“بصراحة، ألستَ أنت أكثر من يكرهه العائلة الإمبراطورية؟ مع كل صراخك وعبثك الذي لا يتوقف!”
“ماذا؟ هل انتهيت من كلامك؟!”
“حسناً، لقد قلت كل شيء تقريباً.”
“افصح عما بداخلك بوضوح! من وجهة نظر العائلة الإمبراطورية، أنت أكثر شخص لا يطاق! ألم تسمع الشائعات التي تقول أن دوق بانتيابي أفضل من أبناء العائلة الإمبراطورية حاملي دم التنين؟”
“آه، هل هذا لأني مميز جداً؟”
“لا، هذا ليس…”
تنهيدة
أغلق كارلوس عينيه بشدة وهو يحبس أنفاسه.
‘حتى لو كنت من العائلة الإمبراطورية، لكنت أجدك مزعجاً مثلك!’
بذل جهداً كبيراً ليحبس هذه الكلمات بداخله.
—-
التبني!
بانتيابي!
ميلوني بانتيابي!
بينما كانت هذه الكلمات الثلاث تدور في رأسي، ركضت مسرعةً نحو مكان ما.
“…ميلوني؟”
“ريكس!”
كانت وجهتي غرفة ريكس.
عندما حصلت على أخبار سعيدة، كان أول شخص يخطر ببالي هو كاليكس.
“ما الأمر؟ تبدين في مزاج جيد؟”
“أجل، حدث شيء رائع!”
لكن أولاً، يجب أن أكون مهذبة مع صاحب الغرفة.
“هل يمكنني الدخول؟”
“بالطبع.”
“إذن، هل يمكننا الجلس والتحدث معاً؟”
أشرت إلى الأريكة بسعادة.
“لقد أحضرت بعض الحلوى أيضاً!”
أمسكت بحقيبة الوجبات الخفيفة التي أحضرتها بفخر.
تناوب ريكس في النظر بين الحقيبة وبيني.
“لا داعي لهذا، يمكنك المجيء في أي وقت دون استئذان.”
“حقاً؟!”
“نعم، أنت دائماً موضع ترحيب هنا.”
“على عكس الآخرين…”
همس بهذه الكلمات بصوت خافت، لكنني لم أسمعها.
كنت منشغلةً بامتناني لكلماته الترحيبية.
‘في البداية كان يحذر مني، والآن أصبح يرحب بي.’
شعرت بالفخر كما عندما أصبحت صديقةً للويس.
في تلك اللحظة، مد ريكس يده نحو…
“؟”
لم أفهم ما يريده.
رمشت بعينيّ محاولةً الفهم، ففتح يده وأغلقها وكأنه يستعجلني.
‘ماذا يريد… آه، فهمت!’
وضعت حقيبة الوجبات الخفيفة في يده بفرح.
“حتى لو قلت أنه لا داعي لها… هيهي.”
“…”
“شكراً لك على أي حال!”
بعد أن تخلصت من الحقيبة، ركضت بسرعة نحو الأريكة ورميت نفسي عليها.
ثم ربت على المكان بجواري بحماس وناديت:
“ريكس، تعال بسرعة!”
“…”
أومأ برأسه وجلس بجواري.
تشاركنا الوجبات الخفيفة بينما نواصل حديثنا.
حكيت له عن ما حدث في غرفة الطعام.
“أليس هذا رائعاً؟ الآن يمكنني أن أقدم نفسي قائلةً: ميلوني بانتيابي!”
قلت هذا بينما أرفع رأسي بفخر.
لطالما كنتُ سيدة الانطباعات الأولى، وقد قدمت نفسي مرات لا تحصى.
لكن من بين كل تلك المرات، لم يسبق لي أن قلت “ميلوني بانتيابي”.
فالحقيقة كانت غير ذلك.
“فما زال التبني الرسمي لم يتم بعد.”
اسم النبلاء يحمل معنىً عظيماً.
حتى لو كنتُ ابنة الدوق غير الشرعية التي جاءت لهذا المنزل، لم أكن لأجرؤ على استخدام هذا اللقب قبل إتمام التبني الرسمي.
‘بالطبع، الدوق كتبه كما يشاء في العقد!’
لكن…
“بعد انتهاء اختبار التبني… سأستطيع أن أقول: ميلوني بانتيابي!”
هذا ما أثار حماسي.
فبعد تسجيلي رسمياً كبانتيابي، ستزداد احتمالية بقائي آمناً!
وأيضاً…
“…سأشعر بأنني أنتمي أكثر.”
الدوق السابق والدوق الحالي،
لويس وأستر والسيدة سيينا…
جميعهم كانوا “بانتيابي”.
أما أنا حالياً، فلم أكن كذلك.
كنت “ابنة دوق بانتيابي”، لكنني لم أكن “بانتيابي”.
“لذا، إذا حصلنا على نفس اللقب، سنصبح حقاً كعائلة…”
هززت رأسي بعنف لأوقف هذا التفكير.
“في الواقع، ما أهمية الشعور بالانتماء هذا؟”
لا داعي لأن أضعف هكذا.
البقاء على قيد الحياة هو المهم، ما قيمة المشاعر؟
“ما بكِ؟”
“هاه؟”
“تعبير وجهكِ أصبح سيئاً فجأة.”
نظر إليّ كاليكس برأس مائل.
رغم أنه كان محايداً كالعادة، إلا أن نظراته كانت ثاقبة بشكل غريب.
ابتسمت بخجل ومددت يدي نحو الحلوى:
“لا شيء. أنا سعيدة جداً فحسب.”
ثم دفعت بالحلوى نحو فمه،
راجيةً ألا يستمر في الاستفسار.
لحسن الحظ، التزم كاليكس الصمت واكتفى بمضغ الحلوى.
ثم تغير موضوع الحديث.
“متى ستذهبين إلى العاصمة؟”
“ربما الأسبوع المقبل؟”
“الأسبوع المقبل…”
همس بصوت يشبه التنهد.
“إذن، متى ستعودين؟”
“ماذا؟”
“متى ستعودين؟”
كرر كاليكس سؤاله،
وإذ بيده تمسك بطرف كمي.
أجلعت عينيّ متناوبة النظر بين يده التي تمسك بي وبينه.
ما هذا الشعور الغريب كالجرو الصغير؟
“آه، هل هو قلق من البقاء وحيداً؟”
رغم أنه بدأ يتأقلم مع القصر، إلا أن بانتيابي قد لا تزال مكاناً غير مريح له.
وأنا صديقته الوحيدة التي يمكنه الوثوق بها، والآن سأغادر إلى العاصمة…
“من الطبيعي أن يشعر بالقلق.”
انتابني شعور بالذنب.
“هل تريد الذهاب معي؟”
“…”
“هل أطلب من أبي؟ هل يمكن أن تأتي معي؟”
حدقت بي عيناه الذهبيتان.
بدا عليه التردد للحظة، ثم هز رأسه ببطء.
“لا، لا أريد إزعاجه.”
“أعتقد أنه لن يمانع.”
في الحقيقة، لم أكن متأكدة تماماً.
فقد كنتُ أنا نفسي مترددة في البداية بشأن الذهاب إلى العاصمة.
“بالطبع، الآن أصبح لدي سبب للذهاب أيضاً.”
لذا ربما لا بأس بإضافة شخص واحد آخر إلى الوفد؟
لكن كاليكس كان حاسماً:
“لا بأس. لكن بدلاً من ذلك…”
“بدلاً من ذلك؟”
“يجب أن تعودي.”
“طبعاً! هذه بيتي الآن، إلى أين سأذهب؟”
“إذن، هذا يكفي.”
“…سأحضر لك هدية من العاصمة! هدية خاصة ورائعة!”
“حسناً.”
أومأ برأسه مبتسماً تلك الابتسمة الصغيرة النادرة،
حيث ظهرت أسنانه البيضاء للحظة بين شفتيه الورديتين.
“واو… إنه وسيم حقاً!”
حتى بدون ابتسامته كان يشبه الأمير، لكن الابتسامة جعلته أكثر كأمير!
“سيكسر قلوب الكثير من الفتيات عندما يكبر.”
تذكرت كاليكس البالغ الذي قابلته في الحياة السابقة.
رغم حالته الصحية السيئة آنذاك، إلا أن جماله الأخاذ ظل محفوراً في ذاكرتي.
“من سيكون شريكه في المستقبل؟”
أتمنى أن يجد شخصاً طيباً ويبني عائلة سعيدة.
“…يجب أن أكون قوية من أجله أيضاً!”
من أجلي… ومن أجل مستقبله المشرق.
“هيهي.”
أرسلت له ابتسامة مشرقة،
غير منتبهة أن يده الصغيرة ما زالت ممسكة بكمي.
في صباح يوم المغادرة:
“هذه عربات حقيقية!”
“هذا طبيعي جداً، حلوى القطن.”
“بالفعل، هذا طبيعي تماماً.”
علق الدوق السابق ولويس بفخر على انبهاري.
“هذا يعتبر طبيعياً؟”
إذن كيف تبدو العربات الفاخرة حقاً؟
أمام قصر بانتيابي، اصطفت أربع عربات ضخمة استعداداً للرحلة.
“يبدو أن العربة الثانية مخصصة للسيدة سيينا والأطباء.”
هل هم بالداخل بالفعل؟
كبحت رغبتي في التسلل وإلقاء نظرة خوفاً من إزعاجهم.
“يجب ألا أتصرف كطفلة غير مسؤولة.”
حاولت صرف نظري عن العربات والتفت إلى المحيط.
“الكثير من الفرسان هنا.”
مع سفر العائلة بأكملها، بدا الجميع في حالة تأهب قصوى.
بينما كنت أتأمل الفرسان بفضول، التقيت بنظرات شخص مألوف.
“آه، إنه جيلبرت!”
“صباح الخير، سيدتي الصغيرة.”
انحنى الفارس جيلبرت وهو يربت على حصانه.
كان جيلبرت أحد فرسان بانتيابي الأقرب إليّ.
“في البداية كنت أخشاه بعض الشيء…”
بطول يقارب المترين، حاجبيه الأسودين الكثيفين أعطياه مظهراً صارماً،
مع عضلات بارزة في كل أنحاء جسده.
التعليقات لهذا الفصل " 68"