“تريد أن تقول إنّها تهرب لأنّها طائشة وتشعر بثقل المسؤوليّة، أليس كذلك؟ أليس هذا حكمًا متسرّعًا؟”
[مثير للاهتمام، أيّتها الفتاة الصّغيرة. هل تدّعين أنّكِ تعرفين ديليكا أفضل منّي، صديق طفولتها؟]
“ليس هذا قصدي. لكن حتّى المعلّم بولتون لم يلتقِ بالأميرة الكبرى منذ فترة طويلة، أليس كذلك؟ ألا يعني هذا أنّك لا تعرف بالضّرورة ما حدث لها خلال هذه الفترة؟”
[!……]
في برج السّحر، هناك تدريب يتطلّب من السّحرة الانعزال عن المجتمع لفترات طويلة.
حتّى بولتون، الذي حصل مؤخرًا على لقب المعلّم وأصبح وريث البرج، لم يتواصل مع إيديليكا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
لم يُذكر ذلك في القصّة الأصليّة، ولأنّ رايلي ليست طرفًا مباشرًا، كان عليها أن تتخيّل، لكن…
كانت متأكّدة أنّ طلب صديقة، عدت للاتّصال بها بعد ثلاث سنوات، بالهروب ليس مجرّد نزوة طفوليّة.
خاصّة أنّ الوضع السّياسيّ حول الأميرة الكبرى تغيّر بشكل جذريّ خلال هذه السنوات.
تغيّرت نبرة بولتون تمامًا.
[ماذا؟ ديليكا، هل هناك شيء يحدث فعلًا؟]
“…….”
[قلتِ إنّكِ بخير، وأنّ انهيار والدكِ لم يؤثّر عليك كثيرًا…]
عضّت إيديليكا شفتيها بقوّة.
قرأت رايلي في تعبيرها شعورًا لحظيًّا.
‘خجل…؟’
سرعان ما محت الأميرة الكبرى هذا الشّعور، ورفعت رأسها بثبات:
“حسنًا، سأخبركِ بالسّبب. لكن يجب أن يبقى سرًّا.”
“بالطّبع، سأحتفظ بالسّر.”
[هل تعتقدين أنّني سأفشي سرًّا؟ كان يجب أن تخبريني أوّلًا! أنا محبط، يا فتاة.]
كان أسلوب بولتون خفيفًا، لكنّه حمل لمحة من الاستياء.
ومع ذلك، بدا أنّه يحاول أيضًا تخفيف وطأة الحقيقة الثّقيلة التي كانت إيديليكا على وشك الكشف عنها.
تأثّرت إيديليكا بكلامه، فأظلمت تعابيرها أكثر. عضّت شفتيها مرّة أخرى، ثم تحدّثت:
“…لقد أمرتني والدتي مؤخرًا بالبدء في ترتيبات الزّواج.”
[ماذا؟ ألا يُفترض أن تبدأ عائلة الدّوق الأكبر ترتيبات الزّواج بعد بلوغ السّن القانونيّ؟]
“بالطّبع، الزّواج ليس أمرًا يُنجز بسهولة، لذا ستستغرق التّرتيبات بضع سنوات حتّى أصل إلى سنّ الرّشد.”
شعرت رايلي بشيء غريب.
ليس من الغريب أن تُجرى ترتيبات زواج.
حتّى رايلي نفسها تزوّجت من عائلة إليستاين في سنّ صغيرة.
وإيديليكا، التي من المرجّح أن تصبح الدّوقة الكبرى القادمة، لا بدّ أنّها أعدّت نفسها عقليًّا للزّواج منذ زمن.
قد تكون غيّرت رأيها ولم تعد ترغب في الزّواج، لكن حتّى لو كرهت الزّواج، فإنّ الهروب ليلًا هو تصرّف متطرّف لا يُفهم عقليًّا.
حينها، تحدّث بولتون بنبرة منخفضة:
[ديليكا…]
“…….”
[أوّلًا، أعتذر. افترضتُ أنّكِ تريدين الهروب لأنّكِ سئمتِ من منصبكِ وترغبين في إجازة. أنا آسف.]
اعتذر بصدق. ربّما طرح فكرة الرّهان حول هروبها لأنّه ظنّ أنّها بحاجة لتهدئة رأسها من نزوة الفرار.
هزّت إيديليكا رأسها، متقبّلة اعتذاره:
“لا داعي لاعتذارك. تجنّبتُ عمدًا شرح الظّروف، فكان من الطّبيعيّ أن تسيء فهمي.”
[لكن، ديليكا، ما زلتُ أشعر بالحيرة.]
كان صوته يحمل القلق لكنّه بقي هادئًا.
[أنتِ لستِ من يهرب بلا مسؤوليّة. ألم تقولي إنّكِ تريدين أن تكوني دوقة عظيمة؟]
“……”
[هل الوضع خطير لهذه الدّرجة؟]
وافقت رايلي على استنتاج بولتون. ليس مجرّد كره للزّواج، بل هناك مشكلة أخرى، أليس كذلك؟
“هل يُجبركِ أحد على الزّواج دون احترام رغبتكِ، سيّدة إيديليكا؟”
أطلقت إيديليكا ضحكة جافّة:
“هل يوجد احترام في زواج النّبلاء؟ لم أتوقّع ذلك ولو مرّة في حياتي.”
[…….]
“لكن… حتّى لو كان الأمر كذلك…”
لمع في عيني الأميرة الكبرى، التي بدت ضعيفة قليلًا، إرادة قويّة.
“إذا كان زواجي سيُدمّر الدّوقيّة والإمبراطوريّة، أليس من واجبي منعه بأيّ وسيلة؟”
“!……”
* * *
بعد أن فقد الدّوق الأكبر وعيه، كانت إيديليكا مستعدّة إلى حدّ ما للوضع.
كانت تعلم أنّها، وهي لم تبلغ سنّ الرّشد بعد، ستُقحم في دوّامة سياسيّة ضخمة.
لم يكن من الصّعب تخمين أنّ قرار الزّواج السّريع سيكون جزءًا من ذلك.
كانت عائلة الدوقة الأمّ ضعيفة النّفوذ سياسيًّا، وإيديليكا، في منتصف مراهقتها، لم تملك سلطة تُذكر.
في مثل هذه الحالة، كان من المنطقيّ اختيار زوج من عائلة قويّة لدعمها والتّعاون معها.
لكن عندما سمعت اسم الشّخص الذي تريد الدوقة الأمّ دفعها للزّواج منه، أدركت إيديليكا أنّ الأمور تسير في الاتّجاه الخاطئ.
“…دوق توسيس من مملكة دونوفان؟”
“نعم، شابّ رائع جدًا. صحيح أنّه يكبركِ بعشر سنوات، لكن… بالتّأكيد يمكنكما أن تكونا زوجين يحترمان بعضهما.”
لم يكن الأمر المهمّ أنّ دوق توسيس معروف بسمعته السيّئة أو أنّه يكبرها بكثير.
المشكلة أنّه يحمل حقّ الخلافة في مملكة دونوفان.
الأميرة الوحيدة، الأولى في ترتيب الخلافة، كانت معتلّة عقليًّا.
لذا، يمكن للدّوق، الذي يليها في الخلافة، أن يستولي على العرش إذا أراد.
فلماذا يتخلّى عن فرصة مضمونة ليصبح ملكًا ويأتي ليكون زوجًا تابعًا في دوقيّة الإمبراطوريّة؟
كان ذلك غير منطقيّ.
بمعنى آخر، خطته كانت…
‘في مملكة دونوفان، سيجعلون الأميرة ملكة دمية، بينما هو يسعى لابتلاع الدّوقيّة.’
كان واضحًا أنّ دوق توسيس ينوي الزّواج من الأميرة الكبرى الصّغيرة للسّيطرة الفعليّة على دوقيّة كورويما.
ربّما كان هذا مجرّد وهم منها. بل تمنّت لو كان كذلك.
لكن مهما فكّرت، كان زواجها من دوق توسيس سيجلب المصائب للدّوقيّة والإمبراطوريّة.
فعلت ما بوسعها. احتجّت على والدتها بأنّ هذا الزّواج غير مناسب، واقترحت البحث عن زوج آخر.
لكن النّتيجة كانت كارثيّة. ساءت أوضاعها أكثر، ونُقلت إلى مسكن آخر تحت ذريعة التّأديب، وأصبحت أكثر عزلة دون أيّ قدرة على التصرّف.
كان من حسن حظّها أنّ الدوقة الأمّ، خوفًا من أعين النّاس، لم تستطع ترك إيديليكا في الإقليم خلال موسم التّجمعات الاجتماعيّة وأحضرتها إلى العاصمة.
كان بولتون، الصديق الوحيد تقريبًا الذي يمكنها البوح له، قد أنهى تدريبه الطّويل وحصل على لقب المعلّم، فاتّصل بها.
شعرت إيديليكا أنّ هذا بمثابة حبل نجاة أخير.
* * *
“الآن لا يمكنني زيارة عائلات أخرى أو القصر الإمبراطوريّ رسميًّا دون موافقة والدتي.”
“لذلك طلبتِ المساعدة من المعلّم بولتون، وريث برج السّحر.”
إذا تمكّنت من الهروب من عائلة الدّوق الأكبر والحصول على حماية برج السّحر،
الذي لا يمكن المساس به سياسيًّا، ستتمكّن من التّخطيط لما هو قادم.
عند سماع ذلك، انفجر بولتون غاضبًا:
[يا فتاة! لماذا لم تكوني صريحة من البداية وتطلبي المساعدة مباشرة؟]
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "33"