بوووه.
‘ذلك الرجل الضخم قال هذا حقًا؟’
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها الممتلئتين.
لكن في تلك اللحظة، دوّى صوتٌ حادّ في الممرّ.
“سيدتي، هل أنا… أضحكك؟”
يا للمصيبة.
‘لقد نسيت تمامًا أنها كانت هنا.’
كانت الليدي إيفانجلين ترتجف غضبًا، كأنها تلقت إهانة لا تُحتمل.
كانت قبضتها المشدودة ترتجّ بعنفٍ مريب.
—
‘لا… لا يُعقل.’
هل تنوي الضرب حقًا هنا؟
لكن لا مجال للاطمئنان.
‘بعض الناس يفقدون رشدهم عندما يشتد الغضب.’
بدأت أقترب من سيدتي بخطواتٍ حذرة.
في تلك اللحظة، ارتفعت يد الليدي إيفانجلين بعنفٍ في زاويةٍ حادّة.
‘الوجه لا! وجه سيدتي ليس شيئًا يمكن المساس به!’
قفزتُ بسرعة لأقف أمامها، حاجزةً بينهما.
لكن الأحداث سارت بطريقةٍ لم أتوقعها.
ثَك!
“……هاه؟”
“هاه؟”
التي سقطت بطريقةٍ مأساوية على السجادة لم تكن أنا، ولا سيدتي، بل الليدي إيفانجلين نفسها.
كان ذيل فستانها الفضيّ ينتشر على الأرض في مشهدٍ بائس، بينما كانت تغطي كتفيها كأن أحدًا دفعها.
‘ما الذي تفعله بحق السماء؟’
“ما الذي يحدث هنا؟”
“كال!”
يا إلهي.
التفتُّ ببطءٍ، محاوِلةً كتم أنفاسي.
خلف سيدتي، كان يقف الكونت ومعه عمّته النبيلة.
“يا آنسة إيفانجلين، ما الذي حدث؟”
ركضت الكونتيسة العجوزة بخطواتٍ سريعة نحو الليدي وساعدتها على النهوض.
وتجمّد الهواء في الردهة من شدّة التوتر.
“سيدتي، نحتاج إلى تفسير.”
“……تفسير؟ أنا؟”
“ومن غيركِ يمكنه أن يشرح ما جرى؟”
كان صوته باردًا كحدّ السيف، فتوترت كتفا سيدتي بشدّة.
ثم اقتربت الليدي إيفانجلين وهي تتظاهر بالعرج.
‘يا لها من ممثلة بارعة.’
لقد سقطتُ من قبل، وأعرف أن هذه السجادة سميكة لدرجةٍ لا يمكن أن تؤذي أحدًا.
‘إلا إن كانت عظامها مصنوعة من معكرونة مطبوخة.’
مدّت يدها الرقيقة تمسك بذراع الرجل بخفةٍ متصنعة.
“لا بأس، لا تلوم السيدة، من فضلك. أعني… الكونت، رجاءً.”
“كيف لا بأس؟ لقد سقطتِ أرضًا. كال؟”
“نعم، يا عمّتي.”
كانت عيناه السوداوان باردتين كالليل.
رفع يده إلى جبينه وتنهد ببطء.
“هاه… سيدتي.”
“لا! أرجوك، لا تلمها! أعلم أنني كنت مزعجة لها. صحيح أنني صديقة مقربة من كال، لكن…”
كان الجوّ كله يوحي بأن سيدتي هي التي دفعتها.
وصُدمت كلارا لدرجة أنها لم تستطع النطق.
‘لقد رأيت هذا المشهد في روايةٍ من قبل.’
البطل يسيء الفهم، والبطلة تُتَّهم ظلمًا…
وفي النهاية، يستمر سوء الفهم حتى الجزء التالي من القصة.
‘ليس هذه المرة.’
لكن ما فائدة أن أقول “سيدتي لم تدفعها”؟ لن يصدق أحد.
لذا…
نظرتُ إلى الليدي التي كانت تذرف دموعًا مصطنعة.
‘يا للبراعة…’
لكن ما يجعل التمثيل عظيمًا هو—
“يا كونت!”
“نعم؟ تفضلي، فسّري لنا إذًا—”
“أنا التي دفعتها! أعتذر بشدّة!”
آهٍ يا فتاة، ما أجرأكِ!
ركعتُ فجأة على ركبتيّ، وضممتُ يديّ أمام صدري.
لم يكن ثوبي فاخرًا كالليدي، لذا لم تنتشر تنورتي بتلك الأناقة، لكنها كانت لحظة درامية بحق.
“الليدي إيفانجلين كانت ستحاول دفع سيدتي، فتصرفت غريزيًّا لأمنعها، لكنني… دفعتها دون قصد!”
“سونِت!”
“ماذا؟”
التعليقات لهذا الفصل "27"