كان باستو قد غادر عائداً إلى مركز الدخول ليبحث عن وسيلة لاستعادة رقم التعريف.
“انتظري قليلاً، سأصنع لك حساء جزر لا مثيل له…”
“لـ… لا أريد!”
انطلقت الكلمات من فم تيه دون وعي، واتسعت عيناها.
“لقد أكلت كثيراً حساء الجزر… في الغابة…”
اتسعت عينا الجدة دهشة، ثم هزّت رأسها وكأنها تمنحها خدمة كبيرة.
“حسناً. إذن نصنع حساء السبانخ.”
“سبااانخ…!”
لكن وجه تيه خيّم عليه الإحباط، إذ لم تستمع الجدة لرفضها واختفت كالعاصفة إلى المطبخ.
“بخ.”
في تلك اللحظة، دوى صوت سخرية واضحة بجانبها.
التفتت، فإذا بالفتاة تسند رأسها المائل على يدها في جيبها وتنظر إلى تيه.
“يالك من مسكينة. يا غبية، كلي ما يُعطى لكِ من غير دلع. ما زلتِ صغيرة مثل الحبة، وتبدأين بالانتقاء؟”
ارتسمت على وجه تيه صدمة كبيرة.
لقد فكرت بذلك منذ قليل: هذه الفتاة حقاً، حقاً…
“أنتِ… شريرة.”
ارتجف حاجبا الفتاة، لكن تيه قبضت يدها وأضافت:
“إن كنتِ شريرة فالنمر سيأكلك!”
ارتسمت بسمة ساخرة على شفتي الفتاة المتورمتين.
“ماذا؟”
“النمر سيأخذك الليلة!”
“ومن قال إني أختك الكبرى؟!”
وفجأة، نزعت الفتاة القلنسوة التي كانت تضعها طوال الوقت.
تحت عينيها الحمراوين، بدت حواجب كثيفة غليظة لا تليق بفتاة.
“ذلك الخنزير قبل قليل، والآن أنتِ… لماذا تظنون أني فتاة؟”
شهقت تيه وأخذت تطرف بعينيها منذهلة.
“أنا فتى. فتى، تسمعين؟ أيتها القزمة!”
رفع الفتى يده مهدداً بضرب رأس تيه بخفة.
فانكمشت تيه مثل سلحفاة، لكنها ظلت تحدق فيه.
بشرته بيضاء، ورموشه طويلة، لكن بعدما قال إنه فتى، بدا فعلاً كفتى.
“ه… هذه أول مرة لي.”
“ماذا؟ أول مرة ماذا؟”
“أول مرة أرى فيها أخاً أكبر يشبه الأخت الكبرى.”
أطلق الفتى ضحكة ساخرة أخرى.
ثم أنزل القماش عن خده واقترب بجسده نحو تيه.
“يا صغيرة، أتعرفين من أنا؟”
أمالت تيه رأسها في حيرة.
“رجل يشبه امرأة…؟”
“أيتها الـ…!”
خفض الفتى صوته، ثم دفع جبين تيه بخفة.
“أنا قاتل مأجور يا هذا. هل تعرف ما معنى قاتل مأجور؟ ها؟”
تجهم وجه تيه بجدية.
قاتل مأجور؟
هل قال هذا الأخ لتوّه إنه قاتل مأجور حقاً؟
تذكرت تيه أنّه في المكان الذي عاشت فيه سابقاً كان هناك عم يظنّ نفسه فأراً.
ذلك العم كان يفرّ هارباً كلما لمح قطة في الطريق.
ذات مرة حاولت تيه أن تتبعه قلقة عليه، لكن الجدة في الشقة 107 أوقفتها.
قالت لها إن العم يحتاج وقتاً بمفرده، وإنه يتصرف هكذا لأن قلبه مكسور، فلا ينبغي اللحاق به.
‘يعني هذا الأخ أيضاً…’
“ما رأيك؟ مخيف، أليس كذلك؟ تشعرين أنّك لا يجب أن تعبثي معي، صحيح؟”
“أ… أجل…”
رفع الفتى ذقنه باعتداد وكأنه راضٍ.
“الآن أعجبني بريق عينيك. تذكري، حتى ذلك الرجل قبل قليل، أنا تعمدت أن أُضرَب فقط.”
ثم أخرج شيئاً من صدره ولوّح به.
كان محفظة!
المحفظة التي كان الرجل يصرخ بأنه فقدها!
“أ… أأنت سرقتها حقاً؟!”
“أجل، أنا من أخذها. لا، انتظري. هل يُقال سرقة إذا استعدت مالي من جديد؟”
اتسعت عينا تيه دهشة.
“لقد وعد بأن يعرفني على اثنين نكوّن معهما فرقة مرتزقة، ثم قبض المال ولاذ بالفرار؟”
“فرقة مرتزقة…؟”
“طبعاً! لقتل الوحوش وجني المال ليس هناك سوى طريق المرتزقة. أنا لست نبيلاً حتى أُمنح لقب فارس.”
فتحت تيه فمها ذهولاً.
شعرت وكأن شيئاً ما أضاء في رأسها ثم اختفى بسرعة.
“أخي، إذا صرت مرتزقاً، تحصل على رقم تعريفي؟”
“غالباً، نعم. لكن أولاً يجب اجتياز اختبار المرتزقة.”
“إذن لنعمل معاً أنا وأنت!”
توقف الفتى في مكانه.
“ماذا؟”
“أنا وأنت وعمي باستو! عمي باستو معه مطرقة، أما أنا فأنا…”
لم تكن تيه قوية مثل عمي باستو.
لكن على الأقل كان لديها رفيق جدير بالثقة، ذلك الدمية الأسطورية…
كامانغ (الدمية السوداء).
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 9"