ارتجفت شفتا إليانا بشكل لا إرادي. ضغط الإمبراطور شفتيه بقوة على شفتيها. وبينما ابتعدا همس بهدوء.
“هل كنتِ تعتقدين حقا أنني لن أكتشف شيئا؟”
“لا أعرف عما تتحدث.”
“لقد صبرت عليكِ بما فيه الكفاية يا ليا كل تلك الحيل الصغيرة التي كنتِ تلعبينها….”
“جلالتك هل ما زلتَ تشك بي؟ هذا الجاسوس…..”
قبلها مارسيل مجددا، لم تقاوم إليانا قبلة الإمبراطور ولا الأيدي التي فكت ملابسها. أغمضت عينيها ببساطة. كانت تنوي إبقاء هما مغلقتين طوال الوقت. لكن مارسيل لم يسمح حتى بذلك. رفعها ووضعها على مكتبه وصفع خدها، وأمرها أن تفتح عينيها، غمرها الإذلال.
“إن لم تفتحي عينيك، فسأتوقف. ألا ترغبين في حمل البذرة التي ترغبين بها بشدة؟ إذاً، عليكِ أن ترضيني.”
لم تعد إليانا تطيق معاملته لها كلعبة مهما كانت بحاجة ماسة لطفل، لم تستطع تحمل هذا القدر من الإذلال صفعت يد مارسيل عندما أمسك صدرها، وصرخت بغضب.
“إنسَ الأمر لا أحتاج إلى بذرتك أفضل أن أُعزل وأموت عاقرا!”
بدت كلماتها وكأنها أشعلت شيئًا في مارسيل. استخدم قوته لدفعها إلى الخلف على المكتب. ارتطم رأسها بالمكتب، وتردد صدى صراخها لفترة وجيزة قبل أن يلعن مارسيل ويواصل أفعاله العنيفة. كانت تعلم أنها مضطرة للصراخ. مارسيل، الذي يهتم كثيرًا بالمظاهر، سيتوقف حتمًا إن فعلت… لكن نبرة مارسيل عادت إلى نبرة الإمبراطور.
“إذا جاء أحد، سأتوقف لن أعود لرؤيتكِ مرة أخرى. ربما أبادر بعزلكِ من منصبكِ كامبراطورة. إذا كنتِ تكرهين هذا الأمر لهذه الدرجة، إذاً صرخي يا إمبراطورة.”
لم تتمكن إليانا من الصراخ.
“أعلم أنكِ لم تعودي تحبيني أعلم أن كل ما تريديه هو بذرتي، وسأمنحكِ إياها!”
مع كل كلمة غاضبة صرخ بها مارسيل كان جسده يهتز بعنف.
“انظري إليكِ، مستلقية تحتي الإمبراطورة النبيلة سابقا، تتوسل الآن من أجل طفل…”
في ذلك اليوم، عاملها الإمبراطور كوحش لم يكن هناك أي اعتبار، بل فقط تنفيس عن غضبه. من له الحق في الغضب هنا؟ شعرت إليانا بظلم عميق.
“لهذا السبب لا أطيقكِ حتى لو لم أحبكِ يا ليا، يجب أن تحبيني. الجميع يطلب مني طردكِ، لكنني من يبقيكِ هنا! إن الفعل بدون الحب لا يجلب إلا الألم. أحدثي ضجة. لم تكوني كذلك في لينسغين. أشعري بشيء….”
بدت محاولات مارسيل للتمتع بها مجرد وسيلة أخرى لإذلالها. لكن إليانا تحملت الأمر وفعلت ما أراد لكي تنجو، كان عليها إنجاب طفل انهمرت دموع لا تطاق على وجهها.
“دموعكِ لا تزال ثمينة مثل الجواهر.”
همس مارسيل بكسل وهو يلعق دموعها. استمر المشهد حتى انهارت إليانا من الإرهاق.
“ليا، حبيبتي… كنتُ مخطئًا… لا تبكي. لم أقصد أن أؤذيكِ….”
عندما فتحت عينيها، كان الإمبراطور مارسيل يبكي ويعتذر، ووجهه يملؤه الذنب. رأت إليانا في ذلك فرصة. شعرت بشيء يختفي في داخلها، مع أن ذلك تركها فارغة، إلا أن عقلها أصبح أكثر صفاء.
“أعلم أنكَ فعلتَ ذلك لأنكَ تحبني يا جلالة الإمبراطور. ما زلتَ تحبني، أليس كذلك؟”
نطقت إليانا بكلمات لم تقصدها وهي تغوي الإمبراطور. لقد قررت أن تعيش في عالم المحظيات اللواتي كانت تحتقرهن سابقًا. وبينما كانت إليانا تذرف الدموع بدأ الإمبراطور يزور قصر الإمبراطورة مجددا. منذ ذلك اليوم، أصبحت دموعها سلاحها الحقيقي بدأت إليانا تدرك تماما قوة حب الإمبراطور، أدركت في قرارة نفسها معنى أن تكون نساء القصر الإمبراطوري معتمدات كليا على رضى الإمبراطور، وأن الإمبراطورة لم تكن استثناء. تخلت إليانا عن كبريائها واستعادت دموعها التي كانت تمثل تقشفها سابقا. وبوجه حزين ودموع تنهمر على وجهها، بدأت تلتمس حضن الإمبراطور.
“لا استطيع العيش بدونكَ.”
حتى أنها طرقت باب غرفة الإمبراطور ودخلت بين ذراعيه.
“اشتقت إليكَ كثيرا. لا أستطيع النوم إلا بين ذراعيك.”
حققت إليانا جميع رغبات الإمبراطور في الفراش. لحسن الحظ، لم يأخذها معه كما فعل ذلك اليوم خارج غرفة النوم.
“ليا حبيبتي. أنتِ الوحيدة بالنسبة لي أنتِ الوحيدة التي تحبني بصدق. أرجوكِ كوني لطيفة معي.”
في الحقيقة، كان حبها المستمر هو ما دفعها للتصرف بهذه الطريقة، أكثر من حاجتها للبقاء على قيد الحياة، لولاه لما استطاعت تحمل الإذلال والعار. شعرت إليانا أنها قادرة على فعل أي شيء للهروب من هذا الواقع البائس.
“فلينت هوارد من فيانتيكا يحيي جلالتها، إمبراطورة زاكادور. أرجوا المعذرة عن هذه الزيارة المفاجئة بينما أتقدم بطلب اللقاء الليلة.”
في تلك الليلة تسلل ضيف غير مدعو إلى غرفة نوم الإمبراطورة، ولم يترك لها مجالاً لرفضه .لم تكن تحمل سلاحا، لكن إليانا أمسكت بالخنجر المخبأ في كمها بإحكام.
“الدوق الأكبر هوارد… هل تعتقد حقا أن هذا الوضع له أي معنى؟”
لم تستطع إليانا إخفاء غضبها، فالتفتت إلى الرجل وتحديدًا، كان هذا اللقاء مجبرا، بعد تهديد وصيفتها بترتيبه. مهما كان الحنين إلى رؤية شخص من وطنها لم تكن إليانا تكن أي مشاعر طيبة تجاه ثائر من دولة معادية. كان مثل هذا الاجتماع غير مناسب، بل كان خطيرا.
“هل غضبت دوقية روسانا من تخليي عن فيانتيكا؟ أم أن هذه محاولة من فيانتيكا للتعامل مع خائنة لوطنها؟”
“لم يتوقع فيانتيكا أي شيء من جلالتكِ في المقام الأول.”
“لا شيء؟ أتظنني حمقاء؟ في اللحظة التي أنكرت فيها الإمبراطورة وطنها وبقيت بلا أطفال، تلاشت أحلامها بالتدخل في شؤون زاكادور الداخلية.”
“فيانتيكا ليس لديها مساحة للقلق بشأن هذه الأمور بسبب ظروف عائلتكِ.”
استمر تبادل الكلمات بينهما لفترة طويلة.
“جذور امرأة نبيلة تكمن في فيانتيكا.”
“الجذور؟”
عند هذا المصطلح الذي نسيه الجميع منذ زمن طويل همست إليانا.
“لا أنوي إنكار أصولي هنا، لكنني إمبراطورة زاكادور. أنا زاكادوريان.”
لكي تنجو، عاشت إليانا في حالة إنكار لأصولها، مصرة مرارا وتكرارًا على أنها لیست فیانتيكان بل زاكادوريان. ومع ذلك، ظل وصف فيانتيكان يسبب لها مشاكل.
“هذه هي جذورك يا صاحبة الجلالة. لقد عشتُ في زاكادور عشرين عاما، لكنني لم أنسها لحظة واحدة. وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق عليكِ.”
كان فلينت هوارد، وهو من سكان فيانتيكا يتحدث بهدوء، وله أصل فريد من نوعه، إذ ولد في زاكادور.
لوت إليانا شفتيها وأجابت.
“على عكسك. عشتُ بسلام وسعادة في لينسغين. لسنا متشابهين.”
عانت عائلة هوارد من سلسلة من الماسي، لكن إليانا استمتعت بشهر عسل هانئ في لينسغين كان ذلك ثمن هزيمة فيانتيكا في حرب متهورة شنها الإمبراطور ليوبولد في السنوات الأولى من حكمه. وكجزء من تداعياتها، أُرسل ماكسيميليان هوارد، وهو جنرال فيانتيكا مشهور رهينة إلى زاكادور، حيث أنجب فلينت هوارد. ولد فلينت بعد وفاة والده وسرعان ما فقد والدته، وقضى طفولة مضطربة في لينسغين. وبسبب ولاء ومساعدة أنصار والديه الراحلين نجا فلينت وعاد في النهاية إلى فيانتيكا مع ولي العهد هيريس، وهو ما اعتبره الكثيرون معجزة. لو لم يمت شقيق الإمبراطور ليوبولد الأكبر، جد فلينت قبيل تنازله عن العرش، لكانت حياة فلينت مختلفة تماما.
“جذور…. يا له من أمر يليق بشخص يُدعى ولي العهد المأساوي. لكن لا تحاول أن تربكني بمثل هذه الكلمات. أنا لستُ مثلكَ.”
سخرت منه إليانا.
لقب ولي العهد المأساوي، كان من زاكادور. عندما اكتسب فلينت هوارد شهرته عبر القارة، أدلت إليانا بتعليقات حول خلفية عائلته لتشويه سمعته.
[الدوق الأكبر هوارد هو شخصية مأساوية.]
توفي ولي العهد ألفونسو بسبب مرض أو سبب آخر غير محدد. في فيانتيكا، تنص القواعد على أن الابن البكر هو من يرث العرش، لذا كان هو وحده من يحق له تولي العرش، بغض النظر عن اختلافات الجنس في مجتمعهم. لولاه لما كان هناك وريث واضح ليخلفه. سخر زاكادور كثيرًا من فيانتيكا، متهما إمبراطور فيانتيكا الراحل بتسميم أخيه الأكبر بدافع الجشع. وأججت تعليقات إليانا تلك الشائعات. وبسبب لسانها الحاد تزعزعت صداقة فلينت هوارد القوية مع ولي عهد فيانتيكا.
ومع ذلك، وبينما هو يقف أمامها الآن، ظل وجه فلينت هادئا. فجأة سألها.
“إذاً هل أنت سعيدة الآن؟”
باعتبارها إمبراطورة زاكادور، كانت إليانا محاطة بالثروات. كل ما كانت ترتديه وتملكه كان مزخرفا بفخامة، ومع ذلك بدت وكأنها تحمل عبء معاناة العالم وحزنه.
شعر فلينت بمزيج من الدهشة من التغيير الذي طرأ على هذه النبيلة البريئة، والتعاطف معها.
“وهل أنتَ سعيد بخدمة ابن عدوك؟”
“لم أتوقع منك أن تذكري مثل هذا العنوان القديم.”
“سيتعين عليكَ أن تعتاد على ذلك، لأنه أصبح بمثابة شارة شرف لك الآن.”
رغم السخرية منها باعتبارها إمبراطورة دمية، كانت إليانا، سيدة القصر الإمبراطوري زاكادوريان، تتمتع بسلطة الاطلاع على أكثر المعلومات سرية في القارة. حتى أن البعض قال إنها تعرف أكثر من الإمبراطور مارسيل نفسه.
“هل أتيتَ لتثير خلافا بيني وبين زوجي؟ هذه مهمة تافهة لفارس من فيانتيكا.”
أزالت إليانا حلية فضية من شعرها وأسقطتها في إبريق الشاي، وحركته بأناقة متعمدة. تابعت عيون فلينت تحركاتها. وبعد أن وضعت الزينة جانباً، سكبت الشاي بنعمة راقية، قاطعتها كلمات فلينت التالية.
“لقد جئت لأخذ أميرة روسانا إلى المنزل.”
“نعم…؟”
انسكب الشاي على حافة الكوب.
“ألا تريدين الهروب من هذا الواقع؟ لو أمسكتِ بيدي، ستعيشين بقية حياتك بسلام في وطنك.”
ملات إليانا كوبا آخر بدقة متناهية، لكن نظرتها المنعكسة في الشاي، ارتجفت بشدة. ورغم أنها كبتت مشاعرها بسرعة، لاحظ فلينت التغيير العابر ولتأكيد وجهة نظره، أضاف فلينت.
“هذه هي إرادة داميان روسانا.”
عند سماع هذا الاسم، اكتسبت عيناها الزمرديتان لونا مختلفا، يذكران بالنباتات المورقة ولكنها أصبحت داكنة بسبب شيء آخر في الماضي.
كان الدوق الشاب من عائلة روسانا هو الأخ التوأم لإليانا، كانا في السابق لا ينفصلان، ويسميان بعضهما البعض نصفين، ثم انفصلا منذ زمن طويل. حل الاستياء والكراهية محل المودة والثقة. على الرغم من أن إليانا دعمت عائلتها بثروة هائلة وكرست نفسها لأسرة روسانا إلا أنهم، وخاصة داميان، تخلوا عنها في أكثر لحظاتها يأسا وضعفًا.
“قد لا تصدقين ذلك، لكنه يهتم بكِ.”
قبل أن ينهي فلينت كلامه، رمت إليانا كوب الشاي عليه، غمر الشاي البارد فلينت، مما دفع مساعده إلى التنهد كان الرجل قد حذر فلينت من ذكر اسم داميان، لكن فلينت أصر على كشف الحقيقة. أصبحت عيون إليانا حمراء كالدم.
“كيف تجرؤ على السخرية مني؟”
لم تستطع كبح غضبها. تحطم كوب شاي آخر على الأرض، لكن فلينت تفاداه هذه المرة.
“هل تخطط لاستخدامي كنقطة انطلاق لغزو زاكادور؟ من صاحب هذه الفكرة؟ يا لها من فكرة نبيلة لابد أن هذا من فعل داميان ماذا وعدك ذلك الرجل؟ طريق مختصر للعرش؟”
شهقت إليانا بغضب، واشتعل غضبها كما لو كان داميان نفسه يقف أمامها.
“الإمبراطور أكثر ثقة من داميان روسانا.”
احمر وجهها، وتلألأت عيناها الزمرديتان بالحقد لكن وراء الغضب تكمن خيانة وخداع.
“أنتِ إمبراطورة بائسة يا جلالتك الإمبراطورة. مارسيل زاكادور ليس رجلاً يمكنكِ الوثوق به.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات