وعند سماع كلمات أديل غير المباشرة على غير العادة، انحنى الجميع برؤوسهم في حيرة.
“أليست حالتكَ جيدة جدًا يا صاحب السمو؟ كما أنكما تقضيان وقتًا طويلًا معًا.”
“ماذا كان يفعل سموه بحق الجحيم في كل هذا الوقت؟”
وبعلامة استفهام في أذهان الجميع، ابتسمت أديل بخبث وقالت.
“إذا لم يطلق سراح سموها في الليل، فمن يجرؤ على الشك في حب سموه لها؟”
حينها فقط فهم الجميع المعنى الحقيقي. صفق أحدهم بصوت عال، وفتح آخر عينيه وفمه على مصراعيهما. لكن الجميع وافق.
“لقد نسينا أبسط شيء ألَا يكفي أن تقضيا وقتًا طويلًا معًا في أمسيات هادئة بعد انتهاء جميع الأعمال الرسمية؟”
لم يكن أحد يجهل معنى هذا كانوا جميعًا بالغين ناضجين.
“حتى في الصباح، لا تدع سموها تفوتكَ، وعبّر عن حُبّكَ الجيّاش، سموها ستحب أيضًا قضاء الكثير من الوقت مع زوجها.”
أعرب أحد المرؤوسين عن رغبته الوقحة.
“وإذا أنجبت سموها وريثًا، فسيكون ذلك أفضل هاهاها.”
“أنتَ تقضي كل ليلة مع صاحبة السمو، أليس كذلك؟ أنتَ بخير. سننتظر أخبارًا سارّة.”
تحدّث أعضاء الحرس الأسود بلا تحفّظ، كما لو أنهم عادوا إلى طفولتهم. عند سماع كلمات تكاد تكون صريحة، احمرّ وجه فلينت فجأة.
“کفی. فهمتُ كل ما تقولوه.”
رغم صراخ فلينت العالي، انفجر مرؤوسوه ضاحكين. شكّوا في رغبته، لكن عندما رأوا الخدم يتحدثون عن علاقتهم الطيبة، بدا لسيدهم أنه قوي جدًا في هذا الصدد أيضًا.
“فسموه في النهاية سيد الشمال وأعظم محارب في الإمبراطورية فكيف يكون ضعيفًا؟”
“الجميع، اذهبوا للتدريب.”
لم يستطع فلينت تحمل الجو، فأمر بفض الاجتماع، وتفرّق جميع المرؤوسين.
لكنهم كانوا جميعًا يضحكون. همست أديل بوجهها الأكثر وقاحة.
“الليلة أيضًا، كن مع صاحبة السمو.”
“اسکتي یا أديل. هل ما زال لديكِ الكثير من الطاقة؟”
“إذا كان الأمر يتعلق بمبارزة مع سموكَ، فسأكون ممتنةً.”
أمسكت أديل بغمد سيفها دون أن تُغيّر تعبيرها، ولوّح فلينت بيده.
“ما الذي يزعجكَ؟ أنتَ متزوج رسميًا من صاحبة السمو. هل ستهرب صاحبة السمو؟”
أديل بابتسامة خبيثة، مازحت ثم قالت بهدوء.
“إذا كان لديكما ابن كما يقولون، فلن تكون صبورًا إلى هذا الحد.”
في نظر أديل، بدا فلينت متلهفًا.
“لقد اتفقتما على الزواج واحتفلتما به، فما المشكلة؟”
كان من الواضح أن كلاً من الخدم العاديين وحتى أكثر الإداريين عنادًا كانوا يذعنون لإليانا. فمجرد كونها الدوقة الكبرى هوارد كان بمثابة حاكمة، وبما أن فلينت كان يُحبّها، فمن يجرؤ على عدم احترام الدوقة الكبرى؟
لم تكن الدوقة الكبرى نفسها عاديةً، من حيث القدرات لم تنس أديل إليانا، التي اكتشفت ختم هوارد الذي سلبه الإمبراطور من الدوقية الكبرى.
“لكنها ضعيفة… لا أستطيع إجبارها.”
عند تردّد فلينت غير المعتاد، ضحكت أديل بصوت عالٍ بدت وكأنها قد تأثرت بكلام فلينت.
“الولادة تجربة طبيعية تمر بها كل سيدة نبيلة. سموه فلينت بحاجة إلى وريث.”
وعند سماع كلمات أديل، قال فلينت بصرامة.
“طفل، ليس بعد. تحتاج إلى التعافي.”
أديل، متذكرةً إليانا الضعيفة، وافقت أيضًا.
“بجسدها، بدا أنها لا تستطيع تحمل آلام الولادة. يمكنكما قضاء الليل معا، ولكن تأجيل إنجاب الطفل.”
