لاعبة الدور الداعم راوند. لاعبة الدور الداعم السيدة الشابة راوند. هذه هي المصطلحات المستخدمة للإشارة إليها.

للعودة إلى عالمها الأصلي أو لإيجاد عالم تستقر فيه دون التجول بين أعمال مختلفة كدور داعم، عليها جمع نقاط النجوم. لجمع نقاط النجوم، عليها أداء دورها الداعم بجد واجتهاد في الأعمال الأصلية.

لم يكن الأمر متعلقاً بتخصصها أو مسيرتها المهنية، بل كان الأمر كما لو أنها أصبحت ممثلة تؤدي في واقع حي.

بالطبع، هناك أساطير عن أشخاص استقروا في عالم ما من خلال الانخراط عن كثب مع الشخصيات الرئيسية أو الشخصيات الثانوية الأخرى في الرواية وخالفوا إعدادات الرواية، لكنها لم ترى مثل هذه الحالات من قبل.

‘لو كنت أعلم أن الأمر سيكون هكذا، لما قلت إنه من الأفضل أن أكون في دور داعم. تنهد، لا بأس. لنذهب ونكسب بعض نقاط النجوم.’

انتقلت من ‘غرفتها الخاصة المؤقتة’ إلى عالم المكتبة.

وسط الكتب المزدحمة على الرفوف، رأت شخصيات داعمة أخرى مصطفون أمام دائرة الأبعاد السحرية حيث يمكنهم اختيار رواية.

لاحظها أمين المكتبة، الذي كان يرشد ويشرف على الناس، ورحب بها بابتسامة ودودة.

“أهلاً بكِ يا آنسة راوند. هل أنتِ هنا لاختيار رواية جديدة؟”

“نعم.”

“لقد انتهيتِ للتو من آخر عمل لكِ، أنتِ مجتهدة جداً. لا بأس بأخذ استراحة، كما تعلمين.”

لمعت عينا أمين المكتبة بإعجاب.

أقصى مدة يمكن للاعبي الأدوار الداعمة أن يرتاحوا فيها هي سنة واحدة فقط. إذا استراحوا أكثر من ذلك، سيختفي وجودهم ببساطة. ليس من دون سبب أنها أطلقت على منزلها هنا اسم ‘غرفة خاصة مؤقتة’.

‘بالطبع، كما لو أنني أستطيع أن أستريح.’

أخفت مشاعرها الحقيقية وفرضت ابتسامة مهنية صقلتها مع مرور الوقت دون قصد.

“هاها، لا. أنا مليئة بالطاقة، لذلك عليّ أن أبذل جهداً كبيراً لأحصل على نقاط النجوم.”

“أنتِ محقة. هل أساعدكِ في اختيار رواية فوراً؟”

“سأكون ممتنة لذلك.”

“من فضلكِ، تفضلي من هذا الطريق.”

أرشدها أمين المكتبة إلى دائرة أبعاد سحرية تقع في مكان منعزل. بفضل أدوارها الداعمة الكثيرة، تم التعرف عليها بسرعة ومنحها مكاناً خاصاً.

‘على الأقل لستُ مضطرة للإنتظار، هذه ميزة إضافية.’

وقفت أمام الدائرة السحرية ذات التوهج الخافت، وفحصت قائمة الروايات التي ظهرت أمام عينيها.

「〈روايات مكتملة حديثاً〉

موقف ذلك الشرير

إليك، أيها المتألق

〈روايات متاحة حالياً〉

كانت القديسة المزيفة هي الحقيقية」

عبست وهي تنظر إلى قائمة الروايات القليلة على غير العادة.

“…… همم، هناك رواية واحدة متاحة فقط؟ عادةً، تكون هناك عدة روايات للإختيار من بينها، أليس كذلك؟”

“أوه، هذا لأنكِ تُنهين الروايات بسرعة يا آنسة راوند. الفواصل الزمنية قصيرة جداً، وهذا أمر لا مفر منه.”

تلاشت ابتسامة أمين المكتبة على غير العادة. في الواقع، كانت أحدث الروايات التي كانت فيها هادئة المحتوى، والشخصيات الرئيسية والشخصيات الثانوية كانوا من السهل التعامل معهم، لذلك تمكنت من إنهائها بسهولة.

“آه، فهمت. حسناً، لا مفر من ذلك إذن.”

لم يكن هناك خيار آخر. نقرت بلسانها بندم واختارت <كانت القديسة المزيفة هي الحقيقية>، واختصار اسمها <القديسة المزيفة>.

「〈كانت القديسة المزيفة هي الحقيقية〉

#عودة بالزمن #ندم #انتقام #حريم عكسي خفيف #من قمامة إلى كنز

عدد المشاركين: 1-2」

بفضل خبرتها كقارئة روايات رومانسية خيالية ومؤدية أدوار داعمة، استطاعت تصور الحبكة بمجرد النظر إلى الكلمات المفتاحية.

‘يبدو أن الأبطال والأشرار سيسببون الكثير من المشاكل المزعجة. ولن يكون من السهل التعامل مع شخصياتهم أيضاً.’

لاحظ أمين المكتبة أنها بالكاد تكتم تنهيدة، فتحدث بحذر.

“آنسة راوند، من فضلكِ اختاري فصيلاً.”

“نعم.”

「〈الفصيل: بطل / شرير〉」

دون تردد، اختارت فصيل البطل. مع كليشيهات كهذه، من الأفضل دائماً لصحتها النفسية اختيار فصيل البطل.

بالطبع، حتى في فصيل البطل، إذا كانت شخصية البطل سيئة، فقد تعاني عند التشابك مع البطلة، لكن هذا أفضل من فصيل الشرير. ففي فصيل الشرير، يتدمر الجميع حقاً.

إذا كان حريم عكسي، فستُدمر ليس فقط على يد البطل، بل أيضاً على يد الأبطال الثانويين. رغم أن هذا يمنح نقاط نجوم أكثر، إلا أنه من الأفضل أن تقرأ الرواية مرتين فقط بدلاً من تحمل التعب النفسي والجسدي.

‘أتمنى لو كان هناك خيار محايد.’

في أعماقها، أرادت بشدة أن تكون في فصيل محايد مثل شخصية في رواية <المساعد>. لا فصيل البطل ولا فصيل الشرير، بل فصيل محايد.

عندما انتهت من اختيارها، انبعث ضوء أبيض ساطع من الدائرة السحرية وغلّف جسدها.

“آنسة راوند، أتمنى لكِ كل التوفيق.”

أغمضت عينيها بإحكام، تاركةً وراءها وداع أمين المكتبة الرسمي.

**********

عندما فتحت عينيها، وجدت نفسها في غرفة أنيقة. ورغم اختلاف المكان، إلا أن البداية كانت متشابهة دائماً، لذلك لم يكن الأمر مفاجئاً. نظرت بهدوء إلى المرآة.

شعر بني فاتح مضفر، وبشرة فاتحة. عينان خضراوان هادئتان، أنف حاد، وشفتين ورديتين مغلقتين بإحكام.

ملامحها الرقيقة ووجهها البيضاوي أعطوها انطباعاً لطيفاً حولها.

رؤية مظهر مشابه في كل مرة جعلها تشعر بالألفة. مهما تغير مظهرها قليلاً، كان شعرها دائماً إما بنياً أو أشقراً، ولم يتغير لون عينيها أبداً عن الأخضر أو ​​الأزرق.

ثم، تسربت معلومات عن ‘نفسها’ وعن <القديسة المزيفة> إلى ذهنها كما لو كانت تقرأ رواية.

‘كانا راوند. لنبذل قصارى جهدنا هذه المرة أيضاً.’

كان اسم راوند ثابتاً دائماً، الإسم الأول فقط هو الذي يتغير. وبينما كانت تتخذ قراراً وهي تنظر إلى وجه الفتاة الخالي من المشاعر في المرآة، كسر صوت الجو فجأة.

“يا آنسة، هل أنتِ بخير؟”

التفتت، فرأت خادمة بشعر كستنائي مربوط، تحمل أدوات مكياج في يدها، وتنظر إليها بقلق. ردت كانا بهدوء.

“نعم، لينا.”

“لقد تفاجأتُ لأن ابتسامتكِ اختفت فجأة. ظننتُ أنني أخطأتُ……”

توقفت لينا عن الكلام، لا تدري ماذا ستفعل. بدا الأمر كما لو أن كانا كانت متحمسة للقاء أحدهم اليوم. اختلقت كانا عذراً بطبيعة الحال.

“لا، أنا فقط متوترة لأن سيد برج السحر سيزورنا اليوم.”

“آنسة، لا تقلقي كثيراً. كل شيء سيكون على ما يرام.”

“نعم.”

أومأت كانا ببطء. لينا، كخادمة مُقربة، طمأنتها ثم واصلت مساعدتها على الإستعداد.

‘سيد برج السحر هو كيريل كيرتيس.’

الإبن الثاني لعائلة كيرتيس من المنطقة الجنوبية، إحدى العائلات الأربع الكبرى في إمبراطورية آرسين، وأحد الأبطال الثانويين في <القديسة المزيفة>.

بصفته عبقرياً في السحر ومن عائلة كيرتيس، المتخصصة في السحر، ذُكر أنه لا يكترث بأي شيء سوى اهتماماته الأكاديمية، كالسحر أو الأرواح، وأنه لديه شخصية باردة وشائكة.

كان يحتقر أيضاً من يستسلم ويتكاسل أو يتصرف بشفقة لإفتقاره للموهبة.

عادةً لا يهتم هذا النوع من الأشخاص حتى بالشخصيات الداعمة، ولكن إذا تورطوا معهم، يُظهرون تصرفاً قاسياً للغاية نحوهم.

في قصص الندم النموذجية، يتجاهل ويحتقر بطلة الرواية قبل رجوعها بالزمن، لكنه يعاملها بشكل مختلف بعد رجوعها بالزمن، مما يجعل أشخاص مثله بطل فرعي شائك نموذجي.

كان سبب زيارته لقصر راوند هو التحقق من إصلاحات الحواجز المطلوبة وحالة أحجار الروح التي حصلت عليها عائلة راوند بطرق ملتوية.

بينما كانت غارقة في أفكارها، أنهت لينا الإستعدادات.

“يا آنسة، لقد انتهيت.”

“شكراً لكِ على عملكِ الشاق.”

غادرت كانا الغرفة، تاركة الخادمة لتنظف الغرفة. وبينما كانت تنزل الدرج، رأت الفيكونت والفيكونتيسة من عائلة راوند يُحييان بأدب رجلاً يرتدي رداء أزرق مُزين بخيوط ذهبية.

لاحظت الفيكونتيسة راوند اقتراب كانا فأشارت لها بسرعة.

“أوه، كانا. تعالي إلى هنا بسرعة.”

“نعم يا أمي.”

ردت كانا على والدتها ونظرت إلى الرجل الواقف أمامها.

شعره أشقر مصفف بعناية، عيناه أرجوانيتان كالزهور الأرجوانية، وودودتان. أنفه حاد وشفتاه الممتلئتان شكلتا انحناءة رقيقة. كان نبيلاً وسيماً يجذب الناس بطبيعته.

“كانا، كما تعلمين، هذا السيد كيريل كيرتيس، سيد برج السحر. سيد كيريل، هذه ابنتي، كانا.”

قدّمتهما والدتها بابتسامة. كان من الواضح أنها أرادت بناء صلة أو صداقة من خلال تقديم ابنتها. ولأن كيريل قد مر بمثل هذه المواقف مرات لا تُحصى، فقد ظل غير مبالي.

“آه، سيدة راوند.”

“سيد برج السحر، يشرفني لقائك.”

على عكس كيريل اللامبالي، ردت كانا بهدوء واحترام. ففي النهاية، عائلة راوند يعتبرون أتباع بسبب المكانة. فالتصرف المفرط أو غير المهذب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

في النهاية، كانت ‘السيدة كانا راوند’ في هذه الرواية شخصية تدعم بطلة الرواية، وتملأ المقاعد في التجمعات والحفلات الإجتماعية، تُصفّق وتُجري محادثات قصيرة.

ليست هناك حاجة للإطراء المفرط أو إثارة ضجة حول البطل الفرعي.

بدا الفيكونت والفيكونتيسة راوند قلقين بعض الشيء من موقف كانا اللامبالي، لكن كيريل بدا سعيد.

‘لو تشبثتُ به فجأة مُحاولة التقرب منه، لكان قد وبخني علناً نظراً لشخصيته.’

خمنت كانا ذلك بشكل تقريبي. شعر والدها بالجو المتوتر بينها وبين كيريل، فحمحم حلقه بأدب.

“احم، شكراً لك على تخصيص وقت من جدولك المزدحم لزيارتنا. إذن……”

“كفى، لنبدأ.”

لوّح كيريل بيده، قاطعاً الحديث كما لو أنه وجده مزعجاً.

‘طريقة كلامه مزعجة. لا عجب أنه بطل فرعي شائك. عليّ مساعدته في إنهاء عمله بسرعة حتى تسير الأمور بسلاسة.’

أجابت كانا بهدوء بدلاً من والدها الذي صمت للحظة.

“نعم، سأرشدك فوراً.”

“حسناً.”

في النهاية، قادت كانا كيريل. وعندما أشارت إلى غرفة تخزين أحجار الروح، لامست يدها ذراعه.

نظر إليها كيريل بنظرات غريبة. بدلاً من تحليل أفكاره، اختارت الإعتذار بسرعة.

“أنا آسفة يا سيد البرج.”

“انتظري لحظة يا سيدة راوند.”

“…… نعم؟”