رمشت كانا، وقد بدا عليها الذهول.

‘هل سيتنمر عليّ حقاً رغم أنني اعتذرت فوراً؟’

لقد رأت مثل هذه الحالات كثيراً أثناء لعبها دور شخصية داعمة. بعض الأبطال والأبطال الثانويين يكونون سريعي الغضب وغالباً ما يتنمرون على الشخصيات الثانوية لأسباب تافهة.

‘حتى أنهم يتجاهلون إرادة البطلة المحبوبة، لذلك عندما يتعلق الأمر بالشخصيات الثانوية الذين يكونون أقل من حصى على جانب الطريق…… حسناً، يكون الأمر أسوأ.’

كانت كانا متوترة بعض الشيء، لا تدري ما قد يقوله. وللمفاجأة، هز كيريل رأسه بخفة.

“لا. لنتحدث لاحقاً.”

“نعم، إذن لننتقل إلى غرفة تخزين أحجار الأرواح في الوقت الحالي.”

مع هذا الرد، ساروا جميعهم إلى غرفة تخزين أحجار الأرواح. كانت أحجار الأرواح البراقة وزاهية اللون محفوظين بأمان.

بعد أن أكملت كانا توجيهه، تراجعت خطوة إلى الوراء. في تلك اللحظة، تقدم الفيكونت راوند الذي استعاد رشده وأشار إلى أحجار الأرواح.

“كما ترى، إنهم محفوظين جيداً ومليئين بالطاقة.”

“نعم، أحجار الأرواح من منجم عائلة هايل الغربي ممتازين.”

أومأ كيريل قليلاً وهو يفحص أحجار الأرواح بدقة.

إن عائلة هايل واحدة من العائلات الأربع الرئيسية في إمبراطورية آرسين، مستفيدين من تركيزهم على عناصر الأرواح ومناجم أحجار الأرواح الخاصين بهم. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك شخصية داعمة أنثى من عائلة هايل ساعدت البطلة في <القديسة المزيفة>.

نظر الفيكونت راوند إلى كيريل وتحدث.

“سنحتفظ بهم كما هم ثم سنرسلهم إلى برج السحر في الموعد المتفق عليه.”

“نعم.”

أسعد رده الهاديء والمُرضي والديّ كانا وابتسما براحة.

بدا أنهما سعيدان لأن المعاملة والتواصل مع عائلة كيرتيس يسيران بسلاسة. في هذه الرواية، تحالفت عائلة راوند قليلاً مع عائلة كيرتيس، إحدى العائلات الأربع الرئيسية في الإمبراطورية.

وعندما كانوا على وشك الانتقال إلى موقع الحاجز، نظر كيريل فجأة إلى كانا وتحدث.

“هل تستخدم السيدة راوند أيضاً أحجار الأرواح؟”

“نعم؟”

رمش والداها في حيرة من تعليقه المفاجيء. كان من المفهوم أن يفاجئهما سؤاله غير المتوقع.

على الرغم من أنه ليس مُكلّف كالسحر، إلا أن عناصر الأرواح تتطلب أيضاً استثماراً كبيراً، وتعتمد بشكل كبير على مدى القرابة من الروح والموهبة. لإيقاظ المرء أو زيادة مستواه بالإجبار، يحتاج المرء إلى صب كمية هائلة من أحجار الأرواح فيه.

وبطبيعة الحال، لم تستخدم كانا راوند أحجار الأرواح قط ولم تستدعي أي أرواح. متجاهلاً الفيكونت والفيكونتيسة راوند المرتبكين، قال كيريل بصراحة.

“شعرت بوجود روح من السيدة راوند منذ وقت سابق.”

من قد ينكر أنه ساحر عبقري؟ إن حدسه حاد حقاً. لم تستدعي شريكتها العزيزة بعد، روح الرياح سيليا، ومع ذلك لاحظها.

سألته والدتها بإلحاح.

“سيد البرج، هل يعني هذا…… أن كانا خاصتنا لها صلة بروح؟”

“حسناً، نعم. ألم تُظهر السيدة راوند مثل هذا الجانب من قبل؟”

“…… لا.”

التفتوا ثلاثتهم في آن واحد إلى كانا، التي كانت تبتسم بهدوء.

‘بما أن هذا عالم يتواجد فيه السحر، الأرواح، والهالة، على عكس الروايات الخالية من العناصر الخيالية، فإن الأرواح ليست مختومة، لذلك سأكون قادرة على استدعاء سيليا.’

إذا أظهرت قدراتها رسمياً، فلن تكون هناك أي مشكلة في إعدادات الرواية حتى لو استدعت سيليا، على الرغم من كونها شخصية داعمة بلا موهبة.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت هذه الرواية أن أولئك الذين يستطيعون التعامل مع طاقة الأرواح أو المانا أو الهالة يحظون بتقدير كبير، لذلك من غير المرجح أن يتدخل والداها، كجزء من إعدادات الرواية، في تصرفاتها.

كانت تخطط لاستدعاء الروح سراً باستخدام حجر روح عندما تكون بمفردها، لكن كيريل هيأ لها الأمر ببراعة، وكانت ممتنة لذلك. عبثت كانا بفستانها، متعمدة إظهار ابتسامة مُحرجة.

“في الواقع، كنت أشعر بنوع من الطاقة مؤخراً. لم أكن متأكدة ولم أكن أعرف الكثير عنها، لذلك احتفظت بالأمر لنفسي.”

“أوه، حقاً؟ ما نوع هذه الطاقة؟”

حمل صوت كيريل فضولاً خفياً. خفف من حدة ردة فعله بعض الشيء، ربما لأنه أحد المواضيع الذي يُثير اهتمامه. ترددت كانا، متظاهرة بالتفكير، ثم حركت أصابعها وردت بشكل طبيعي.

“همم، طاقة باردة…… كالرياح.”

“إذن، من المرجح أنها روح رياح. هل رأيتِ الروح وعقدتِ معها عقداً؟”

تفحصها كيريل بتمعن وكأنه يُقيم قدراتها. كانت نظراته المهنية تركز على الروح المحتملة أكثر من تركيزه على ‘كانا راوند’ نفسها. هزت كانا كتفيها.

“لا. لم أفكر حتى في وجود روح حتى ذكرت الأمر يا سيد البرج.”

“همم، ولكن بما أنكِ استطعتِ الشعور بطاقته بوضوح، فقد تتمكنين من إبرام عقد قريباً.”

“شكراً لك. أتمنى ذلك أيضاً.”

ردت كانا بابتسامة خفيفة على حكمه السريع.

‘ما هذا؟ كيريل كيرتيس يُقدم نصيحة لشخص غريب تماماً؟ ربما لأنه مهتم بالأرواح، وليس السحر فقط، ويقوم بأبحاث بشأن أحجار الأرواح؟’

بينما كانت تفكر في نفسها للحظة، نظر كيريل إلى الفيكونت والفيكونتيسة راوند وأضاف بلا مبالاة.

“إذا استخدمتما أحجار الأرواح، فقد تكون العملية أسرع.”

“أوه.”

لمعت عينا والديها ببريق. وضعا أيديهما على كتفيها وابتسما بدفء.

“رائع! نحتاج إلى الحصول على أحجار الأرواح لتستخدمها كانا أيضاً.”

“أوه، وحتى إذا لم تكن النتيجة رائعة، لا تصابي بخيبة أمل كبيرة. بما أن سيد برج السحر ذكر ذلك، فسيأتي من الأمر شيء ما جيد.”

“نعم. شكراً لكما.”

كان ردها مهنياً للغاية، لكنهما كانا متحمسين للغاية لدرجة أنهما لم يلاحظا ذلك. رغم أنهما والديها حسب إعدادات الرواية، فهما مجرد علاقة عابرة مثل الشخصيات الأخرى، لذلك أصبحت غير مبالية بطبيعة الحال.

قابلت كانا بمهارة حماس والديها بابتسامة مصطنعة. في البداية، كان التحكم في تعابير وجهها محرجاً، لكن بعد عدة محاولات في الروايات، أصبحت أكثر خبرة.

رغم أن الضيف كيريل، التزم الصمت، إلا أن جو العائلة كان دافئاً للغاية. ابتسمت كانا بشكل مناسب يُناسب الجو، لكنها شعرت فجأة بنظرات غريبة.

أدارت رأسها بعيداً عن والديها المنغمسين، والتقت عيناها بعينيّ كيريل. أمام ملامحه الجميلة، ابتسمت بخجل عمداً.

“يا إلهي، هل كنا صاخبين جداً؟”

“حسناً، قليلاً.”

كان رده بارداً.

‘إنه يُفضّل حقاً بيئة أكثر هدوءاً، كما هو متوقع.’

كان الموقف محرجاً بعض الشيء، ولكنها ليست المرة الأولى. تعاملت كانا الخبيرة مع الأمر بسلاسة.

“أوه، أعتذر عن وقاحة إبقاء ضيفنا منتظراً. الأمر فقط أن الموضوع الذي طرحته يا سيد البرج، كان خبراً ساراً للغاية.”

“همم، هل هذا أمر يدعو للسرور؟”

“بالتأكيد. حتى الأشياء الصغيرة الجيدة ما زالت جيدة.”

أجابت كانا بشكل مناسب على نظراته المُحيّرة وصفّقت بيديها. التفت والداها المتحمسان إليها.

“حسناً، الآن وقد فحصنا أحجار الأرواح، ما رأيكما في البدء بفحص الحاجز وصيانته؟ سيد برج السحر هو شخص مشغول، لذلك من الأفضل الإنتهاء مبكراً.”

“همم، نعم.”

أومآ، مستعيدين رباطة جأشهما.

وعندما همّوا بالإنتقال إلى الحاجز، قاطعهم كيريل.

“انتظروا. دعوني آخذ حجر روح مُسبقاً.”

“نعم، تفضل.”

تنحّيا الفيكونت والفيكونتيسة راوند جانباً، مُفسحين الطريق له. دخل كيريل بخفة إلى غرفة تخزين أحجار الأرواح، وردائه الأزرق يرفرف.

بدا وسيماً كبطل فرعي. حتى مجرد المشي، صنع مشهداً خلاباً.

ما دام لا يوجد تشابك شخصي بينها وبينه، فمجرد المشاهدة ليس سيء. راقبت كانا المشهد بهدوء وكأنها مُعجبة بلوحة فنية في معرض.

بمجرد دخوله، التقط كيريل أكبر حجر روح وأكثرهم طاقة، واختفى الحجر على الفور. لقد استخدم سحراً مكانياً. راقبه الفيكونت راوند بحذر.

“هل انتهيت؟”

“نعم. لنتحرك الآن.”

تحرك الأربعة بالتتابع إلى موقع الحاجز. بإشارة خفيفة من يده، أصلح كيريل الحاجز بدقة.

حتى شخص مثلها، ليست ساحرة، استطاعت أن تشعر بموهبته الإستثنائية. إنها حقاً قدرة يُحسد عليها.

كان الموقع الأخير حديقة مُزهرة بأزهارها الزاهية اللون. مركز الحاجز في نافورة على شكل مزهرية في وسط الحديقة. تناثرت قطرات الماء من النافورة، وبدت بيضاء لامعة تحت ضوء الشمس.

لوّح كيريل بيده قليلاً في الهواء بالقرب من النافورة. سرعان ما رُمم الشق الدقيق الذي تشكل في وسط النافورة. أنزل يده وتحدث بهدوء.

“لقد انتهيت.”

“رائع، كما هو متوقع من سيد برج السحر. أنت دائماً مُبهر!”

أشاد به الفيكونت راوند بلا انقطاع. كان الثناء شيئاً تُقدمه الشخصيات الثانوية باستمرار. صفقت مع والدتها، التي شاركت والدها في المديح، ثم انحنت بأدب لكيريل.

“شكراً لك على عملك الجاد.”

“نعم.”

أومأ كيريل بلا مبالاة. في تلك اللحظة، اقترحت عليه والدة كانا، التي كانت تُحدق بينها وبين كيريل.

“بما أن كل شيء قد انتهى، ما رأيك في احتساء بعض الشاي أثناء النظر إلى الزهور في الحديقة؟ رغم أن إصلاح الحاجز قد لا يكون مهمة شاقة على سيد برج السحر، إلا أنه من الجيد أخذ استراحة قصيرة.”

بعد أن أنهت حديثها، غمزت الفيكونتيسة راوند لابنتها. كان من الواضح أنها تتوق إلى تخصيص بعض الوقت لهما بمفردهما. شعرت كانا بالإحراج.

‘آه، أكره المواقف المزعجة وغير المريحة.’

هناك أنواع مختلفة من الأبطال الثانويين، لكن للأسف، إنه من النوع غير المهذب واللطيف، بل يحافظ على سلوك بارد تجاه أي شخص سوى البطلة.

وخاصة تجاه الشخصيات الداعمة الإناث. يكره من يتمسكن به بإزعاج، لذلك بهذه الطريقة، بدلاً من تكوين رابط، قد تسمع إهانات لا داعي لها.

‘بالنظر إلى شخصيته حسب الرواية، سيرفض من تلقاء نفسه، أليس كذلك؟’

رغم أنها لا تحب الشخصيات الشائكة، إلا أنها رحّبت بالأمر في هذا الموقف. لكن كيريل حطم توقعاتها.

“حسناً.”