لكن بقاءه في الغرفة طال أكثر مما توقعت.
يتناول وجباته في الداخل، ويرفض دخول الخدم.
حتى عندما زاره الدوق أو الدوق السابق، لم يفتح الباب.
بدأ القلق يتسلل إلي.
“ماذا لو لم يخرج لويس أبدًا؟!”
كنت أخشى أن أفوت التوقيت المناسب لرؤيته يخرج.
في الحياة، التوقيت هو كل شيء.
والأهم من ذلك…
“لم أشكره بعد.”
على أن ضرب أولئك الأشرار من عائلة سبيلديا نيابة عني.
“اليوم، سأشكره لا محالة!”
بعد أن جمعت شجاعتي، قرعت الباب بقوة.
بعد لحظات، سمعت ردًا ضعيفًا من الداخل:
“لا حاجة لأي شيء…”
“أخي.”
“……”
“إنها ميلوني.”
“……”
“أريد رؤيتك. هل تفتح الباب؟”
لم يأتِ الرد بسهولة.
آه…
لم أتوقع أن يكون الأمر سهلًا.
اتكأت على الباب وجلست على الأرض.
“سأنتظر هنا حتى تفتح.”
أخيرًا جاء الرد:
“لن أفتح، لذا اذهبي.”
“لا، سأنتظر. يمكنني الانتظار طويلاً. كما يقولون: الشخص العطش يحفر البئر.”
“…من أين سمعتِ هذه المقولة؟”
“قرأتها في كتاب.”
على الأقل كان يرد، وهذا شيء جيد.
يبدو أنه لم يعزل نفسه تمامًا عن العالم.
بقيت جالسة أمام الباب لساعات.
أصبح المارة ينظرون إليّ باستغراب.
“آنسة؟ لماذا أنتِ هنا…؟”
“جئت لرؤية أخي.”
“آه! حظًا موفقًا! أتمنى لكِ مقابلة سعيدة.”
“نعم.”
بعضهم أتى لي بوسادة وبطانية ووجبات خفيفة.
“لم أكن بحاجة إليها.”
بعد حياة التشرد، كان رواق القصر لا شيء.
“لكن لا يجب أن أرفض لطفهم.”
أكلت البسكويت، وجلست على الوسادة الناعمة، ثم استلقيت، وانتظرت لويس.
في النهاية، كان لويس من استسلم.
بينما كنت أفكر إذا كان عليّ تناول الغداء هناك، فتح الباب بهدوء.
“…ادخلي.”
“نعم!”
انزلق جسدي الصغير من خلال الفتحة الضيقة.
“أيتها الغبية! يمكن أن تتأذين…!”
صاح لويس بقلق.
“هيهي. كنت خائفة أن تغير رأيك.”
“…غبية حقًا.”
جلس لويس على سريره متكئًا على الحائط.
جلست بجانبه بنفس الوضعية.
“أخي… لماذا لم تخرج من الغرفة؟”
“لا سبب.”
“لا سبب؟”
“…نعم، فقط.”
كذب.
لكن بدلاً عن الضغط عليه، أومأت برأسي.
“إذن لماذا… جئتِ لرؤيتي؟”
“لأشكرك.”
“…ماذا؟”
اتسعت عيناه المستديرتان.
“شكرًا لأنك أنقذتني ذلك اليوم. كنت رائعًا.”
“…ولماذا هذا يستحق الشكر؟”
“ماذا؟”
“لماذا تشكرينني؟!”
صرخ لويس بغضب بينما كان يتنفس بسرعة.
“أساسًا، أنا من بدأ بمعاملتكِ بقسوة. لهذا السبب آذاكِ أولئك الأشرار.”
بدأ صوته يرتجف.
نظرت إليه بدهشة لأرى دمعة صغيرة تتدحرج على ذقنه.
“أنا… أنا لا أريد أن أكون قاسيًا معكِ.”
“…إذن يمكننا أن نكون أصدقاء.”
“لا يمكن!”
“لماذا؟”
“لأن…”
دفن لويس رأسه بين ركبتيه.
“لأن كوني صديقكِ… سيكون خيانة لأخي!”
…ماذا؟
خيانة؟
“لماذا كان لويس يتجنبني؟”
أخيرًا حصلت على إجابة السؤال الذي حيرني طويلاً.
لكن… ما زلت لا أفهم.
“كيف أن أكون صديقته خيانة لأخيه؟”
لماذا؟
“لماذا تصبح صداقتنا خيانة؟”
“…لأن صداقتنا تعني أنني أعتبركِ أختي. وهذا يعني أنني أقر بأنكِ حقًا ابنة عمي.”
حسنًا، ولكن لماذا يعتبر هذا خيانة؟
لحسن الحظ، لم يتوقف لويس عند هذا الحد.
“في الأصل، الشخص الذي كان سيرث لقب الدوق بعد جدي ليس عمي، بل أمي.”
“…نعم.”
لم أكن مندهشة لأن الدوق أخبرني بالفعل بهذا.
لكن بالطبع، لم أحصل على التفاصيل الكاملة.
“كانت أمي شخصية رائعة. حتى جدي وعمي قالوا إنها ستكون دوقة رائعة. لكن… دخلت في غيبوبة، وأصبح عمي الدوق بدلاً منها.”
شهقة
مسح لويس دموعه بسرعة بظهر يده، واسترجع الذكريات.
قبل أربع سنوات، بعد حادث العربة الذي ترك أمه في غيبوبة…
“سأحاول أنا وأبيك إيجاد طريقة لإيقاظ أمك. لذا لا تقلق وانتظر.”
بدأ والده يغيب عن المنزل بحثًا عن طريقة لإيقاظ أمه.
أصبحوا يرونه مرة أو مرتين في السنة فقط.
بدلاً من والده الغائب، تولى جده وعمه رعايته وأخيه.
“فكّروا بي كأب لكم. على أي حال سترونني أكثر من والدكم.”
“يا وغد! كيف تتحدث بهذه الطريقة أمام الأطفال؟!”
بعد أن ورث العم لقب الدوق من الجد، جمعهم وقال:
“هذا المنصب كان من المفترض أن يكون لأمكم. لذا سأعيده لكم لاحقًا.”
“…ولكن ماذا لو رزقتَ بطفل؟ ستعطيه اللقب بدلاً منا.”
أجاب العم بحزم:
“لن يحدث ذلك. لا أنوي الزواج أو الإنجاب.”
“…سأبذل جهدي. سأصبح وريقثا لا يخجلك.”
“لا داعي للجهد. أنت دائمًا ابن أخي الذي أفتخر به.”
لم يرد أستير على كلام عمه.
ومنذ ذلك اليوم، عاش أستير كل يوم بكدٍّ وجدٍّ.
“سأحظى باعتراف العم. سأرث اللقب بجدارة.”
رغم أن العم قال أنه يعترف به دون جهد، رفض أستير القبول بذلك.
كان لويس يشاهد كل هذا الجهد عن قرب.
كم كان أخوه مجتهدًا.
كم كان مصممًا.
تذكر بوضوح صورة أخيه يمسك أنفه النازف بينما يدرس حتى الفجر.
“وإذا اعترفتُ بكِ كابنة للعم… ماذا سيحل بأخي…”
نظرت إلى لويس بعينين حزينتين.
“الآن فهمت.”
سبب هروبه مني.
كان لويس خائفًا مني.
أم مريضة، أب غائب.
الأخوان الكبيران اللذان ترعرعا تحت رعاية العم والجد بدلاً من والديهما الغائبين.
الأخ الأكبر الذي يعيش بجد لتحقيق حلم أمه، والأخ الأصغر الذي يشاهد ذلك.
ثم فجأة، يظهر طفل غير شرعي للدوق.
“هذه حقاً كارثة.”
حتى لو كنت غير شرعية، فكأِبنة للدوق، احتمالية ورثي اللقب أكبر من ابن الأخ.
كان لويس يحاول ألا يعترف بي من أجل أخيه الذي يسعى جاهداً للحصول على اللقب.
شعرت بألم في قلبي.
الحقيقة، لو لم أظهر، لما كان عليه أن يقلق بهذا الشكل.
في أعماقي، أردت أن أقول:
“أنا لست ابنة الدوق الحقيقية! لا تقلق، علاقتي بالدوق تعاقدية. الأشخاص الذين يهتم بهم حقاً هم أنت وأخوك أستير!”
لكن لا يمكنني قول الحقيقة.
“إذن ما يمكنني فعله هو…!”
قفزت فجأة من مكاني.
رفع لويس رأسه من بين ركبتيه.
“أخي، أنا لا أريد أن أصبح دوقة.”
“…ماذا؟”
“أنا سعيدة بما لدي. ثلاث وجبات يوميًا، وجبات خفيفة، كتب أحبها. أحب الدفء، وأحب وجود جدي وأبي وأخي. هذا يكفيني.”
كانت عيناه تهتزان.
جيد! إنه منفعل.
“وأخي لويس يتدرب بجد، لكن أخاك أستير يعمل بجد أكثر.”
“صحيح. أخي يعمل بجد أكثر مني.”
“إذن يجب أن يصبح أستير الدوق، وليس طفلة مثلي.”
أومأ برأسي بثقة.
تصلب تعبير وجه لويس.
التعليقات لهذا الفصل " 35"