⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
مباشرة بعد عودتها من الجحيم، حاولت أليشيا أن تتحرك بالطريقة التي اعتادت عليها هناك، من دون أن تدرك حالتها الجسدية الحالية.
حاولت أن تقفز دفعة واحدة من على درج ذي اثنتي عشرة درجة، بل حتى فكرت في القفز من شرفة الطابق الثالث.
وقد قفزت فعلاً عن الدرج.
عادةً، كان ذلك أسهل من التنفس بالنسبة لها.
لكن ما إن قفزت، حتى أدركت أليشيا أن هناك خطباً فادحاً.
جسدها بدا أثقل من أي وقت مضى.
وكأن أحدهم يشد كاحليها إلى الأسفل، فقفزاتها لم ترتفع كما يجب.
تعثرت في التحكم بحركاتها في الهواء، وأطرافها تمايلت بلا انسجام.
وعند الهبوط، ارتجت كاحلاها بصدمة كادت أن تكسرها.
وهنا تأكدت—هذا الجسد لم يعد كما تتذكره.
كادت الخادمات أن يمنعنها بصعوبة قبل أن تلقي بنفسها من درابزين الطابق الثالث.
كان الأمر غريباً.
لو أنها فقدت قدراتها تماماً، لكانت أنكرت كل شيء جرى في الجحيم وعدّته مجرد حلم.
ربما أقنعت نفسها أن تلك الذكريات الحيّة عن تمزق اللحم ما هي إلا وهم ذهني.
لكن التقنيات ما زالت منقوشة في جسدها كطبيعة ثانية.
فقط لم تعد قادرة على تنفيذ الحركات كما تحسبها.
قدراتها البدنية تدهورت.
القوة، السرعة، الرشاقة، الإدراك
كلها عادت إلى مستوى ما كانت عليه حين كانت في التاسعة عشرة.
وكأن كل الطاقة التي جمعتها من الحجارة السحرية قد تبخرت.
لم يكن ذلك عادلاً.
كان شعوراً وكأن كل ما كسبته بدموعها وألمها قد سُلب منها.
حاولت أن تفكر بإيجابية، مقنعة نفسها أنها ستبدأ من جديد، لكن الإحساس بالظلم بقي جاثماً في قلبها.
كانت تملك المهارة والشكل والتقنية لكنها افتقدت السرعة والقوة، ما جعلها تشعر بإحباط لا يُحتمل.
جسدها لم يستجب كما توقعت، وكان ذلك محبطاً لدرجة الجنون.
قالت لنفسها ربما هذا أفضل من البدء من الصفر.
لكنها لم تستطع أن تنسى ما فُقد.
لو كانت تملك الحجارة السحرية الآن، لابتلعتها بلا تردد…
لكن الحجارة السحرية لا وجود لها في هذا العالم.
ومع ذلك—
فجأة، ظهر أمام بصرها الضبابي حجر سحري خام خشن الحواف.
هذا…!
سقط ظل طويل على وجهها الممدد على الأرض.
في لحظة ما، اقترب رجل طويل ووقف بجانبها.
على زر كم سترته كان يلمع حجر كريم مطابق للحجارة السحرية الخام التي في ذاكرتها.
“هل أنتِ نائمة؟”
سقط صوت ممزوج بالضجر فوق وجه أليشيا الملقى تحت أشعة الشمس.
لقد كان صوت رايشارت.
وما إن أدركت أن الوجه المظلل يعود إلى دوق تيسن الأكبر، حتى قفزت أليسيا مذعورة.
“د-دو-دو-دو…ق؟!”
تمتمت أليشيا متلعثمة كما كانت تفعل في طفولتها.
“نعم.”
أليشيا القديمة كانت لتتجمد خجلاً من اللحظة التي تتلعثم فيها.
كانت لتكف عن التنفس، ويغيم بصرها، وتفقد كل اتزانها.
لقلبها أن ينبض بعنف، ولربما لم تستطع حتى أن تتحرك.
وربما كانت لتفرّ هاربة.
لكن الآن، ورغم أنها تلعثمت بشدة وشعرت بالحرج، لم تُصَب بالذعر.
لقد ارتبكت ولم تعرف كيف تتصرف، لكنها استطاعت أن تتكلم بصوت متلعثم مضطرب:
“ك-كيف و-و… ص-ص-ص… وصلت إ-إلى ه-هنا؟”
لسانها بدا معقوداً وهي تواصل التلعثم المضحك.
لكنها مع ذلك بذلت جهدها لتواصل الكلام.
“أتيت من أجل مراسم منح اللقب.”
تماسكت أليشيا على عجل وقفزت واقفة، تمسح أوراق الشجر عن فستانها.
ارتجف صوتها وهي تحاول أن تبدو رسمية.
“م-منذ م-متى وأنتَ هنا؟”
صوتها كان يرتفع وينخفض بسرعة، ما جعل أي مستمع يشعر بالأسى عليها.
وجهها المحمر وملامحها المربكة فضحت إحراجها.
لكن المدهش أنها لم تحاول أن تخفيه أو تهرب.
“منذ اللحظة التي كنتِ تركبين فيها الحصان واقفة.”
أجاب رايشارت بصدق.
“…ماذا؟”
تجمدت أليشيا.
توقفَت يدها في منتصف الطريق وهي تحاول إصلاح شعرها الذي التصق من استلقائها على العشب.
توقفت عن محاولة إزالة الأوراق من فستانها.
