3
▬▭الفصل 3▭▬
┊ ┊ ┊ ┊
◍ ◍ ◍ ✦
┊ ┊ ┊
◍ ◍ ⸎
┊ ┊
┊ ✦
⸎
بدأ مسند الكرسي يتشقق تدريجياً قبل أن يتحطم إلى عدة قطع. في اللحظة التي رأيت فيها ذلك بأم عيني، انفجرت ضاحكة بينما كان عقلي يعمل بسرعة.
‘إذا لعبت أوراقي جيدًا، فهل يمكنني حتى التغلب على الدوق أو ولي العهد؟’
دووم، دووم.
لكن هذه الأفكار السعيدة لم تدم طويلًا، فقد تلاشت فور استرجاعي لأحداث الرواية.
من يكونون هؤلاء؟ إنهم أبطال الرواية، الذين يتمتعون بقوة هائلة لدرجة أنهم يستطيعون تمزيق أذرع الزومبي بأيديهم العارية، والناجون الذين صمدوا في أسوأ الظروف.
أن أفكر في مواجهتهم؟ حتى ولو للحظة، كان ذلك تفكيرًا غبيًا للغاية.
مع عودة نبضات قلبي إلى هدوئها، انتهت أيضًا هذه اليقظة القصيرة.
طَرق، طَرق.
وفي تلك اللحظة، طرق أحدهم الباب، لكنه لم يكن ينتظر إذني، حيث فُتح الباب فورًا.
“كيف يمكنك فقط المغادرة هكذا؟”
ألقى ولي العهد نظرة حول الغرفة بلا معنى، ثم أغلق الباب.
“هل يدك بخير؟”
“…….”
كنت على وشك الرد باختصار بأنها بخير، لكنني كنت قد فقدت تلك الحالة الاستثنائية، واستغرقت بضع لحظات حتى أتمكن من الكلام.
“لم يكن هناك خيار آخر. لا يمكن للجميع أن يموتوا فقط لإنقاذ شخص واحد.”
لكن ولي العهد لم يستطع تحمل تلك اللحظة من الصمت، فأطلق تنهيدة عميقة وقال:
“لا أحد منا مُلزم برعايتك. ومع ذلك، فإن كل من ساعدك حتى الآن فعل ذلك من باب اللطف.”
كان غاضبًا مني، على ما يبدو بسبب غضبي على ليليا.
“ليس لديك أي حق في المطالبة بأي شيء هنا.”
ربما كان يخشى أن أستغل هذا الموقف لاحقًا وأثير المشاكل، لذا قرر أن يوضح الأمور منذ البداية.
…بالطبع، كلامه صحيح تمامًا.
أنا أدرك تمامًا أننا جميعًا نحاول النجاة بمفردنا!
ومع ذلك، لم أستطع محو صورة ولي العهد وهو يدير ظهره لي بلا تردد، ولا برودة عينيه عندما تركني ورحل.
“لذا توقفي عن التذمر بلا سبب. لا تتصرفي بعدائية مع ليليا، التي كانت قلقة عليك.”
“…….”
لم يكن الأمر أنني لا أملك ما أقوله، لكن التعبير عن هذه المشاعر بدا لي بلا جدوى الآن، كما أنني لم أرغب في التحدث بلسان متلعثم. لم أرد أن أثير أي شكوك إضافية، لذا اكتفيت بهز رأسي بصمت.
نظر إلي ولي العهد وهو يرفع حاجبيه، كما لو أنه لم يتوقع أن أستسلم بهذه السهولة.
“لو كنتِ حقًا غير مهمة بالنسبة لي، لما فتحت لكِ بوابة القصر.”
عندما رفعت رأسي، نظر إلي للحظة قبل أن يستدير، وكأن حديثه انتهى عند هذا الحد.
“انزلي. تناولي شيئًا من الطعام.”
عندما هززت رأسي نافية، عبس قليلًا قبل أن يقول مجددًا:
“سأحضره لك.”
“…….”
‘أعلم أنك لا تهتم سواء متُّ أم لا، فلماذا إذن تتكبد عناء توبيخي؟’
في النهاية، كل ما قاله لي بعد عودتي بالكاد على قيد الحياة هو : لا تكوني وقحة مع ليليا.
لم يكن لديه أي اهتمام بمعرفة كيف نجوت أو ما الذي مررت به.
***
رواية البحث عن النعيم تبدأ باندلاع كارثة الزومبي في العاصمة الإمبراطورية.
لم تُحدد الرواية بالضبط كيف بدأ الأمر، لكن في غضون أربعة أيام فقط، انتشر الوباء في جميع أنحاء الإمبراطورية دون وجود أي وسيلة لإيقافه.
في الوقت الذي كانت العاصمة تغرق في الفوضى، كان أبطال الرواية موجودين بالقرب من إقطاعية ميندويل لأسباب مختلفة.
التقوا صدفةً وتناولوا الطعام معًا، ثم قرروا العودة إلى العاصمة، لكن في تلك اللحظة، وصل رسول يحمل رسالة عاجلة لولي العهد. كانت الرسالة تتضمن تقريرًا عن حالة العاصمة وأمرًا مباشرًا من الإمبراطور: “ابتعد عن العاصمة فورًا واحمِ نفسك.”
أبلغ ولي العهد الأمر إلى جميع اللوردات القريبين وبدأ رحلة الهروب مع سكان ميندويل. لكن عندما وصلوا إلى المدن المجاورة، وجدوا أن اللوردات الذين تلقوا تحذيرًا مسبقًا من الإمبراطور قد أغلقوا بواباتهم، رافضين استقبال اللاجئين.
وافق لورد ريتين على السماح بدخول ولي العهد وحاشيته فقط، لكنه رفض السماح للبقية بالدخول. لكن ولي العهد رفض هذا العرض واختار البقاء مع اللاجئين.
حاولوا جميعًا التوجه إلى أقرب حصن، لكن بسبب ملاحقة الزومبي لهم، لم ينجُ من بين مئات اللاجئين سوى خمسة أشخاص فقط:
1. ولي العهد، إيدوريان فيندنتري.
2. الدوق هيريسدن دواين.
3. بطلة الرواية، ليليا سويدي.
4. الطفل البالغ من العمر تسع سنوات، أوفين.
5. وأنا، بينيلوب لويد.
استمرت القصة لأربع سنوات، وخلالها تمكن الأبطال من تطوير علاج وإنقاذ البشرية. رغم العقبات الكثيرة، هذا كان ملخص الحبكة العامة.
“…….”
لهذا السبب، فإن أهم شيء بالنسبة لي الآن هو إخفاء حقيقة أنني زومبي والبقاء على قيد الحياة لمدة أربع سنوات.
قد يتساءل البعض: “لماذا لا تخبرينهم بحقيقتك وتطلبين المساعدة؟”
لكن بين هؤلاء، يوجد الدوق هيريسدن، الذي قتل صديقه المقرب بدم بارد فور أن ظهرت عليه علامات العدوى.
كيف يمكن لرجل قتل صديقه دون تردد أن يمنحني، أنا بينيلوب، أي فرصة للبقاء؟
ثم هناك أوفين، الطفل الصغير الذي يرى جميع الزومبي كأعداء والديه، ويقتلهم دون تردد أو تراجع.
مع ذلك، لا يمكنني تركهم، لأن الغابة مليئة بالمخاطر، كما أن البقاء معهم يضمن لي فرصة أسرع للحصول على العلاج بمجرد تطويره.
عندما تم إنتاج العلاج، كانت العاصمة هي أول مكان تتلقّاه، وبعد ذلك انتشر تدريجيًا إلى المناطق المحيطة. لهذا، كان البقاء مع الأبطال هو الطريق الأسرع للعودة إلى كوني بشرية.
لذا، مهما كان الأمر صعبًا أو مثيرًا للاشمئزاز، كنت مستعدة لتحمل كل شيء من أجل البقاء.
***
في وقت العشاء، حيث اجتمع الجميع حول المائدة.
‘يا لهم من ظالمين، حقًا!’
حدّقت بصمت في عنق الدجاجة المغمور جزئيًا في المرق المغلي.
ولي العهد حصل على ساقي دجاج، بينما حصل الدوق وليليا على ساق وجناح لكل منهما، وكان في طبق أوفين جناحان.
أما أنا؟ لم أحصل سوى على عنق الدجاجة.
بالطبع، لم أشعر بالجوع. لم أرغب في الأكل، ولم يكن هناك حاجة لذلك أصلًا!
لكن هذا ظلم، أليس كذلك؟
نظرت إلى السبب الرئيسي وراء هذا الظلم— الطاهي، أوفين.
كان أحد سكان مقاطعة ميندويل، وقد أنقذته كل من البطلة وولي العهد من الزومبي. وفي الرواية، كان هو الشخص الذي يتولى الطبخ…
كانت والدة أوفين حاملًا حين عضها الزومبي أمام عينيه، مما جعله يحمل كراهية شديدة لهم. وإذا كان هناك شيء آخر يكرهه بنفس القدر، فكان أنا، بينيلوب.
ــ”تلك المرأة التي كانت تتمايل بالكاد قادرة على المشي، ما الحزن في موتها؟ ما كان يجب أن تكون على قيد الحياة منذ البداية.”
تذكرت كلماتي القاسية السابقة، فانخفض رأسي خجلًا.
لقد أعطاني عنق دجاج… هذا الطفل ملاك، بلا شك.
“بينيلوب، لماذا لا تأكلين؟”
تنهّد ولي العهد بعمق وهو يوبّخني.
“حتى البطاطا التي أعطيتها لكِ تركتها دون أن تمسيها.”
عندما رفعت رأسي، كان الجميع على الطاولة ينظرون إليّ. لم أرغب في لفت الأنظار، فسارعت إلى التقاط الملعقة.
“نحن في وضع طارئ لا يختلف عن زمن الحرب. ومع ذلك، ما زلتِ تتدللين بشأن الطعام؟”
بينما كنت أركز كل جهدي على تحريك جسدي المتصلب، لم يتوقف ولي العهد عن التوبيخ.
“لن يتم تحضير الطعام وفقًا لرغباتك بعد الآن. لذا، كُفّي عن العناد وتناولي طعامك فورًا.”
ثم أخذ وعائي واستبدله بوعائه، ودفع نحوي أيضًا بعض البطاطا المشوية، مشيرًا لي بأن أبدأ الأكل.
‘بصعوبة أمسكت بهذه الملعقة، والآن تريد أن تزيد العبء عليّ؟’
أمام مجموعة من الأشخاص الذين لن يترددوا في قطع رأسي عند أدنى خطأ، كان عليّ الآن خوض عرض سريالي:
زومبي يحاول تفكيك لحم الدجاج باستخدام الشوكة والملعقة… مشهد عشاء فريد من نوعه على وشك البدء.
“… لا أشعر أنني بخير، لذا سأكتفي بهذا.”
دفعت وعائي مرة أخرى أمامي، محاولة التهرب. عبس ولي العهد وكأنه غير راضٍ عن الأمر، لكنني خفضت رأسي قبل أن يبدأ في توبيخ جديد.
‘حسنًا، يجب أن آكل.’
الزومبي لديهم هضم بطيء جدًا. إن واصلت تناول الطعام في كل وجبة، ألن تنفجر بطني في النهاية؟
لكن بالنظر إلى عيون ولي العهد، بدا واضحًا أنني لن أخرج من هنا دون أن أتناول شيئًا.
أخذت ملعقة من الحساء واقتربت بها من شفتيّ، لكن…
“بالمناسبة، كيف تمكنتِ من الوصول إلى القصر دون أن يمسك بكِ الزومبي؟”
سأل أوفين بصوت هادئ، لكن كلماته كانت تحمل وزنًا أثقل بكثير.
يتبع…
┊ ┊ ┊ ┊
◍ ◍ ◍ ✦
┊ ┊ ┊
◍ ◍ ⸎
┊ ┊
┊ ✦
⸎
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 111 - مهم 2025-06-24
- 6 - ◍الفصل 6◍ 2025-03-01
- 5 - ◍الفصل 5◍ 2025-03-01
- 4 - ◍الفصل 4◍ 2025-03-01
- 3 - ◍الفصل 3◍ 2025-04-24
- 2 - ◍الفصل 2◍ 2025-02-14
- 1 - ◍الفصل 1◍ 2025-02-14
التعليقات لهذا الفصل "3"