“بالطبع، سأساعدك بقدر ما أستطيع.”
“عجبًا! أن يساعدني جلالة الإمبراطور بنفسه، إنه لشرف عظيم.”
لم أستطع تصديق ما أراه، فتطلعت بين الاثنين بذهول.
الشخص الذي دُعي بالإمبراطور كان الأمير الأول. بدا أكبر بعشر سنوات مما هو عليه الآن.
“هل هذا يعني أننا في المستقبل بعد عشر سنوات؟”
لا، هذا غير منطقي. كل ما يمكنني رؤيته هو الماضي فقط. إذن…
“…هل هذه أحداث ما قبل العودة؟”
بالمعنى الدقيق، “ما قبل العودة” يعتبر جزءًا من الماضي. إذن، هل هذا ما حدث بعد موتي؟
بما أنني مت في سن الثامنة عشر، فإن التوقيت يتطابق تقريبًا.
“بعد موتي، أصبح الأمير الأول إمبراطورًا. و…”
حملقت في “ذلك الشيء” الذي يرتدي جسد أبي.
“لقد دعاه بـ’ناتيس’.”
صرير
شعرت بأسناني تطحن من تلقاء نفسها.
“ناتيس… استولى على جسد أبي بالسحر الأسود.”
وهو الذي تسبب في هذه الكارثة. استولى على جسد أبي وقوته، ودمر عائلة بانتايبي تمامًا.
ابتسم ناتيس ببرود وهو يتلاعب بالخاتم في إصبعه.
“يجب أن أتخلص سريعًا من كل آثار ذلك التنين اللعين.”
“ستحقق كل ما تريده.”
“بالطبع. آه، ها هي قديستنا تصل أخيرًا.”
القديسة؟
التفتُ بسرعة إلى الاتجاه الذي أشار إليه. ثم لم أستطع كبح صدمتي.
“هذا… أنا.”
الشخص الذي كان يقترب من ذلك الاتجاه كان أنا. أنا في الثامنة عشر. أنا التي انتهت حياتها بطعنة من سيف ناتيس.
كنت أمشي ببطء مرتدية ثوب الكاهنة الأبيض، مع ابتسامة هادئة على شفتي. كل خطوة أخطوها على الأرض المدمرة جعلت البراعم الخضراء تنبت. وكأني أجسد المعجزة بكل وجودي.
حتى في عيني، كان المشهد ساحرًا بشكل مفرط. لكن…
“هذا… ليس أنا.”
قد يكون المظهر هو مظهري، لكن الجوهر مختلف.
الابتسامة المرسومة بدت فارغة.
“اشتقت إليك، ناتيس.”
الصوت أيضًا كان كذلك. تقول إنها اشتاقت، لكن لم يكن هناك أي شعور حقيقي.
في المقابل، بدا ناتيس سعيدًا بصدق.
“…مجنون.”
خرجت الكلمة من فمي دون وعي.
وفي تلك اللحظة:
“لا… لا! أعيدوها! أعيدوا تلك الفتاة!”
سمعت صوتًا غريبًا، كما لو كان صوتين مختلطين معًا. لكنه كان أيضًا صوتًا مألوفًا بشكل مؤلم.
“هذا الصوت…”
فتحت عينيَّ على اتساعهما والتفتُ نحو مصدر الصوت.
بالتأكيد!
كان هناك كاليكس، يتمايل وهو يحمل سيفًا. بنفس المظهر الذي رأيته آخر مرة قبل العودة.
الفرق الوحيد هو أنه كان في حالة أسوأ بكثير مما رأيته آخر مرة.
كان يتنفس بغضب وهو ينظر إلى ناتيس، متكئًا على سيفه كعكاز.
“لقد… وعدت. أن أحميها…”
“عنيد جدًا. ظننت أنني تخلصت منك، لكنك تتبعتني حتى هنا.”
تسك
تذمر ناتيس واتجه نحوه بخفة.
“كلما رأيتك، أشعر بغضب غريب يتصاعد بداخلي.”
صوت السيف
انسل سيف حاد من غمده.
“آه، ربما لا أحتاج إلى هذا الآن.”
همس بلا مبالاة ثم ألقاه على الأرض.
صوت ارتطام المعدن
“لا… لا! لا تموت، ريكس! من فضلك…”
كان ريكس يتنفس بصعوبة، ثم رفع رأسه ببطء ونظر إليّ.
“…مي…لوني.”
“نعم، ريكس! إنها أنا، ميلوني! ميلوني التي حَميتها!”
لم يكن لديّ وقت لتحليل الموقف. كل ما فعلته كان إيماءة رأسي المتكررة نحوه.
لكنه استمر في تكرار اسمي بضعف:
“مي…لوني. ميلو…ني.”
ثم سقط رأسه على الأرض.
صوته كان بالكاد مسموعًا:
“كان عليّ… أن أحميكِ… وعدت… أن أحميكِ…”
“لا! استيقظ من فضلك، ريكس! لا تموت، من فضلك… من فضلك!”
“تذكرت… كل شيء… وعدت… بحمايتكِ…”
همساته أصبحت أضعف وأضعف.
“كنت… سأحميكِ…”
النور في عينيه خفت تدريجيًا، مثل شمعة تنطفئ ببطء.
انهارت على الأرض وأنا أهز رأسي:
“لا… لا أريد هذا… من فضلك، أيها الشخص، أيقظني…”
من فضلك، أيقظني. أنقذني من هذا الكابوس المروع.
لا أريد أن أرى المزيد. توقفوا…! من فضلك، توقفوا!
وفي تلك اللحظة:
“ميلوني!”
صرخة واضحة وطفولية جعلتني أرفع رأسي فجأة.
“ريكس…؟ هل هذا أنت حقًا؟”
سألتُ بأصابع مرتعشة، غير قادرة على تصديق ما أراه. فأومأ بحماس:
“نعم! جئتُ لإيقاظكِ. هيا لنعود. تعالي يا ميلوني.”
“…نعم. أريد العودة! لنعد سويًا…!”
نهضتُ متعثرة، فمد ذراعيه باتساع. ركضتُ نحوه ببطء في البداية، ثم أسرع وأسرع حتى انطلقتُ بقوة بين أحضانه.
“ريكس!”
منقذي.
حظي السعيد.
صديقي المقرب.
“اشتقتُ إليكِ يا ميلوني.”
“وأنا أيضًا اشتقتُ إليكِ.”
بدأ العالم يلمع حولنا. كان الضوء دافئًا. أشعته على وجهي كانت ناعمة.
“إنه ساطع جدًا…”
لم أستطع إبقاء عينيّ مفتوحتين من شدة السطوع.
فتحتُ عينيّ ببطء بعد أن أغمضتهما بقوة. لم أستطع رؤية شيء في البداية بسبب الضوء، لكن بعد عدة رمشات، بدأت ملامح الغرفة تتضح.
السقف المألوف. سقف غرفتي في منزلنا.
“…هل عدتُ حقًا؟”
لا يمكن أن أكون لا أزال حبيسة في ماضي، أليس كذلك؟
عضضتُ شفتي قليلًا بقلق.
“آه! هذا يؤلم!”
“لنرى… يداي…”
نعم! ليستا شفافتين!
“الحمد لله، هذا واقعي.”
مررت يدي على صدري لأهدئ نفسي، لكن شعرت بشيء غريب. نظرت إلى يديّ مرة أخرى.
“…غريب. يبدو أن يديّ أكبر قليلًا.”
هل هذا مجرد شعور؟
✧⋄⋆⋅⋆⋄✧⋄⋆⋅⋆⋄✧✧⋄⋆⋅⋆⋄✧⋄⋆⋅⋆⋄✧
ويل سبحت بدموعي
يارب مايكون الي فبالي صح ومرت سنوات وهي نايمه لان بجدية بصيح ماكنت اريد التايم سكيب كذاااااا
يارب تكون اكثر شي سنه لو سنتين 🥹
ناديا ولابيلا يجننو حبيتهم ليش كان لازم يموتو
ملاحظة : باقي 10 فصول لنهاية الجزء الاول بعدها نبدي بالجزء الثاني بعد فترة بغلافهم وهم كبار
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات