“أنني عرقلتُ قدميكِ لأوقعكِ، سيّدتي… وأنني استخدمت كلمات غير لائقة. وأيضًا، أعتذر عن موقفي المتواصل غير المحترم.”
“….”
ومن المدهش أن جينيفر بدأت تُعدّد أخطاءها واحدة تلو الأخرى!
بالطبع، لم تستطع رايلي قبول كلامها بحذافيره.
‘إنّ جينيفر تتصرّف بوقاحة كخادمة الأميرة الكبرى لأنّ لديها من يدعمها.’
لم تكن تعرف التفاصيل بعد، لكن على أيّ حال، كان من المنطقي افتراض أنّ سلوكها المتغطرس لم يُعتبر مشكلة حتّى الآن بسبب موافقة ضمنيّة على الأقل من الدوقة الكبرى.
بما أنّ هذا التغيير الجذريّ حدث بعد زيارتها لمسكن الدوقة الكبرى، فمن المحتمل أنّها تلقّت تعليمات خاصّة أو أنّه تصرّف مقصود.
بعد أن أنهت تفكيرها، ردّت رايلي بحذر وبأدب لا يُمكن انتقاده.
“شكرًا لكِ على قول ذلك. لن أعتبر تلك المسألة مشكلة.”
“شكرًا على كلامكِ المتسامح، سيّدتي. هل هناك شيء يمكنني القيام به كتعويض عن وقاحتي؟”
“….”
هل يمكن لشخص أن يغيّر موقفه بهذا الشكل في غضون دقائق؟
في هذه المرحلة، كان الأمر كأنّه يصرخ بأنّه فخّ.
بالطبع، لم تكن رايلي ساذجة لدرجة أن تطلب منها شيئًا.
“أنا بخير. بما أنّكِ خادمة الأميرة الكبرى إيديليكا، أتمنّى أن تعتني بها جيّدًا.”
بدلًا من ذلك، أشارت رايلي بلطف إلى موقف جينيفر المتغطرس حتّى تجاه سيّدتها.
توقّعت أن تغضب على الفور، لكن، بشكل غير متوقّع، أومأت جينيفر بتعبير رقيق.
“حسنًا، سأخدم الأميرة إيديليكا جيّدًا.”
“نعم. إذن، إذا سنحت الفرصة، أراكِ في المرة القادمة.”
بينما تركت جينيفر خلفها، شعرت رايلي بالحيرة.
كيف يمكن لشخص يتصرّف بمثل هذه الوقاحة ويلجأ إلى أفعال طفوليّة مثل عرقلة القدم أن يتغير هكذا؟
ما إن خرج الخدم وأصبحت وحدها، همست رايلي بصوت خافت.
“… يا أطفال، هل أنتم هنا؟”
فجأة، كأنّها تستجيب لإرادتها، ظهرت جنيّة ملونة في مجال رؤيتها.
[شكرًا لأنّكِ استدعيتِنا، شكرًا!]
إذا كانت الجنيّة تعيش في قصر الدوق الأكبر، فمن المحتمل أن تعرف معلومات متنوّعة.
لكن كانت هناك مشكلة واحدة.
من الصعب الحصول على إجابات مفيدة للأسئلة من جنيّة متقلبة في وقت قصير.
لذا، سألت رايلي بسرعة.
“هل يمكنكِ مرافقتي؟”
[ممتع! سأذهب. سأذهب، سأذهب!]
ابتهجت الجنيّة كأنّها كانت تنتظر، ودارت حول رايلي.
كانت تجربة من غير المؤكد نجاحها، لكن لحسن الحظ، نجحت.
عندما كانت صغيرة، خرجت بعيدًا وتبعتها جنيّة من هناك.
لذا، توقّعت ذلك هذه المرّة أيضًا، ويبدو أنّ توقّعها كان صحيحًا.
بالطبع، لا يوجد ضمان أن تجيب هذه الجنيّة على أسئلتها بشكل صحيح، لكنّ المحاولة كانت أفضل من لا شيء.
“تمّ إعداد كلّ شيء. تفضّلي من هنا.”
“نعم.”
عندما بدأت رايلي بالسير في الرواق، تبعتها الجنيّة وهي ترفرف بأجنحتها.
بينما كانت تتحرّك بابتسامة خفيفة، شعرت رايلي فجأة بإحساس غريب.
كأنّ هناك عينَيْن تلتصقان بها بوخز.
كان اتّجاه النظرات قادمًا من الحديقة خلف الأعمدة.
عندما التفتت دون وعي، تفاجأت.
ثعلب أسود صغير كان ينظر إليها من بعيد.
‘هل يمكن أن يكون… سيّد سيرجو؟’
كيف يكون زوجها، الذي يفترض أن يكون في المنزل بهدوء، هنا؟
شعرت رايلي بالذعر.
* * *
لم تكن رايلي الوحيدة التي أُصيبت بالذعر عندما التقت عيناهما.
‘لقد وضعت تعويذة تشويه الإدراك… فلماذا تحدّق إليّ كأنّها تراني؟’
تعويذة تشويه الإدراك.
كانت سحرًا خاصًّا يستخدمه حاملوا دماء السوين، منفصلًا عن سحر برج السحر.
لم تكن هذه التعويذة مجرّد جعل الشخص غير مرئيّ بحيث لا يُمكن تمييزه.
بل تجعل من المستحيل حتّى إدراك أنّ ‘هناك شيء ما’ موجود، من خلال إخفاء الأثر، الصوت، والرائحة.
كانت إحدى التعاويذ المريحة التي يمكن استخدامها فقط في حالة التحوّل إلى حيوان، وطالما أنّ الطاقة السحريّة مستقرّة ولم يتحوّل بشكل عشوائيّ إلى حيوان، يمكن استخدام هذه التعويذة لإخفاء وجوده.
ومع ذلك، كانت زوجته تحدّق إليه كأنّ التعويذة لا تؤثّر عليها.
‘هل انكشفت التعويذة؟’
لكن لم تكن هناك علامات على اضطراب الفيرومونات، وشعر بنفسه أنّ التعويذة مستقرّة.
إذن، ما المشكلة؟
تحرّك سيرجو إلى الاشجار الجانبيّة لمراقبة ردّ فعلها.
إذا تبعت عيناها تحرّكه، فسيكون ذلك دليلًا على أنّ التعويذة لا تؤثّر عليها.
لكن، قبل أن يفعل ذلك،
توقّفت الخادمة التي كانت ترافق رايلي وسألت الفتاة المتوقّفة بحيرة.
“ما الخطب، سيّدتي؟”
“آه… الحديقة جميلة.”
نظرت الخادمة إلى الحديقة بشكل آليّ.
بالطبع، لم ترَ عيناها أيّ شيء غريب مثل ‘ثعلب أسود’ في الحديقة.
“حديقة قصر الدوق الاكبر مُعتنى بها جيّدًا هل ترغبين بمشاهدتها قليلًا؟”
“لا، لا بأس. الجميع ينتظروني، يجب أن أذهب بسرعة.”
“حسنًا، إذن…”
بدأت رايلي والخادمة بالتحرّك.
لم تتحوّل نظرة رايلي إلى سيرجو مرّة أخرى.
‘هل كان ذلك… مصادفة؟’
مالت رأس سيرجو بحيرة، ثمّ بدأ بالركض بسرعة.
إذا كانت زوجته عادت إلى المنزل ولم يكن موجودًا، فقد تظنّ أنّ شيئًا غريبًا يحدث.
لذا، قرّر الاحتفاظ بالشكوك الحاليّة في ذهنه والعودة إلى المنزل قبل زوجته.
* * *
في هذه الأثناء، كانت رايلي، التي كانت تتبع الخادمة، تميل رأسها داخليًّا بحيرة.
‘لم يكن ذلك سيّد سيرجو؟ هل رأيتُ خطأً؟’
عندما أدارت نظرها، لم ترَ ثعلبًا أسود في الحديقة.
ربّما كان وهمًا بصريًّا، أو ربّما أخطأت برؤية حيوان أسود يشبه سيرجو.
‘لكن يجب أن أكون حذرة في المستقبل.’
عند التفكير في المعلومات من العمل الأصليّ، كان سوين الثعالب يعرفون كيفيّة استخدام تعاويذ غريبة.
كان هناك تعاويذ يمكن استخدامها فقط عندما يكونون في شكل حيوان، ويقال إنّ البعض يتحوّل عمدًا إلى هيئة حيوان لهذا الغرض.
لم تكن متأكّدة إن كان ذلك سيرجو، لكن إذا صادفته بشكل غير متوقّع في مكان غريب…
‘الأفضل أن أتظاهر بعدم معرفته.’
سواء كانوا يستخدمون قوّة السوين لإلقاء التعاويذ أو التسلّل، يجب على رايلي أن تتمسّك بموقف أنّها لا تعرف شيئًا.
‘كأنني لم أرَ حتّى طرف ذيله، سأعيش كعمياء مفتوحة العينين.’
* * *
عادت جينيفر إلى الجناح الشماليّ وأدّت تحيّة رسميّة.
أومأت إيديليكا وسألت.
“هل عدتِ، جينيفر؟ كيف حال والدتي؟”
“غطت في النوم، لذا لم أرَها مباشرة، لكن والدتي أكّدت أنّ حالتها جيّدة.”
“هكذا إذن. بالمناسبة، عادت السيّدة إليستاين إلى منزلها أوّلًا.”
“نعم. التقيتُ بها في طريق عودتي وتبادلنا التحيّة.”
“حسنًا… أنوي قراءة الكتب حتّى العشاء. يمكنكِ الراحة.”
“….”
حاولت جينيفر رفض أوامر الأميرة الكبرى على الفور.
كان عليها أن تستغلّ عذر السؤال عما إذا كانت رايلي إليستاين قد ارتكبت أيّ وقاحة لمعرفة ما دار في حديثهما.
“….!”
لكن، على عكس إرادتها، لم يخرج أيّ كلام من فمها.
بسبب تعليمات متجذّرة بعمق في ذهنها.
— أنا بخير. بما أنّكِ خادمة الأميرة الكبرى إيديليكا، أتمنّى أن تعتني بها جيّدًا.
— حسنًا سأخدم الأميرة إيديليكا جيّدًا.
كان هناك إكراه يسيطر على جسدها بأنّ عليها الالتزام بهذا الكلام.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 36"