بثقة، مدّ أبي يده في الهواء. بدأت الظلام يتجمع حولها، ثم انفتح كفم وحش مفترس، ومنه خرج شخصٌ ما فجأة!
“كاخ.. ها؟”
انتظر.. هل هذا..؟
الرجل الذي بدا وكأنه استيقظ للتو من النوم بدا مألوفًا.
“ما هذا؟ كنت نائمًا على الأريكة.. أمم؟ أهلاً بكِ يا أميرتي الصغيرة.”
هز يده لي بترنح وهو ما زال نصف نائم. رددت التحية بترحيب، لكن أبي أمسك بيدي برفق وأنزلها، ثم قال بابتسامة:
“ها هو الشاهد. استجوبه كما تشاء.”
كانت ابتسامة شريرة حتى من وجهة نظري.
*همهمة*
“يبدو أنني أخذت من أمي…”
هذه فكرة جديدة.
بعد قليل..
“أرجوكم، توقفوا.”
كانتي المنهك رفع الراية البيضاء وسقط على الأرض.
قبل بضع دقائق..
“تريد مني أن أكون شاهدًا على علاقة الأبوة؟ كم هذا مناسب! فقد أحضرت شيئًا لهذا الغرض. كنت خائفًا أن يصدقك كونتييه بسهولة دون دليل.”
*تذمر*
أخرج كانتي نسخة مصغرة من جهاز فحص النسب. نسخة محمولة من ذلك الصندوق الكبير الذي رأيناه من قبل، ولكن مع ميزة إضافية – يمكنه تحديد درجة القرابة بدقة، ليس فقط إن كان هناك صلة دم، بل أيضًا إن كانوا أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية.
بعد الشرح، بدأ كانتي الاختبارات بفخر:
أبي وأنا.
أنا والجد.
أنا ولويس.
للاحتياط: أبي والجد. الجد ولويس. لويس وأبي.
ولم يكتفِ بذلك، بل كرر الاختبار ثلاث مرات!
“النتيجة نفسها كل مرة! هذا تكرار لا معنى له يعذب العبقري!”
لكن أحدًا لم يصغِ لشكواه.
“يا للعجب! ليس فقط أن لديك ابنة، بل إنها من لابيلا أيضًا! والأعجب أنها حلوتنا الصغيرة!”
ضحك الجد بعمق وهز عصاه. كان متحمسًا لدرجة أنه كاد يرقص!
لويس أيضًا كان فرحًا جدًا:
“ألم أقل لكِ؟ لقد كنتِ من عائلة بانتايبي منذ البداية! يبدو أننا مقدر لنا أن نكون عائلة!”
“لا يا لويس.”
أوقف أبي حماس لويس بجفاء.
*ابتسامة*
“لويس، دقيقًا.. ليس ‘نحن’، بل أنا وميلوني من مقدر لنا أن نكون عائلة.”
يا إلهي..
“لا تكن طفوليًا مع ابن أختك الصغير يا أبي.”
“ميلوني، الدقة في التعبير عن الحقائق أمر مهم.”
*همهمة*
“نعم، أنا بالتأكيد أخذت من أمي…”
“أنا متأكدة. أستطيع أن أجزم.”
هززت رأسي بقوة بينما تذكرت وجه رافيلا… وجه أمي. رغم أن كل ما لدي هو تلك اللوحة البسيطة التي رسمها أبي.
“أمي…”
مجرد تذكرها أثار شيئاً يعصر قلبي.
في تلك اللحظة…
“ولكن كيف لم تعرف بوجود ابنتك؟ كيف اختفت ميلوني بعد الحادث؟ من المستحيل أن يكون رضيع قد مشى بعيداً بنفسه!”
*شهيق*
تصلبت جسدي عند سماع استنتاجات الجد الحادة. هذا الأمر مرتبط بمانيت، لذا لا يمكنني الكلام بحرية.
“هناك العقد…”
ثلاثة أشخاص هنا مرتبطون بهذا العقد!
اكتفى أبي بهز كتفيه رداً على السؤال. لكن هذا لم يكن كل شيء.
“سأبدأ بالتحقيق من الآن. كيف انتهى الأمر بميلوني… ابنتي… في برامشوا؟”
أبي يعرف أن مانيت هو من أخذني إلى برامشوا، لكن…
“لا يعرف السبب.”
على الأرجح يقصد أنه سيكتشف ذلك.
الظروف التي جعلت مانيت يأخذني إلى برامشوا… هذا شيء كنت فضولية بشأنه أيضاً.
من خلال ذكريات مانيت التي رأيتها، يبدو أنه أخذني إلى هناك لحمايتي من شيء ما.
وهذا يعني…
“هناك من كان يطاردني.”
علينا أن نكتشف من هو هذا الشخص.
“همم… ربما لهذا اختفت لابيلا فجأة. وربما حادث العربة لم يكن مجرد حادث…”
“هناك أطفال حاضرون. اختر كلماتك بعناية.”
توقف الجد عن تمتماته عند تذكير أبي له.
*سعال محرج*
“هذا مجرد… تخمين! لا تهتموا به!”
سعاله القوي ولهجته المرتبكة… الجد ليس جيداً في الكذب.
“كنت أفكر في ذلك أيضاً.”
كان هناك من يطاردني وأنا رضيعة، وكان مانيت يعلم ذلك. ومن الظروف، يبدو أن أمي عرفت أيضاً.
وهذا يعني…
“ربما كان حادث العربة محاولة لاصطيادي أيضاً.”
*أوه*
بدأ رأسي يؤلمني عند هذه الفكرة. بدأ الشعور بالذنب يتسلل إلي.
“إذا كان الحادث موجهاً ضدي…”
فالركاب الآخرون وقعوا ضحية بسببي. بسببي ماتت أمي وشخص آخر، وبسببي دخلت عمتي في غيبوبة.
هذه الأفكار جعلتني أشعر بالأسف والذنب…
“ليس هذا خطأك. لذا توقفي عن هذه الأفكار غير المجدية. الآن كل ما عليكِ هو أن تكوني سعيدة.”
“أبي…”
نظرت إليه بعيون دامعة عند كلماته التي لامست قلبي.
“صحيح يا صغيرتي، ليس هذا خطأك.”
“بسبب هذا العجوز…! حلوتنا! ليس لديكِ أي ذنب! فهمتِ؟!”
تبع ذلك كلمات تشجيع قوية من لويس والجد. حتى كاليكس عززني بنظرة مطمئنة.
تحدثت إليّ تلك النظرات الذهبية الدافئة دون كلمات:
“لم تفعلي أي خطأ.”
…جميعهم… حقًا…
نشفت أنفي بسرعة وأومأت برأسي بحماس.
—
*تثاؤب كبير*
عندما استيقظت، رأيت ثلاثة أشخاص منثورين حولي.
أبي، الجد، ولويس.
“يا للهول… لا أستطيع تحمل هذا.”
منذ اليوم الذي اكتُشف فيه أنني ابنة أبي الحقيقية، بدأ الثلاثة في غزو غرفتي كل ليلة، يحملون وساداتهم تحت أذرعهم.
“أشعر بالأسف لأنني فاتني الكثير من الوقت مع حفيدتي! لذا سأقضي معها كل دقيقة إضافية ممكنة!”
“وأنا أيضًا! أنا أيضًا أريد قضاء المزيد من الوقت معكِ يا ميلوني!”
“تنهد… ألا تعتقدون أنكم يجب أن تكونوا أكثر مراعاة؟ بالطبع، أنا الأب، لذا حقي أن أقضي وقتًا إضافيًا مع ميلوني.”
لو سمع أحدهم هذا الحوار، لظن أنني وصلت لعائلة بانتايبي البارحة فقط!
لكن…
“أنا أعرف شعورهم جيدًا.”
هذا الامتنان العظيم يملؤني أيضًا. نظرت إلى الثلاثة النائمين بعينين دافئتين.
كان الجو هادئًا ودافئًا.
لدرجة أنني لم أكن لأمانع لو توقف الزمن في هذه اللحظة.
لو كان ممكنًا، كنت لأتمنى أن يستمر هذا السلام إلى الأبد.
لكن…
“…هذا مستحيل.”
أنا أعرف كم هو صعب الحفاظ على حياة يومية هادئة.
خاصة أن لدي شيء لم أقله بعد.
“ما رأيته في القصر الملكي يوم فحص النسب.”
كنت سأخبرهم في اليوم الذي جاء فيه كانتي، لكن صدمة اكتشاف أنني ابنة أبي الحقيقية جعلتني أؤجل الأمر.
لكن لا يمكنني التأجيل أكثر.
من أجل حماية هذا السلام…
“اليوم سأقول كل شيء.”
قبضت على يدي الصغيرة وعقدت عزمي.
—
“تريدين التحدث معي وحدنا؟”
“نعم. لدي شيء مهم جدًا لأقوله.”
طلبت التحدث مع أبي بعد الغداء مباشرة.
“حسنًا. يمكنكِ أن تخبريني بأي شيء.”
أي شيء…
هذه الكلمات أعطتني القوة.
“نعم. يمكنني أن أخبر أبي بأي شيء.”
أخذت نفسًا عميقًا وبدأت:
“هناك شخص يطاردني. ربما… هو نفس الشخص الذي طاردني عندما كنت رضيعة.”
أنا ميلوني…
فتاة في الثامنة لا تعرف سوى الصراحة.
عند كلماتي المباشرة، اختفت الابتسامة من وجه أبي.
ثم قال بوجه خالٍ من أي تعبير بشكل مخيف:
“من هو؟”
*همهمة*
بالطبع، هذا هو أبي.
“ربما أخذت من أبي ميلي للصراحة.”
توقعت أن يسأل أولاً: “ما هذا الكلام؟”، لكن سؤاله المباشر “من هو؟” جعل الأمور أسهل.
أطبقت على يدي الصغيرة ثم فتحتها وأكملت:
“الكاردينال.”
“الكاردينال؟”
أومأت برأسي بحزم.
“في ذلك اليوم، رأيته بوضوح.”
يوم فحص النسب في القصر الملكي…
رأيت الخاتم الغريب في يد الكاردينال عندما صعد إلى المنصة.
ثعبان يُطعن بسيف في رأسه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "135"