توقفت جميع حركاتها الظاهرة والخفية دفعة واحدة.
ماذا ستقول إن أشار إلى أنها، ابنة الماركيز، كانت تتدحرج على التراب؟
في رأسها الفارغ تماماً، دوّت لعنات الخجل بوضوح.
“لم أسمع أن إيشيفيريا ستكون قاعدة عسكرية.”
“…هاه؟”
عند كلمات رايشارت، أطلقت أليشيا صوتاً غبياً مجدداً.
وجهه كان جافاً بلا تعبير كوجه ماركيز رين.
لكن في نبرته شيء بدا ماكراً.
غير أن ملامحه كانت جامدة جداً لدرجة أنها لم تعرف إن كان يمزح أم جاداً.
“ما الذي كنتِ تفعلينه بالضبط؟”
حدقَت فيها عيناه الذهبيتان بهدوء.
حاولت أليشيا ألا تتهرب من نظرته وأجابت:
“أ-أه، ف-فقط كنت أتمرن… يا صاحب السمو، أ-ألم تأتِ وحدك؟ بلا مرافقة؟”
“فقط تتمرنين.”
كرر كلماتها، ثم رفع رايشارت بصره إلى الشجرة الطويلة.
انتقلت نظرته من الشجرة إلى الجدار القريب، ثم عادت إلى أليشيا.
ابتسمت أليشيا ابتسامة متكلفة.
كان يبدو أن الحرج بينهما يزداد كل لحظة، لكنها تجاهلته بعناد.
قلبها كان يخفق بسرعة غريبة.
ربما فقط لأنها فُوجئت كثيراً.
“يبدو نوعاً من التمارين التي تُترك لسلاح الفرسان الخاص.”
ظلت أليشيا محافظة على ابتسامتها، رغم كونها مجبرة.
كان هناك حكاية أسطورية عن سلاح الفرسان الخاص للجيش الغربي
عشرون فارساً والدوق الأكبر لتيسن اقتحموا أراضي العدو وانهار تشكيلهم.
رغم قلة عددهم، حققوا نتائج مذهلة لأنهم لم يكونوا جنوداً عاديين.
ويُقال إن أعلى 28 فارساً من فرسان النخبة كانوا حرس الدوق الأكبر الشخصيين، كل منهم قادر على مواجهة المئات وحده.
“قلتَ إنك جئت من أجل منح اللقب؟”
شعرت أليشيا برجفة عصبية، لكنها أجبرت ابتسامتها على البقاء.
“نعم. سمعت أن الليدي أليشيا كانت تستريح في الحديقة ولم أرغب في إزعاجك، لذا صرفت الخدم. كان خطئي. لم يكن ذنبهم. كان علي أن أنتظر عندما حذرتني الخادمات، لكنني أصريت على القدوم وحدي. أعني، كم شخصاً يمكن أن يمنعني فعلاً؟ هل أنت بخير؟”
“نعم. بالطبع. أنا بخير.”
لشرح رايشارت الطويل، ردت أليشيا بإيجاز وبصرامة.
“هذا مطمئن.”
لم يكن كذلك حقاً.
سارت أليشيا بسرعة أمام رايشارت.
لكن الدوق الأكبر لم يشر إلى قلة الأدب في التقدم أمام ملكي.
انتظر بصمت حتى تتكلم، مبتسماً لكن ليس حقاً.
“في المرة القادمة، أرسل أحداً قبلك. ويفضل أن يكون من خاصتي. من المزعج حقاً أن تظهر هكذا فجأة.”
“سأكون حذراً.”
أجاب رايشارت بقبول.
ظلت أليشيا محافظة على ابتسامتها حتى النهاية.
“سأكون ممتنة لذلك.”
“ألن تزيلي التبن والورقة من على رأسك؟”
“…عذراً؟”
أشار رايشارت إلى أذنها اليسرى، ومرفقها الأيمن، وقمة رأسها.
“تبن على أذنك ومرفقك. ورقة على تاج رأسك.”
“أين؟”
مسحت أليشيا بسرعة مرفقها.
ثم مسحت قرب أذنها.
وكما قال، سقطت قطعة طويلة ملتوية من التبن في يدها.
“ليس هناك. قليلاً إلى الجانب.”
تلمست أليشيا خلف رأسها، تمسح مراراً قرب ورقة عالقة كهوائي على قمتها.
“هنا؟”
حركات يدها، وهي تبحث عن الورقة النجمية فوق رأسها، بدت مثيرة للشفقة ومضحكة في آن.
“قليلاً إلى الجانب.”
“هنا؟”
وبينما كانت أصابعها تتمايل حول الورقة، اقترب رايشارت.
“اسمحي لي.”
ولأنها كانت منشغلة بالبحث عن الورقة، لم تنتبه إلى اقترابه.
ولم تدرك قربه إلا عندما شعرت بأصابعه تلامس أصابعها وهو يلمس رأسها.
تجمدت أليشيا عند التلامس.
انتزع رايشارت الورقة وسرعان ما تراجع خطوة.
ومدها إليها.
“شكراً لك.”
مدت أليشيا يدها لتأخذ الورقة شاكرةً.
وبسبب قصر ساقها، لامست يداها يده للحظة.
انسحبت يده سريعاً.
ورؤية ابتعاده المتعمد عن لمسها حرّكت شيئاً في أليشيا، لكنها لم تعلّق.
“هل ندخل؟”
كان الشتاء المبكر قد جعل هواء العاصمة الإمبراطورية بادن بارداً.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات