[يبدو أن يومًا واحدًا لا يكفي. هيه، درّبي نفسكِ قليلًا.]
“أنت تعلم أنني أبذل جهدي. لم يمضِ على عودتي سوى شهرين.”
[ماذا؟ شهران فقط؟]
“عدتُ في السابع عشر من مارس، واليوم الثامن عشر من مايو. شهران تمامًا. بالنسبة لفتاة كانت بالكاد ترفع ملعقة شاي، هذا تطوّر سريع.”
[آه، لا يهم. تحسّني بشكل أسرع فحسب! من الممل جدًا أن تكوني طريحة الفراش! أنا أموووت من الملل!]
“كف عن الضجيج، أغلق فمك. رأسي يطنّ.”
[تشه.]
تجاهلت إيكي تذمّر السيف الملعون، وأخذت تمسح خدّيها المحمومَين بالمنديل. ثم استخدمت ماناها لجذب برقية نيكول من الدرج.
– من المقرر زيارة أزينكا برفقة ضيف شرف في مهمة حراسة. سنتحدث عن “الأسد الأبيض” في ذلك الحين.
“ومن هو هذا الضيف؟ ومتى الوصول؟ أعلم أن أجرة البرقيات مرتفعة، لكن كيف تغفلين عن أهم التفاصيل يا أختي نيكول…”
تنهدت إيكي وهي تُلقي بالبرقية جانبًا، فحلّقت الورقة المسحورة في الهواء قبل أن تهبط برفق داخل الدرج.
أما بشأن السيف الموجود في البلاط الإمبراطوري وفي قصر آل رواز، فلم يكن بالإمكان أن تصل إلى نتيجة بمجرد تفكيرها وحدها.
تخلّت عن التفكير، وعادت لتغوص في الأغطية.
في تلك اللحظة، بين اليقظة والنعاس، أحسّت بشخصين يقتربان من باب غرفتها.
فتحت عينيها قليلاً وراقبت الباب بحذر. لم يلبث أن دوى صوت طرق خفيف.
“الطالبة إيكينيسيا، هل أنتِ بالداخل؟ هل يمكننا الدخول؟”
“قد تكون نائمة، ألا يُعدّ الطَرق في هذه الحالة وقاحة؟”
“وماذا عن الدخول دون طرق؟ أليس ذلك أكثر وقاحة؟”
“… هذا صحيح، ولكن.”
دار بين الشخصين حوار خافت بالخارج. تعرفت على الصوتَين. كانتا فاطمة وأليس. جلست إيكي وأسندت ظهرها إلى الوسادة. فُتح الباب، ودخلت كل من أليس وهي تحمل صينية الطعام، وفاطمة خلفها.
“الطالبة إيكينيسيا! سمعتُ أنكِ مريضة!”
“مرحبًا، آنسة فاطمة. لا شيء يدعو للقلق.”
ما إن رأت فاطمة إيكي جالسة حتى أسرعت وجلست بجانبها على السرير. وضعت يديها على جبينها وجبين نفسها للمقارنة، ثم هزّت رأسها نافيًة.
“لا ينبغي أن تفكري في النهوض اليوم. انتظري، سأجلب لكِ دواءً جيدًا!”
“لا حاجة لذلك، حقًّا…”
“دعيني أعتبرها محاولة لنيل رضاكِ. لم أفقد الأمل فيكِ بعد!”
ابتسمت فاطمة ابتسامة مشرقة، ثم اختفت مسرعة من الغرفة.
اقتربت أليس، وبدت عليها علامات الارتباك، ثم وضعت الصينية أمام إيكي برفق.
“أعتذر يا إيكي… عندما رأتني فاطمة أتناول الطعام وحدي، سألتني على الفور: ‘وأين إيكينيسيا؟’ فلم أستطع إخفاء الأمر.”
“لا بأس، هذا من طبيعتها. لكن هذا الطعام…”
فتحت أليس غطاء الوعاء، فتصاعد منه البخار بحرارة شهية. كان حساء كريميًا دافئًا مليئًا بقطع اللحم الكبيرة والخضار الطرية، لطيفًا وخاليًا من التوابل القوية.
كان الطبق الذي أُحضِر للإفطار في المطعم العام هذا الصباح غير مدرج في القائمة، ومن الواضح أنه مُعَدٌ للمريض.
حين نظرت إيكي إلى ذلك الحساء بدهشة، شرحت لها أليس وهي تناولها ملعقة:
“حتى إن كنتِ ترتاحين، فعليكِ أن تتناولي طعامكِ. لقد طلبته من المطبخ خصيصًا، لذا تفضلي وتناولي وجبتكِ.”
“طلبتُ منكِ أن تذهبي للتدريب، فإذا بكِ تذهبين حتى المطبخ…”
“ستذهب إيكي للتدريب بعد أن تنتهي من تناول طعامها، فلا داعي للقلق. وإن كنتِ قلقة فعلاً، فيمكنكِ المبارزة معها بعد أن تتعافى.”
ابتسمت أليس ابتسامة لطيفة، فانخفض رأس إيكي قليلاً وهي تمسك بالملعقة.
“لـ… لستُ قلقة… شكرًا لكِ، أليس.”
كان وجهها محمرًّا قليلاً وهي تهمس بالشكر، ويبدو عليها الخجل. حاولت أليس كتم ابتسامة كانت على وشك الظهور.
منذ تلك المبارزة ومنافسة الترتيب بين الطلبة الجدد، وباستثناء وقت قتال الوحوش، أصبحت إيكي وأليس تترافقان غالبًا.
وخلال ذلك، أدركت أليس أن إيكينيسيا رواز، خلافًا لما يبدو، كانت رقيقة أكثر من المتوقع. تحديدًا، كانت تضعف أمام من يُظهر لها حسن النية أو يعاملها بلطف.
فهي تتجاوز بسهولة النوايا السيئة، لكنها تشعر بالخجل حين يتعلق الأمر بالطيبة، سواء أكانت مُقدمة إليها أم صادرة منها.
ومع ذلك، عندما تريد أن تكون صادقة، فهي تفعل ذلك بصراحة، وتُطلق كلمات مثل: “أنتِ تصلحين لتكوني فارسة” أو “أعتقد أنه سيكون من الممتع أن أشارككِ السيف”، بكل بساطة وهدوء.
نظرت أليس إلى إيكي وهي تتناول الحساء، ووجهها يحمل ملامح رضا خفي. ولم يُسمع في الغرفة سوى صوت الملعقة وهي تدق الحافة، إلى أن فُتح الباب بعنف. كانت فاطمة.
“يا فتيات! سمعتُ خبرًا مذهلًا وأنا في طريقي إلى هنا!”
دخلت الغرفة بحماس شديد، ثم وضعت زجاجة صغيرة كانت تحملها على صينية إيكي وتابعت كلامها:
“آه، هذا شراب أعشاب منقوعة في العسل، يُمكنكِ شربه مثل الشاي. إنها وصفة شعبية توارثناها في عائلتنا. مفيدة للصحة وطعمها لذيذ. على كل حال، الخبر مهم جدًا، خبر ضخم!”
“ما الأمر؟”
سألت أليس بدهشة.
جلست فاطمة على حافة السرير، وحدّقت في إيكي وأليس بعينين تلمعان.
“سأخبركما، لكن بشرط أن تنضما إلى نادينا.”
“……”
“ألم تقولا إنكما ستنضمان معًا إلى النادي حين تتقاربان أكثر؟”
“لا أذكر أنني وافقت على ذلك، آنسة فاطمة.”
“هاه، لم تنجح الخدعة… تشه.”
عبّرت فاطمة عن استيائها حين ردّت إيكي بذلك، ثم نظرت إيكي إلى الزجاجة الزجاجية التي تحتوي على العسل والأعشاب، ثم إلى وعاء الحساء الفارغ تقريبًا. كان حلقها الجاف قد ارتوى بحرارة الحساء، ومع الزجاجة ووعاء الحساء جنبًا إلى جنب، شعرت بدفء غريب يتسلل إلى قلبها.
في هذه الأثناء، تنهدت فاطمة وكأنها استسلمت وبدأت بالكلام:
“حسنًا، سأخبركما فقط. تعلمان أن في 30 مايو ستكون هناك منافسة التصنيف العامة، صحيح؟ في ذلك اليوم…”
“آنسة فاطمة.”
“نعم؟”
“ما هو نادي ‘ويزدم’؟”
أضاء وجه فاطمة فورًا بسعادة عند سماع سؤال إيكي. اقتربت منهما وهي تسند نفسها إلى السرير.
يبدو أن فاطمة، رغم دعوتها المتكررة لإيكي للانضمام إلى النادي، لم تتوقع أن تُسأل يومًا عن ماهية النادي، فتلعثمت قليلًا وهي تفكر. وبينما كانت تحاول ترتيب أفكارها، سألت أليس إيكي:
“هل تفكرين في الانضمام إلى نادٍ ما، إيكي؟”
“لستُ متأكدة، أستمع أولًا. وأنتِ، أليس؟ هل أنتِ منضمة إلى نادٍ ما؟”
“لا، لم يلفت نظري أيّ نادٍ…”
“ولمَ لا يعجبكما الانضمام إلى نادٍ؟”
تدخلت فاطمة فجأة بالسؤال. أمالت أليس رأسها قليلاً قبل أن تجيب:
“معظم النوادي الآن أقرب إلى تجمعات اجتماعية. يتجمّعون حسب الأصول والعائلات، ويتناقشون في شؤون بلدانهم، ويستدعون الفرسان أو المتدربين لإعطاء دروس. لا أقول إن هذا أمر سيئ، لكنه لا يتوافق مع ما أبحث عنه، لذلك لا أرى ضرورة للانضمام في الوقت الحالي.”
كان ذلك جديدًا على إيكي، فهي كانت تعيش حياة مختلفة تمامًا عن تيار الأكاديمية. فقد كانت ملابسها غريبة الأطوار، كما أنها منذ اليوم الأول دخلت الأكاديمية بصفة “مساعدة” وتلقت تدريبًا خاصًا على يد باراها.
“الآن وقد تذكرت… السيد باراها ذكر أن هناك نوادي تضم أشخاصًا مثل بريد… وأمثاله.”
تذكرت كيف صُدمت آنذاك من وجود نوادٍ مليئة بالمعتوهين.
هزّت فاطمة رأسها وهي تستمع إلى أليس، ثم التفتت إلى إيكي وسألتها:
“وأنتِ، إيكينيسيا؟ لماذا لا تهتمين بالانضمام إلى نادٍ؟”
“أنا فقط لا أحب التقيّد بحركات جماعية. لا أحب أن أُقيد.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 41"