“رأيتَ ذلك بوضوح. أنا وتلك الفتاة لسنا توأمًا. إليانا هي الابنة غير الشرعية التي أنجبها أبي بدافع الجشع.”
اتسعت عينا أديل وأوليفر. لكن فلينت لم ينزعج. بل على العكس تسلل ازدراء واضح إلى صوته.
“هل تقول إنكَ أسأتَ معاملتها لأنها طفلة غير شرعية؟ أنتَ ووالدكَ حقيران ووحشيان إلى أبعد الحدود.”
“هل ستقبل أختي اللقيطة، دوقة كبرى؟ تلك المرأة الغبية التي لا تعرف حتى أنها لقيطة؟”
في تلك اللحظة، استل فلينت سيفه وصوّبه مباشرة نحو رقبة داميان، حاول الفرسان رفع سيوفهم ردًا على هذه الإشارة المهددة، لكن داميان أوقفهم بإشارة.
“علمتُ أن سموكَ ولد في زاكادور. في ذلك البلد، يقال إن الأوغاد لا يصلحون لأي شيء، نشأتَ في مكان كهذا…”
تحرك سيف فلينت وخدش النصل رقبة داميان، سالت قطرة دم، لكن داميان استمر في الكلام.
“أختي ليست الأميرة النبيلة التي يعرفها العالم. اعلم أنه إن لم تتحمل المسؤولية، فمجرد محاولة مساعدتها سيكون عارًا عليها.”
فلينت الذي كان يحدق في وجه داميان، خفض سيفه وقال.
“عارها هو أن يكون لديها أب اسمه ديمتري روسانا وأخ مثلكَ.”
“ماذا تعرف صاحب السمو الذي ليس لديكَ عائلة، وتتحدث عن الوالدين والإخوة؟”
استشاط أديل وأوليفر غضبًا من سخرية داميان، لكن فلينت بوجه هادئ رد.
“إعلم أن روسانا لن تكون قادرة على لمس الدوقة الكبرى هوارد حتی بطرف اصبع.”
“ذلك جيد.”
لسبب ما كانت كلمات داميان تحمل شوكة في داخلها.
“من الحكمة أن تعلم أن زوجتي لن تتعامل مع عائلة روسانا في المستقبل. حتى لو رغبَت في ذلك، فلن أسمح بذلك أبدًا.”
عند سماع كلمات فلينت القاسية، أطلق داميان ضحكة جوفاء.
“أنتَ أيضًا، في النهاية ستجبر تلك الفتاة، كما فعل أبي. يا له من أمر محزن بعد كل هذا القتال والتضحيات، ينتهي بها الأمر مع رجل فظ كهذا؟”
صرَّ فلينت على أسنانه من استهزاء داميان اللاذع. ضحك داميان وأضاف.
“لا بأس. إنها فتاة مطيعة للغاية، كما تعلم لن تكون أقل شأناً من نساء زاكادور.”
“صاحب السمو هذا هراء لا داعي لسماعه بعد الآن. الأهم هو خطورة حالة صاحبة السمو الدوقة.”
عند صراخ أديل الغاضبة أدار فلينت نظره بعيدًا عن داميان، وعندما حاول الفرسان التدخل صرخ داميان بشراسة.
“الجميع، تراجعوا.”
“ولكن أيها الدوق الشاب.”
“تناديني بهذا وتظل تعصيني؟”
“ولكن الدوق….”
بينما كان الفرسان مترددين، قاد أديل وأوليفر الطريق.
“إذا تجرأتم على إيذاء دوق الإمبراطورية الأعظم، فستدفع عائلة روسانا الدوقية ثمنًا باهظًا! كيف تجرؤون حتى على التفكير في ذلك؟ إنه بطل محبوب من الشمس، ألقوا أسلحتكم فورًا.”
عند صرخة داميان الحادة، أنزل الفرسان سيوفهم وتراجعوا جميعًا. أصمَّت كلمات داميان الباردة آذان فلينت وهو يخرج من القصر.
“إذا أردتَ يومًا أن تترك يد أختي، فيجب أن تقتلها، عليكَ أن تتذكر ذلك.”
تم إلغاء المأدبة الكبرى في اليوم الأخير، والتي كان من المقرر إقامتها في مقر إقامة الدوق الأكبر هوارد في العاصمة. زار هيريس قصر صديقه، فعبّس من أجواء الكآبة غير الاعتيادية. كان قد جاء لينصح فلينت بأن يرقص الرقصة الأولى مع الأميرة روسانا ذلك المساء، ويتصرف كما لو كان مغرمًا بجنون. كما كان هيريس ينوي الاعتذار عن فظاظته في ساعات الفجر الماضية.
لكن ما سمعه هيريس كان خبر إلغاء المأدبة في نفس اليوم، وطلب غيلبرت المهذب أن يزور القصر في وقت لاحق، حيث حدث حادث في القصر.
“حادث؟ ماذا حدث لفلينت؟ هل….؟”
“سموه فلينت بخير وصحة. الأمر فقط….”
توقف غيلبرت عن الكلام، وكان تعبيره غير مريح.
“اسرع وتحدث.”
“أنا آسف يا صاحب السمو. أرجو أن تتفهم أنني لا أستطيع مناقشة شؤون هوارد.”
وفي تلك اللحظة ظهر كبير الخدم الآخر، جورج، وانحنى أمام ولي العهد، وقال.
“الأميرة روسانا في حالة حرجة، وقد وصل طبيب العائلة والكاهن المعالج. صاحب السمو الدوق الأكبر في غرفة النوم.”
“الأميرة روسانا مريضة جدًا؟! ماذا يعني هذا؟!”
صرخ هيريس واقتحم القصر. حدق غيلبرت في جورج، أمر فلينت بالصمت وأصدر أوامر صارمة بعدم السماح لأحد بدخول القصر. لكن جورج عصى أمره.
“السیر جورج كيف تجرؤ على عصيان صاحب السمو الدوق الأكبر؟”
“أمر الشمس المستقبلية له الأولوية. هل نسيتَ أن هوارد أيضًا تابع للشمس؟”
“هذه هي أمور عائلة هوارد.”
“لا تنس أن هذا المكان هو هوارد، وفي نفس الوقت، قصر منحته الشمس العظيمة، غيلبرت.”
بدأ جورج يقود ولي العهد هيريس نحو غرفة النوم. وتبعه غيلبرت أيضًا لأداء واجبه.
“سمو ولي العهد يرجى احترام رغبة سموه فلينت سموكَ.”
تظاهر هيريس بأنه لم يسمع صراخ غيلبرت، ثم وجد فلينت يخرج من غرفة النوم بوجه عابس. كان فلينت يتحدث مع طبيب العائلة والكاهن المعالج، وكانت تعابير وجهه جدية. فجأة، تحولت عيناه الرماديتان الفضيتان إلى الرجل الأشقر ذي العينين الزرقاوين. تصلّب وجه فلينت، ثم نظر إلى جورج وبدا أنه يفهم كل شيء.
“غيلبرت، أعط مكافأة سخية للكاهن بالإضافة إلى رسوم العلاج.”
وعند سماع كلمات فلينت لغيلبرت، ضم الكاهن يديه وقال.
“لا يا صاحب السمو إنها ليست قدرة تُمنح مقابل مكافأة، لذا أرجوكَ اسحب ذلك. الله يراقبنا.”
“لقد عبّرتُ عن ذلك بشكل سيء. لقد ارتكبتُ خطأ.”
وقال فلينت بأدب.
“أود أن أُقدّم قربانًا امتنانًا لنعمة الله التي صنعت معجزة اليوم، أرجو قبوله بدلًا من قلة الأدب في عدم حضوري شخصيًا إلى المعبد.”
“إلهنا واسع الفهم. سأنقل الإرادة المقدسة لصاحب السمو الدوق الأكبر.”
بعد أن انتهى من حديثه، تبعه الكاهن المعالج. وبالنظر إلى الطاقة العلاجية التي شعر بها، لم يكن كاهنًا عاديًا على الإطلاق. بدا وكأنه من رتبة رئيس كهنة. صُدم هيريس.
“ماذا يحدث؟ هل الأميرة روسانا مريضة جدًا؟ ولكن لماذا ليست في مقر روسانا وهي هنا؟”
“سامحني يا صاحب السمو، لا أستطيع مناقشة أمور عائلة هوارد.”
ذُهل هيريس لبرهة من صرامة فلينت الرسمية. كان ولي العهد هيريس ينتفض دائمًا عندما يذكر الدوق الأكبر هوارد إن هذه أمورًا عائلية، ويطلب منه عدم التدخل في حياته الخاصة.
نظر اليه هيريس بحذر وقال.
“فلينت، أنا آسف جدًا لما حدث هذا الصباح الباكر. أود أيضًا أن أعتذر لأميرة روسانا….”
“زوجتي في حالة صحية حرجة للغاية، ولا يمكنها استقبال سموكَ يرجى تفهم ذلك.”
أصدر فلينت أمرًا صارمًا لأديل.
“يا كونتيسة إيفانز، احرسي هذا المكان بصرامة لا تنسي أن الدوقة الكبرى تسكن فيه.”
ركعت أديل على ركبة واحدة، وقامت بأداء أعمق تحية عسكرية.
“أنا أديل إيفانز أطيع أوامر سمو الدوق الأكبر الصارمة بحياتي، لن أسمح لنملة واحدة بالاقتراب من سموها الدوقة الكبرى.”
تردد صوت أديل عاليًا، كأنها تريد أن يسمعها الجميع. تنهد هيريس بعمق واستدار.
“صاحب السمو هيريس.”
أوقف صوت فلينت الهادئ هيريس الكئيب، التقى هيريس بوجه غاضب بعض الشيء، بنظرة فلينت.
“ما الأمر يا دوق هوارد الأعظم؟ لا تريد أن أتدخل في شؤون عائلة هوارد.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات