“بوينغْ بوينغْ بوينغ.”
عادت الطفلة ترتدي حذاءها المرمي بسرعة وابتعدت وهي تلوح بيدها بحماس.
وقف كاليكس عند المدخل يهز رأسه بينما يشاهدها تبتعد.
‘قلقٌ لا داعي له.’
كان كاليكس سريع الملاحظة.
ولد بحواس متطورة، واضطر لتنمية حدسه البقائي خلال سنوات صراعه للعيش.
لذا عرف جيدًا:
أن كل من في القصر يحب تلك الطفلة الصغيرة.
‘بالطبع، كيف لا يحبونها؟’
من لا يحبها هو الغريب حقًا.
بينما كان يستدير مُومئًا برأسه، اصطدمت قدمه بشيء.
“…ما هذا؟”
ورقة بيضاء مربعة مُجعدة ملقاة على الأرض.
—
“هل لديكم سلسلة ‘إمبراطورية الجليد’؟”
“المجلد الثاني من ‘إمبراطورية الجليد’! هل لديكم نسخة أخرى منه؟”
“آه، للأسف لا. جميع النسخ مُستعارة الآن…”
“لا يوجد ‘إمبراطورية الجليد’؟ لا يُمكن! حسنًا… أعطني ‘الأميرة الشيطانة’ إذن. ‘ابنة الشيطان المتمردة’.”
أطلقت الخادمة التي استعارت آخر كتاب تنهيدة طويلة:
“آه… سيدتنا ليست شيطانةً متمردة.”
بعد أن غادر الجميع المكتبة، تنفس كايل أخيرًا بارتياح.
لم يفهم ما يحدث.
منذ الصباح، توافد الجميع يصرخون طالبين سلسلة “إمبراطورية الجليد”.
‘لكنها السلسلة المفضلة للسيدة الصغيرة…’
كأن إعصارًا من هوس السلسلة ضرب القصر فجأة.
بينما كان يحك رأسه متسائلًا، التفت حوله بخفة.
بعد أن تأكد من خلو المكان، أخرج شيئًا من الدرج.
نسخة من “إمبراطورية الجليد” – المجلد الثالث.
‘الحمد لله أنني أخبأت نسخةً مسبقًا.’
في اللحظة التي ابتسم فيها متفاخراً…
صرييخ…
فتح باب المكتبة، ودخل شخصٌ جديدٌ متمايلًا.
“أه… مرحبًا… أوه!”
أغلق كايل فمه فجأةً وهو يحاول التحية.
جلس الرجل المتمايل على الطاولة بثقلٍ ثم تنحنح:
“أهو ‘المملكة المتجمدة’ أم ‘إمبراطورية الجليد’…”
هالات سوداء كثيفة تحت عينيه.
وجه شاحب ينضح إرهاقًا.
“هل لديكم ثلاثة نسخ من ذلك؟”
كان هدسون، مساعد الدوق.
لم يتخيل كايل أن مساعد الدوق نفسه سيأتي لاستعارة السلسلة!
لكن…
“آآه… كل النسخ مُستعارة بالفعل، لا توجد أي نسخة.”
“ماذااا؟! لا، هذا لا يُحتمل!”
صاح المساعد ثم انكب على الطاولة يئن:
“سيطلب مني شراءها حتمًا. آه، يا لهذا العمل البائس!”
“سأستقيل!”
“سأستقيل، أقولها بكل صراحة!”
صدح صوته الحزين في أرجاء المكتبة.
—-
“آه، وجدتك يا ريكس!”
التفت كاليكس إلى الوراء عند سماع النداء المليء بالحيوية.
“أيها الصغير، أما تراني أنا أيضًا؟”
“أوه، مرحبًا بك أيضًا يا لويس أوبا!”
نظرت ميلوني بين كاليكس ولويس بحيرة وسألت:
“ما الذي تفعلانه معًا هنا؟”
“تدريب على المبارزة. السيد لويس، القائد المستقبلي لفرسان العائلة، كان يعلّمني.”
“واو، هل أنت مهتم بالسيف يا ريكس؟”
“…إنه فقط، بما أنه يعلمني، فأنا أتعلم.”
همهم لويس بينما كان كاليكس يتعامل مع سيف التدريب الخشبي:
“أيها الوقح الصغير! لأنك صديق ميلوني، سأتحملك. غررر!”
في هذه الأيام، كان كاليكس مشغولًا للغاية.
موقعه في مقر الدوق كان “صديق ميلوني”.
ذلك “الصغير الذي أحضره الدوق من المعبد”.
غريب واضح، وجندي سابق.
في هذا الموقف الغامض، قرر كاليكس أن يجد لنفسه عملاً.
اختار مساعدة الأشخاص البارزين.
عندما كان الخدم يحملون شيئًا، كان يركض لمساعدتهم.
“لا داعي أن تزعج نفسك!”
“أريد المساعدة.”
“حسنًا… لكن…”
في البداية، كان الخدم في حيرة، لكنهم اعتادوا عليه تدريجيًا.
أصبحوا يجدون له مهامًا بسيطة عندما يعرض المساعدة.
كان الأمر أشبه بتسلية طفل صغير.
اليوم، بينما كان يتجول باحثًا عن شخص لمساعدته:
“أوه، أنت! تبدو دون عمل.”
“…نعم، لا يوجد لدي عمل.”
“إذن، تعال معي. سأعلمك بعض حركات المبارزة.”
المبارزة؟
لم يكن مهتمًا حقًا، لكنه ذهب معه على أي حال.
فهو أخو ميلوني بعد كل شيء.
“أنت… تبلي حسنًا! لا تبدو متعبًا أبدًا!”
“عادةً لا أتعب بسهولة.”
“رائع! يعجبني ذلك. صديق ميلوني يجب ألا يتعب بسهولة!”
وبينما كانا يتدربان، وصلت السيدة الصغيرة مسرعة بوجه مشرق.
“وجهك يشرق! هل حدث شيء جيد؟”
“نعم، شيء رائع!”
“ما هو؟”
نظرت ميلوني إلى كاليكس خلسة قبل أن تجيب لويس:
“حُلّت مشكلة بطل الكتاب الذي كنت أشجعه!”
“رائع! هذا يستحق الاحتفال! ماذا عن حفلة صغيرة؟ ‘احتفالاً بحل مشكلة بطل كتاب ميلوني’!”
“ههه، لا شكرًا. هذا سخيف.”
“أوه، هذا قاسٍ!”
بينما كان الاثنان يتحدثان، شعر كاليكس بالارتياح.
‘كان لنشر تلك الشائعات فائدة بعد كل شيء.’
في اليوم الذي شاركت فيه ميلوني مخاوفها، وجد كاليكس ورقة صغيرة بالقرب من الباب.
كانت مليئة بكتابة طفولية غير منتظمة، تسرد كل الأشياء التي فعلتها ميلوني.
“قول ‘أحبكم’، ارتداء أحذية بوينغ…”
وغيرها من الأمور.
“كنت أتساءل لماذا تفعل هذه الأشياء فجأة.”
لكن بعد رؤية هذه القائمة، فهمت الأمر أخيرًا.
كانت هناك علامات صح بجانب كل المهام التي أكملتها بنجاح، باستثناء مهمتين:
الأولى: “الحصول على مديح لأشياء تافهة.”
والثانية…
“إنها فارغة؟”
يبدو أنه كان من المفترض أن يكون هناك شيء مكتوب، لكنها تركت خالية.
بدلاً من ذلك، كانت هناك قائمة مرتبة بالمراجع الأدبية:
“يبدو أنها أعدت هذه القائمة بناءً على هذه الكتب.”
عناوين الكتب مثل “الطفلة المتبناة”، “الأميرة العائدة”، “سيدة القصر الساقطة من السماء” جعلت الأمر واضحًا.
لذا بدأ كاليكس بنشر الشائعات بهدوء.
الطريقة كانت بسيطة:
كان يقف بجوار النافذة ويتمتم بصوت عالٍ:
“آه… أتساءل إذا كان صديقي… قد حل مشكلته. لقد قال أنه يريد أن يعيش مثل أبطال الكتب… التي يحبها.”
﴿ماحسيت تجي لو أنثتها وخليتها صديقتي خليتها لان اتكلم عن المجهول مع ان الكل يعرف انه صديق ميلوني﴾
كان التمثيل صعبًا عليه، لكنه حقق تأثيرًا جيدًا.
بدأ الناس الذين كانوا قلقين على السيدة الصغيرة -التي أصبحت فجأة حزينة- يستعيرون تلك الكتب.
وهكذا أصبحت سلسلة “إمبراطورية الجليد” كتابًا ضروريًا في قصر بانتيبي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد!
بدأت “قائمة كتب السيدة المفضلة” تنتشر سرًا.
مع إشاعة تقول: “من يقرأ كتب السيدة، سينال حبها كله!”
بعد سماع الشائعات وقراءة الكتب، اشتعلت عيون سكان القصر بحماس.
في الواقع، كانوا يكبحون مشاعرهم خوفًا من إزعاجها.
لو كان الأمر بيدهم، كانوا سيقولون في كل مرة يلتقون بها:
“أنتِ رائعة! الأكثر ظرافة في العالم! إذا طلبتِ من يحبكِ أن يرفع يده، لانقسمت الإمبراطورية إلى نصفين!”
لكن وفقًا للكتب…
“لا داعي للكبت؟!”
بل إن السيدة الصغيرة كانت تريد ذلك!
إذن…
“لنريها مشاعرنا الحقيقية!”
اشتعلت عيون القراء بحماس.
—
“هههه… يبدو أن جهودي لم تذهب سدى.”
مشروع “كيف أكون سيدة القصر المثالية” عاد للانطلاق بسلاسة بعد توقف قصير.
بالصدفة، رأيت خادمتين وخادمًا يمرون.
ركضت مسرعة نحوهم.
اتسعت عيون الثلاثة عندما رأوني أجري:
“وااه! سيدتنا… تركض!”
“يا إلهي! كم هي ذكية! مذهلة، حقًا مذهلة!”
“أعتقد أنني في عمرها كنت لا أزال أتحرك على أربع!”
“هذا… مبالغ فيه بعض الشيء؟”
“ألديك مشكلة مع ذلك؟ اذهب واشتكي لأمي، هي من علمتني المشي!”
“الآن بعد التفكير، الأمر فريد وجميل. عمر أربع سنوات والتحرك على أربع… له إيقاع شعري!”
وقفت أمامهم فجأة، ثم…
“هاك!”
نزعت حقيبتي التي كانت معلقة بشكل متقاطع بصعوبة.
التعليقات لهذا الفصل " 63"