“لماذا تقول شيئًا كهذا؟ إنه إمبراطور زاكادور وزوجي انتبه لكلماتك.”
“إنه رجل يعبث بالنساء بلا خجل. لهذا السبب، حتى بالنسبة لجلالتكِ، تأتي كلمة إمبراطور قبل زوج، أليس كذلك؟”
ضرب فلينت مكان الألم. كانت يد إليانا الممسكة بمسند الذراع، ترتجف احمرت عيناها. بدا وكأن الدموع ستسقط في أي لحظة.
“مارسيل هو الإمبراطور. رجال فيانتيكا لا يحبون امرأة واحدة فقط، أليس كذلك؟”
“إمبراطور فيانتيكا لا يتزوج بأكثر من زوجة. على الأقل رجال فيانتيكا يدركون أن هذا السلوك مخز. أليس هذا سخيفا؟ يسمح زاكادور رسميا بتعدد الزوجات لكنهم ما زالوا يحتقرون الأطفال غير الشرعيين.”
“لماذا تقول لي ذلك إمبراطورة زاكادور؟”
“لأنني أجد ثقافة زاكادور منفرة، ألا تجديها كذلك؟”
حتى قبل وصوله إلى قصر زاكادور، كان فلينت يعلم أنه لن يتمكن من تحقيق رغبة داميان روسانا في إعادة إليانا إلى الوطن. حتى بين حلفائه، ساورتهم الشكوك. بمجرد النظر إلى موقفهما الآن، اتضح أن الإمبراطورة إليانا والدوق داميان روسانا كانا عدوين لدودين. ومع ذلك، كان على فلينت أن يأتي إلى زاكادور.
[أرجوك، أعد أختي. سأساعدك على الإطاحة بوالدي سأكشف كل الجرائم التي ارتكبها. سأسلمك كل الأدلة. أريد أن تعود أختي إلى الوطن، أريد السلام لعائلتنا. إن حدث ذلك، سأدعم الأمير هيريس]
كان الدوق روسانا ألد أعداء الأمير هيريس، كل المصاعب التي واجهها هيريس كان بسببه. ولاستئصال هذا الشر، عقد صفقة مع ابن الدوق.
[لا أستطيع أن أعد بشيء. لكنني سأحاول تقديم العرض]
[أنا متأكد أنها سترغب بالعودة أختي الضعيفة ليس لديها أطفال. كيف ستصمد في هذا الوضع للأبد؟ ليا جاهلة كطفلة تحتاج إلى الحماية]
كان من المفترض أن يكون القليل من الجهد كافيًا، لكن فلينت هوارد بذل قصاری جهده لإقناعها. لكن ما إن سمعت إليانا اسم داميان روسانا حتى فقدت أعصابها.
“إذا كانت فكرة دميان روسانا، فأنا بالتأكيد لا أوافق ما نوع الصفقة التي عقدتها مع ذلك الرجل؟”
“أعيدكِ بسلامة.”
“لا أثق بالوعود. ليس لدي ما أقدمه، لذا لا يوجد اتفاق.”
أعلنت الإمبراطورة بحزم أنها لا تستطيع تصديق الوعود. بدت وكأنها تحمل ثقل حياتها كلها.
“لا أشعر بالسلام تحت سلطة روسانا هل تفهم إن قلت إن الحياة في فيانتيكا أشد رعبا من الحياة في زاكادور؟”
كانت طفلة صغيرة حبيسة قارورة زجاجية صنعها والدها. حتى بعد أن كبرت، لم تنكسر تلك القارورة. حاولت أن تجد السعادة فيها، لكن الشقوق بدأت من الداخل. في النهاية، حطمتها بيديها. كان جسدها كله مجروحًا ومدمى من الزجاج المكسور، لكن الأمر كان يستحق العناء. هذا ما تعنيه الإرادة الحرة. لقد نجت أخيرا. لم تستطع العودة إلى تلك الزجاجة بمفردها.
“لم أعد أرغب في أن أكون مُستخدمَة من قبل عائلة روسانا. هل تريدني أن أحمل اسم روسانا مجددًا، لأكون أداة بيد الدوق الشاب؟ أفضل أن أحمل اسم زاکادور وأعيش حياة خطرة كشمعة في مهب الريح.”
رغم فشله الواضح، أصر فلينت واستمرت المحادثة المطولة، لكن مهما بلغ عناده، لم ينتصر على من تملك الكلمة الفصل.
“دعني أقدم لك نصيحة. سيكون من الأفضل لك التخلص من أشخاص مثل داميان بدلا من الثقة بهم. هل يخشى من يسعى لتاج الإمبراطور كارثة كهذه؟”
“لا أخطط لارتداء تاج الإمبراطور.”
رد فلينت بحزم، وطلب من إليانا إعادة النظر كان متأثرًا جدا في تلك اللحظة.
“أرجوك أن تعيدي التفكير، بعقل صاف. أنا، فلينت هوارد، ولیس دامیان روسانا أعدكِ بحمايتك. ألا تريدين أن تعيشي بقية حياتك بسلام؟”
عندما أشار فلينت بعينيه، أطلق رجله الخادمة الرئيسية التي تم تقييدها بالقوة.
“إذا قررتِ، فاذهبي إلى بيت الزجاج في قصر الإمبراطورة بعد ثلاثة أيام، في هذا الوقت. سأكون في انتظارك.”
“لا تنتظر. رحلة آمنة في طريقك الصعب.”
التقت عينان زمرديتان بعينين رماديتين فضيتين. تحدث فلينت بوضوح.
“لقد وعدتكِ بالسلام.”
بمجرد أن غادر فلينت غرفة نوم الإمبراطورة، ركعت الخادمة الرئيسية وتوسلت.
“من فضلك، اتخذي قرارًا لمصلحتك. سأكرس نفسي لإعادتكِ إلى المنزل. سأتبعكِ حتى أموت.”
كانت الخادمة الرئيسية وفية مستعدة للتضحية بحياتها من أجل الإمبراطورة. كان واضحًا سبب رضوخها لتهديد فلينت أرادت إنقاذ سيدتها. كانت إليانا تتوق للسلام، لكن كرهها لداميان روسانا كان أشد. كان كرهها أقوى من إرادتها في البقاء. لم تستطع أن تدعه يتحكم بحياتها. ولدا في نفس اليوم ولطالما أدار توأمها ظهره لها أحيانًا، كان يؤلمها بشدة ويترك ندوبا لا تلتئم أبدا.
[يا أختي ادعمي زوجك وكوني إمبراطورة زاكادور. أبي سيساعدك، وأنا أيضا. هذه هي الطريقة الوحيدة لنجاتك أنتِ وزوجك.]
في وقت ما كانت إليانا تأمل أن يهتم بها داميان اهتماما حقيقيا كأخيها، لذا وثقت به وأغدقت عليه حبها، كرست نفسها لمستقبله، وأطاعت أوامر والدها.
[يجب أن تكون عائلتك ميسورة الحال لتعيشي بفخر في بلد أجنبي، هل تعلمين كم أنفقت عائلتك ليصبح زوجك إمبراطورًا؟ أختي، عليكِ رد هذا المبلغ. توقفي عن التفكير في أمور لا طائل منها، وافعلي ما يأمرك به والدكِ. أرسلي لي تقريرا عن عدد قوات الدوق جوناس.]
[يا أختي، لقد أضفتُ أعشابا تساعد على الحمل. اعتني بنفسك واحرصي على إنجاب ابن. لا تقلقي، الإمبراطور مارسيل يحبكِ وكونك لا تزالين إمبراطورة رغم عدم إنجابك أطفالا يثبت ذلك. بالمناسبة، كم عدد جنود الدوق جوناس؟ وهل صحيح أن البابا زار زاكادور؟ عائلتنا تمر بوقت عصيب الآن. ساعدينا.]
لم تستطع إليانا التخلي عن عائلتها المتعثرة. لذا، بصفتها إمبراطورة، زوجة مارسيل، فعلت ما كان ينبغي عليها فعله سرقت أسرارًا من مكتب الإمبراطور ونسخت معلومات عسكرية لتمريرها إلى الجواسيس. كان كل ذلك بهدف إزاحة ولي عهد فيانتيكا واستبداله بشخص يدعمه والدها. كانت تشعر بالذنب الشديد كانت تكذب على زوجها الحبيب وتخون أهل زاكادور. حتى بعد كل تفانيها، تخلت عنها عائلة روسانا عندما كانت في أمس الحاجة إليهم.
[داميان كنتَ مخطئًا. مارسيل لم يعد يحبني لديه محظية أخرى الآن. حتى أنه لا يكترث بما أعانيه. سئمتُ من ارتجافي خوفا كلما أكلتُ، قلقًة من وجود سم بداخل طعامي. سأتسمم بالتأكيد. لقد تسممت مجددا… يؤلمني الأمر كثيرا. وتعلم ماذا أيضًا؟ يقولون إن امرأة عاقرا مثلي لا تستطيع البقاء إمبراطورة. سيسحبون مني لقبي. أنا خائفة. لم أعد أحتمل أريد العودة إلى فيانتيكا، سأطلق مارسيل أرجوك ساعدني على العودة إلى المنزل أتوسل إليك]
وما هو رد داميان على صرختها اليائسة طلبا للمساعدة؟
[هل جننت؟ الطلاق؟ لابد أنكِ فقدتِ عقلكِ بسبب هذا السم. لماذا تخاطر عائلة روسانا بنفسها من أجلك؟ في اللحظة التي تذكرين فيها الطلاق، سنقطع كل الدعم وننكر كل شيء. إليانا كفي عن الغباء وابتسمي للإمبراطور مارسيل إنه من النوع الذي يبكي فرحًا إذا تصرفت بلطف. تمالكي نفسك بعد كل ما فعلته عائلتنا من أجلك، هل تعتقدين أن الطلاق منطقي؟ من الأفضل أن تُخلَعي من أن تُطلّقي. تحملي الأمر. لقد أحسنتِ صنعا حتى الآن. لا تتظاهري بالضعف]
في ذلك اليوم بكت إليانا وهي تحمل رسالة داميان. في النهاية، فعلت ما قاله. صمدت وبقيت إمبراطورة. لكنها تخلت عن كل ثقتها وحبها لتوأمها. كما تخلت عن ولائها لعائلتها. لم تستطع إليانا أن تثق بمن خانوها. ولذلك رفضت فلينت ببرود، حتى عندما تحدث عن السلام.
“فكرتُ، لم يعم السلام حياتي منذ البداية. بعض الناس ببساطة لا يعيشون حياة كهذه. لكنني لم أستطع نسيان نظرة ذلك الرجل. لقد أبقاني مستيقظة.”
عاشت إليانا إمبراطورة زاكادور، وتعلمت قراءة الناس. ربما بسبب سنوات من مراقبة والدها. كانت تتمتع بغرائز جيدة، وقد شحذت هذه الغرائز على مر السنين مع زوجها، أحيانًا، كانت تستطيع تمييز شكل الشخص من خلال عينيه فقط. لقد أنقذها هذا الحس أكثر من مرة.
كانت عينا فلينت هوارد صادقتين بشكل مزعج للأسف، بدا كشخص جدير بالثقة، لم تز إليانا عينين كعينيه من قبل، كانتا مليئتين بالصدق الخالص، دون أي أثر للكذب. شخص بعينيه كهذه سيفعل أي شيء ليفي بوعده. ولهذا السبب لم تستطع إلا أن تشعر بالصدمة.
“هل يمكنني حقا… أن أعيش بسلام؟”
حدسها يدفعها لأخذ يده، أنه سيحميها حتى من داميان روسانا، وأن هذه قد تكون فرصتها الأخيرة لمغادرة زاكادور همست إليانا لخادمتها بنبرة تنهد.
“إليزابيث… هل تعتقدين أن هذه نعمة، وليست مصيبة أخرى؟”
كان تعبيرها غائما.
“الحظ سيكون معك يا جلالتكِ تفضلي وافعلي ما تشائين.”
“ربما كانت هذه نعمة من الرب الذي أشفق علي…..”
كانت غرائز إليانا صائبة عموما. لكن ما كان أقوى من غرائزها هو عدم ثقتها بالدوق الأكبر هوارد.
“الوعود قد تخلف في أي لحظة. كيف لي أن أصدق أن تلك العيون لن تتغير؟ لو أخذت بيد الدوق الأكبر هوارد، لسيطر داميان على حياتي مجددا من الأب إلى الزوج، والآن إلى شقيقي التوأم حتى لو كانوا من عائلتي، لا يمكنني الوثوق بهم. لقد علمني داميان روسانا ذلك.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات