اندلعت ألسنة لهب سوداء قاتمة.
“أنقذوني، من فضلكم!”
“حريق! اهربوا جميعًا!”
بدأت ألسنة اللهب السحرية التي ظهرت فجأة تلتهم كل ما حولها بنهم.
أخذ الناس يصرخون ويهربون في ذعر.
أما أنا…
“خذوني معكمممم!”
كنت أصرخ بتوسل وأنا أمسك بقضبان النافذة الحديدية المغلقة بإحكام، وحيدةً ومهملة.
‘أليس من المفترض أن يتحملوا المسؤولية إذا قاموا بحبس شخص ما؟!’
يعود تاريخ اختطافي وحبسي في هذا المكان المجهول إلى حوالي نصف عام مضى.
كنت يتيمةً مشردة.
لقد ولدت داخل السجن، لذا قضيت طفولتي هناك دون أن أعرف من هم والداي.
وبعد إغلاق السجن، نُقلت إلى دار الأيتام…
‘لقد كانت جحيمًا.’
كان كل يوم مليئًا بالتعنيف والعنف.
ثم عندما بلغت الثامنة عشرة،
طُردت من دار الأيتام بلا شيء سوى جسدي، واضطررت للتسول في الشوارع لأنني لم أجد عملًا مناسبًا.
في الثامنة عشرة، أصبحت متسولة.
‘كنت أعتقد أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك.’
لكنني كنت مخطئة.
الحياة لم تكن رحيمةً معي.
في أحد الأيام، بينما كنت أتجول في الشوارع جائعة كالعادة،
“ميلوني؟”
“من أنت… آه!”
تم اختطافي على يد غرباء غامضين وحبسي في هذا المكان الشبيه بالسجن.
يا لها من حياة قاسية!
أوه، أشعر بالبكاء من الظلم.
مسحت دموعي التي تسيل بغزارة بظهر يدي.
“…كل هذا بسبب تلك القدرة عديمة الفائدة.”
توقفت عن البكاء ونظرت إلى يدي بنظرة مليئة باللوم.
عندما ركزت على فستاني البالي، لمع ضوء غامض وأصبح الثوب جديدًا وكأن شيئًا لم يكن.
هذه كانت قدرتي.
القدرة على إصلاح الأشياء التالفة.
أو كما أسميها: “قدرة الإصلاح.”
قبل أيامٍ من جلبِي إلى هذا المكان، ظهرت لديّ هذه القوة فجأةً…
“يتيمة تمتلك قدرة؟ لم أتوقع أن نحصل على عينة بهذه الروعة!”
“إنها ليست حتى من القدرات التقليدية للعائلات الثلاث الكبرى، بل نوع جديد تمامًا!”
كان هذا هو السبب وراء اختطافي.
بعد حبسي هنا، بدأوا يجربون قوتي يوميًا دون رحمة.
“جربي استخدام قوتك على هذا الشيء اليوم.”
“مدهش أنها تستطيع إصلاح شيء بهذا الحجم.”
“هل يمكنها إصلاح شيء تحطم بالكامل؟”
حتى عندما كنت أنزف من أنفي أو أفقد الوعي من إجهاد القدرة، كانوا يسحبونني إلى المختبر في اليوم التالي دون رحمة.
استمر هذا التعذيب لأكثر من نصف عام، لدرجة أنني كدت أفقد عقلي.
“حتى التسول في الشوارع كان أفضل من هذا!”
على الأقل هناك كنتُ حرة، رغم كوني متسولة.
أما هنا، فأشعر بالاختناق والبؤس، كأنني حيوان في سيرك.
كنت أتشبث بأملٍ ضئيلٍ بأنني سأهرب يومًا ما…
لكن…
“وهذه هي النهاية؟ أن أحرق وحيدةً بهذا البؤس؟”
*سعال* *سعال*
بينما كنت أختنق من الدخان وأسعل بعنف…
*دق دق*
في صمت السجن الموحش، سمعتُ صوت خطوات ثقيلة.
“أهناك أحد؟!”
توقفت عن السعال ورفعت رأسي فجأة.
لم أكن بحاجة حتى للبحث عن مصدر الصوت.
رجل وسيم لكنه غريب، بوجه شاحبٍ وعينين ذهبيتين بلا تركيز، كان ينظر إليّ من الأعلى.
“هذا الرجل…”
كنت أعرفه.
قبل بضعة أيام، أحضره هذا التنظيم الغامض (الذي أسميه “عرين الأفعى” بسبب شعار الأفعى المنقوش على الجدران) لاختبار ما إذا كانت قدرتي تعمل على البشر أيضًا.
“…كان في حالة مزرية.”
جسده كان مغطى بالجروح والندوب.
بدا وكأنه على وشك الموت، لذا بذلت كل جهدي لاستخدام قدرتي عليه.
لكن النتيجة كانت فشلًا ذريعًا.
بغض النظر عن مدى ضغطي على نفسي، لم يطرأ أي تغير على جسد الرجل.
في النهاية، كنتُ أنا من انهار أولاً، مع نزيفٍ من الأنف وسقوطٍ أرضًا.
كانت هذه المرة الأولى التي أراه فيها منذ ذلك الحين.
‘آسفة لأنني لم أستطع علاجك، لكني سعيدة لأنك نجوت.’
بل يبدو أنه تعافى تمامًا، حتى أنه…
‘يستطيع إشعال النيران بهذا الشكل.’
كان واضحًا للعيان أنه هو من أشعل هذه النيران.
استطعت معرفة ذلك فورًا – فاللهب الأزرق كان يدور حوله في دوامة.
*بلع*
ابتلعت ريقي بجفاف.
كانت أول مرة أرى فيها مُشعِل حريق، فقلبي خفق بقوة.
لكن في اللحظة التالية…
بعد أن حدق بي الرجل بذهول، رفع يده ببطء نحو القضبان الحديدية… ثم…
*كرراش!*
“يا إلهي!”
اقتلع القضبان بيديه العاريتين وألقاها بعيدًا!
اصطدمت القضبان الطائرة بالجدار بقوة، مما تسبب في انهياره بضجة مدوية.
أمسكتُ بصدرِي المتسارع وتطلعتُ إلى الجدار المنهار…
ثم صُعقتُ.
‘…ماذا كان ذلك؟’
المفاجأة كانت في وجود سلم خفي خلف الجدار المنهار!
أشار الرجل إلى السلم بأصابعٍ ترتعش قليلاً:
“ا… اذهبي. اهربِي.”
كان صوته غريبًا…
كأنه صوتان مختلطان معًا.
‘بل والأهم…’
هل كان يخاطبني حقًا؟
“بسرعة… اهرُبي.”
يبدو أنه كان يخاطبني بالفعل.
نهضتُ بحذر، فأومأ برأسه موافقًا وكأنه يشجعني.
لكن الأسئلة انهمرت في ذهني فجأة:
‘…لماذا؟’
لماذا ينقذني؟
هل لأنه يشعر بالشفقة عليّ كعينة تجارب مثله؟
أم لأنني حاولت علاجه؟
لكن لا… لقد فشلتُ في علاجه.
“إ… إنني…”
لكنني لم أتمكن من طرح سؤالي.
“أحضروا العينة!”
“بأي طريقة… أوقفوا النار!”
سمعت أصواتًا تقترب من خلف ألسنة اللهب.
‘أين كنتم عندما تركوني هنا؟!’
كان عليّ الفرار أولاً.
بغض النظر عن أي شيء، الخروج من هنا كان الأولوية.
لا يمكنني تفويت هذه الفرصة الذهبية للهروب.
إذا أُمسكتُ الآن، لا أعرف كم من الوقت سأقضيه محبوسة!
بينما كنت أركض متعثرة، انفتحت النيران على الجانبين لتمهد لي الطريق.
‘من الواضح أن هذه ليست نارًا عادية…’
هل هي نار سحرية؟ إذن، هل هذا الرجل ساحر؟
ركضت بلا توقف عبر الممر الذي فتحته النيران،
تسلقت السلالم دون توقف، ووضعت يدي على مقبض الباب المغلق بإحكام.
‘هاه… هوه…’
التفتُ للخلف بينما كنت ألتقط أنفاسي.
كان الرجل لا يزال واقفًا في مكانه، يحدق بي.
تعبير وجهه الخالي من المشاعر بدا وحيدًا بطريقة ما.
“أنت!”
“……”
“…شكرًا لك!”
في اللحظة الأخيرة، ألقيتُ كلمة شكر.
ارتفعت زاوية فمه في خط منحني.
“وعدت… بأن أحميك.”
همس الرجل بشيء ما، لكن صوته كان منخفضًا جدًا لدرجة أنني لم أسمعه بوضوح.
“حسنًا، أتمنى أن نلتقي مرة أخرى إذا سنحت الفرصة!”
بعد أن صرختُ بهذا، استدرت نحو الباب مرة أخرى.
لا أعرف من يكون هذا الرجل، لكني كنت متأكدة من شيء واحد:
‘يبدو أنه حظي الجيد.’
في حياة مليئة بالبؤس، هذا النوع من الحظ نادر الحدوث.
دفعتُ الباب بقوة…
فانهمر هواء الليل البارد إلى رئتي.
‘آه… الهواء الخارجي منعش إلى هذا الحد!’
شعرت بدموع تلمع في عيني دون سبب.
‘لنحاول العيش بجد مرة أخرى.’
الآن بعد أن عرفت أن الحظ قد يوجد حتى في حياة تبدو بائسة بلا نهاية…
سأحاول بجد مرة أخرى…!
“أوه… كدنا نفقد عينة مهمة.”
*طعـن*
مع هذا الصوت المرعب، اخترق شيء حاد صدري.
“لم أتخيل أبدًا أن العينة التي أحضرناها من المعبد ستفقد السيطرة. ظننتها نسخة كاملة، لكن يبدو أنها معيبة.”
“ك… كح…”
صوت منخفض دوى في أذني.
“لكن من الجيد أننا أنقذنا العينة الأهم على الأقل.”
…لا.
‘يجب أن أهرب…’
لقد قال لي أن أهرب.
لقد كان هذا أول حظ جيد يأتيني منذ وقت طويل.
لقد قررت أن أعتز بهذه الفرصة الثمينة وأن أعيش بجدية…
“أ… أنقذني-”
“هيا، لنذهب.”
بابتسامة صغيرة، احتضنني الرجل.
في نفس اللحظة…
‘…خاتم؟’
تألق خاتم في إصبعه تحت ضوء القمر الذي اخترق السحب الداكنة.
التعليقات لهذا الفصل "1"