بعد أن استدعت تيه سفينة الأرواح الغارقة “سفينة الأشرعة”، التقت بروح تُدعى “غريمينير”، وهو القبطان الأصلي لتلك السفينة.
ناداها غريمينير بـ”مولاتي”، وشرح لها خصائص السفينة.
“يعني… هذه السفينة تتحرك بقوة تيه السحرية، وخلال ذلك تصبح كل المنطقة المحيطة جزءاً من مجال تيه.”
لم تكن تيه تفهم ما المقصود بـ”المجال”، فاستمعت طويلاً لشرح غريمينير.
لكنها في النهاية أدركت طبيعة قوتها.
“داخل مجال تيه تتدفق ‘تيارات الأرواح’، وكل من يمسّها يسقط في حالة صمتٍ تام.”
الصمت هنا لم يكن مجرد هدوءٍ عادي، بل كان يمثل سكون أعماق البحر.
كل من يلامسه التيار يغرق في ذلك السكون الغامض.
“وحين تُشلّ الحواس داخل ذلك الصمت، تتصل أرواح الأحياء بعالم الموتى، فيرون الأرواح العالقة في الهاوية، وكلما طال ذلك، بدأت حياتهم تذبل شيئاً فشيئاً.”
تماماً كما كان يحدث الآن لكال وأتباعه.
“آآآه، إيف… يؤلمني! إنه يؤلمني!”
بدأ كال يحكّ جسده بجنون، شعره المنفوش ووجهه الشاحب يشهدان على أن قوته الحياتية تتسرب منه سريعاً.
“إذاً… إيف أصبحت روحاً هائمة؟”
لم تجد تيه ما تقوله.
كانت تدرك، من ملاحظة بسيطة، أن إيف هي زوجة باستو المتوفاة.
‘لقد علم العم باستو أن المرأة التي أحبها لم تصعد إلى السماء، بل حُبست في الهاوية…’
لم تستطع تيه أن تتخيل كيف سيكون شعوره.
“ثم…”
لكن قبل أن تُكمل، انحنى طيف إيف أمام كال ثم التفت نحو تيه.
[أيها المسكين.]
كانت ملامحها في نظر كال مشوّهة ومرعبة، أما في عيني تيه فكانت أنيقة هادئة، يكسوها ضوءٌ أزرق باهت.
[ليست مكاني فقط هو الجحيم… فالمكان الذي تقف فيه أنت، هو أيضاً جحيم.]
انهمرت الدموع من عيني إيف، ثم تحركت نحو باستو بصمت، ومدت يدها تلمس خده بلطف.
[لكن يا باستو… ابنتنا لِيليا بخير. أنا عالقة في هذا الكره الأبدي، لكن لِيليا بأمان.]
غير أن باستو لم يسمع كلماتها،
ففي مجال تيه لا يرى الأرواح إلا تيه نفسها وأعداؤها.
التعليقات لهذا الفصل "37"