“ماذا سيحدث لك إن أنا استخدمت سلطتي لحل اللعنة عنك؟”
“…هذا… الأمر…”
أشاح مانيت ببصره وهو يتحدث، وكان ذلك الجواب كافيًا بحد ذاته.
“أأنت ستموت، أليس كذلك؟”
“…بدقة أكبر، ليس موتًا بالمعنى الحرفي. فأنا في الأصل لست إنسانًا كاملًا.”
تبا… أمر يثير السخرية حقًا.
“إذًا، في النهاية، ستختفي؟”
“……”
ويبدو أنه لم يعد يجد ما يقوله، فأطبق شفتيه كما تنغلق صدفة المحار.
ازدادت حدّة النظرة الموجهة إليه.
وفقًا لقوله، فإن مانيت هو ‘دمية صنعت من أجل اللعنة’.
وإذا أُعيد إلى المرحلة التي تسبق كونه دمية ملعونة، فقد يعني ذلك اختفاء وجود مانيت نفسه.
‘…لا، لا أريد ذلك.’
حتى لو لم يكن ‘إنسانًا حقيقيًا’، بل دمية صنعها ناتيس، لم أرغب في أن يختفي مانيت.
‘لقد تعلقت به بالفعل.’
لقد قضينا معًا ست سنوات حتى الآن، وإن كان عامان منها بلا لقاء.
‘لقد ساعد أمي… وأنقذ حياتي أيضًا.’
كما أنه حمى اسمي الذي منحَتْنيه أمي.
ميلوني.
ذلك الاسم الثمين.
في الذكريات التي لمحتها عبر سلطتي، بدا مانيت بملامح إنسانية أكثر من أي شخص آخر.
الدموع التي انهمرت على وجنتيه، واليأس والحزن اللذان غمرا وجهه، لم يكن فيهما أي أثر للكذب.
والآن، أتُراني سأقضي بيدي على مانيت هذا، وأعتبره الحل الأمثل لكل هذه المشاكل؟
“…ما هذا الكلام الأحمق؟”
لا، لن أفعل.
بغض النظر عن كونك إنسانًا بحق أو لا، بالنسبة إليّ، مانيت هو بالفعل—
“أنت صديقي. ولن أقتل صديقًا بيدي أبدًا.”
—
‘…صديق؟’
تحدّق مانيت مذهولًا في ميلوني.
كانت طفلة صغيرة في العاشرة، بين ذراعي والدها، تحدّق فيه بعينين عنيدتين.
لقد كانت تشبه السيدة لابيلا إلى حد يثير الدهشة.
“هاه…”
تنفّس مانيت تنهيدة خفيفة، ووضع يده على صدره.
هناك، حيث كان ينبغي أن يخفق قلبه، لم يكن إلا نبض ضعيف بالكاد يُشعر به.
وذلك دليل على أنه لم يكن ‘إنسانًا عاديًا’، بل ‘دمية’ صُنعت بالسحر الأسود.
تبًا.
عضّ مانيت شفتيه، ثم قال بصوت حاول أن يجعله متماسكًا:
“قبل عامين، بفضل استخدامك سلطتك مع الدوق، خفّت اللعنة قليلًا.”
“سلطتي أضعفت لعنة أبي؟”
“نعم.”
بالطبع، ما لم تُمحَ اللعنة من القلب تمامًا، فلن تُحل.
لكن بفضل السلطة التي أغدقتها ميلوني على كونتييه قبل عامين، ضعفت اللعنة قليلًا.
“لا عجب أنها هدأت طوال العامين الماضيين.”
هزّ كونتييه كتفيه وتمتم قائلًا:
“إذًا كانت اللعنة قد ضعفت، فآثر أن يلزم الظل؟”
لقد أصاب كبد الحقيقة.
فالسبب في أن ناتيس كان يتصرّف بعدوانية هو يقينه بأن اللعنة تؤثر في كونتييه.
لكن حين ضعفت اللعنة التي عليه، لم يكن أمامه إلا أن يتراجع ويختبئ.
إذ لم يكن من فائدة في التصرف بهجوم حينها.
وبالتالي—
“الآن هي فرصتنا.”
“…فرصة؟”
عادت ميلوني بالسؤال، فأومأ مانيت برأسه.
“كنت أتذرع بشتى الأسباب لتجنب القدوم إلى قصر الدوق… لكن لم أعد أستطيع المماطلة.”
منذ أن عرف حقيقة وجوده، ظلّ مانيت يضغط على أسنانه ويتفادى القدوم إلى بانتايبي.
كان يتخذ من مرض الآنسة الحسناء ومن طباع دوق بانتايبي الحادة ذريعة للبقاء بعيدًا، وكان ذلك يفي بالغرض.
لكن هذه الحيلة بلغت حدّها.
“ناتيس سيحاول مجددًا أن يستخدمَني لإكمال هذه اللعنة.”
“لكن…!”
قاطَع مانيت كلام ميلوني بحزم:
“في الحقيقة، من الصعب أن تتمكني الآن، بقوتك الحالية، من إعادتي إلى ما كنتُ عليه قبل أن أصبح دمية ملعونة. لكن، بما أن اللعنة ضعفت… فقد يكون ذلك ممكنًا.”
المخاطرة تُقتنص حين تكون نسبة النجاح أكبر، وهذا هو الوقت الأنسب من أي وقت مضى.
“والحمد لله أنني لست إنسانًا كاملًا، فالقوة التي ستحتاجينها في حالتي أقل من تلك التي تتطلبها مع شخص عادي. لذا—”
دقّات قلبه الضعيفة تتردّد في صدره، ومعها شدّ مانيت صوته:
“أرجوكِ، آنستي، لا تُضيّعي الفرصة.”
“…….”
“…….”
تلاقت نظراتهما العنيدة في الفضاء الفاصل بينهما.
وكانت ميلوني هي من كسرت الصمت أولًا:
“أوف! عنيد لدرجة تُغضب! قلت لك، لن أفعل!”
رفعت يدها لتضرب صدر كونتييه ضربات خفيفة وقد تجعّدت حاجباها في انزعاج.
“أنا لا أنوي القتل. وأنت، أبي، أليس كذلك؟ لا تريد أن أتحول إلى قاتلة، صحيح؟”
“لا أدري. أباكِ هذا… مهما فعلتِ—”
“أبي.”
“…حسنًا، إذا لم تُرد ابنتي ارتكاب جريمة، فلن أفعل شيئًا يعاكس ذلك.”
زفرت ميلوني زفرة طويلة وهي تنظر إلى كتفي كونتييه المرتخيين.
“سمعت، أليس كذلك؟ حتى أبي يعارض. وأنا ابنة بارة، لا أفعل ما يعارضه أبي. وفوق ذلك!”
رفعت صدرها بثقة وأعلنت بجرأة:
“أنا أؤمن بنفسي! أنا متأكدة أنني سأجد طريقة لحل لعنة أبي، والقضاء على ناتيس، من دون أن يُصاب أحد بأذى!”
ارتد صدى صوتها المليء بالعزم في أرجاء الغرفة، ولم يبهت إلا بعد لحظات.
“هاهاهاهاها!”
انفجر كارلوس ضاحكًا بصوت جهوري، ثم نهض فجأة وتقدم بخطوات واسعة نحو حفيدته.
تقطّبت حاجبا كونتييه مع اقترابهما، لكن كارلوس لم يُعر ذلك أي اهتمام.
“أجل! إن كانت حفيدتي، فهي قادرة تمامًا! بل وأكثر!”
ومدّ يده الكبيرة ليبعثر خصلات شعر ميلوني الأبيض بعفوية ومحبة.
“إيهيهي… شـ، شكرًا لك يا جدي!”
قفزت سيينا بدورها واقتربت من ميلوني.
صفعة!
“آي! ما الذي تفعلينه يا سيينا؟!”
“أبعد يدك عن رأس ابنة أخي. كيف تجرؤ على فرك شعر طفلة بهذه الخشونة؟”
تراجع كارلوس خطوة إلى الوراء وهو يفرك ظاهر يده التي صفعتها، فيما أخذت سيينا ترتّب برفق شعر ميلوني الذي بعثره.
“ميلوني، أنا أيضًا سأشجعك. إن كنتِ حقًا ابنة أخي، فبالتأكيد ستنجحين.”
“نعم! شكرًا لكِ، عمتي!”
ارتسمت ابتسامة أوسع على وجه ميلوني.
“وأنا كذلك… سأساعد.”
كان هذا صوت كاليكس، الذي ظل يراقب بصمت منذ البداية، وهو يضيف كلمته هذه المرة.
“نعم! لنعمل معًا يا ريكس!”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات