فجأة، ومع هذا الحادث الدموي الذي وقع، قفزت تيه من مكانها فزعًا.
في تلك اللحظة ظهر شيء أمام عينيها.
جسد صغير أسود حالك.
عينان حمراوان تلمعان ببردٍ قاسٍ.
“كـ… كا… كامانغ؟!”
المخلوق الصغير أمامها لم يكن سوى كامانغ!
[هل استدعيتني لأستيقظ لأرى هذا فقط؟]
لكن كامانغ الذي تراه بعد زمن طويل لم يفتتح ظهوره إلا بالتذمّر بصوتٍ ممتلئ بالاستياء.
[عاجزة حتى عن التعامل مع تمرّد صغير كهذا، فبأي وجه تريدين قيادة فرقة مرتزقة…؟]
تيه حدّقت فيه مذهولة حتى نسيت أن تتنفس.
ولم تكن تيه وحدها؛ فجميع من في النزل كانوا يحدقون بعيون متسعة في كامانغ.
عندها جاء صوت بيل.
“يا… أيتها الصغيرة، أنتِ.”
كان بيل لا يزال واقفًا في مكانه، رافعًا يده النازفة التي يتساقط منها الدم، مجمدًا كأنه تمثال.
“أأنتِ… جعلتِ مخلوقك المستدعى يهاجمني؟”
اتسعت عينا تيه من شدة الصدمة.
“تيه… تيه ما عملت هيك!”
تيه أقسمت في سرها أنها لم تكن تعلم أصلًا أن كامانغ استيقظ!
“بيل، توقف.”
في تلك اللحظة، لسبب ما، اقترب باستو بسرعة من بيل.
ثم وضع قطعة قماش على يده المصابة وقال:
“لقد سمعت من نوردكس، أليس كذلك؟ تيه لم يمضِ وقت طويل منذ أن تفتحت قواها، لذلك من الطبيعي أن السيطرة صعبة. والجرح ليس عميقًا كما يبدو. لا تفعل شيئًا ستندم عليه.”
“لكن، مهما يكن!”
“ستخسر.”
أطبق بيل فمه.
كامانغ، الذي كان بجانب تيه، ابتسم ابتسامة ملتوية وكأنه كان ينتظر تلك اللحظة.
نظرت إليه تيه، ثم أسرعت وأمسكت به بين يديها.
رمقها كامانغ كأنه يسألها ماذا تفعل، لكن تيه ألقت نظرة على يد بيل النازفة، ثم قالت بصرامة:
“كامانغ، أنت… مع تيه إلى غرفة الحقيقة.”
ثم هرعت راكضة إلى الطابق الثاني.
***
في غرفة منفردة، حيث جلست تيه مع كامانغ فقط.
أطلقت تنهيدة مكتومة وهي تضغط جبهتها بيدها.
في ذهنها تذكرت حين دفعتها زميلتها هيونا في صف السمان الصغير وأصابتها.
‘المعلمة! هيونا دفعتني وجرحت ركبتي! هوااا–!’
في حي جونغنو، حيث كان يوجد روضة هانبِت التي حضرتها تيه، كان هناك قانون في غاية الأهمية:
‘مطلقًا لا تؤذي صديقًا!’
إن كان الأمر مجرد خطأ، فالعقوبة تكون ملصق “حزين” واحد، وبعدها يخرج الطفل من “غرفة الحقيقة”.
لكن إن كان عن قصد؟ فالقصة تختلف.
“كامانغ، كيف تجرؤ أن تجعل بيل أوبا ينزف؟”
قالت تيه بجدية، لكن كامانغ كان مستلقيًا على الأرض وكأنه لا يبالي، لا يحرك شيئًا سوى عينيه التي تطل عليها.
“من قال لك أن تجلس هكذا وأنا أكلمك؟”
[على مزاجي.]
“……!”
عاصفة من الصدمة اجتاحت رأس تيه.
‘ع، عادة حين يوبّخ المعلم الطفل، عليه أن يقول أنه مخطئ…!’
فالعقوبة كانت مرعبة.
من يؤذي صديقًا عن قصد كان عليه أن يبقى في “غرفة الحقيقة” لعشر دقائق كاملة.
يجلس على “كرسي التفكير” حتى يدخل المعلم ويعطيه ملصقين “حزين”.
بينما الآخرون جميعًا يحصلون على ملصقات “أحسنت”، أن يحصل المرء على “حزين” وحده كان شيئًا فظيعًا.
تيه تماسكت وأصلحت نفسها.
ثم قلّدت نبرة المعلمة ونظرت بصرامة إلى كامانغ.
“في أي حال من الأحوال! لا يجوز أن تؤذي أحدًا.”
[لكن أنتِ عضضتِ ذاك الولد أيضًا.]
احمرّت وجنتا تيه فجأة.
‘أوه، صحيح…’
لأن بيل أوبا أزعجها تصرّفت بلا وعي وعضت يده.
“لكن ما عضضت بقوة…”
لكن كامانغ لم يزد إلا باستخفاف، نافخًا أنفه.
ارتسمت على وجه تيه مسحة انكسار.
وساد الصمت الغرفة للحظة.
عندها قال كامانغ:
[لكن أحسنتِ.]
شهقت تيه وحدّقت به.
[قلت أحسنتِ. عضّك له كان جيدًا، وأشياء أخرى أيضًا. بصراحة لم أتوقع أنك ستنجحين وحدك إلى هذا الحد.]
سألت تيه بصوت خافت:
“……حقًا؟”
ثبت كامانغ نظره الأحمر عليها.
[نعم. حتى من دوني استطعتِ الوصول حتى البوابة. أدهشتني فعلًا. كنت أظنك عاجزة عن فعل شيء بمفردك.]
“…….”
[في الحقيقة، الأحمق هو أنا. علقت في سبات طويل لمجرد أنني لعبت قليلًا بخط الزمن.]
هزّت تيه يديها بسرعة.
“لا! ما فعلته كان عظيمًا! وقتها قلت إنك قلبت بُعدًا كاملًا! أصلاً قلب الأبعاد أمر في غاية الصعوبة وأنتَ….”
[ليس لأنني استهلكت الكثير من الطاقة، بل لأنني ضعيف.]
أطبقت تيه فمها.
كان كامانغ يحدق في السقف بصمت، وجهه يحمل مزيجًا من التعب والتعقيد.
وعندما كادت تيه تمد يدها إليه مترددة، أعاد نظره إليها وقال:
[لذلك الأفضل أن تظلي هكذا.]
“هكذا يعني؟”
[أن تُخفي حقيقتك. وأيضًا، من الأفضل أن تخفي حقيقتي أنا كذلك.]
“تُخفي حقيقتك أيضًا؟”
هز رأسه إيجابًا.
[أجل. يبدو أن الجميع يظنونني مجرد مخلوق مستدعى لك. دعيهم يظلّون في هذا الوهم.]
اتسعت عينا تيه، وبدأ قلبها يخفق بقوة.
“حسناً! سأفعل!”
كان كامانغ صديقها.
بل وكأنه يخفي وراءه قصة معقدة.
‘في مثل هذه الأوقات، على تيه أن تحميه!’
إن ظنّ الجميع أن كامانغ مجرد “مخلوق مستدعى” لطفلة تُخفي قوتها، فسيكون من الأسهل عليه العيش في هذا العالم.
اقتربت تيه منه بتحريك جسدها الصغير.
“لا تقلق يا كامانغ! سر كونك بوكيمون الأسطوري أنا سأحافظ عليه بسرية تامة…”
“اسمي لوكاريون.”
في تلك اللحظة، أشرقت الشمس من نافذة الغرفة.
أغمضت تيه عينيها للحظة بسبب الضوء، وحين فتحتهما، كان هناك فتى بشعر أسود جالس أمامها.
تباعدت شفتا تيه قليلًا.
‘ست سنوات… لا، سبع سنوات.’
لم تلحظ ذلك في المرة الأولى، لكن الآن بدا كامانغ بسن مقارب لإخوتها الكبار في صف “الأيائل الصغيرة”.
عاد الفتى للكلام.
“اسمي. لوكاريون.”
“……لوكاريون.”
رددت تيه اسمه من دون وعي، وعيناها تلتقيان بعينيه.
وهناك، تذكرت جونغنو.
تذكرت تلك الليلة التي شعرت فيها أن قلبها كله قد ابتلّ بمطر غزير.
حين فتحت صندوق تذكارات أبيها، شعرت كأنها تغرق وحدها في مسبح بارد.
عيناها، قلبها، أصابعها العشرة كلها كانت ترتجف بردًا، وأرادت أن تختبئ في حفرة عميقة فلا تخرج منها لمئة يوم.
لكن في تلك اللحظة، ظهر كامانغ… لا، لوكاريون.
“لوكاريون…”
هو من أخذ بيدها إلى هذا العالم، ومنحها فرصة لتلتقي بأبيها من جديد.
“لوكاريون!”
دون أن تشعر، ألقت تيه بنفسها في أحضان الفتى.
“شكرًا لك، لوكاريون!”
كانت كلمات الامتنان التي لم تستطع قولها في أول يوم.
بقي لوكاريون ساكنًا بين ذراعيها.
لكن دموعها سالت، فأسرعت تيه بالابتعاد عنه حتى لا تلطخه بدموعها ومخاطها.
وأمسكت تيه بيد لوكاريون ثم ابتسمت ضاحكة بخفة.
“شكراً جزيلاً لأنك ساعدتِ تيه…….”
نظر لوكاريون إلى تيه بملامح يملؤها الذهول.
“تعرف؟ غداً سندخل إلى العاصمة! قالوا إننا بما أننا أصبحنا فرقة مرتزقة رسمية فيمكننا الدخول الآن!”
“……حقاً؟”
“نعم! بما أن أبي كان فارساً مقدساً، فعندما نصل إلى العاصمة سأتمكن من إيجاده بسرعة!”
أومأ لوكاريون برأسه.
“بمجرد أن أجد أبي سأرد لك الجميل! ثم إذا شعرت بالتعب فيما بعد، يمكنك أن تدخل إلى حقيبتي في أي وقت لتستريح! وأيضاً، بما أنك من الآن فصاعداً صديقي المستدعى، فمن الأفضل أمام الناس أن أناديك فقط بـ’كامانغ’، أليس كذلك؟”
“هذا قليل من…….”
“كما توقعت، ‘كامانغ’ هو الأفضل!”
“……إذن لماذا سألتِني؟”
“كامانغ! هيا بنا!”
استسلم لوكاريون وهو يُسحب على مضض بيد تيه التي تشده.
وعندما مرّا عبر عتبة الباب، عاد ليتخذ من جديد هيئة التنين الصغير.
وفي مجال بصره، وقعت عينه على اليد الصغيرة لتيه وهي ممسكة بمخلبه الأمامي.
تلألأت عيناه الياقوتيتان بهدوء.
‘……كما توقعت.’
وعبر البشرة الملامسة، شعر لوكاريون بشيء يتدفّق غزيراً داخل جسده.
إنه القوة المملوءة في جسد أستيه.
ورغم أنها لا تزال غير كافية بما يكفي……
ألقى لوكاريوون نظرة تتلألأ على خصلات شعر تيه المتمايلة برفق.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات