‘من طريقتها في الكلام عن اللحوم تبدو كابنة عائلة نبيلة.’
لكن، وجودها وحيدة في هذه الغابة البعيدة لم يبدُ منطقيًا.
ثم أين والدها الذي قالت إنه قريب؟ لماذا لم يظهر حتى الآن؟
“لماذا لم يأتِ والدكِ بعد؟ لقد بكيتِ بصوت عالٍ قبل قليل.”
سألها بحذر، خشية أن تنفجر في بكاء جديد، لكنها بقيت صامتة.
وعندما رفع رأسه، رآها تحدق فيه بوجه مرتبك، وكأنها تزن كلماتها.
فأضاف مهدئًا:
“أريد فقط أن أعرف أين والدكِ، لأوصلكِ إليه.”
عضّت الطفلة شفتها، وتحركت يداها بتوتر وهي تضم حقيبتها إلى صدرها.
ثم تمتمت:
“في الحقيقة… هو في العاصمة…….”
فانعقد حاجبا ‘باستو’ أكثر.
“العاصمة؟”
أومأت الطفلة برأسها مرارًا.
خرجت من فم ‘باستو’ شهقة قصيرة.
لقد كان يظن أن والديها قريبان، فإذا بها تقول إنهما في العاصمة!
“إذن، لماذا قلتِ قبل قليل إن أباكِ قريب من هنا؟”
“لأن اذا لم اقل هذا ، كان عمو يمكن ان يختطف تيه…….”
“وإن كنتُ مخيفًا إلى هذا الحد، فلماذا قلتِ أول الأمر إنك بخير؟”
“لأن معلمة الروضة قالت لنا: لا تستفزوا الخاطف…….”
ساد الصمت بينهما.
ثم همست الطفلة كأنها تكشف سرًا خطيرًا:
“عمو، يجب ان تعرف ، عندما نقابل خاطف لا يجب ان نقول: ‘أنقذني!’ هذا خطر اكبر. يجب ان نعرف مالذي يريده الخاطف بالتدريج ونحاول ان نفتح مجال للحوار معه.”
“……ولماذا ذلك؟”
“لأنه إذا استفزّيته يصبح أخطر. هكذا قالوا.”
عجز ‘باستو’ عن الكلام لوهلة، ثم ابتلع تنهيدة وأجاب:
“أنا لا بأس بي.”
“هاه؟” تعجبت الصغيرة.
“انظري إليّ جيدًا. هل تظنين أن هناك من يستطيع خطفي؟”
اتسعت عيناها أكثر وهي تتأمل ملامحه: شعره المتلبد بدماء الوحوش، لحيته الكثيفة، بنيته الضخمة.
ثم أومأت برأسها إقرارًا.
لكن الغريب أن ذلك جعله يشعر بشيء من المرارة.
“……حسنًا، انتهينا.”
ما إن انتهى من لف الضماد حول كاحلها، حتى تفحصته الصغيرة بدهشة وفضول.
نهض ‘باستو’ واقفًا، ناظرًا إليها من علٍ.
‘تقول إن والديها في العاصمة……’
مهما يكن من صدق كلماتها، فهي مصابة فعلًا.
والشمس بدأت تميل نحو الغروب.
كانت غابة ‘بريوود’ قريبة نسبيًا من العاصمة.
وفي هذه الأيام، تغص ضواحي العاصمة باللاجئين الذين لم يسمح لهم بالدخول عبر البوابات.
وحين يحتشد الناس بهذا الشكل، لا عجب أن يتوه طفل صغير عن أهله.
وقع بصر ‘باستو’ على حقيبتها الجلدية الوردية.
رغم صغرها، لم تكن عليها أي آثار إهمال.
ويبدو أنها تلقت تعليمًا مناسبًا، حتى عن كيفية التصرف في حال التعرض للخطف.
ثم إن امتلاك مثل تلك الحقيبة يدل على بيت ميسور وأهل يعتنون بها بحب.
فحسم ‘باستو’ أمره:
“تعالي معي إذن، إلى العاصمة.”
على أي حال، كان عليه أن يذهب إلى هناك ليقدم تقريرًا عن حجر المانا الجديد الذي حصل عليه.
“سأوصلكِ بنفسي.”
عندما اتسعت عينا الطفلة الخضراوان اندهاشًا، شعر ‘باستو’ بانقباض في صدره.
فلقد كان له يومًا طفل، كان يدعو من قلبه أن يعود إليه سالمًا.
لكن ذلك الطفل رحل إلى مكان لم يعد في متناول يده.
“تخيلي كم سينتظركِ والدكِ الآن.”
وعند سماع كلماته، ارتسمت ابتسامة مشرقة على محيا ‘تيه’.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"