“أنا واثقة من نفسي!”
صفعتُ صدري بفخر.
“ميلوني لا تُقهَر!”
***
وبعد لحظات…
*هاه… هاه… هاه…*
وقفتُ أمام باب غرفة أوليفر وأنا ألهث.
“هذا متعب…”
لم تكن الرحلة سهلة كما توقعت.
جسد طفلة صغيرة حقًا ليس سهل التحكم به…
فكرتُ في منتصف الطريق أن أستسلم وأستدعي أختي جان،لكنني صبرت لأن صوتها قد يصل إلى أوليفر.
مسحتُ العرق الذي يتدفق من جبيني، ثم قرعتُ الباب بقوة.
“أيها العم!”
…ها؟
لماذا لا أسمع أي صوت؟
أحسستُ بشعورٍ غامض بالخطر، فقرعتُ الباب مرة أخرى.
*دق دق دق*
“أ… أيها العم؟!”
لكن مرة أخرى، لا رد.
*’أليس هنا؟’*
يا للهول!
بعد كل هذا الجهد الذي بذلته للوصول إلى هنا…!
أحبطتُ ونظرتُ داخل الغرفة من الفجوة الصغيرة.
‘…يبدو أنها فارغة.’
آه، لا أصدق هذا.
وقفتُ صامتةً وأنا أشعر بالإحباط، واضعةً جبيني على الحائط.
مجرد التفكير في العودة كان مرعبًا.
*’لا يمكنني الاستسلام. سأنادي أختي هذه المرة…’*
وفجأة—
*صوت الباب يفتح*
“دائمًا ما تظهرين بمظهر غريب، أليس كذلك؟”
سمعتُ همسةً صغيرةً من فوق رأسي.
رفعتُ عيناي المشرقتين بنظرةٍ مفعمة بالأمل.
“أيها العم!”
أكان هنا طوال الوقت؟!
“ظننتُ أنك لست هنا! أنا سعيدةٌ أنك هنا!”
اندفعتُ نحوه بحماس وعانقتُ ساقه.
عندما بدأت أفرك رأسي عليه، أدخل يده الكبيرة برفق بين جبيني وساقه.
“…نعم، أنا سعيد لأنني هنا أيضًا.”
وبهمسةٍ هادئة—
بعد لحظة، أمسك بي أوليفر وأوقفني بثبات، ثم أخذ يتفحص هيئتي بتأنٍ.
“إذن، ما هذا؟ وحش طيني؟ شبح صغير؟ لا أستطيع حتى تخيل ما تحاولين فعله.”
وحش طيني؟
شبح صغير؟
“… لا. لا هو وحش، ولا هو شبح. إنّه هدية.”
“بركة؟ آسف، لكنني لا اؤمن بالبركات.”
…انتظر، ليس هذا ما أعنيه.
“لا، أقصد هـ – ديـ – ة!”
عندما نطقتُ الكلمة مقطعة، ردد أوليفر الكلمة ببطء.
هـ… ديـ… ة.
“…هدية؟”
“أجل! هذه هدية جئتُ لأعطيها لك!”
قلتُ ذلك وأنا ألمس البطانية.
“إنها أثمن ما أملك، سأعطيك إياها. إنها ناعمة ودافئة جدًا.”
“أثمن ما تملكينه، ومع ذلك ستعطينه لي؟”
“نعم، سأعطيه لك.”
“…ولماذا؟”
“لأنك شخص جيد!”
“ولماذا تعتقدين أنني شخص جيد؟”
اليوم يبدو فضولك مشتعلاً حقاً!
‘لا يمكنني أن أقول الحقيقة: “لأنك الشخص الذي قد يرسلني إلى دار أيتام جيدة”…’
بعد تفكيرٍ قصير، قررت استحضار ذكرى مؤلمة كنت قد نسيتها.
“لأنك… أنقذت ميلوني من ذلك الوقت. ميلوني تحب الأشخاص الطيبين!”
“الأشخاص الطيبين؟”
“نعم! شخص طيب! أنت رجل طيب!”
بعد كل شيء، وظيفته كمحقق… أليس ذلك عملاً طيباً؟
لكن تعابير وجه أوليفر كانت غريبة بعض الشيء.
‘إنه يبتسم كالعادة، لكن…’
هل خط فمه يبدو متصلباً أكثر من المعتاد؟
“…هذا رأي مثير للاهتمام.”
“ماذا؟ ماذا تقصد…؟”
بدلاً من الإجابة، بدأ يعبث بشعري بعشوائية.
أوه-أوه-أوه!
بينما كنتُ أحاول التخلص من شعري الذي يدغدغ وجهي، سمعتُ صوته المليء بالتهكم:
“حسناً، ماذا لو قلتُ لكِ أنني لستُ شخصاً طيباً؟”
“حتى لو… حتى لو كان كذلك، ميلوني ما زالت تحبك، أوه-أوه، تحبك!”
توقفت يده فجأة عن العبث بشعري.
هل… هل انتصرت؟
نظرتُ إليه بحذر بينما كنتُ أرتب شعري المضطرب.
من بين خصلات شعري التي تحجب رؤيتي، لمحتُ وجه أوليفر للحظة.
لكن…
‘هناك شيء غريب في تعابيره مرة أخرى…’
لكن عندما أزلتُ الشعر عن عيناي، عاد وجهه إلى طبيعته المعتادة.
‘ما هذا؟ هل كان خيالي؟’
وبينما كنتُ أحك رأسي المتسائل، حدث شيء غير متوقع.
“أوه؟!”
وجدتُ نفسي فجأة محمولة في الهواء، وأطرافي الصغيرة تتمايل في الفراغ.
أوليفر حملني ووضعني على جنبه.
“أ… أيها العم؟”
“نعم، مارشميلو.”
مارشميلو؟ هل يعني ذلك أن هذا لقبي…؟
على الرغم من أنه لقب سخيف، إلا أنه أفضل من “وحش طيني” أو “شبح صغير”.
حسناً، الألقاب دليل على الألفة…
في هذه الأثناء، بدأ أوليفر يمشي بخطوات واسعة.
توقف أمام باب غرفة ريكي.
‘وصلنا هنا في خمس خطوات فقط!’
بينما أنا كنتُ أتعثر وألهث في الطريق…
‘هل هذا هو الفرق بين طول الساقين؟’
وضعني أوليفر على الأرض، بينما كنتُ أشعر بالغيرة من طول قامته.
ثم انحنى ليتماشى مع مستوى نظري.
“مارشميلو.”
“نعم؟”
“افتحي فمكِ – آآآه.”
“آآآه؟”
فتحت فمي كما أمر، فشعرتُ بشيء يدخل فمي فجأة.
رمشتُ بعينيّ وأدرتُ الشيء في فمي.
‘يا إلهي…!’
إنها حلوى!
أنا أعشق الحلويات، لكنني لم أجرؤ حتى على الحلم بها لأنها من الكماليات.
بالكاد نتمكن من تأمين الطعام اليومي، فكيف بالحلوى؟
الحلوى الوحيدة التي أكلتها في حياتي كانت فتاتاً رماه لي أحد النبلاء الذين شعرُوا بالشفقة تجاهي.
‘كان مجرد بقايا صغيرة…’
لكن هذه الحلوى كانت كرة كبيرة من السكر الصلب!
“أوه…!”
ارتجفتُ كل جسدي من فرط حلاوة المذخار، بينما أطلق أوليفر ضحكةً خفيفة.
“احتفظي بالبطانية لنفسكِ،مارشميلو.”
“ل… لا!”
“لا تعطيني إياها، استخدميها أنتِ.”
“ببب-لكنننها هديييية!”
*شش-ش*
بالأصل كنتُ أعاني من النطق، والآن الحلوى في فمي جعل كلامي أكثر تداخلاً!
*شش-ش*
كنتُ أبلع ريقي بسرعة بينما أحاول فك البطانية بعجلة.
لكن…
‘لماذا لا تتحرك؟!’
لقد لففتُها حول جسدي بإحكام شديد لدرجة أنني لم أستطع فكها بسهولة.
بينما كنتُ أتلوّى وأصارع البطانية، سمعتُ همسةً من فوقي:
“آه، إذن أنتِ شرنقة!”
لا، ليست شرنقة، إنها هدية!
لكنني لم أكن قادرةً حتى على تصحيح كلامه.
“انتظر قليلاً!”
صرختُ بلهفة، وبذلتُ كل طاقتي لتحرير نفسي من البطانية.
بدا لي أن خلعها مثل الملابس سيكون أسرع.
“أوووه…”
في النهاية، علقت البطانية في رأسي وكدت أختنق، لكن…
“ها هي!”
أخيراً نجحتُ في التحرر منها!
لكن…
“…لقد ذهب.”
أوليفر كان قد اختفى بالفعل.
***
غرفةٌ فارغة.
في المساحة الخالية، ظهر شقٌ مائل.
ثم خرجت منه ساقٌ طويلة فجأة.
“…بُف.”
كان كونتييه (أوليفر) يغطي فمه بيده لمنع ضحكته.
بعد عودته إلى الغرفة، اتكأ على الحائط وأطلق ضحكةً عريضة.
في ذهنه، ظهرت صورة الطفل ذي الشعر الأبيض.
بعد أن تخلصت من البطانية بمفردها بصعوبة، وقفتُ بفخر ورفعتُ صدرها…
لكن…
“…لقد ذهب.”
ثم نظرتُ حولها بخيبة أمل وهي تمتم.
حتى شعرها الأبيض كان عالقاً في كل مكان، كأنه آثار معركة شرسة.
“بحق…”
كان ذلك مضحكاً جداً.
لم يمر وقت طويل منذ آخر مرة ضحك فيها بهذه الصورة المبهجة.
حياته كانت دائماً مملة وسطحية.
منذ طفولته…
التعليقات لهذا الفصل " 6"