“هل يستطيع الجد وحده إيقاف أبي الذي يطلق ذلك الشيء المرعب؟”
كان منظر الشجرة المثقوبة مُروّعًا للغاية.
‘ماذا لو أصاب أبي الجد بأذى…؟’
…ماذا لو قتل أبي الجد؟
نظرت بهدوء إلى يديَّ.
تساقطت الدموع التي تجمعت في عينيّ على يديّ قطرةً قطرةً.
‘ماذا عليَّ أن أفعل؟’
قال لي الجد أن أهرب، لكن لم أستطع تحريك قدميَّ.
شعرت وكأني ضائعٌة في الطريق.
شعرت كأني غارقٌة في مستنقعٍ أسود، لا أستطيع فعل أي شيء.
“…آ-آب، أبي. يا ج-جدّي. يا أ-أمي…”
النداء الذي خرج من فمي دون وعيٍ تحوّل سريعًا إلى بكاء.
“آآآه، يا أ-أمي—!”
لطالما تساءلت:
لماذا عندما يبكي الأطفال، يبحثون أولًا عن أمهاتهم؟
لماذا ينادون على أمهاتهم وهم يبكون؟
لم أستطع فهم ذلك قط، لكني الآن أعتقد أني بدأت أستوعب الأمر قليلًا.
“آآه، سا-ساعدوني…! من فضلكم، ساعدوني…! آآه.”
لكن في تلك اللحظة…
*حفيف*
شعرت بحركةٍ في أعشابٍ كانت هادئةً للتو.
توقفت عن البكاء فجأةً ونظرت إلى ذلك الاتجاه.
“…جدّي؟”
هل عاد الجدّ؟
أم…
“أبي؟”
لكن لم يأتِ أي رد.
كل ما سمعته هو صوتُ حفيفٍ مجددًا.
*حفيف… حفيف… حفيف*
أصبح الصوت يقترب بسرعةٍ متزايدة.
“…هه!”
حبست أنفاسي. شعرت بقشعريرةٍ تخترق ظهري.
‘ليس أيٌّ منهما.’
انتابني هذا اليقين. كنت متأكدًا أن صاحب ذلك الصوت ليس أبي ولا الجد.
إذن…
‘…من هذا؟’
*حفيف… حفيف… حفيف*
توقف الصوت الذي كان يقترب فجأة.
ثم…
“أخيرًا وجدتك.”
“…!”
مع صوتٍ كئيب، اقترب مني شخصٌ ما بسرعة.
كان رجلًا يرتدي رداءً أسودَ من رأسه حتى أخمص قدميه.
“كما توقعت، كلماتُ ذلك الشخص لم تكن خاطئة…!”
أمسك بي دون أن يعطيني فرصةً للهرب، ثم أطلق ضحكةً مكتومةً مجنونة.
كان صوتًا لم أسمعه من قبل، ووجهًا لم أره من قبل، لكني كنت متأكدًا من شيءٍ واحد:
‘إنه مجنون تمامًا…!’
عبر الرداء، لمحت عينيه الخاليتين من أي تركيز.
“ا-اتركني! دعني أذهب!”
“ابقَ ساكنًا، أيها أنسة. لا أريد أن أؤذيكِ عندما آخذكِ معي.”
يأخذني معه؟
“إلى أين تريد أن تأخذني—؟!”
في تلك اللحظة، خطرت في ذهني صورةٌ لوجه.
هل يمكن…؟
“…الكاردينال؟ هل أرسلك الكاردينال لتأخذني؟! هل الفوضى التي حدثت قبل قليل من صنع الكاردينال؟! هل فعل هذا ليفصلني عن عائلتي؟!”
“ألم أقل لكِ أن تصمتي؟!”
يبدو أن إجابتي كانت صحيحة، لأنه أغلق فمي بقسوة.
“ممم! مممم!”
بينما كنت أحاول المقاومة بعنف، خطرت في بالي فكرةٌ ما، فتجمدت في مكاني.
‘…انتظر. هناك شيء غريب.’
شعرت أن هذا الحادث يتشابه بشكلٍ غريب مع أحداثٍ أخرى.
حادثةٌ مُفتعلة لخطفي.
أبي الذي أصبح فجأةً عاجزًا عن حمايتي بسبب نوبة فقدان للسيطرةٍ مفاجئة.
هذا بالتأكيد…
“إنه يشبه ما حدث قبل 8 سنوات.”
حادث عربة مُفتعل لخطف أمي.
أبي الذي أصبح عاجزًا عن إنقاذها بسبب نوبة فقدان للسيطرة مفاجئة.
…هل هذا حقًا صدفة؟
إذا لم يكن صدفة…
‘هل حتى نوبة فقدان للسيطرة أبي… من تدبير الكاردينال؟’
ذلك اليوم، واليوم أيضًا. هل كل هذا من فعل الكاردينال؟
نظرت ببطء إلى الرجل الذي أمسك بي.
ثم أطبقت بقوة على يده بأسناني!
“آه!”
صرخ الرجل وألقى بي بعنف.
تدحرجت على الأرض.
“هاه… هااه.”
اصطدم كتفي بشيءٍ ما أثناء السقوط، فانتابني ألمٌ لا يُحتمل.
رفعت رأسي بصعوبة لأجد الرجل ينظر إليّ بعينين محمرتين من الغضب.
“أيتها الفتاة اللعينة… لقد كنت أحاول توخي الحذر لأن اللورد ناتيس أمر بإحضاركِ دون خدش.”
اقترب مني بخطواتٍ ثقيلةٍ بينما صوته يرتعش غضبًا.
“كسر ساقٍ واحدة لن يغضب اللورد. حسنًا، يمكنني القول إنكِ قاومتِ بشدة…”
همساته كانت مرعبة.
“لا، لا تقترب!”
“هيهي، أي ساقٍ سأكسر؟ اليمنى أم اليسرى؟ أيهما سيكون أكثر إيلامًا…”
في تلك اللحظة…
*أثخ!*
سقط الرجل الذي كان يتمتم بشرٍّ على الأرض صارخًا.
‘ماذا… ماذا حدث؟’
نظرت إلى الرجل المنهار وأنا ألهث.
ثم ظهر فجأة شخصٌ من خلفه.
كان يرتدي رداءً أسود يخفي وجهه أيضًا.
في يده صخرةٌ كبيرة.
يبدو أنه ضرب الخاطف بها.
“م-من…؟”
“اهربي سريعًا، أيها أنسة.”
أجاب وهو يجر الرجل فاقد الوعى ويقذفه بين الشجيرات.
كان صوته غريبًا، كما لو كان يتعمد التمويه.
“ماذا يفعل أبوكِ؟ يترككِ وحدك؟ عودي إلى أبيكِ الآن.”
*تنهيدة*
مسح العرق الذي يتساقط من جبينه ثم قال لي:
‘أعود إلى أبي…؟’
حدقت به بذهول ثم هززت رأسي.
“…لا أستطيع.”
“ماذا؟ ماذا تقصدين؟”
“أبي… أبي…”
*نتنة*
عادت الدموع للتدفق مرة أخرى.
“ماذا؟ لماذا تبكين أيتها أنسة؟!”
“أبي في نوبة… *نتنة*… نوبة فقدان للسيطرة…”
“…ماذا؟ تقول إن الدوق في نوبة فقدان للسيطرة مرة أخرى؟”
قال الرجل بصوتٍ متصلب وهو يفهم كلماتي المتقطعة.
أومأت برأسي بقوة.
“أرى… لقد حدث ذلك في النهاية.”
تمتم كأنه يحدث نفسه للحظة، ثم اقترب مني بسرعة.
أمسك بكتفيّ وسأل:
“هل تريدين إنقاذ أبيكِ؟”
نظرت إليه مندهشة بينما دموعي لا تتوقف.
وجهه ما زال مخفيًا تحت القلنسوة. لكن…
‘هذا غريب. أشعر بشيء مألوف…’
…لا، هذا ليس مهمًا الآن.
أومأت مرة أخرى بقوة.
تردد قليلًا ثم قال:
“ربما… يمكنكِ أنتِ إنقاذه.”
“…ماذا؟”
“لأن قدرتكِ ليست مجرد قوة ‘إصلاح’ شيء ما…”
أغلق فمه فجأة.
ثم هز رأسه وأضاف:
“لا. لا شيء.”
كيف يقول “لا شيء” الآن؟
احترقت فضولًا لمعرفة ما يعنيه، لكني شعرت أنه لن يجيب.
‘قدرتي ليست مجرد قوة إصلاح؟’
بينما كنتُ أحاول فهم الأمر، حملني الرجل وقال:
“أخبريني اتجاه أبيكِ. سآخذكِ إليه.”
“أبي!”
“إذن… إذن إن استخدمت قدرتي على أبي، هل سيعود طبيعيًا؟!”
“…لا أعرف. لكنها محاولة تستحق العناء. لنذهب أولًا.”
بدأ الرجل بالركض في الاتجاه الذي أشرت إليه.
شعرت بدقات قلبي تتسارع.
‘ربما يمكنني إنقاذ أبي وجدي!’
كانت نبضات أملٍ كهذه.
بعد لحظات…
اكتشفنا أبي واقفًا في وسط أنقاضٍ مدمرة.
“…يا إلهي.”
كان المشهد أمامي كارثيًا.
أرضٌ مسودة بظلامٍ داكن في كل مكان.
أشجارٌ وأعشابٌ ميتة.
و…
“آه… يا كونتيه…”
الجَدّ الذي كان منطرحًا على الأرض يتأوه من الألم.
أبي كان واقفًا أمامه بلا حراك.
“أبي! جدي!”
لم تكن هناك أيّ بصيرة في عيني أبي.
بدأ الظلام الأسود بالتجمع حوله.
وكراتٌ سوداء تتشكل عند أطراف أصابعه.
“لا… لا!”
شعرت كما لو أن كل أفكاري قد طارت من رأسي.
ناضلتُ في أحضان الرجل وقفزت إلى الأرض.
“أيتها أنسة! ميلوني!”
سمعتُ صوت الرجل يناديني، لكنني لم ألتفت.
“ميلوني؟”
شعرت بنظرات جدي المذهولة تتجه نحوي، لكن لم يكن لديّ وقتٌ للاهتمام.
كل ما رأيته كان…
“أبي—!”
فقط أبي.
ركضت مباشرةً نحو ظهر أبي الواسع.
“ما أتفهك اليوم.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات