ملاحظة : الاشياء الي تدور بالرواية هي لاتمثلنا ولا لنا علاقة بيها كلها من راس المؤلفة
✧⋄⋆⋅⋆⋄✧⋄⋆⋅⋆⋄✧✧⋄⋆⋅⋆⋄✧⋄⋆⋅⋆⋄✧ 

173

أومأ مانيت برأسه وابتسامة مُرة تعلو وجهه.
“مع مرور السنين، أصبح ناتيس بمثابة طائفة قائمة بذاتها. لديه أتباع كُثر يؤمنون بأنه سيمنحهم ‘الحياة الأبدية’.”
“أيّ كلامٍ فارغ هذا…؟”

لكنني لم أستطع إتمام الجملة.
فمجرد وجود شخص مثل “ناتيس” عاش أكثر من سبعمئة عام جعلني أفكر أن الخلود قد لا يكون مستحيلًا تمامًا.
< للي ماعرف يقراها 700 الف سنه>

‘ربما أتباع ناتيس يظنون الشيء نفسه.’

حتى إن لم يعرفوا بالضبط كم عاش، فلا بد أنهم يدركون أنه تجاوز بكثير عمر الإنسان الطبيعي.

“لكن… كيف استطاع ناتيس أن يعيش كل هذه القرون؟”

“السحر الذي يستخدمه، المسمّى بـ’فن صناعة الدمى’، هو نوع من السحر الأسود يتعامل مع الأرواح.”

“ماذا؟! لكن التعامل مع الأرواح أمر مستحيل، أليس كذلك؟”

“السحر الأسود موجود تحديدًا لجعل المستحيل ممكنًا. لكن… له آثار جانبية.”

آثار جانبية؟

“هو يقوم بفصل روح الإنسان عن جسده، ثم يضع الروح في جسد ميت. وهكذا تولد ‘دمية حية’.”

“بمعنى آخر، يقوم بنقل روحه من جسد إلى آخر؟”
أومأ مانيت جوابًا على سؤال أبي.

“صحيح. وفي هذه العملية، يصبح الجسد الذي تُنتزع منه الروح… ميتًا.”

“أي يتحول إلى جثة؟”

“نعم. جثة تبدأ في التحلل.”

التحلل، إذًا…
‘من الطبيعي أن يتحلل الإنسان بعد الموت.’

وهنا خطر في بالي سؤال:
“لكن… هل الدمية التي يصنعها ناتيس بوضع الروح لا تتحلل؟”

إذا وضعت الروح في جسد ميت، فهل يعود وكأنه إنسان حي؟

‘الجسد الذي فقد روحه يتحلل.’
إذن، في الحالة العكسية، هل يتوقف التحلل؟

“لا، ليس تمامًا. صحيح أن سرعة التحلل تكون أبطأ من الجثث العادية، لكنها في النهاية تتحلل.”

“كما توقعت… مهلاً، ماذا؟”

اتسعت عيناي وأنا أحدّق في مانيت.
“لحظة. هذا يعني أنك أنت أيضًا…؟”
“قد أتحلل أنا أيضًا يومًا ما.”

قالها ببرود، ثم أضاف بنبرة مازحة:

“لو شعرت أنني بدأت أتحلل، فسأخبرك. حينها، استخدمي سلطتك لفك اللعنة…”
“توقف عن قول أشياء شؤم!”

صرخت وأنا أهز رأسي بقوة.
أي كلام مشؤوم هذا!
…مع أنني أنا من أثرت الموضوع أصلًا.

“إن شعرت أنك تتحلل، فأخبرني. سأشفيك بسلطتي.”
“هاها، حسنًا. هذا يطمئنني كثيرًا.”

هممم…
حدّقت فيه بنظرة متجهمة، ثم عدت إلى صلب الموضوع.

“إذًا… كيف تحديدًا استطاع ناتيس العيش كل هذه المدة؟”
لم أكن قد سمعت الإجابة بعد.

“لأنه يستمر في التنقل من جسد إلى آخر.”
“باستمرار؟”
“نعم. الجسد الذي يحلّ فيه يتحلل ببطء أكبر من الدمى التي يصنعها. يمكنه الصمود عشرين عامًا بسهولة.”
“عشرين عامًا؟”

أومأ مانيت، ثم أكمل:
“هو يواصل التنقل بين الأجساد ليستمر في البقاء. لكن… كلما فعل ذلك، ازداد فساد روحه.”

ردّت عمتي بصوت منخفض على كلام مانيت:
“إذًا، هذا من آثار السحر الأسود؟”
“صحيح.”
“يا إلهي، يبدو مخيفًا.”

لكن ملامحها لم تكن مخيفة كما قالت، بل كانت هادئة على نحو مدهش.

“إذن هذا هو السبب، على ما أظن.”
كان أبي هذه المرة هو من تكلم.

فأملتُ رأسي وسألته:
“أي سبب؟”
“السبب الذي يمنعنا من القضاء على ناتيس.”

همم؟ ما زلت لا أفهم تمامًا.

“فكري قليلًا. إن تخلصنا من جسد ناتيس لكنه هرب إلى جسد آخر، ماذا سيحدث؟”
“آه…”

“…سيكون أمرًا مزعجًا جدًا.”
“بالضبط. وسيتوجب علينا حينها البحث عن الجسد الجديد الذي انتقل إليه.”

ممم… حقًا سيكون أمرًا معقدًا.
“إذًا… ما الحل؟”

من خلال ما سمعناه حتى الآن، يتضح أن القضاء على ناتيس يتطلب التخلص من جوهره، من ‘روحه الفاسدة’ ذاتها.

‘لكن، حسب ما أعلم… الأرواح لا تتأثر بالهجمات المادية.’

عبست بوجهي وأنا أغوص في التفكير، راغبةً في إيجاد طريقة لإنهاء ناتيس تمامًا.
وفجأة—

“ربما… أنتِ من يستطيع فعل ذلك.”
“هاه؟ أنا؟”

تسعت عيناي وكررت السؤال، فأومأ ريكس برأسه.
“لأن قوتك قادرة على التأثير في الأرواح أيضًا.”

وفي تلك اللحظة، بدا أن عبارة ‘قوة القديسة’ خطرت في بال الجميع.
كل العيون، بما فيها عيني، توجهت نحو ريكس.

“أووووووه!”
تعالت الأصوات بإعجاب مؤيد.

لكن—

“ألن يكون الأمر صعبًا أيضًا؟”

جاء الصوت الذي صبّ الماء البارد على الحماس من أبي، كالعادة.

“إذا انتقل إلى جسد آخر أثناء استخدامك للقوة، فسينجو.”

“أجل، صحيح… لم أفكر في ذلك.”

تشه… متى انقلب مانيت من المديح إلى الاعتراض بهذه السرعة؟

“يمكننا الإمساك بروحه في أثناء استخدامك للقوة، لكن الأمر أصعب مما يبدو.”

قالها مانيت بأسف وهو يحك مؤخرة رأسه.

“إلا إذا عاد أحد التنانين للحياة… حينها فقط سيكون الإمساك بروح ممكنًا.”

وفي تلك اللحظة—

“تئه؟”
“أوه؟”
“هاااه؟”

كانت الأصوات الثلاثة بالتتابع من جدي، ثم عمتي، ثم أنا.
أما أبي وريكس، الملتزمان دائمًا بالهدوء، فاكتفيا بهز الكتفين بصمت.

“ما هذه الردود الغريبة؟”

رفع مانيت حاجبيه بدهشة وهو يتلفت حوله متسائلًا:
“ما الأمر؟”

ارتسمت على شفتي ابتسامة ماكرة وأنا أرفع زاوية فمي في ابتسامة غامضة.

“الأمر أنني… أعرف تنينًا.”

وبالأدق، شخصًا وُلد وفي داخله روح تنين.

ارتسمت على وجه مانيت ملامح غريبة على الفور.
“…ماذاا؟ تقولين إنك تعرفين تنينًا؟”

قهقهت في سري، وزدت ابتسامتي غموضًا.

—

‘لم أتوقع أبدًا أن ذلك الصغير وُلد بروح تنين.’

بينما كان يسير في أروقة قصر بانتايبي الواسعة، أطلق مانيت ضحكة قصيرة.
“لو عرف ذلك الوغد، لأصابه الجنون.”

ناتيس… كان يكره كل ما له صلة بالتنانين،

إذ كان يعاني من وهم الاضطهاد، مقتنعًا بأن تنينًا قد سلب منه القديسة.

كان أمرًا يثير السخرية.

‘لقد عاش حتى اليوم بفضل القوة السحرية التي منحها له تنين، ومع ذلك يزدريهم؟’

أي حياة أكثر تناقضًا من هذه؟

وفجأة—

دووم!
“أخخ!”

تعثر مانيت بجسم اعترض طريقه في منتصف الممر، وسقط متدحرجًا بصوت مدوٍّ.
“آي… ساقي!”

ارتطم ساقه الأمامي بالأرض وبدت حمراء، ومن الواضح أنها ستتحول إلى كدمة زرقاء قريبًا.

بدأ يفرك ساقه المصابة متألمًا، ثم أطلق تنهيدة وهو يلتفت للخلف بغضب:

“…ألا ترى أن هذا تجاوز للحد؟ كدت أكسر ساقي!”

“يا للأسف… لم تنكسر إذن.”

مر كونتييه بجواره بابتسامة باردة.

أطلق مانيت تنهيدة أعمق وهو ينفض الغبار عن ملابسه المتسخة، ثم نهض بصعوبة:

“آخ… ساقي…” تمتم وهو يئن.

“هل انتهت العقوبة بهذا؟”

كان يقصد العقوبة على تجرؤه على الإمساك بعنق ميلوني.

“لا أدري… سأفكر في الأمر.”

“…أتمنى أن تفكر بطريقة إيجابية.”

صحيح أنه كان مخطئًا في تهديد ميلوني، بل وخطؤه لا نقاش فيه…
‘لكن لم أتوقع أن تكون العقوبة بهذه الطريقة التافهة!’

شّهق بحدة ثم قال:
“لكن، لماذا تقف هنا؟ هل لديك ما تريد قوله لي؟”

اقترب مانيت وهو يعرج قليلًا، حتى وقف أمام كونتييه.

“آه، لدي سؤال.”
“…وما هو؟”

“قلتَ إن الكاردينال يصنع دمى بدمج أرواح البشر مع أجساد، صحيح؟”
أومأ مانيت برأسه:
“صحيح.”

“إذن… ماذا سيحدث بعد أن نتخلص من الكاردينال؟”

كان السؤال قصيرًا جدًا، لكن معناه كان واضحًا.

“على الأرجح… ستختفي كل الدمى معه.”
“وأنت أيضًا؟”

“هاه؟ أمم… لا. لن أختفي فورًا. فأنا مختلف قليلًا عن باقي الدمى… أُعتبر من النماذج النادرة، ‘دمية مكتملة الصنع’.”

(مع أن هذا الجسد قد يتعفن بسرعة أكبر… لكنه لم يذكر ذلك.)

ظل كونتييه يحدق فيه بصمت.
ثم قال:
“حسنًا، هذا يكفي.”

وأدار ظهره وغادر بخطوات هادئة.

تجمد مانيت في مكانه، يحدق في ظهره المبتعد:
“مهلًا… هل كان… يقلق عليّ؟”

ارتعش جسده وهو يهمس لنفسه، وفرك ذراعيه وقد أصابته قشعريرة.
‘مستحيل…’

✧⋄⋆⋅⋆⋄✧⋄⋆⋅⋆⋄✧✧⋄⋆⋅⋆⋄✧⋄⋆⋅⋆⋄✧ 
يارب مانيت مايموت بالنهاية لاني بنقهر عليه
ناتيس الزق عنده انفصام وجاحد وكل السبات يستحقها