Chapters
Comments
- 1 منذ 7 ساعات
التعليقات لهذا الفصل " 1"
شكرا على الفصل وعلى ترجمتك الجميلة🌷🪻
‘كنتُ أعلم أن هذا سيحدث.’
أغمضت رايلين عينيها بهدوء، ونظرت إلى ثيرون الممدّد أمامها على الأرض.
للوهلة الأولى، بدا وكأنه نائم. وللتأكد، وضعت إصبعها أسفل أنفه، لكن ما إن فعلت حتى ارتجفت وسحبت يدها إلى الخلف بخوف.
لم يكن هناك نَفَس.
لم تُقرب أذنها من صدره، لكنها كانت واثقة أن قلبه قد توقّف أيضًا.
“أنتَ حقًا…”
توقّفت الكلمات في حلقها، وخرج منها أنين مكتوم لم يكتمل.
لقد قتلت البطلة البطل!.
—
رايلين جروجيا، الابنة العزيزة لدوق جروجيا، المولودة في بيتٍ يفيض بالثراء، وتحيط به مكانة تفوق حتى احترام العائلة الإمبراطورية، وجمال يأسر الأنظار، وطبيعة ودودة لم تتجاوز حدودها رغم برودتها الظاهرة.
امرأة حظيت منذ ولادتها بالحياة التي يحلم بها الجميع.
‘تلك أنا.’
شخصية خيالية من رواية؟ نعم، بالضبط.
رايلين جروجيا هي شخصية ثانوية في رواية بعنوان «الشريرة المتجسدة تفسخ خطبتها»، أو اختصارًا ‘ش.م.ت’.
يكفي عنوان الرواية لتفهم محتواها:
فتاة من عالمنا دخلت جسد الشريرة في الرواية الأصلية، مزّقت الأحداث المرسومة سلفًا، وتورطت بعلاقة مع البطل الأصلي، ثم انتهت قصتها بزواجٍ سعيد وحياةٍ أبدية مفعمة بالحب.
أما دور رايلين جروجيا؟.
فكانت الصديقة الأقرب لتلك الشريرة، وذراعها اليمنى، أو بعبارةٍ أدقّ، خادمتها المطيعة التي يمكنها استخدامها كما تشاء.
بل وأكثر من ذلك، كانت مستودع أسرارها ومتنفّسها العاطفي، وذلك لأنها تمتلك قدرة فريدة. رايلين كانت ترى المشاعر البشرية على هيئة كلمات.
فعلى سبيل المثال، رغم وجه ثيرون الهادئ الذي لا يُقرأ، كانت رايلين ترى إلى جانبه كلمة «ارتباك» أو «خفقان» تطفو في الهواء.
وبكلمة أخرى، رغم امتلاكها لأفضل قدراتٍ يمكن تخيلها، لم تكن سوى شخصيةٍ صُممت لتكون ظلاً للبطلة المتجسدة.
وقد أدّت هذا الدور على أكمل وجه، معتقدةً أنه إن فعلت ذلك، فستنتهي هذه الرواية البائسة أخيرًا، وستتمكن من عيش الحياة التي ترغب بها.
‘نعم، لقد تجسّدتُ في هذه الرواية الرومانسية اللعينة بصفتي رايلين.’
لم يكن هناك طريقٌ للعودة إلى عالمها الحقيقي، فقد ماتت هناك بالفعل، بمرضٍ عضال في الكبد.
لم تعرف سبب تجسّدها، ولم تهتمّ بمعرفته.
‘إن كان هذا تعويضًا عن حياتي البائسة السابقة، فليكن. وإن كان مجرد تعويض من الحاكم، فلا بأس أيضًا. كل ما أردته هو أن أعيش هذه الحياة كما يجب.’
لذا فعلت كل ما بوسعها لمساعدة الشريرة، لتضمن زواجها من البطل الأصلي، وتوصل القصة إلى نهايتها السعيدة.
‘إذًا، لماذا؟.’
“لقد رأيتِ، أليس كذلك؟.”
صوتٌ بارد تسلل خلفها، وأصابع متجمّدة صعدت على عنقها لتلامس أذنها، بانسيابٍ يشبه زحف الأفعى.
ظفرٌ حادّ مرّ على طرف أذنها برفق… مرة، ثم مرةً أخرى.
“رايلين.”
تحرّكت شفتاها، لكن لم يخرج منهما صوت.
توقّف الزمن لحظةً وهي تطرف بعينيها. ثم شهقت.
“لقد رأيتِ! رأيتِ! أنتِ فعلاً رأيتِ ذلك!.”
اتسعت عيناها حدّ الاتساع وهي تُسحب من شعرها إلى الخلف بعنف.
وفي بؤبؤيها الزمرديَّين انعكست صورة صديقتها الوحيدة في هذا العالم. بطلة الرواية، كاثرين، الشريرة المتجسدة.
كانت كاثرين تبتسم… ابتسامةً واسعة حتى بدت شفتيها على وشك التمزّق.
تغمرها نشوةٌ مجنونة، أمسكت بيد رايلين ودارت بها كراقصةٍ في حفلٍ مسكونٍ بالجنون، غير مباليةٍ بذهولها.
“يا للأسف، صادف أنكِ شهدتِ موته أثناء جلسة شايّنا المميزة؟.”
“مـ… مميزة؟ لكن قبل قليل، أنتِ… كنتِ…”
لم تصل احتجاجات رايلين المرتبكة إلى أذنها.
“لا بأس، لا يمكن إصلاح الأمر الآن.”
ابتسامتها المشرقة، رغم أن جثة الرجل الذي أحبّته كانت ممدّدة أمامها، جعلت قلب رايلين يضطرب خوفًا.
دفعتها كاثرين أرضًا بقسوةٍ، كما يُرمى المهمل، ثم اقتربت من جسد ثيرون الخالي من الحياة.
“ماذا… كاثرين؟ ماذا تعنين بقولكِ لا يمكن إصلاحه؟!.”
تمتمت رايلين وهي تحاول رفع رأسها المرتجف بصعوبة، لكن كاثرين لم تجب.
كانت تنظر إلى ثيرون بعينين حالِمتين، وتمتمت بصوتٍ متكسّر:
“كنتُ أعلم… لا يمكن أن يكون واحدًا فقط. إنه البطل الأصلي بعد كل شيء، الرجل الذي تعشقه كل نساء العالم. لا بد أنه لم يكن مع جوليا وحدها. مستحيل أن تكون الوحيدة!.”
رغم ابتسامتها، كان الجنون قد بدأ يتسرّب إلى صوتها.
“آه يا ثيرون… أيها الوغد… كم من النساء لعبتَ بهنّ؟ كم واحدة خدعتَ؟ كم عشيقةً أخفيتَ عني؟!.”
ومع كل كلمة، أخذت تضرب صدره بيديها كمن فقد عقله.
“لم تكن تلك الحقيرة وحدها، أليس كذلك؟! قلتَ لي إنك ستنظر إليّ فقط! وعدتَني! وعدتَني أنك إن منحتُك نفسي، فستمنحني نفسك!.”
صوتُ ارتطام قبضتيها بجسده الخامل تردّد كصوت لحمٍ يُضرب بعنف.
راقبت رايلين الكلمات التي راحت تظهر بجانب كاثرين: غضب، كراهية، غيرة، حب، وإيمان أعمى.
أرادت أن تصرخ، أن تهرب، لكنها لم تستطع.
جسدها كله كان مشلولاً، لم تتحرك حتى أصابعها، بفعل ما فعلته كاثرين بها.
بعينيها فقط، استرجعت رايلين اللحظات التي سبقت هذه النهاية.
هل كانت غافلة حقًا؟.
لا.
لقد أدركت منذ البداية أن النهاية السعيدة بين البطل الأصلي والشريرة لم تكن إلا بداية الكارثة.
“رايلين، أشعر بالقلق.”
“لا تقلقي، ستكونين سعيدة.”
لكن الكلمة التي رأتْها حينها بجانب كاثرين لم تكن قلقًا… بل شكًّا وغضبًا.
“هل يحقًا يحبّني ثيرون؟.”
“بالطبع، إنه يحبك أكثر من أي أحد.”
حتى في تلك اللحظة…
“رايلين… أحب ثيرون كثيرًا، حتى إنني لا أعلم ما عليّ فعله.”
حتى حينها، كانت الكلمة التي ترافق كاثرين دائمًا هي الشك.
حتى عندما كانت تضحك مع ثيرون، وتظهر بينهما كلمة حب، كانت كلمة الشك تحوم في الظلّ خلفها.
عرفت رايلين ذلك، لكنها تجاهلته بابتسامةٍ متعبة.
فقد ظنّت أن اضطراب كاثرين مبرَّر، باعتبارها امرأةً تجسدت في جسد الشريرة في رواية محدّدة المصير.
وحين جاءها ثيرون قائلاً:
“آنسة جروجيا، كاثرين تتصرّف بغرابة مؤخرًا. تتهمني بأشياء لم أفعلها. هل تعلمين شيئًا عن ذلك؟.”
أجابت بابتسامةٍ واهنة:
“يا للأسف، يبدو أنها متوترة قبل الزفاف. سأراقبها جيدًا، لا تقلق يا دوق.”
لو أنها، في تلك اللحظة، حذرته من كاثرين بدلاً من تهدئته…
هل كان يمكن أن يتغيّر شيء؟.
على الأقل، قبل يومين من الزفاف…
“كاثرين، جوليا تقيم في قصر بيننغهام.”
“حقًّا؟ شكرًا لإخباري… بيننغهام، أليس هذا المكان الذي زاره ثيرون قبل شهر؟.”
لو أنها أدركت الخطر حينها…
لو أنها فعلت شيئًا عندما وُجدت جوليا ميتة يوم الزفاف…
أو لو أنها رفضت تلبية طلب كاثرين بجلب سمٍّ عديم اللون والرائحة بحجة أن لديها ‘شيئًا لتتولى أمره’…
لكنها لم تفعل، ولن تعرف أبدًا ما كان يمكن أن يحدث لو فعلت.
“رايلين.’
كاثرين التي كانت تضرب جثة ثيرون بجنون، ثم احتضنته كأنه أعزّ ما تملك، نادت بصوتٍ خافت.
“رايلين؟ لِمَ لا تجيبين؟ ألا تريدين التحدث مع المرأة التي قتلت الرجل الذي تحبينه؟.”
‘لا… لم يكن بيننا شيء. لم أفكر فيه يومًا بتلك الطريقة.’
لكنها لم تستطع الدفاع عن نفسها. فالقتيل لا يتكلم، وهي مشلولة لا تستطيع النطق.
“صديقتي العزيزة…”
همست كاثرين، شاحبة الوجه كطيفٍ وسط النهار.
“كنت أعلم… كنتِ تحبين ثيرون.”
‘لا، لم أفعل.’
“كنتِ تهمسين له بكلمات خلف ظهري.”
‘لم أفعل. كنا نتحدث عنكِ فقط.’
“كنتِ تتبادلين معه النظرات حين كنا معًا.”
‘أبدًا! لم يحدث هذا قط!.’
“رايلين، لن أسامحكِ أبدًا.”
‘تسامحينني على ماذا؟! لقد اختلقتِ جريمة في خيالكِ وصدّقتِها، ثم تتحدثين عن الغفران؟! أنتِ المريضة! تحتاجين إلى علاجٍ وعقلٍ راشد!.’
لكن صرخاتها لم تجد سبيلاً إلى الهواء.
كاثرين قتلت ثيرون… ثم قتلت رايلين أيضًا.
—
“هاه!.”
استيقظت رايلين فزعة، تتصبّب عرقًا باردًا.
“آنستي؟! آنستي، هل أنتِ بخير؟! يا إلهي، وجهكِ شاحب! سأنادي الطبيب فورًا!.”
راقبت رايلين خادمتها وهي تهرع خارج الغرفة، ثم رفعت يديها المرتجفتين ببطء.
تنفّسها المتقطع، العرق المتساقط على كفّيها…
في تلك اللحظة، أدركت الحقيقة.
لقد عادت رايلين إلى الماضي.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
شكرا على الفصل وعلى ترجمتك الجميلة🌷🪻