“هل يمكنني تأجيل طلب المكافأة؟ بعد أن أنهي إصلاح كل الأشجار هنا؟ ربما بعد أسبوعين؟”
“حسنًا، كما تريدين.”
“شكرًا لك يا جدي! هيهي.”
كان لدي شيء أريده، لكني فضلت الانتظار حتى أحقق إنجازًا أكبر قبل طلبه.
لكن…
“ربما كان علي طلبه في ذلك الوقت!”
في اليوم الثالث عشر من عملي في الدفيئة، شعرت بندم خفيف على قراري.
منذ ذلك الاجتماع، كنت أذهب يوميًا لإصلاح الأشجار بقدراتي.
كان العمل سهلًا:
– الأشجار صغيرة.
– أصبحت أكثر مهارة مع الاستمرار.
ظننت أنني سأنهي المهمة بسهولة، لكن…
“آه… ما هذا؟!”
بدأت الأشجار التي أصلحتها تذبل مرة أخرى!
“اليوم أصبحت أكثر ذبولًا من الأمس…”
“يبدو أنها تعود لتذبل يا أختي الصغيرة…”
“نعم… قليلًا…”
“بوو…”
حاول لويس تعديل كلامه:
“لكن الذبول بسيط! لا أحد سيلاحظ!”
لكن الحقيقة كانت واضحة.
“لماذا تموت مرة أخرى؟”
—
الحل؟ المكتبة!
“علينا إيجاد السبب…”
“لنذهب إلى المكتبة، ربما نجد إجابات هناك.”
ميلوني: “حسنًا!”
أثناء السير، لاحظت أننا نسلك طريقًا غير مألوف:
“أليس المكتبة في الاتجاه المعاكس؟”
لويس: “هذا طريق مختصر! يوجد ممر سري هنا.”
كانت هذه أول مرة أرى الجانب الخلفي للدفيئة.
وفجأة… لفتت نظري شجرة ضخمة غريبة!
“ما هذه؟”
“تلك الشجرة؟”
“نعم! إنها ضخمة جدًا، وهي أيضًا تذبل…”
“هذه شجرة الجدة.”
“شجرة الجدة؟”
“نعم، كانت الجدة تحبها كثيرًا في حياتها. هل تريدين رؤيتها عن قرب؟”
أومأت برأسي موافقة، واقتربنا أنا ولويس من الشجرة.
عن قرب، كانت حالة الشجرة أكثر سوءًا.
حاولت لمسها بحذر، وفجأة…
“وااه!”
تساقط لحاء الشجرة على الفور!
نفضت يديّ باشمئزاز – كان ملمسها خشنًا ومقرفًا.
“هذه الشجرة كانت هكذا منذ طفولتي.”
“حقًا؟”
“نعم، حاول الجد إنقاذها لكنه فشل. هي لا تموت تمامًا، لكنها بالكاد تصمد.”
تعبيرات وجه لويس أصبحت مريرة وهو يتحدث.
“أتمنى ألا تموت هذه الشجرة أبدًا…”
“آه… إنه يفكر في أمه.”
في الواقع، كانت هناك تشابهات بين أم لويس وهذه الشجرة:
كلاهما على قيد الحياة، لكن بالكاد.
“أخي لويس…”
“نعم، يا صغيرتي؟”
“هل تظن أنني أستطيع إصلاحها؟”
“…ماذا؟”
شرحت له بلهجتي الطفولية:
“لقد كنت أتدرب على قدراتي! أعتقد أنني أستطيع فعلها. إذا أصلحتها، سيسعد جدي! وأيضًا…”
“وأيضًا… أنت ستسعد، أليس كذلك؟”
تسمر لويس في مكانه، وعيناه تتسعان.
بعد عدة محاولات فاشلة للكلام، هز رأسه أخيرًا:
“…نعم. سأكون سعيدًا جدًا.”
كان لويس يعلم أن قدراتي لا تعمل على البشر.
كنت قد أخبرته بذلك سابقًا كي لا يعقد آمالًا زائفة.
لكن…
“على الأقل يمكنني إعطائه هذا العزاء الصغير.”
رؤية شجرة تشبه السيدة سيرا تعود للحياة – سيكون هذا عزاءً له.
وضعت يديّ على الشجرة بقلق.
كانت هذه أول مرة أستخدم قدراتي على شجرة بهذا الحجم!
“سأفعلها جيدًا، أليس كذلك؟”
“نعم! لقد تدربت بجد!”
شعرت اليوم بثقة غريبة، كما لو أنني سأنجح من المحاولة الأولى.
بدأت باستخدام قدراتي بعد أخذ نفس عميق.
سرعان ما بدأ نور ساطع يخرج من أطراف أصابعي.
“هذه المرة سأنجح!”
لكن فجأة…
“وااه…؟!”
غمرني نور أبيض غامض!
كان مشابهًا للضوء الذي تصدره قدراتي، لكنه مختلف.
أغلقت عينيَّ فجأة من دون حتى أن أصرخ، وفجأة…
بدأت مشاهد عشوائية تتدفق إلى ذهني!
—
شجرة خضراء تهتز مع الريح.
أوراقها تصدر صوتًا كأمواج البحر.
تحت الشجرة الكبيرة، تجلس امرأة.
في يدها ورقة صغيرة وقلم.
فجأة، ركضت إليها فتاة صغيرة بفرح:
“ماما!”
احتضنتها المرأة بابتسامة دافئة، وربتت على ظهرها.
ثم ظهر ولد صغير يتمايل في مشيته:
“ما…ما!”
احتضنته الأم أيضًا بحب.
“بنتي الحبيبة… ابني العزيز…”
صوتها مليء بالحب والحنان.
“ماما، هل كتبتي رسالة أخرى اليوم؟ رسالة لأبي؟”
“نعم، هذا صحيح. كنت أكتب رسالة.”
“رسالة سرية، أليس كذلك؟!”
الأم (بتلعثم طفولي): “نعم، إنها سرية.”
الفتاة (بعيون متلألئة): “هل يمكنك أن تخبئيها أخيرًا؟ فقط أخبريني أين!”
وضعت الأم إصبعها على شفتها:
“شش… هذا سر لا يمكنني إخبارك به. سأخبئها في مكان أعرفه أنا فقط.”
الفتاة (بعبوس): “هذا غير عادل!”
ضحكت الأم:
“هاها، سأكتب رسائل لكِ ولكونتييه أيضًا. عندما يعود أبوكم من تفقد الأراضي، سنبحث عنها معًا ونقرأها، حسنًا؟”
الفتاة (تدور عينيها): “حسنًا! أحب البحث عن الكنوز!”
الولد (يقلدها): “أحب… أحبها!”
أمسكت الفتاة بيد أخيها:
“ماما مشغولة بالرسالة، لنلعب هناك!”
ابتسمت الأم بحب بينما ابتعد الطفلان.
الريح تعصف…
ورقة خضراء تتطاير مع النسيم…
يوم ربيعي دافئ وساكن.
تحت ظل شجرة كبيرة.
“لقد انتهيت.”
توقفت عن الكتابة وابتسمت بفخر.
طوت الرسالة بعناية ووضعتها في صندوق صغير، ثم دفعته في شق صغير في جذع الشجرة.
“متى سيعثرون عليها، أتتساءل؟”
صوتها مليء بالمرح والتوقع.
التعليقات لهذا الفصل " 44"