عضت الإمبراطورة شفتيها حتى سال الدم، لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها.
“انتظر لحظة أيها الدوق. لقد نسيتُ إخباركِ بشيء مهم.”
أوقفت كونتييه بابتسامة متكلفة:
“لقد صدقتُ أن الطفلة ابنتكِ البيولوجية ووافقتُ على التبني. لكن إن تبين أنها ليست كذلك…”
“…وماذا إذن؟”
“فسيتم إلغاء التبني. تذكر هذا جيداً.”
تصادمت نظراتهما في الهواء كالسيفين.
أخيراً، ابتسم كونتييه برقة وأومأ برأسه:
“حسناً، سأتذكر ذلك.”
غادر بينما تحدق به الإمبراطورة بنظرات حاقدة.
“لقد انتصرتُ هذه المرة!”
لكن فجأة…
“آه، لقد نسيتُ أن أقول شيئاً أيضاً.”
توقف كونتييه واستدار ببرود:
“يسعدني أن الأمير الأول يبدو بصحة جيدة. أتمنى ألا يحل الظلام على مستقبلكما.”
“……”
غادر الدوق بينما ترتجف الإمبراطورة من الغضب.
“كيف يتجرأ على التلميح بتهديد ولي العهد!”
في القاعة المجاورة…
كان الكاهن ذو الرداء يرشف الشاي بهدوء، حركته البسيطة تبدو كطقس مقدس.
“يا كاهن، هل حققتَ ما تريد؟”
“نعم، بفضل إطالة حديثك مع الدوق، تمكنتُ من مراقبة الطفلة.”
عبث بخاتمه الثعباني:
“يجب أن أحصل على تلك الطفلة.”
“كل شيء سيسير كما تريد. لكن… هل سيسمح بانتييه بذلك؟”
ضحك الكاهن ضحكة خافتة كالريح:
“لا تقلقي… فحتى التنين الأبيض العظيم سيُحطم إن وقف في طريقي.”
في الظلال، كان العجوز يراقب المشهد بعينين تتقدان بالطمع.
“المسرحية تبدأ أخيراً…”
تحركت قطع الشطرنج على الرقعة، والعاصفة تقترب.
“لا داعي للقلق. خلال 15 سنة بالضبط، ستنهار عائلة بانتييه. و…”
“…”
“سيصبح الأمير الأول إمبراطوراً بلا منازع لهذه الإمبراطورية.”
“شكراً لك أيها الكاهن!”
انحنت الإمبراطورة بفرح حقيقي.
“آردوس يا ولدي!”
لم يخطئ هذا الكاهن في نبوءاته قط.
حتى قبل سبع سنوات، عندما تنبأ الجميع بموت الأمير الأول، قال الكاهن:
“لا تقلقي، سيستيقظ الأمير الأول. أضمن لكِ ذلك.”
وبالفعل استعاد الأمير وعيه، رغم أن جسده بقي بارداً كالجليد.
لكن هذا لم يهم.
“السيد الذي لا ينطق إلا بالحق!”
” الذي ينقذنا!”
“مخلص الإمبراطورية!”
—
“…لا أستطيع النوم.”
تقلبتُ في سريري مراراً.
منذ زيارتنا للقصر الإمبراطوري، لم أنم جيداً.
ذكرى ذلك البستاني المخيف…
والرؤية التي شاهدتها من خلال سواره…
“هل كان ذلك المكان حقاً هو <عرين الأفعى> حيث حبسوني؟”
كان الظلام يحيط بي في تلك الرؤية، لكني رأيت جدارية ثعبان.
“وإذا كان حقاً هو العرين… فماذا عساي أن أفعل؟”
حاولت إقناع نفسي:
“ربما كان السوار مجرد قطعة أثرية قديمة مرتبطة بالعرين!”
“توقفي عن القلق واخلدي للنوم!”
غطيتُ رأسي بالكامل بالبطانية وحاولت النوم.
لكن…
“آه! لا أستطيع النوم!”
نهضتُ من السرير وأخذتُ الدمية التي بجانبي.
“سأشرب بعض الحليب الدافئ.”
كان المنزل صامتاً في الليل.
“أصوات خطواتي هي الوحيدة المسموعة…”
“هاها… ربما لأننا قليلون هنا…”
لكن فجأة…
“خطوات… أخرى؟”
“ما هذا الصوت؟”
تسارعت دقات قلبي بينما كنت أسمع:
“طبطبطط… طبطبطط…”
“دبدبدب… دبدبدب…”
“من هناك؟!”
تجمدت في مكاني، والدمية تسقط من يدي المرتعشة.
في الظلام، بدأت أرى ظلاً يقترب…
“من… من أنت؟”
لكن لا أحد أجاب.
فقط ازدادت تلك الخطوات الغريبة وضوحاً…
وازداد رعباً.
“طبطبطط… طبطبطط…”
خلف صوت خطواتي الصغيرة، سمعتُ وقع أقدام كبيرة تتبعني في الممر المظلم.
بدأت تخيلات مرعبة تملأ رأسي:
“هل هم من <عرين الأفعى> جاءوا لاختطافي؟ أشباح؟ وحوش؟”
“آآه…”
بدأت أمشي بسرعة أكبر، حتى تحولت إلى جري تقريباً.
“آآه… أبي!”
“نعم، أبي هنا.”
“آه! الوحوش تتكلم الآن!”
أغمضتُ عينيّ وأسرعتُ أكثر، لكن فجأة…
“آآآه! أنقذوني!”
“حسناً، سأنقذكِ.”
“أنقذ… انتظر ماذا؟”
الصوت بدا مألوفاً!
“من قال لكِ أن تركضي وعيناكِ مغمضتان؟ هذا خطير!”
“…أبي؟”
“نعم يا ابنتي، أنا والدكِ.”
احتضنني الدوق وهو يضحك:
“إلى أين كنتِ متجهة بكل هذا العجلة؟ لم تسمعي حتى ندائي.”
“كنتِ تنادين؟”
“نعم، ناديتِ ‘أبي’ وأجبتُكِ.”
“آه…”
“لقد كنتُ مرعوبة جداً حتى لم أسمعه!”
شعرتُ بوجنتيَّ تحمران من الخجل.
“كنتِ ذاهبة إلى المطبخ؟”
“نعم… لم أستطع النوم، أردت تسخين بعض الحليب…”
“كان عليكِ مناداتي.”
“ظننتُ أنني أستطيع فعلها وحدي…”
أجبتُ بصوت خافت وأنا ألعب بأصابعي.
“وكيف كنتِ ستسخنين الحليب؟”
“آه!”
“لم أفكر حتى في هذا الجزء!”
ضحك أبي برقة وأنا أحمر خجلاً، ثم أخذني إلى المطبخ حيث ساعدني في تحضير الحليب الدافئ. بينما كنتُ أشربه، شعرتُ بالأمان في حضنه.
“ربما ليالينا في هذه القلعة لن تكون مرعبة بعد الآن… طالما أن أبي هنا.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 90"