثرثر الناس خلفهما، لكن ما دام الاثنان يحبان بعضهما، فهذا يكفي.»
«بالفعل.»
كانت العربة تسرع نحو بوابة القصر، بينما تعجّ القصور الإمبراطورية منذ الفجر.
فاليوم هو يوم تنصيب أليشيا كونتيسة إشفيريا.
امتدت صفوف العربات حتى بوابة القصر الرئيسية.
وعلى الجهة الأخرى، تجمّعت عربات الزوّار.
اقترب حاجب من عربة دوق تيسن وعائلة راين.
وقال:
«يا صاحب السمو، يا لورد الكونت. الاستعدادات مكتملة يمكنكما النزول.»
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات