“هم؟ لا يحتاج الأمر إلى سبب لتناول الأم وابنتها الطعام معًا، أليس كذلك؟”
“هكذا إذن. إذن، هل يمكنني الحديث؟”
“….”
عبست الدوقة الكبرى على كلامها.
“ستقولين شيئًا مزعجًا مرّة أخرى، أليس كذلك؟”
“ليس كلامًا مزعجًا. أمّي، لا أنوي الزواج من الدوق توسيس. أرجوكِ، ألغي هذا الارتباط.”
“هذا كلام مزعج… كيف يمكن إلغاؤه الآن؟ لا تتحدّثي بطيش، إيديليكا. من الأصل، لا يمكن للنبلاء الكبار الزواج حسب رغباتهم.”
“….”
كما في السابق، حاولت والدتها تجاهل طلبها كما لو كان نزوة طفوليّة.
عندما تتصرّف والدتها بهذه الطريقة، لم تستطع إيديليكا إقناعها أكثر.
كانت تعلم أن الكونتيسة راوم تقف خلف والدتها.
كانت صوفيا ذات شخصيّة شديدة الاعتماديّة، وكانت مرهقة من دور الدوقة الكبرى الذي لا يناسبها.
بسبب الضغط المتراكم، كانت تعتبر الكونتيسة راوم، التي تقبلها وتدعم طباعها الحقيقيّة، أكثر من مجرّد صديقة.
لذا، كانت تضغط على إيديليكا بناءً على كلام الكونتيسة راوم، وتدير الوصاية حسب رغباتها.
لكن الآن، لم يعد بإمكانها البقاء ساكنة.
إذا لم تنجح هذه المحاولة للإقناع، ستهرب إيديليكا فعلًا من قصر الدوق الأكبر بمساعدة فولتون.
“لا، أمّي. لستُ أرفض هذا الزواج لأسباب طفوليّة مثل أنني لا أريد الزواج.”
“… إذن؟”
“الدوق توسيس… ينوي ابتلاع الدوقيّة الكبرى من خلال هذا الزواج. أريد منع هذا الطموح.”
عبست صوفيا على وجهها.
“ما هذا الكلام الذي لا معنى له!”
“ليس كلامًا بلا معنى. في الواقع، إذا نظرتِ إلى الوضع السياسيّ داخل مملكة دونوفان…”
“ماذا تعرفين؟ هل تعلمين كم كان أهل دونوفان لطفاء معي؟ حتّى المشكلة المزعجة المتعلّقة بالتجارة هذه المرّة، كم خفّفوا عنّي بمساعدتهم!”
أرادت القول إنّ ذلك مجرّد طعم، لكنّها أدركت من وجه والدتها أنّه لا فائدة.
“ألا تعلمين كم هو صعب عليّ؟ الناس في الإقليم يطالبون بهذا وذاك، يقولون إنّ الميزانيّة ناقصة، هذا مطلوب، لماذا لم تُحل هذه القضيّة، انظري إلى تلك أوّلًا، هل تعلمين كم يضغطون عليّ؟”
التعليقات لهذا الفصل " 38"