أي أن الاقتراح كان استخدام وسائل منع الحمل.
“بالطبع، باعتباري تابعةً لهوارد، فإن قول هذا يعد عدم احترام، ولكن بما أن صاحبة السمو هشة للغاية، فأنا أشعر بالقلق أيضًا.”
“أنا لا أحتاج إلى طفل على الإطلاق.”
واصل فلينت حديثه بصوت هامس.
“ابنها المستقبلي سيرث كل ما أملك. ما أهمية التوقيت؟”
“هذه كلمات مناسبة جدًا.”
هذه المرة، شارك فلينت أفكاره الداخلية.
“يبدو أن الجميع في عجلة من أمرهم. كما لو أنني سأموت في أي لحظة.”
بدا أديل جادةً. ربما لأن أديل وفلينت كانا قريبين في السن، وتواريخ ميلادهما متقاربة، كان فلينت أحيانًا يصب غضبه عليها.
“إنهم قلقون بشأن هذا الميراث منذ أن توفي صاحب الجلالة جدكَ، ولي العهد ألفونسو، فجأة.”
“أعلم أن الجميع يتصرفون بإخلاص، لكنني لن أموت أبدًا.”
وردّت أديل على كلام فلينت بحزم.
“بالطبع لا أنا أديل، أقسمتُ على حماية دوق هوارد الأعظم الوحيد حتى آخر رمق. وقد قُبل قسمي، فلا يجب أن يموت تحت أي ظرف من الظروف”
حينها فقط بدأ وجه فلينت يسترخي قليلاً.
“ينبغي لصاحبة السمو أن تعرف مشاعر صاحب السمو فلينت العميقة.”
“عميق؟”
عند رد فلينت اتسعت عينا أديل.
“إن لم يكن هذا عميقًا، فما هو؟ سموكَ تحترق الآن، أليس كذلك؟”
عند سماع هذه الكلمات الوقحة، تظاهر فلينت بعدم سماعها. ضحكت أديل ضحكة خفيفة عند رؤيته.
“لا تقلق. إذا واصلتَ التعبير عن نفسكَ، فستدرك سموها حُبّكَ يا صاحب السمو. وستقع في حُبّكَ. أنا متأكدة من أنها ستبادلكَ نفس الشعور.”
عند هذه الكلمات ضحك فلينت ضحكة خفيفة. وبتعبير نادر عن الانتصار، قال.
“إنها تُحبّني بالفعل، كل ما تحتاجه هو أن تُحبّني.”
أصبح تعبير أديل رقيقًا
“من أين لسموكَ هذه الثقة؟ برأيي، صاحبة السمو….”
تردّدت عبارة في حلقها، لكنها قرّرت ألّا تنطق بها.
التدخل في علاقات الآخرين العاطفية لا ينتهي بخير، من الواضح أن هذا من اختصاصهم.
“فلماذا كل هذا القلق؟ سموها تُحبّكَ، وأنتَ تُحبّها. لا مجال لأحد آخر للتدخل، أليس كذلك؟”
ولم يرد فلينت أكثر من ذلك. كان بإمكانه أن يخبر أديل بصراحة أنه يُحبّها، لكنه لا يُحبّها. لكن عندما حاول أن ينطق بهذه الكلمات مباشرة، كان لسانه يعلق ويشعر بغثيان في معدته.
“لماذا أنتَ متسرع؟ هذا قلب الشمال. كامل أراضي صاحب السمو، والتي لا يجوز لأحد غزوها.”
كما وجد فلينت صعوبة بالغة في التعبير بالكلمات عن مصدر هذا الشعور بعدم الصبر والقلق.
كانت سلطة الدوقة الكبرى، عند توليها زمام الأمور في قصر هوارد، لا هوادة فيها. بعد الزفاف بقليل، اتخذت إليانا إجراء حاسمًا، فاشتدت التوترات في القصر. كان أول ما بدأته هو زيادة عدد الخدم. استخدمت العديد من الموظفين الخارجيين الذين ساعدوا في تحضيرات الزفاف. لم يعترض أي من الإداريين القدامى على ذلك؛ إذ كان عدد الخدم قليلًا جدًا بالنسبة لحجم القصر. مع ذلك، شعر معظمهم بالتهديد من العدد الكبير من الإداريين الجدد الذين عُيّنوا.
اضافة الى ذلك، كانت الدوقة الكبرى تُبدي بالفعل نفورها من الإداريين القدامى حتى أنها كانت لديها خلافات طفيفة مع ميلز، رئيس مكتب الإدارة المالية. وفوق كل ذلك، تولى المدير الجديد بيشوب منصب نائب المدير فور تعيينه.
كان نائب المدير اسميًا فقط، لكن بيشوب مُنح صلاحيات تضاهي صلاحيات ميلز. قالت الدوقة الكبرى لميلز مبتسمة.
“إنه تلرئيس المستقبلي الذي سيخلفكَ، لذا تعامل معه على انفراد.”
وقالت ابيشوب أيضًا أمام ميلز.
“لا تحزن السير بيشوب، مع أنكَ لا تزال نائب المدير، لن أُسيء معاملة بارون تخرّج بمرتبة الشرف من الأكاديمية.”
“سيء؟ إنه لشرف لي يا صاحبة السمو. لقد عرضتِ عليّ منصب المدير المساعد، ولكن لا يمكن أن يكون هناك مديران.”
وبينما كانت هناك ضجة في أماكن أخرى، انفجرت قنبلة حقيقية في مكتب الإدارة المالية. اضطر القائمون على إدارة قصر هوارد القديم إلى التخلي عن أنظمتهم القديمة. ولأول مرة في حياتهم، شعروا بانعدام الأمن الوظيفي. فإذا ما تم تهميشهم هنا فقد تطردهم الدوقة الكبرى. كان الموظفون الجدد الشباب، بدعم من الدوقة الكبرى، أذكياء وسريعي البديهة. خضع الملحق، الذي كان يعمل فيه الإداريون الجدد فقط، لتغيير مذهل.
استاءت إليزا فالين، التي كانت تسكن في الملحق، من كثرة تغيير الموظفين وعدم إطاعتهم لها تمامًا كما كانوا يفعلون سابقًا. بالإضافة إلى ذلك، صدرت أوامر بعدم تزويد إليزا بالقرطاسية من دوقية هوارد الكبرى وتمّت إضافة شرط ينص على أن الوصول إلى بعض البيوت الزجاجية والحدائق يتطلب تصريحًا. كان نطاق عملها محدودًا، والامتيازات التي كانت تتمتع بها تتلاشى. شعر الخدم كالأشباح، بتغيّر وضع إليزا وقرّروا كيفية معاملتها.
“الدوقة الكبرى منزعجة من إليزا فالين.”
“لم يكن الدوق الأعظم مهتمًا بها في البداية.”
لم تكن إليزا، التي لا تزال تملك الكثير من القرطاسية الخاصة بهوارد، تدرك أن مثل هذه الأوامر قد صدرت. كثيراً ما كان النبلاء الأثرياء يطلبون ويستخدمون قرطاسياتهم الخاصة، المنقوش عليها شعار عائلاتهم. في حالة دوقية هوارد الكبرى كان شعار هوارد منقوشاً بوضوح في زاويتي القرطاسية.
“استخدمت إليزا فالين القرطاسية الموجودة في منزل دوقية هوارد الكبرى كما يحلو لها، وكأنها دوقة هذا المكان بنفسها.”
كان فلينت الذي يثق بالكونتيسة فالين، والدة إليزا، يتسامح مع هذا السلوك. في الواقع، كان التعامل مع سيدة مجتمع عادية مثل إليزا مزعجًا للغاية بالنسبة له. لم يظن الأمر ذا أهمية، طالما أنها لم تنتحل شخصيته. بدا له من غير المعقول أن يرتكب شمالي تحت قيادة هوارد فعلًا كهذا.
استخدمت إليزا قرطاسية هوارد ولم تخفي حقيقة إقامتها في القصر الدوقي الأكبر. استخدامها الواسع لأدوات عائلة هوارد المكتبية أعطى انطباعًا بعلاقة وثيقة مع الدوق الأكبر هوارد. وقد كان لهذا تأثير إيجابي على المجتمع، مما زاد من مكانتها. وعلّق البعض بأنه بسبب قرب فلينت من الكونت فالين، فإنه قد يأخذ ابنته كدوقة كبرى.
إليزا فالين، أثناء ملاحقتها لولي العهد، تصرفت في المجتمع الشمالي كمرشحة لمنصب الدوقة الكبرى، وفي قصر هوارد كانت تستغل الخدم كما لو كانت الدوقة الكبرى.
لم تتسامح إليانا مع مثل هذا السلوك السخيف على الإطلاق.
“هل تستخدم الآنسة فالين أدوات هوارد المكتبية؟ لماذا ضيفة؟ ألَا تملك المال لشراء أدوات مكتبية؟”
سألت الدوقة الكبرى السؤال دون أي لوم على وجهها، لكن الجميع انفجروا في عرق بارد.
“هل صاحب السمو فلينت متساهل للغاية، أم أن ثقته في الكونت فالين كبيرة للغاية؟”
ردًا على سؤال إليانا، أجاب مساعد المدير بشكل محرج أن الأمر يتعلق بكليهما.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات