باميلا ذكر تلك العجوز التي أرسلت القشعريرة في جسدها، ارتسمت على وجه إليانا الجميل ابتسامة من الانزعاج. محت إليانا تعبيرها وقالت ببرود.
“أريد أن أصلّي بقلب نقي، هل يمكنكَ الامتناع عن استخدام الكلمات البذيئة؟”
“بالطبع، حافظي دائمًا على نقاء جسدكِ وعقلكِ. فقد تثيرين غضب أبينا مجددًا، وقد يترك على جسدكِ الثمين آثار سوط.”
عند سخرية داميان، شعرت إليانا برغبة في الصراخ. ما حدث اليوم في قصر الإمبراطورة كان كافيًا لإرهاقها، كان عقلها معقدًا للغاية وكان داميان يزيدها إرباكا.
أخذت إليانا نفسًا عميقًا وزفرت. اليوم وجدت صعوبة في تحمل الأمر.
“لا بد أن من المريح جدًا أن تلقيني كذبيحة وتتجنب الجلد. أنتَ مقزز، تمامًا مثل أبي. أحيانًا تثير اشمئزازي ولا أطيق ذلك. أتمنى لو لم يكن شخص مثلكَ من لحمي ودمي!”
“أعلم أنكَ تحاول التقرب من صديقتي السابقة دون علم أبي. يا لكَ من محتال ماكر! أن يلاحق أخي التوأم امرأة مخطوبة في سن الزواج! عار يمنعني، أنا أختكَ الكبرى، من رفع رأسي. أين بعتَ أخلاقكَ النبيلة لتفعل مثل هذه الأفعال القذرة؟”
“هاه؟ أنتِ أنتِ….”
انكشفت حياة داميان الخاصة السرية، وعلاقته بليليانا. احمر وجه داميان. شعرت إليانا بتحسن كبير وهي تشاهده يثرثر بغباء.
“هل تعتقد أن تلك المرأة ستتخلى عن منصب ولية العهد؟ هل انجذبتَ لإمرأة لدرجة أنكَ تشبثتَ بالمنصب فور رفض أبي طلب زواج الإمبراطور؟ لا تسيء إلى نبل روسانا، عليكَ أن تحافظ على شرفكَ كدوق شاب سيصاب أبي بخيبة أمل إن اكتشف ذلك.”
“إليانا!”
تردد صوت داميان في المدخل. ضحكت إليانا وقالت.
“بالطبع، بما أنكَ ابن ذلك الأب، ستظن أن مجرد القضاء على ليليانا سيكون كافيًا. لماذا لا تختطفها الآن؟ هل تريدني أن أساعدكَ؟”
أمسك داميان بإليانا من كتفها ودفعها بقوة نحو الحائط. عبست إليانا من الألم في كتفها، لكنها لم تكف عن السخرية منه.
“أرأيتَ؟ هذا كل ما لديكَ. إذا لم تجدِ الكلمات نفعًا، تلجأ إلى العنف، تمامًا مثل أبي الدم لا يكذب.”
“كوني هادئةً!”
ابتسمت إليانا بجفاف عندما رأت وجه داميان المحمر من الغضب والخجل.
“إن كنتَ تريد إخضاعي حقًا، فاحضر سوطًا مثل أبي واستخدمه. من يدري؟ ربما أركع أمامكَ أيضا.”
دفعت إليانا داميان. وللمفاجأة، تراجع بسهولة.
“هيا يا جين. عليّ أن أذهب إلى المعبد لأطهر روحي الملوثة.”
انحنت جين بسرعة لداميان، ثم تبعت إليانا. بدا أنها سمعت صيحات الدوق الشاب خلفهما.
بمجرد دخولها العربة، بدا وجه إليانا مرتاحًا بعض الشيء. وعند وصولها إلى المعبد، بحثت إليانا على الفور عن تمثال ملاك الحظ. كان مظهر ملاك الحظ بريئًا وجذابًا، كان الشكل منحوتًا بدقة بالغة لدرجة أنه بدا وكأنه على وشك الحركة. اعتقدت جين أن التمثال الذي لم يكن سوى قطعة حجرية، يوحي بالحيوية. ولذلك زارته إليانا كثيرًا، بكل إخلاص. كما ضمت جين يديها إلى جانبها.
أغمضت إليانا عينيها وتوسلت: “أعطني عقلاً هادئاً وساكناً لأبقى ثابتةً لا تتزعزع في وجه أي شيء، أعد إليّ ذلك الحدس الحاد، كما في حياتي السابقة التي تغلبتُ فيها على جميع الصعاب مع زوجي السابق وحافظتُ على مكانتي كإمبراطورة.”
تذكرت إليانا للحظة عيني فلينت هوارد. لم تكن تعرف السبب. على اللون الرمادي الفضي الذي رأته في قصر الإمبراطورة المظلم، كانت هناك ألوان أخرى متراكبة.
تمتمت إليانا في نفسها: “رمادي خافت رأيته في مكان مُضاء جيدًا. فضي غامض يلمع في ضوء الشمس.”
شعرت بألم في قلبها، وفي الوقت نفسه، أصبح عقلها واضحًا. في اللحظة التي لمع فيها قرط الأوبسيديان في أذن إليانا، انكشفت عيناها الزمرديتان. حدقت إليانا في الملاك بصمت للحظة، ثم استدارت.
كان ظهور إيزابيلا الأول في المجتمع ناجحًا. حظيت إيزابيلا بإشادة واسعة من الجمهور، حتى أن الدوقة روسانا، مرافقتها ووالدتها، شعرت بالفخر. مع أنها كانت خرقاء مقارنة بأختها التي كانت تجسيدًا للآداب، إلا أن ذلك لم يكن مشكلة. كان ذلك لأنها روسانا. في حال غياب المرافقة، كانت الآنسة إليانا، أختها الكبرى، تبقى بجانبها، فلا يجرؤ أحد على المزاح معها.
“إيزابيلا، طقوس البدء لحفل الظهور لا تنطبق على ابنة روسانا.”
كانت إليانا قد قبلت في المجتمع دون أي تنمر منذ ظهورها الأول. وستكون إيزابيلا كذلك لن يجرؤ أحد في المجتمع على نصب فخ لإيزابيلا، بحجة طقوس حفل الظهور، أمام إليانا. كان أفراد الطبقة الراقية منشغلين بالثرثرة خلفهم متسائلين إن كانت علاقة الأختين روسانا وثيقة إلى هذه الدرجة.
“أشعر بعدم الارتياح. الجميع ينظر إليّ ألا يمكنني البقاء في الزاوية؟”
عند همسة إيزابيلا، همست إليانا في أذن أختها.
“إذا كنتِ روسانا، فعليكِ التعود على النظرات. داميان سيصل قريبًا، لذا ابقي قريبة من أخيكِ.”
“وأنتِ أختي؟”
عندما سألتها إيزابيلا، ابتسمت إليانا ابتسامة خفيفة. وعندما اقترب شاب من إيزابيلا تنحت أليانا جانبًا بهدوء.
إيزابيلا، التي رقصت رقصتها الأولى مع والدها الدوق روسانا، رقصت مع ثلاثة رجال حتى الآن. جميعهم قدمهم لها والدها، وكانوا جميعًا شبابا وسيمين من عائلات كريمة. هذا من شأنه أن يزيد من قيمة إيزابيلا. أما إليانا، فقد مرت هي الأخرى بمرحلة صعبة.
تميزت إيزابيلا بسحرها الذي تناقض تماما مع سحر أختها. وعلى عكس إليانا الرقيقة والهشة حظيت إيزابيلا المفعمة بالحيوية والنشاط باهتمام متنوع.
“أين الأخ داميان؟”
سألت إيزابيلا بعد أن رفضت بشدة دعوة شاب للرقص.
“ليس لدي أي فكرة، ماذا أعرف؟”
ضحكت إليانا وهي تراقب ليليانا التي دخلت الشرفة التي دخلها داميان.
في تلك اللحظة التقط سمع إليانا فجأة محادثة قريبة.
“ماذا يقصد زاكادور؟ إرسال رفات الدوقة الكبرى الراحلة هوارد فجأة… هل يحاول المصالحة؟”
وجه إليانا أصبح قاسياً على الفور: “المصالحة… قريباً، سيتقدم زاكادور بعرض زواج سعياً للمصالحة مع فيانتيكا. كانت المقدمة التي جرتني إلى الجحيم في حياتي السابقة على وشك أن تبدأ.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات