لم يكن لدى “فينوس” أي طريقة غريبة للتواصل مثلما تفعل، كما أنه لم يكن قادرًا على الكلام بعد، لذا كان يعبر عن أفكاره من خلال تعابير وجهه.
“أي كذبة تحاول أن تبيعها الآن؟”
عندما أظهرت “روزيل” تعبيرًا مستهزئًا، بدا “فينوس” وكأنه ابتلع سلة كاملة من البطاطا الحلوة.
[يمكنني الشعور بشخص يقترب من بعيد، لذا توقف عن هذا الآن.]
ارتسمت على شفتي “روزيل” ابتسامة ساخرة وهي ترفع زاوية فمها عاليًا، ما جعل وجنتها الممتلئة تبرز بشكل واضح.
[أقول لك، إنها قادمة بالفعل!]
“هراء، لا أريد سماعه.”
أمسكت “روزيل” بشعر “فينوس” وأجبرته على تحريك رأسه بعنف يمينًا ويسارًا. رغم ذلك، كان لا يزال يحدق باتجاه الباب.
“ما هذا؟ هل هو قادم حقًا؟”
لمحت “روزيل” الباب بطرف عينيها الخضراء الصافية. وفي تلك اللحظة، ضرب “فينوس” يدها بقوة.
صفعة!
“آه!”
شعرت بألم لاذع أشبه بلسعة نحلة، فتراخت قبضتها لا إراديًا. تجمعت الدموع في عينيها بينما انقبضت ملامحها.
“وااااه!!”
رغم أن عقلها كان عقل شخص بالغ، إلا أن جسدها الطفولي كان يخذلها في بعض الأحيان، فتجد نفسها تتصرف كطفلة صغيرة دون سيطرة على مشاعرها. وهذه اللحظة كانت واحدة من تلك اللحظات.
كان الإحساس بالظلم والغيظ يتغلغل في قلبها، فدموعها انسابت بلا توقف. لم يكن من المقبول أن تتلقى ضربة من طفل فظ الطباع مثل هذا!
بينما كانت تتلوى وتبكي بحرقة، بدأ “فينوس” بتحريك أصابعه بارتباك.
[لم أضربك بهذه القوة لتبكي بهذا الشكل….]
“هوووووااااه!!”
مع احتجاجه، علا صوت بكاء “روزيل” أكثر. أخذ “فينوس” يتلفت يمنة ويسرة بحثًا عن حل، ثم تذكر شيئًا كان قد نسيه تمامًا. فجأة، ألقى بجسده على السرير حيث كان مستلقيًا سابقًا.
“بوووم.”
ما إن لامس ظهره الفراش الناعم حتى فتح الباب على مصراعيه.
“أوه، يا إلهي!”
عندما رأت “نارشيا” الدموع الغزيرة المتساقطة من عيني “روزيل”، أسرعت إلى وضع زجاجة الحليب التي كانت تحملها على الرف القريب، ثم هرعت نحو السرير وحملت “روزيل” بين ذراعيها برفق.
“ما الذي يبكي أميرتنا الجميلة، روزيل؟”
عندما ربتت “نارشيا” على ظهرها بحنان، بدأ غضب “روزيل” وإحساسها بالظلم يتلاشيان قليلًا.
لكن، عندما فحصت “نارشيا” يدها، اتسعت عيناها بقلق.
“أوه، ما هذا على ظهر يدك؟ هل اصطدمت بحافة السرير؟”
راحت تتحسس يدها بحذر، عندها بدأت “روزيل” تصرخ وتشتكي، لكن كل ما خرج منها كان مجرد تمتمات غير مفهومة.
“تبا!”
“ما الفائدة من قدرتي على التفكير بجمل كاملة إذا كان كل ما أستطيع قوله هو الهمهمة؟”
أحست بإحباط مضاعف.
—
ظل القلق يساور “نارشيا” بشأن يد “روزيل” حتى استدعت الطبيب، ولم تشعر بالراحة إلا بعد أن أكد لها أنها بخير تمامًا.
وبعد ذلك، شغلت نفسها بأعمال أخرى؛ أطعمت “روزيل” الحليب، وغيّرت حفاضها، وعندما بدت وكأنها ستأخذ استراحة أخيرًا، نظرت إلى الساعة وقالت:
“أوه، لقد حان وقت الاستحمام.”
تمتمت بهذه الكلمات قبل أن تغادر الغرفة، تاركة “روزيل” و”فينوس” وحدهما. تبادل الاثنان نظرات حادة دون أن ينطق أحدهما بكلمة.
عندما التقت نظراتهما، ارتعش “فينوس” قليلًا. لم يكن ذلك خوفًا، بل لأنه وجد مظهرها مثيرًا للضحك بشكل لا يُصدق.
وجهها الطفولي، خدودها الممتلئة التي انتفخت على جانب واحد بسبب ميلان رأسها، عيناها المتورمتان من البكاء، وآثار الحليب الجافة على شفتيها… كانت أشبه بكتلة صغيرة من الفوضى.
لكن “روزيل”، غير مدركة لهذا، ظنت أنه قد ارتعد خوفًا منها. شعرت بفرصة لإثبات هيبتها كأخته الكبرى، فحدّقت به بعينين شرستين وأظهرت أسنانها في تحدٍّ.
“غروووم… كنت في حياتي السابقة شخصًا يُدعى ‘الكلب المجنون’، أيها الوغد!”
كانت نيتها واضحة، لكنها نسيت أمرًا بالغ الأهمية…
“تشوووب.”
بما أنها لم تكن تملك أسنانًا بعد، فإن كل ما فعلته كان فتح فمها ليجعل لعابها يسيل بغزارة.
بدلًا من إظهار مظهر شرس، بدت كرضيعة عديمة الحيلة تسيل منها اللعاب بلا توقف.
“اللعنة، يا لها من إهانة.”
رفعت يدها بسرعة لمسح خدها الرطب، لكنها بدلاً من ذلك صفعت نفسها بقوة.
“طعخ!”
فتحولت إلى “إنسانة حمراء” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وجهها احمرّ كحبة كاكي ناضجة.
“وااااه!! هذا محرج جدًا!”
نظر “فينوس” إليها بوجه خالٍ من أي تعبير، وكأنه عاجز عن تصديق ما يرى.
[كيف يمكن لشخص ما أن يعتبر هذا الموقف خطيرًا؟ هذا محرج بحق.]
“ماذا قلت أيها الوغد؟!”
“إييينغ!”
[لا تفتحي فمك، سينزل منه اللعاب.]
—
راح “فينوس” يراقب شقيقته التوأم التي أحدثت كل تلك الفوضى بنفسها. قبل ساعات فقط، كان في حالة تأهب منها بسبب تصرفاتها الغريبة التي تشبه تصرفات شخص متجسد من حياة سابقة. أما الآن، فلم يكن يشعر سوى بالدهشة من سخف الموقف.
[هل نمتِ؟]
“….”
[هاه… هل نمتِ حقًا؟]
حدق بها طويلًا، متشككًا فيما إذا كانت تتظاهر بالنوم.
لكن عينيها الخضراء، التي بدت كأوراق شجر الربيع، كانت مغمضة تمامًا، وشفتاها مفتوحتان قليلًا، فيما كان بطنها الصغير يرتفع وينخفض بتناغم مع أنفاسها المنتظمة. لم يكن هناك شك؛ لقد غرقت في نوم عميق.
[لقد نامت بالفعل…]
قبل لحظات فقط، كانت تلك الفتاة تحذر منه بشدة، لكنها دخلت للاستحمام ثم عادت وهي نائمة. كان هذا أمرًا محبطًا للغاية.
كيف لها أن تنام هكذا، دون أدنى ذرة من الحذر؟ فماذا يعني ذلك له، وهو الذي كان ينتظرها بعيون حادة، مستعدًا للحديث الجاد؟
“هاه…”
تنهدَ فينوس ومسح وجهه براحته. بدأ يشعر بالسخافة، كيف له أن يحذر من شيء يبدو بهذا الهزال؟
مدّ يده ونظر إليها. كانت مختلفة تمامًا عن يديه في حياته السابقة، التي كانت خشنة وسميكة. أما الآن، فقد أصبحت صغيرة وممتلئة، ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع إلحاق أي ضرر بأحد.
نظر إلى يده، ثم إلى روزيل النائمة بجانبه.
قبل قليل، بكت بحرقة فقط لأنه ضربها بهذه اليد الضعيفة. بالكاد لمسها، لكنها انهارت في بكاء شديد. ومن ذلك، أدرك أنه بخلافه، لم تكن تملك أي قوة على الإطلاق.
ضيّق عينيه وحدّق في جسد روزيل بدقة. راقبها مرارًا وتكرارًا، لكنه لم يشعر بأي طاقة داخلها.
“هذا مريب…”
ومع ذلك، لم يكن هناك شيء غير طبيعي في جسدها، لذا قرر مراقبتها فقط في الوقت الحالي. أجل، سيترك هذا الأمر جانبًا حتى تتمكن من التحدث.
—
“يا إلهي… هل نمت أثناء الاستحمام؟”
أرادت روزيل أن تكمل حديثها مع فينوس عندما بقيا بمفردهما، لكنها غرقت في النوم داخل الماء الدافئ الذي أحاط بجسدها بلطف.
مستلقية على السرير، استمعت إلى زقزقة العصافير ونظرت إلى ضوء الشمس الخافت المتسلل عبر النافذة، ثم أطلقت ضحكة ساخرة. لكن فجأة، سقط ظل رمادي قاتم على وجهها.
كان صاحب الظل هو فينوس، الذي كان يحدّق بها بعينين خضراوين باردة.
ضيّق عينيه ونادى عليها بصوت منخفض ورزين:
[أنتِ.]
التقت عيناها العسلية بعينيه مباشرة.
[لقد نمتِ جيدًا البارحة.]
رغم أن نبرته كانت هادئة، إلا أنها شعرت بأنها مليئة بالسخرية. أدارَت عينيها إلى الجانب، متجاهلة نظراته الحادة.
[بما أننا لا يمكننا التحدث الآن، فلن أحقق في هويتكِ فورًا.]
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات